المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 10/02/2005, 05:03 PM
قلم مثقف بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 21/01/2004
المكان: الظهران
مشاركات: 1,453
يوم عاشوراء وفضل صيامه ... والتنبيه على ضلال الرافضة وطقوسهم فيه......

أولاً: خصوصية عاشوراء وفضل صومه:


جـاء في فضل عاشوراء أنه يوم نجَّى الله فيه نبيه موسى - عليه الصلاة والسلام - والمؤمنين معه، أغـــرق فيه فرعون وحزبه؛ فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قدم المديـنـة، فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ " فـقـالـوا: هــــذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرّق فـرعـون وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فنحن أحق وأوْلى بموسى منكم" فصامه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر بصيامه (البخاري، ح/2004، ومسلم، ح/11330). وقـد جاء بيان فضل صيام يوم عاشوراء في حديث أبي قتادة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سئل عن صوم عـاشوراء، فـقــــال: "يكفِّر السنة الماضية"، وفي رواية: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفـــر السنة التي قبله"(رواه مسلم، ح: 1162) وفـي حديث آخر: "ومن صام عاشوراء غفر الله له سنة"(رواه البزار، انظر: مختصر زوائد البزار 1/407، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب: 1/422 بل إن صيامه يعدل صيام سنة، كما في رواية: "ذاك صوم سنة"(رواه ابن حبان: 8/394، ح/3631. قال شعيب الأرناؤوط: إسناده على شرط مسلم). ويصور ابن عباس - رضي الله عنه - حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - على صيـامـه فيقول: "ما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يتحرَّى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشــوراء، وهذا الشهر، يعني: شهر رمضان" رواه البخاري، ح/2006) قال بن حجر - رحمه الله - تعالى -: ولا يعني هذا تفضيله على يوم عرفة، فإنه يكفر سنتين، ويتميز بمزيد فضل لما يقع فيه من العبادات والمغفرة والعتق، ثم إنه محفوف بالأشهر الحرم قبله وبعده، وصومه من خصائص شرعنا، بخلاف عاشوراء، فضوعف ببركات المصطفى - صلى الله عليه وسلم -. (الفتح: 4/292).



ثانياً: حالات صوم عاشوراء:

مرّ صوم يوم عاشوراء بأحوال عدة (انظر: اللطائف: 102 ـ 109)

الحالة الأولى: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم عاشوراء بمكة، ولا يأمر الناس بصومه.

الحالة الثانية: لما قدم الـمدينة وجد اليهود يصومونه، فصامه وأمر الناس بصيامه، حتى أمر من أكل في ذلك اليوم أن يمـسك بقية ذلك اليوم. وكان ذلك في السنة الثانية من الهجرة؛ لأنه قدم المدينة في ربيع الأول.

الحالة الثالثة: لمـا فرض رمضان في السنة الثانية نُسِخَ وجوب صوم عاشوراء، وصار مستحباً، فلم يقع الأمر بصيامه إلا سنة واحدة (الفتح: 4/289).

ويشهد لـهـــذه الحالات أحاديث، منها: حديث عائشة - رضي الله عنها - قالت: كانت قريش تصوم عـاشـــــوراء في الجاهلية، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصومه، فلما هاجر إلى المدينة، صامه وأمر بصيامه، فلما فرض شهر رمضان قال: "من شاء صامه، ومن شاء تركه" (رواه مسلم، ح: 1125). وعن الرُّبَيِّع بنت معوِّذ قالت: أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: "من كان منكم صائماً فليتمَّ صومه، ومن كان أصبح مفطراً فليتم بقية يومه"، فكنا بعد ذلـك نـصـومـه، ونصوِّم صبياننا الصغار منهم، ونذهب بهم إلى المسجد، ونصنع لهم اللعبة مـن العهن، فنذهب به معنا، فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم، حتى يتموا صومهم"(رواه مسلم 1136".

الحالة الرابعة: الأمر بمخالفة اليهود في صيام عاشوراء: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحب موافقة أهل الكتاب فيما لم يؤمر فيه بشيء"(كما صح عن ابن عباس في البخاري: ح 5917) حتى أُمر بمخالفتهم، ونُهي عن موافقتهم، فعزم على أن لا يصوم عاشوراء مفرداً، فكانت مخالفته لهم في ترك إفراد عاشوراء بالصوم.

ويشهد لذلك أحاديث منها: عـــــن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: حين صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم عــاشــــوراء، وأمــــر بصيامه، قالوا: إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فــإذا كــان العام المقبل ـ إن شاء الله ـ صمنا الـيـوم الـتـاســع". قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رســـول الله - صلى الله عليه وسلم - (رواه مسلم، ح/1134).



ثالثاً: كيفية مخالفة اليهود في صوم يوم عاشوراء:

يـظـهـر مما تقدم من الأحاديث ـ والله أعلم ـ أن الأكمل هو صوم التاسع والعاشر؛ لأنه هو الذي عزم على فعله النبي - صلى الله عليه وسلم -.



