بسم الله الرحمن الرحيم

سلاحنا الوحيد

في هذا العصر النووي عصر الذرة تتسابق دول العالم إلى تقنية جنودها بأحدث أسلحة الدمار الشامل الجرثومية والكيماوية والنووية المحرمة دوليا حتى تؤكد هيمنتها وتفرض نفسها كدول عظمى لا تقهر لأن السلاح هو مقياس القوة وقد ملك العالم الغربي من الأسلحة مالا نستطيع تخيله فضلاً عن امتلاكه حتى أصبح يحكم العالم بالحديد والنار وللأسف فإن الأمة الإسلامية تقبع في مقدمة ركب هذا العالم المحكوم الذي لا يملك من أمره شيء ولكن الحقيقة أن الغرب لم يتفوق على المسلمين بقوة هذه الأسلحة فقط بل إن المسلمين أنفسهم هم الذين سلموا رقابهم له لما تخلوا عن الإسلام وانشغلوا ببهارج الدنيا وأعرضوا عن العلم وتركوا الإعداد الصحيح ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبونا به عدوا الله وعدوكم)
ورغم ضعف المسلمين وتخلفهم الصناعي والعسكري إلا أنهم متمسكين بالوعد الرباني بأن العاقبة لهم مهما طال ليل الظالمين ومهما كانت قوة المعتدين
(( ويأبى الله إلا أن يتم نوره ))
وقد وهبنا الله عزوجل نحن المسلمين سلاحاً لا يملكه سوانا سلاح لو أحسنا استخدامه لدانت لنا الدنيا ولهابنا الأعداء
سلاح استخدمه الرسل وانتصر به الأنبياء وأنصف به المظلومون وتعلق به الصالحون إنه الدعاء ((وقال ربكم ادعوني استجب لكم )) السلاح الذي أغرق فرعون ودمر ثمود وأهلك عاد وهزم المشركين في بدر ودحر الصليبين في حطين وصد المغول عن بلاد الإسلام
اتهزء بالدعاء وتزدريه * وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطيء ولكن * لهـتا أمد وللأمد انـقـضاء
ولكي نستفيد من هذا السلاح كما ينبغي يجب علينا أن نعمل الأسباب التي تجعلنا مجابين الدعوة وأولها الإخلاص في الدعاء لله عزوجل (( ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين )) ومن الاسباب كذلك اطابة المطعم والمشرب والملبس (( اطب مطعمك تكن مجاب الدعوة ))
وعلى المسلم أن يتحرى أوقات إجابة الدعوة التي نصت عليها السنة المطهرة كالدعاء بين الأذان والإقامة وفي الثلث الأخير من الليل وغيره من الاوقات والأزمان الفاضلة فرب دعوة صادقة من قلب صادق كان لها قبول عند الله عز وجل تنفرج بها هموم كثير من المسلمين