16/01/2005, 07:35 PM
|
زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 11/11/2004 المكان: شبكة الزعيم
مشاركات: 748
| |
الكبيران جعفر عباس وصالح الشيحي الكاتبان الممتعان جعفر عباس وصالح الشيحي من كبار الكتاب وافضلهم لدي في القت الحاضر يكتبان في صحيفة الوطن السعوديه لهما اسلوب نقدي رائع فصالح يتميز بالاسلوب النقدي الهادف والواضح اما جعفر عباس فيعتمد على المرح والسخريه في كتاباته ولذلك احسست انه عند القراءه في مواضيعهما تتحقق بعض الفوائد والاماني بالاضافه الى ااسلوب المرح المتبع منهما ولذلك قمت بنقله علي افيد وامتع من يقراه وكل من يدخل ويقرا يقول لي ما رايه بهما
انهيار
صالح الشيحي
في 17/11/1425هـ نقلت لنا الصحف المحلية خبر حادثٍ مُحيّر، أصبح يتكرر بين حينٍ وآخر، ويُخلّف وراءه العديد من علامات الاستفهام.
دعونا نتحدث عن هذا الحادث ـ أرجو أن يكون الأخير بالفعل. حيث يقول الخبر الذي أوردته صحيفة اليوم حينها : لقي شخصان مصرعهما فيما أصيب عدد من الأشخاص بإصابات مختلفة عقب (انهيار) سقف مسجد بمخطط 91 بالدمام أثناء عملية الإنشاء. وبين مدير الهلال الأحمر بالمنطقة الشرقية أن فرقتين إسعافيتين باشرتا الحادث حيث تم نقل واحد من العمال أصيب بـ(انهيار عصبي) إلى مستشفى الدمام المركزي!
وأوردت الصحيفة أن المسجد المنهار لم تحتمل (أعمدته) السقف الخرساني الجديد فانهار على العمال الذين كانوا يباشرون العمل فمات اثنان وأصيب الثالث بانهيار عصبي ونجا. وفتحت إدارة الدفاع المدني ملف التحقيق في الحادث لمعرفة أسبابه..!
ـ كم تعجبني حكاية فتح التحقيق في الحوادث لمعرفة أسبابها!
ـ حسناً ؛ سننتظر إغلاق الملفّات.. وستغلق.. متأكد من ذلك..
ما أنا لستُ متأكداً منه هو: هل ستعلن أسباب هذا الحادث على الملأ؟
هل سنقرأ تشهيراً بالمقصّر سواء أكانت مؤسسة، أم مقاولا، أم مكتباً هندسياً؟
وهل سنقرأ عن عقوبات؟
أرجو ذلك..
ـ الشيء بالشيء يذكر؛ لا أحتاج للقول إن عمارة المساجد من أفضل الأعمال التي وصى الله عز وجل بها.. ألا تتفقون معي أنه من الصعوبة بمكان أن تُقنعَ مُحسِناً أن يَصرَفَ النظر عن إقامة مسجد أو جامع إلى : بناء دار للأيتام أو مركز صحي أو معهد للحاسب أو مدرسة ابتدائية أو دار لطباعة الكتب أو مركز صحي.. لكن من الممكن أن يتم إقناعه أن يبني شيئاً من هذا جوار الجامع أو المسجد أو ملاصقاً لهما؟
ما أعلمه ويعلمه كثيرون ممن قرؤوا عن دور المساجد في صدر الإسلام أنها لم تكن تخصص للصلاة وحدها.
أرجو ألا أكون مخطئاً!