رابعاً: أعمال الناس في عاشوراء في ميزان الشرع:

الناظر في حال الناس اليوم يرى أنهم يخصصون عاشوراء بأمور عـديـدة، ومنها: الصيام ـ وقد عرفنا مشروعيته، ومنها: إحـيـاء لـيـلــة عـاشــوراء، والحرص على التكلف في الطعام، والذبح عموماً لأجل اللحم، وإظهار البهجة والـســــرور، ومنها: ما يقع في بلدان كثيرة من المآتم المشتملة على طقوس معينة مما يفعله الروافض وغيرهم. وحتى نعرف مدى شرعية تلك الأعـمــال فتكون مقربة إلى الله، أو عدم مشروعيتها لتصير بدعاً ومحدثات تُبعِد العبد عن الله؛ فإنــه لا بد أن نعلم جيداً أن للعمل المقبول عند الله - تعالى - شروطاً مـنـهـا: أن يـكـــون الـعـامـــل متابعاً ـ في عمله ـ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وإذا نظرنا في أفعال الناس في عاشوراء ـ سواء ما كان منها في الحاضر أو الماضي أو الماضي القريب(انظر في بدع عاشوراء: المدخل، لابن الحاج: 1/208، 209) ـ رأينا أنها على صور عدة:

أ - مـا كــان مـنـها في باب العبادات؛ حيث خصوا هذا اليوم ببعض العبادات كقيام ليلة عاشوراء، وزيارة الـقـبـور فيه، والصدقة، وتقديم الزكاة أو تأخيرها عن وقتها لتقع في يوم عاشوراء، وقراءة سورة فيها ذكر موسى فجر يوم عاشوراء... فهذه ونحوها وقعت المخالفة فيها في سبب العمل وهو تخصيصه بوقت لم يخصه الشارع بهذه الأعمال، ولو أراده لحثَّ عليه، كما حث عـلـى الـصـيـام فـيــــه، فيُمنع من فعلها بهذا التقييد الزمني، وإن كانت مشروعة في أصلها.



ب - ما كـان مـن بـاب العادات التي تمارس في عاشوراء تشبيهاً له بالعيد، ومن ذلك:

الاغتسال، والاكتحال، واستعمال البخور، والتوسع في المآكل والمشارب، وطحن الحبوب، وطبخ الطعام المخصوص، والـذبح لأجل اللحم، وإظهار البهجة والسرور. ومنها عادات لا تخلو من منكرات قبيحة. وهــــذه فـي أصـلـهــا نشأت وظهرت رد لفعل مآتم الرافضة التي يقيمونها حزناً على مقتل الحسين ـ رضي الله عنه ـ فكان من الناصبة (هم الذين يناصبون آل البيت العداء، في مقابل الرافضة الذين غلوا فيهم) أن أظهروا الشماتة والفرح، وابتدعوا فيه أشياء ليست من الدين، فوقعوا فـي التشبه باليهود الذين يتخذونه عيداً ـ كما تقدم ـ (كما ذكره شيخ الإسلام في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم: 2/129 ـ 134).



أما الاغتسال والاكتحال والاختضاب فلم يثبت فـيــه شيء البتة، ولمَّا أشار ابن تيمية إلى ما روي من الأحاديث في فضل عاشوراء قال: "وكــــل هذا كذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لم يصح في عاشوراء إلا فضل صيامه" (منهاج السنة النبوية 7/39). وبذلك يعرف أن الشرع لم يخص عاشوراء بعمل غير الصيام، وهذا منهج الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ والْيَوْمَ الآخِرَ وذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)) [الأحزاب: 12]. وكم فات علـى أولـئـك المنشغلين بتلك البدع من اتِّباع النبي - صلى الله عليه وسلم - والعمل بسنته!



- مآتم الشيعة (الرافضة والباطنية):

أما بالنسبة لمآتم الشيعة فإنه لا نزاع في فضل الحسين ـ رضـي الله عنه ـ ومناقبه؛ فهو من علماء الصحابة، ومن سادات المسلمين في الدنيا والآخـــرة الذين عرفوا بالعبادة والشجاعة والسخاء...، وابن بنت أشرف الخلق - صلى الله عليه وسلم -، والتي هي أفـضـل بناته، وما وقـــع من قتله فأمر منكر شنيع محزن لكل مسلم، وقد انتقم الله - عز وجل - مـن قـتـلـتـه فأهانهم في الدنيا وجعلهم عبرة، فأصابتهم العاهات والفتن، وقلَّ من نجا منهم.

والذي ينبغي عنــد ذكـر مصيبة الحسين وأمثالها هو الصبر والرضى بقضاء الله وقدره، وأنـه - تعالى - يختار لعبده ما هو خير، ثم احتساب أجرها عند الله - تعالى -.



ولكن لا يحسن أبداً ما يفعله الشيعة من إظهار الجزع والحزن الذي يُلحَظُ التصنع والتكلف في أكثره، وقد كان أبوه عليٌّ أفضل منه وقُتل، ولم يتخذوا مـوته مأتماً، وقتل عثمان وعمـر ومات أبو بـكـر - رضي الله عنهم - ، وكلهم أفضل منه.. ومات سيد الخلق - صلى الله عليه وسلم -، ولم يقع في يوم موته ما هو حاصـــل فـي مقتل الحسين. وليس اتخاذ المآتم من دين المسلمين أصلاً، بل هو أشبه بفعل أهل الجاهلية(الفتاوى، لشيخ الإسلام ابن تيمية: 25/307 ـ 314، واقتضاء الصراط المستقيـم: 2/129-131).



