وسط احتجاجات واسعة من جانب جمهور المشجعين خلال اليومين الماضيين، فإن مجلس إدارة نادي كرة القدم الشهير مانشيستر يونايتد بدأ في دراسة عرض هو الرابع من نوعه قدمه المليونير الأميركي مالكالوم غليزر، وفي العرض الأخير رفع الثمن إلى 800 مليون جنيه إسترليني أي ما يعادل مليار ونصف المليار دولار. وبدا أن هذا الملياردير الأميركي الكهل لا يكل ولا يمل من الإلحاح حيث ردت عروض سابقة قدمها لحيازة ملكية النادي العريق الذي يملك نسبة 1 .18 % من أسهم اكتتابه، إلى جانب شركاء من بينهم مليارديرات من جمهورية إيرلندا.
في الوقت الذي تجري فيه المشاورات وراء بوابات مغلقة لإتمام الصفقة، فإن جماهير مشجعي النادي الذي اعتلى عرش الكرة في انجلترا لسنوات طويلة أمام منافسين عتاة مثل نادي تشيلسي وآرسنال الذي انتزع البطولات للسنوات الثلاث الماضية، بدأوا يحشدون أنفسهم للحؤول دون ذهاب ملكية ناديهم إلى الأميركي الذي يعتبر من أباطرة رياضة كرة القدم الأميركية التي تلعب باليد.
يذكر أن نادي مانشستر يونايتد وهو الأكثر ثراء بين مجمل أندية المملكة المتحدة وحتى في العالم كان أول ناد في إنجلترا يطرح أسهمًا للجمهور، ولذلك فهو فضلا عن سمعته الرائدة في ملاعب كرة القدم، فإنه حقق نفسه كمورد استثماري وكثير من العائلات البريطانية التي اشترت أسهما في رأسماله.
وتداعى مشجعو النادي أمس عند بوابات ملعب أولد ترافورد للتعبير عن رفضهم لعرض الأميركي غليزر، وقال المتحدث باسم مساهمي النادي "علينا التحرك سريعا قبل فوات الأوان ووقف طموحات غليزر"، وقال شون بونز "رفضنا لعرض غليزر هو لإحساسنا أنه يريد تحصيل فائدة شخصية له ماليا وسمعة على عاتقنا من خلال شراء مؤسسة كبيرة وعظيمة مثل نادي مانشيستر يونايتد الذي يحظى باحترام وتقدير كبيرين في مختلف أنحاء العالم".
وهناك مليارديرات أجانب اشتروا أندية عريقة، حيث يمتلك رومان إبراهيموفيش الملياردير الروسي الشاب الهارب من بطش الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نادي تشيلسي الذي يمثل الواجهة الأرستقراطية في العاصمة لندن، كما يمتلك الملياردير المصري محمد الفايد نادي فولهام اللندني حيث اشتراه العام 1999 في تحد لصانعي القرار السياسي والاقتصادي في لندن الذين خاض معهم الفايد معارك كثيرة امتدت لعشرين عامًا.
وسيلعب نادي مانشستر يونايتد غدًا الأحد على ملعب الألفية في كارديف عاصمة مقاطعة ويلز على نصف النهائي لبطولة الاتحاد الانجليزي لكرة القدم، وتزامنًا ستسير مظاهرتين شعبيتين في ملعب اولد ترافورد وملعب الألفية احتجاجًا على عرض غليزر.
وفي الختام، قال متحدث باسم مجلس إدارة مانشيستر يونايتد إن قرارًا برفض أو قبول عرض غليزر سيصدر في غضون هذا الأسبوع، على أكثر تحديد.
الــــــمــــــــصــــــــدر 
مليار ونصف المليار دولار لشراء يونايتد 
الوضع العادي