ذاهب للاستطعام وليس السلام
جعفر عباس
كلما أخبرت شخصا ما بأنني ذاهب إلى السودان في نهاية الأسبوع الجاري، قال: حظك.. تحتفل باتفاقية السلام، وبكل بياخة وجلافة يكون ردي هو أنني ذاهب لزيارة أمي وقضاء عطلة عيد الأضحى معها.. طبعا أنا سعيد بأن الجماعة توصلوا إلى اتفاق يوقف الحرب الأهلية في جنوب السودان، ولكن لماذا يربط الناس بين إجازتي وذلك الاتفاق؟ مالي أنا والاتفاقات سواء تمت في نيفاشا أو أوسلو؟ أنا ذاهب إلى السودان للقاء أهلي وأصدقائي، وسأتناول خلال عيد الأضحى الكمونية والمرارة (أكلات محظورة دولياً، لأنها تسبب سونامي الجهاز الهضمي)،.. ولا سلام على طعام! فلماذا يحسب البعض أنني ذاهب إلى هناك للاحتفال بالسلام؟ لو احتفل آخرون بالسلام أثناء وجودي هناك فقد أكون ضمن المتفرجين، ولكن جيلي شهد كل التحولات الخطيرة في تاريخ السودان الحديث: العبث بالديمقراطية وخيانة الأمانة والعهود في ظل أنظمة منتخبة، والعبث بالوطن كله في ظل أنظمة عسكرية ثلاثة.. كل ذلك يجعلني حذرا لا أفرط في الفرح أو التفاؤل.. يعني الحرب توقفت في الجنوب، وستتوقف حتما في الغرب (دارفور) لأن المكتوين بنيرانها لا يريدون لها أن تستمر.. ولكن من يضمن لي عدم قيام حركة تزعم أنها تريد تحرير شمال شرق السودان.. وأقسم صادقا أنني تلقيت نحو ثلاث رسائل إلكترونية يدعوني أصحابها إلى الانضمام إلى تنظيم سياسي يطالب بفصل منطقة النوبة التي أنتمي إليها (في أقصى شمال السودان وهي غير النوبة المشمولة باتفاقية الحكومة مع جون قرنق وتقع في الغرب الأوسط في السودان، وتتاخم جنوب البلاد).. يا جماعة أنا من الناحية الفعلية منفصل عن السودان بأكمله منذ أكثر من ربع قرن، عندما أتيت إلى منطقة الخليج وصارت علاقتي بالوطن "عابرة" من الناحية الشكلية.. أقصد أن حب السودان محفور في قلبي، فرغم كل البلاوي التي تسمعونها عن السودان فإنني أحمد الله بكرة وعشية على أنه أكرمني وكرمني وخلقني "سودانيا"، ولكن ما قيمة انتمائي إلى هذا التنظيم أو ذاك طالما أنني مقيم في الخليج، وأعتزم الإقامة فيه حتى تجف آخر قطرة من دمي أو آخر قطرة من نفط المنطقة! ولو مد الله في أيامي وشهدت جفاف آبار النفط فالبركة في الغاز!! يعني يا خليجيون "معاكم لين تردُّون للغوص"! لا قدر الله،.. وأنا مثلا لا أعرف شكل ممثلة سودانية واحدة ظهرت خلال العشرين سنة الأخيرة، ولكنني أعرف زينب العسكري حتى لو كانت تعطي ظهرها للكاميرا (ولا يعني هذا بأي حال من الأحوال أنني أتابع المسلسلات التلفزيونية الخليجية الدارمية.. لأنها في تقديري - وذوقي بالمناسبة رفيع - لا تقل ركاكة عن المسلسلات المصرية والسورية والأردنية).
وقد أتى علي حين من الدهر كنت فيه منغمسا في الشأن السياسي السوداني، ولكنني وبصراحة قرفت وزهجت.. تخيل أن تفتح عينك على الدنيا وتسمع وتشاهد نفرا من الزعماء يقودون الحركة السياسية في البلاد ثم تنال الشهادة الجامعية وتصبح موظفا ثم تهاجر خارج وطنك وتتزوج وتصبح أما أو أبا ويسمع عيالك ويرون نفس أولئك الزعماء يقولون نفس الكلام السخيف الباهت الذي سمعته منهم وأنت طفل في الراديو أبو بطارية في حجم الطابوقة.. نفس تلك الوجوه التي سدت نفسي وأنا طفل تملأ اليوم الساحة ضجيجا وتعدنا بتحويل مياه النيل إلى بيبسي!.. لا يا عم أنا ذاهب للاحتفال بالعيد مع أمي وليس باتفاق سلام سيفتح علينا صنابير الكلام.
. |