قال ابن رجــب عن يوم عاشوراء: "وأما اتخــاذه مأتماً كما تفعله الرافضــة؛ لأجــل قتل الحسين بن علي - رضي الله عنهما - فيه.. فـهــو من عمل من ضل سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعاً، ولم يأمر الله ولا رسوله باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتماً، فكيف بمن دونهم؟ "(لطائف المعارف: 113). والملاحظ أن مآتم الرافضة في عاشوراء لم تـرتـبــط بأصل إسلامي من قريب أو بعيد؛ إذ لا علاقة لها بنجاة موسى، ولا بصيام النبي - صلى الله عليه وسلم -، بل الواقع أنهم حولوا المناسبة إلى اتجاه آخر، وهذا من جنس تبديل دين الله - عز وجل -.



[align=center]كتبه / سلمان بن يحي المالكي[/align]

اخر تعديل كان بواسطة » الجاحظ في يوم » 10/02/2005 عند الساعة » 05:37 PM
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10/02/2005, 05:08 PM
قلم مثقف بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 21/01/2004
المكان: الظهران
مشاركات: 1,453
[align=center]طقوس عاشوراء عند الرافضة[/align]

حققت وكالة رويترز للأنباء خبطة صحفية لا تقدر بثمن عندما حصل مندوبها في النبطية بلبنان على الصورة التي يشج فيها لبناني شيعي رأس ابنه بالسيف في الاحتفالات التي جرت بذكرى عاشوراء.

وهكذا يقدم بعض أصحاب الفرق المنحرفة الدليل بعد الآخر على ادعاءات أعداء الإسلام، الصورة تلقفتها وسائل الإعلام الإقليمية والدولية وأفردت لها صفحات الجرائد والمجلات وشاشات الفضائيات لتثبت دموية المسلمين وهمجية طقوسهم وبعدها عن الفطرة، إحدى شركات الأفلام الغربية أنتجت فيلماً تسجيلياً بعنوان: "سيف الإسلام" ادعت فيه حب المسلمين للعنف، وولعهم بسفك الدماء، ولم تجد أفضل من احتفالات عاشوراء لدى الشيعة التي يسيلون خلالها دمائهم لإثبات صحة اتهام المسلمين بالدموية.

إن ما تراه من إجرام في حق هذا الطفل البريء هوعبادة في (دين) الرافضة! ذلك هوما يسمونه بـ(التطبير).

ومن طقوسهم أيضاً تقديسهم لكربلاء وتفضيلم لها على مكة المكرمة، ومحاولاتهم للنيل من الكعبة، والتطاول على قدسيتها:

قال جعفر: (إن أرض الكعبة قالت: من مثلي وقد بني بيت الله على ظهري، يأتيني الناس من كل فج عميق، وجعلت حرم الله وأمنه، فأوحى الله إليها أن كفي وقري، ما فضل ما فضلت به فيما أعطيت كربلاء إلا بمنزلة الإبرة غرست في البحر فحملت من ماء البحر، ولولا تربة كربلاء ما فضلتك، ولولا من تضمنه أرض كربلاء ما خلقتك ولا خلقت البيت الذي به افتخرت، فقري واستقري، وكوني ذنباً متواضعاً ذليلاَ مهيناً غير مستنكف ولا مستكبر لأرض كربلاء، وإلا سخت بك وهويت بك في نار جهنم) كامل الزيارات ص 270 بحار الأنوار ج101ص109.



ضرب القامات والصدور:

إن ضرب القامات وشق الصدور والنحيب إحدى خرافات القوم التي يدعي القوم أنها أحد وسائل التقرب لله بها، وكأنهم أضافوا على الله عبادة لم يشرعها وقد يكون الرسول نساها فقاموا بها هم.



وصف الضرب:

يقوم القوم في مناسباتهم الدينية التي تختلف عن السنة من مقتل الإمام علي - رضي الله عنه - ومقتل الحسين وغيرها من قصص اختلقها القوم لهذه العبادة ولكي يبينوا حزنهم على آل البيت، وهذه العبادة تستعمل في كل أرض بها شيعة، ولكنها تتضح بوضوح أكبر في أجزاء من باكستان وإيران والهند والنبطية في لبنان، وهم يختلفون بالوسائل التي يستعملونها في هذه العبادة، ففي الخليج يضربون الصدور والقامات باليد المجردة من باب أنهم واعين ومتحضرين، وفي باكستان ولبنان يضربون القامات باستعمال السيوف والخناجر لسكب الدماء وجرح الجسم، وفي مناطق أخرى بالسلاسل مما صاحب ذلك من قصائد الحزن وكلمات الرثاء لآل البيت، وسب آل أمية وسب الصحابة لكي يرضوا الله بذلك، ولا ننس البكاء والعويل والنحيب رجالاً ونساء وهم ينسبون إلى الأئمة قولهم: " من بكى أو تباكى على الحسين وجبت له الجنة "، والكل يريد الجنة ويسعى لها، ولذلك كل يسعى لزيادة البكاء وإظهار الحزن.



تاريخ ضرب القامات:

أول ما بدأت هذه العبادة كانت بصورة حزن كبير سيطر على الذين بايعوا علياً ثم هربوا عن اللقاء تاركينه وحيداً أمام الجيوش حتى مل علياً ممن معه ومن نفاقهم فخاطبهم ووصفهم بأبشع الصفات من كذب وحقارة وقلة دين وعقل فقال عنهم: (استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم سراً وجهراً فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا) إلى قوله: (لوددت والله أن معاوية صارفي بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلاً منهم) نهج البلاغة ص (224).

وزاد الحزن عليهم عندما كاتبوا الحسين ببيعته ونصرته وعندما قدم تركوه وحيداً فريداً يلاقي حتفه كما تركوا ابن عمه من قبل مسلم وهربوا من حوله وتركوه ليقتل وحيداً فزاد الهم عليهم، وأحسوا بتأنيب الضمير، فبدأوا بعقاب أنفسهم بضرب صدورهم، ولطم الخدود من باب عقاب أنفسهم عما بدر منهم، وعقاب على خيانتهم للحسين ومن قبله مسلم وعلي، وكلما زاد الإحساس بالجرم زاد الفرد منهم الضرب واللطم، والنحيب وشق الصدور، ورفع النواح واستمر كل جيل يعاقب نفسه عما فعله أجداده من خيانة للعهد وخيانة للرب، ومع مرور الزمن وموت أوائل القوم الذين خانوا العهد، وعاقبوا أنفسهم جاء جيل لا يعلم السبب الرئيس لهذه العبادة فظن كل منهم كما كان ينشر علماء الدين أن هذه العبادة حزناً على الحسين وآل البيت فقط، وليست لخيانتهم للعهد والبيعة، واستمر الأجيال تظن ذلك وأن هذه العبادة تقرب لله بحب الحسين، ونسوا أنها أصلاً عقاب من أنفسهم لأنفسهم لخيانتهم البيعة التي برقابهم للحسين، وأنها عقاب الدنيا وعند الله عقاب أشد - بإذنه تعالى -، فسبحان الله كيف غير العقاب إلى تقرب وعبادة.

ويؤكد هذا القول وصف زينب بنت علي - رضي الله عنهما - للشيعة وهي تقول:"يا أهل الكوفة، يا أهل الختر والخذل، فلا رفأت القبرة، ولا هدأت الرقة، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم، ألا هل فيكم إلا الصلف والشنف، وخلق الدماء وغمز الأعداء، وهل أنتم إلا كمرعى على دمنه، أو كفضة على ملحودة؟

ألا ساء ما قدمت أنفسكم، أن سخط الله عليكم وفي العذاب انتم خالدون... أتبكون؟ …أي والله فابكوا، إنكم والله احرياء بالبكاء، فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً فقد فزتم بعارها وشنارها، ولن ترحضوها بغسل بعدها أبداً ..." وهذه الحقيقة التي يحاول الشيعة تغيرها بحجة البكاء على الحسين وهم قاتلوه.



توسع وانتشار ضرب القامات:

هذه العبادة أخذت بالتوسع في العهد الأول بين الشيعة والتشيع، وعندما أراد الشيعة البحث عن عبادات يخالفون بها بني أمية، وأرادوا من خلالها إظهار اختلاف عقيدتهم عن باقي المسلمين، ولذلك سعوا إلى التهويل والتشديد من ضرورة هذه العبادة وضرورة الأخذ بها، فجعلوا لها لباس يميزها وهو السواد بحجة الحداد على الحسين وآل البيت، وعندما جاء زمن البويهيين الذين حكموا إيران والعراق باسم حماية الخلافة العباسية قاموا بتنمية الاحتفالات بهذه المناسبة، وأصبحت جزءاً من الكيان الشيعي، وزاد في الأمر الشاه إسماعيل الصفوي في تحديعه للدولة العثمانية المجاورة له فقام بإعلان الحداد الكامل في العشر الأول من محرم، والحداد يشمل كل البلاط الصفوي في كل عام بل ويستقبل الشاه المعزين والمتباكين في عاشوراء، وكانت هناك احتفالات خاصة لهذا الغرض تجتمع به الجماهير ويحضره الشاه بنفسه، كما أن الشاه عباس الأول الصفوي والذي استمر حكمه خمسين عاماً كان يلبس السواد يوم عاشوراء، ويلطخ جبينه بالوحل، ويتقدم المواكب التي تسير بالشوارع وهي تنشد أناشيد الرثاء للحسين واللعن لبني أمية.

كربلاء لا زلت كرباً وبلا *** كربلاء بعدك سال الدما

كم على تربك لما صرعوا *** من دم سال ومن قتل جرى



دور السفارات البريطانية:

ولا أحد يستطيع لعب الدور البارز الذي لعبته السفارات البريطانية في هذا المجال، فعندما علمت جهل القوم وسذاجتهم قامت السفارات البريطانية في الهند بتمويل هذه المسيرات في الشوارع، وصرف الكثير من الأموال لتهويل هذه المسيرات وبثها على وسائل الإعلام وذلك من باب تشويه الإسلام أمام الغرب، ولذلك قامت هذه السفارات بتعليم الشيعة ضرب القامات على الرؤوس واستعمال السلاسل والسيوف ومنها انتقل الأمر إلى إيران والعراق ولبنان وكانت السفارات البريطانية تتكفل بجميع المبالغ التي تتكلفها هذه المسيرات في كل من الهند وإيران والعراق، وكانت بريطانيا وإلى عهد القريب تحتج بهذه المسيرات وهذه الصور البشعة من الجهل لترد على من يطالبها بالانسحاب من مستعمرتها في الهند وغيرها من الدول، ولا يزال التاريخ يذكر عندما زار ياسين الهاشمي رئيس الوزراء العراقي لندن للتفاوض مع الإنجليز لإنهاء الانتداب وقد قيل له:"نحن في العراق لمساعدة الشعب العراقي كي ينهض من الهمجية والتخلف والوحشية التي يعيشها " وهم يرونه صور للآلاف الناس في المواكب يضربون أنفسهم بالسيوف، كما أروه فلم لمواكب الحسينية في شوارع النجف وكربلاء والكاظمية فأنكس الرأس، وصمت وهو رئيس الوزراء، ولا يزال التاريخ يذكر عندما أعلن أحد علماء الشيعة وهو محسن الأمين العاملي تحريم هذه الأمور في 1352 هـ كاد أن يقتل من رجال الدين أنفسهم، فسبحان الله أي عقل للقوم، وأي دين له ينتسبون.



دور إيران في ضرب القامات:

أخذت إيران منذ إعلانها جمهورية إسلامية على حث الناس لإحياء هذه الأمور وهذه العبادة بل وتمول الشيعة في كل مكان لكي يقيمون احتفالات كبيرة جداً لهذه العبادة، والغريب إن بعض هؤلاء الشيعة لا يجدون قوت يومهم ومع ذلك إيران تمول هذه الاحتفالات وتنساهم بحجة الدين والتشيع، وكل سنة في نهاية هذه الاحتفالات تشاهد هذه الصور المخجلة والصور المقرفة من دماء وضرب للرؤوس والصدور تبث على جميع وسائل الإعلام ويكتب تحتها أعياد المسلمين، فأي تشويه يبحث عنه اليهود على الإسلام أشد من ضرب القامات في الديانة الشيعية.



الاختلاط في ضرب القامات:

إن القوم في الخليج أو في بعض دول الخليج يقومون بهذه العبادة بفصل الرجال عن النساء كما في قطر والمملكة وبعض مناطق البحرين، أما باقي الدول كما في إيران والإمارات والكويت وإن أظهروا الفصل فالخلط بين الجنسين تام بكل صورة، في مقولة لهم أنه كما أن هناك اختلاط في مكة والأمر جليل بحيث لا يلتفت الرجال للنساء فهنا الموقف أجل وأعظم ولذلك لا يلتفت الجنسين لبعضهما البعض ولا ندري بأي عقل يتحدثون بهذا المنطق.

وهناك من يقول: إن أي شاب تعرف على فتاة في ضرب القامات وتزوجا كان من أفضل الزيجات، وباركها الله بحب الحسين، وهناك الكثير مما يحدث داخل هذه الأماكن خاصة وأن القوم يبيحون المتعة واللواط وغيرها من وسائل الجنس الشيطانية، وهذه الدعوى إحدى وسائل زيادة عدد الشيعة بالتناسل، ولا يهم القوم بعدها هل هذا الارتباط محرم أو لا فالأهم زيادة العدد، ولذلك ترى الشباب يحرص على مداومة الحضور في هذه المناسبات في خير وسيلة للقاء الجنس الآخر بصورة محمية من رجال الدين، فمن يفرط بهذه الفرصة.



النهاية:

هذه عقيدة القوم وهذه عقولهم فهم يبكون على الحسين ولا ندري ما يبكيهم، فهل يبكون الحسين لأنه دخل الجنة، أم هل يبكون الحسين لأنه من شباب الجنة، أم هل يبكون لأن الحسين عند ربه راضياً مرضياً، أم أنهم يبكون لأنه لقي ربه في الفردوس الأعلى - إن شاء الله -.

والحقيقة أنهم لا يبكون الحسين أبداً بل يبكون مصيرهم ومصير أجدادهم الخونة الذين خانوا الله ورسوله والصحابة وعلي والحسين، يبكون لأن مصيرهم القادم - بإذن الله - جهنم وبئس المصير، يبكون عقابهم في الدنيا فزادهم الله عقاباً قبل الآخرة، وجهلاً فوق جهلهم إنه القادر على ذلك.

قال الله - تعالى -: (قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً. الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً ) فاحمدوا الله أيها المسلمون على أن جعلكم على الهدى، ولم يجعلكم مثلهم على الضلال.



[align=center]موقع المختار الأسلامي[/align]

اخر تعديل كان بواسطة » الجاحظ في يوم » 10/02/2005 عند الساعة » 05:32 PM
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10/02/2005, 05:14 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 01/10/2003
المكان: الامــــــــــــــ العين ــــــــارات
مشاركات: 1,939
مشكوووووورين اخوي
الصراحه موضوع يستاهل التثبيت...
جزاك الله كل خير....
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10/02/2005, 05:15 PM
قلم مثقف بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 21/01/2004
المكان: الظهران
مشاركات: 1,453
[align=center]حج السنة وعاشوراء الشيعة[/align]



هذا العنوان خاطئ، فالحج هو الركن الخامس في الإسلام، وعاشوراء يوم عظيم في التقويم الإسلامي لسبب، وهو أنه يوم نجى الله - تعالى - فيه موسى - عليه السلام -، والمسلمون كما أخبرهم نبيهم - صلى الله عليه وسلم - أولى بنجاة موسى - عليه السلام - من اليهود.

الحج هو نقطة الذروة في العام الهجري، تجتمع فيه أسرار العبادات الإسلامية من عبادات بدنية ومالية ونفسية وفكرية، فالمسلم يطوف ويضحي ويدعو وينقطع عن الدنيا، فهو ذروة فقهية، وفيه يرجم الجمرات خذلاناً للشيطان، وينحر إذعاناً لأمر الله فهو ذروة العبودية، ويسعى بين الصفا والمروة التحاماً برسالة أبي الأنبياء، فهو ذروة أيديولوجية، وفيه يستوي الغني مع الفقير، والقوي مع الضعيف دون اعتبار للون أو لسان فهو ذروة حضارية.

وبعد أداء الفريضة يزور الحاج العاصمة الأولى لدولة الحضارة العربية الإسلامية للصلاة فيها والسلام على منقذ البشرية، وتسجيل الولاء للصف الأول من القادة الذين وضعوا أسس النظام السياسي الذي غيَّر خريطة العالم إلى غير رجعة، فهو ذروة سياسية.

بشقي رحلة الحج هاتين ترتسم شخصية المسلم بشكل كامل، بشقيها الفقهي والسياسي.

في مقابل مشهد الحج، وبالكاد بعد أسبوع على انقضائه، ينعقد عيد غدير خم في النجف الذي يؤمه الشيعة من كل صوب، رسالة العيد هي أحد أركان المعتقد الشيعي، وباختصار شديد: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أوصى لعلي - رضي الله عنه - بالخلافة من بعده، وأن هذه الوصية لم تنفذ، وبلغة العصر: انقلاب سياسي مبكر وقع في دولة الحضارة العربية الإسلامية حال وفاة الرسول - صلى الله عليه وسلم - قاده الخليفتان الأولان، وانحراف في انتقال السلطة.

ثم ترتفع حرارة الجو السياسي لتصل مداها في عاشوراء، حيث البراءة من النظم السياسية التي احتوت الحضارة العربية الإسلامية فيما بعد، وتوريثها وزر مقتل الحسين - رضي الله عنه - في مشهد دموي من لطم الخدود، وضرب الأجساد بالسلاسل، ويتكرر ذات المشهد بعد أربعين يوماً.

مشهد الدماء واللطم والإغماء والموت أحياناً ولافتات الوعيد التي شاهدها العالم الإسلامي حية على الهواء للمرة الأولى بعد سقوط العراق لم تكن محط إعجاب كبير لدى شريحة رجل الشارع في العالم العربي والإسلامي لاسيما على خلفية مشهد الحج، وربما ساهم في انسداد الشهية الفكرية عند هذه الشريحة - وهي الأغلبية في كل مجتمع - هي أنها تبني قناعاتها بناءً على المشاهدة وليس القراءة، والبون الشاسع بين المشهدين لم يترك هامشاً واسعاً للاختيار.

يبقى السلوك العام هو أولى الاعتبارات التي يوليها الرأي العام قبل تقرير علاقته مع أية فكرة سياسية، مهما كان المجتمع بسيطاً، فعناد قريش الفكري مع الدين الجديد كسره في أحايين عدة رصيد الرسول - صلى الله عليه وسلم - الأخلاقي قبل الرسالة، ثم شخصه - صلى الله عليه وسلم - بعد البعثة، الذي وصف بأنه كان "قرآناً يمشي على الأرض".

يذكر في هذا المقام أن انتشار الإسلام بين شعوب شرق آسيا لم يتحقق على أيدي دعاة أو ساسة أو مطبوعات ملونة، وإنما أوصله تجار كانت مؤونتهم الدعائية الوحيدة هو سلوكهم، وهيبة طقوسهم الدينية التي صادفت الفطرة الإنسانية لتلك الشعوب، فاستهواهم الإسلام بناءً على مشهد أخلاقي وروحي، ثم نظرت إلى ما وراء ذلك المشهد فارتضته منهاج حياة.

التحول العميق في حياة شعوب شرق آسيا لم يكن قراراً سهلاً، فهم أول من دان بدين سماوي في ذلك الركن من العالم الذي لم تعرف أقوامه غير الديانات البوذية، الأهم من ذلك أن التحول حدث واستمر دون سلطان سياسي، أو حراسة أمنية، وهي حالة أقرب ما تكون للمثالية والنظريات منها للواقع.

المثال الآسيوي هو عكس المثال الإيراني، الذي قادت فيه الدولة الصفوية انقلاباً أيديولوجياً غير أبيض في القرن العاشر الهجري وفرضت المذهب الشيعي، وقامت أجهزتها بحراسة بوليسية للأيديولوجيا الجديدة التي أخرجت إيران من دائرة المذهب العام للحضارة الإسلامية بعد أن كانت معقلاً له، ووقفت الأجهزة الأمنية منذ ذلك الحين حاجزاً أمام محاولات حقيقية للحد من الشرخ مع الخط العام للحضارة العربية الإسلامية وتصفية روادها.

ما دلت عليه فصول التاريخ هو أن المذهب الشيعي بأيديولوجيته وطقوسه قد يمسك بالجغرافية لكنه لا يمسك بالتاريخ، فقد حكم العبيديون ( الفاطميون) شمال أفريقيا زهاء قرنين من الزمان، لكن التشيع - بشقيه الفقهي والسياسي - زال لحظة زوال الكيان السياسي للدولة العبيدية، وعادت مصر إلى الخط العام للحضارة العربية الإسلامية بشقيه الفقهي والسياسي وسط احتفالات شعبية ربما على غرار احتفالات أوربا الشرقية بعد زوال النظم الاشتراكية، وكان لذلك التحول تبعات سياسية استراتيجية بالغة الأهمية في المنطقة العربية، يمكن أن تفهم على ضوئه أحداث معاصرة.

يمكن القول: إن تمدد التشيع خارج مساحاته التقليدية يتطلب حراسة سياسية، أو مؤثر خارجي، أو الاثنين معاً، وأن انتشاره أو انحساره ديموغرافياً في مجتمع ما هو "بارومتر" للواقع الثقافي العام لذلك المجتمع، ولعالم الاجتماع العراقي الكبير الدكتور علي الوردي (وهو شيعي) رأي تؤيده الأدلة الميدانية في تفسير ظاهرة تشيع قطاعات من عشائر الجنوب العراقي في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين في ظل حالة التردي الثقافي في العهود الأخيرة للدولة العثمانية.

الأيديولوجية الشيعية ليست أيديولوجية رمادية، بل أيديولوجية أسود وأبيض، وهي سمة إيجابية في عرف الناخب السياسي، لكن مدة خمسة عشرة قرناً من العمل السياسي تكفي للحكم على حظوظ مدرسة سياسية تتراوح أسهمها بين 4- 5% من مجموع الناخبين.

ما ينتظره الناخب من أي مدرسة سياسية هو رؤية مشرقة، وأجندة متجددة، وحيوية قادرة على تجاوز الأزمات.

من بين ما رواه الصحابي الجليل عمرو بن العاص - رضي الله عنه - عن مظاهر الحيوية عند الروم هو أنهم "أسرع الناس إفاقة بعد مصيبة"، وهي سمة بارزة عند الأوربيين المعاصرين الذين أقاموا مؤسسات للإفاقة الفردية والجماعية وإعادة التأهيل.

العكس هو عندما تكون المصيبة هي الثقافة، والحداد هو سمتها، والطقوس هي الضامن لاستمرار المصيبة، وهي التي تنكأ الجراح كلما أرادت أن تندمل، ومن هذا الباب أباح الإسلام الحداد، لكنه حرص على عدم إطالته، فلا حداد فوق ثلاث، لما في الإطالة من شل للقدرات، وإماتة النفوس، وضياعاً للطاقات، والمجتمع أولى بسرعة الخروج من الصدمة، واستعادة الحيوية، والالتحاق بركب الأمم.

وفي هذا السياق فالحج إفاقة لكل "من حج ولم يرفث ولم يفسق"، وإعادة تأهيل للنفوس التي أحبطتها الأخطاء والهموم؟ وهذا هو الفرق بين الشخصية التي تنظر إلى الأمام وتبدأ عامها الجديد بالتفاؤل، والأخرى التي تنظر إلى الوراء وتستهل العام الجديد بالعزاء ومراكمة الهموم.

ليس من شطط الكلام القول: إن ارتباط أيديولوجية التشيع بالحداد ارتباطاً عضوياً، واعتبار القبر واحة للفكر تنهض حوله التجمعات السكانية ومعاهد العلم، وإدامة التوتر النفسي تجاه المحيط الاجتماعي العام، وتحميله وزر مأساة في القرن الأول الهجري، استهلك قدرات هذه المدرسة عبر القرون، وحال دون خروجها من هذه الحلقة والتطور في اتجاه برامج وأجندات أكثر شمولية، وأبقاها خارج الحياة السياسية والثقافية العامة للحضارة العربية الإسلامية، وخارج خيارات الناخب، وظلت خصومتها مع النظم السياسية المتعاقبة على هذه الحضارة موضع اهتمام القوى الخارجية.

انتحال الأقلية لأدوار الأغلبية يضع سجلاتها تحت دائرة الضوء، ويضطرها لاستئناف أدوار في العلن كانت تزاولها في الظل، فقد التقت مصالح "إيران الحوزة" مع مصالح قوى عالمية ضد جارتها المسلمة أفغانستان مرتين خلال عقدين، تارة مع الشيوعية، وأخرى مع المسيحية المتصهينة التي يعتنقها نزلاء البيت الأبيض، التقاء مصالح التشيع السياسي ـ الجناح الفارسي على وجه الخصوص ـ مع مصالح قوى خارجية كروسيا القيصرية والبرتغال في "استكشافاتها الجغرافية"، وأوربا أثناء الفتوحات العثمانية فيها، ضد مصالح الجغرافيا الإسلامية ليس سراً دفيناً، ولم تتأثر هذه المصالح تحت النظم التي توالت على حكم إيران منذ التشيع (الصفويون، القاجاريون، الشاهنشاهيون وأخيراً النظام الحالي) باستثناء دخول إسرائيل على الخط، هذه العلاقات مكانها أراشيف التاريخ لمن أراد الوصول إليها، الحقيقة هي أن أحداً لم يشأ الوصول إليها، لكنها اليوم مبتغى الجميع.

لقد حققت المدرسة الشيعية إبان عقود أو قرون المعارضة نجاحات على صعيد الاستقلال الذاتي المالي والثقافي، ومحاولات استعطاف الرأي العام العربي والإسلامي، وتسويق أيديولوجية المظلَمَة، وانتزعت ولاءً لا يتزعزع من الشارع الشيعي، لكن أشهراً قليلة في الموقع الجديد في العراق كانت كافية لبداية مسلسل الأخطاء القاتلة لمدرسة أمضت حياتها السياسية في معسكر المعارضة.

الأهم من ذلك هو تآكل المصداقية أمام الشارع الشيعي العربي الذي ولد ونشأ واشتد عوده على شعارات تتساقط اليوم أمام الواقع.

يبقى من حق الشيعة ممارسة طقوسهم التي حفظتها التعددية الثقافية والفقهية للحضارة العربية الإسلامية على مر العهود، ولكن ليس من حق المذهب الشيعي تقديم نفسه في لحظة اختلال في تاريخ هذه الحضارة على أنه هو وجه الإسلام الصحيح.

أما أهل السنة، فمن حق حضارتهم وتاريخهم عليهم الإفاقة والإدراك أن المعني بصراع الحضارات هي الألوان الأساسية للحضارات وليست أطيافها، وهم أحد تلك الألوان، وحسبهم أن الجيوش الأمريكية والأوربية عندما تدخل المنطقة العربية ليست بحاجة إلى من يذكرها أي ديار وطأت، وأي أنف مرغت، وأي مناهج تغير، ومؤازرة من تحتاج! وللقارئ متعة الاسترسال بهذه التساؤلات التي تضع الكثير من النقاط على الحروف.

الحديث عن السنة والشيعة ليس حديث فتنة طائفية، وإنما تعاملاً مع الواقع السياسي الحقيقي للمجتمع، وإخراجاً لأحاديث الغرف المقفلة إلى الهواء الطلق، وحسبنا أن تقسيم الأمريكان للمجتمع العراقي لم يكن على أساس البعث والشيوعية والليبرالية لعلمهم أنها طلاءات خارجية، وأن الانتماء السياسي الذي يفطم عليه الإنسان هو الانتماء الحقيقي.

ومن نفس المنطلق يستمر الحديث في أوربا عن البروتستانتية والكاثوليكية بعد قرون من إقصاء الكنيسة عن الحياة العامة، لكنه ليس حديثاً عن فروقات مذهبية، وإنما عن مآلات نمطين مختلفين من التفكير؛ مدرسة متصلبة أعجزها التجديد والتطوير فأفلت في الأفق السياسي العالمي، وأخرى براغماتية متجددة هي المسؤولة عن المدنيات التي تسود العالم اليوم كأمريكا وبريطانيا وكندا وأستراليا ونيوزيلندا.

وعندما تتنافس حضارات العالم الكبرى ( الكونفوشية واليابانية والسلافية وغيرها) مع العولمة فإنها في حقيقة الأمر تتنافس مع المدنية المسيحية الأنكلوسكسونية البروتستانتية، أما فرنسا فلم تنجها أمومتها للعلمانية من قذف العالم لها بالكثلكة في قضية منع الحجاب.

لا خلاف أن هذا الموضوع ليس مادة مثالية لجدالات برامج الإثارة الفضائية الحية، أو برنامجاً انتخابياً لحزب من الأحزاب السياسية، أو حتى حديثاً لناطق باسم هيئة، لكن تجاوزه في المطبخ السياسي لأية حركة سياسية يحرق الطبخة، وحسبنا أن الذين رشقوا فرنسا بالكثلكة هم المفكرون في حين صمت السياسيون!

أما عاشوراء، فمعنىً بحاجة إلى تصويب، مثل مئات المفاهيم المعطوبة في القاموس الإسلامي، ليعود رمزاً لتراكم الإرث الإنساني في كنف الرسالات السماوية.




[align=center]ربيع الحافظ
كاتب من العراق مقيم في بريطانيا[/align]


اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12/02/2005, 12:31 AM
قلم مثقف بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 21/01/2004
المكان: الظهران
مشاركات: 1,453
بنت الزعيم العيناوي

جزاك الله خير والله يعينّا على طاعته ...
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 12/02/2005, 12:48 AM
فيو
تاريخ التسجيل: 25/01/2002
المكان: .. الحـــبيــ الرياض ـبـه ..
مشاركات: 15,376
[frame="8 80"][align=center]
جزاك الله كل خير أخوي [grade="00BFFF 4169E1 0000FF 00008B 4169E1"]الجاحظ [/grade] ...
والله يجعل هالعمل في موازين حسناتك ... وإن شاء الله نكون ممن صاموا عاشورا وتقبل الله عملهم ،،




الفيروسه الزرقاء[/align]
[/frame]
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12/02/2005, 07:34 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 06/04/2004
المكان: جامعة كل الحلا وزين الصفاتي. مانلومك لو مدحت البرتقاله. منحرم من شوف لابست العباتي. شوفها ما كل مخلوقن يناله. لو تشوف بنات القصيم مفرعاتي. ان تحط البرتقاله في الزبالة
مشاركات: 1,913
جزاك الله خير الجاحظ
اضافة رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13/02/2005, 06:30 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 07/02/2005
المكان: الرياض
مشاركات: 305
جزاك الله خير اخوي .. وجعله الله في ميزان حسناتك ..
اضافة رد مع اقتباس
  #9  
قديم 16/02/2005, 11:44 AM
قلم مثقف بالمجلس العام
تاريخ التسجيل: 21/01/2004
المكان: الظهران
مشاركات: 1,453
max666

حياك الله وجزاك الله خير ..



==================================

رفيف

جزاك الله خير والله يتقبل منّا ومنكم ...
اضافة رد مع اقتباس
  #10  
قديم 27/02/2005, 10:12 AM
موقوف
تاريخ التسجيل: 16/03/2004
المكان: نــــجــــد الحبيبة
مشاركات: 263
زاكم الله خير ياشباب.. لكن انتبهوا هذي المواضيع حساسة ... وانتبهوا للأخطاء لان فيها مساس للعقيدة بغير قصـد
اعانكم الله ووفقكم.. الرجاء التأكد من كل حرف يكتب..
كاتب الموضوع الرجاء التدقيق في الموضوع..
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 03:23 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube