السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد:
قد نجد من البدائل الشرعية العامة ما يشغل عن المحرمات ومن الحكمة في الدعوة إيجاد البدائل المباحة ولا يلزم أن تكون المحرمات لها بدائل من جنسها مطابقة لها من جميع الوجوه ولا يلزم أن يكون البديل جذاب ومشوق للشخص .
والنشيد الإسلامي جاء بديلا من العلماء من منعها ومنهم من أباحها والقول الوسط أنها مباحة بشروط ولذلك كان لهذا البديل شروط منها:
•أن يكون البديل الذي نقدمه مباح مشروع.
•أن يكون معبر مؤقت(أي عندما نقول أننا نريد أن نعبر بالناس إلى طريق العلم والدعوة والتفقه في الدين فالبديل معبر مؤقت يقل تدريجيا ليصبح له في النهاية منحة أو فرصه في حياته من باب تغيير الجو حتى لاتمل النفوس)
والضابط الشرعي في قضية الأناشيد أن يكون لها فائدة مثل: تعرف الطفل على خالقه، شجاعة الصحابة، الزهد في الدنيا، كره أعداء الدين، الحث على الاخوة والتحلي بمكارم الأخلاق، العمل للآخرة، وصف مآسي المسلمين لتبعث في النفس شيئا ايجابيا للمنافحة عن ألامه.
فالصحابة كان حدائهم:
اللهم لاعيش الاعيش الآخرة:: فاغفر للأنصار والمهاجرة
وقالوا:
تالله لولا الله ماهتدينا::ولاتصدقنا ولاصلينا
فانزلن سكينة علينا::وثبت الأقدام أن لاقينا
وعلي بن أبي طالب كان يقول:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة::كليث غابات كريه المنظرة
اكيلهم بالسيف كيل السندرة
أشعار فيها حماس للنفس على الجهاد ولكنها لم تكن شغل الصحابة الشاغل ولا كانت تلحن مع مؤثرات صوتيه كا آلات الموسيقى، رفع الصوت بشعر أو نثر أو رجز لإثارة الحماس أو الغيرة الدينية في بعض الوقت للمنافحة عن الأمة بالحداء مباح العلماء يقولون: الحداء مباح والغناء محرم والسماع الصوفي بدعة
إذا كانت المسالة تلحين شعر عادي ليس فيها إثارة كامن أو تحريك ساكن ولامؤثرات أشبه بالموسيقى فهذا شي طيب.
والضوابط للأناشيد نذكر ها في خطوات:
•أن لا تلهيه عن سماع القرآن ولاعن طلب العلم ولاعن الواجبات.
•أن يكون الترجيح يسيرا بحيث لا يخرج عن حدالحداءالى حدالغناء .
•أن لا يكون فيها تكسرا وميوعه.
•أن لا تحتوى على آلات الطرب
•أن لا يكون فيها تشبه بأهل الفسق والمجون في الكلمة أو اللحن أو الأداء.
•أن لا يكون المقصود الإطراب ولا تتضمن كلمات أهل الغناء(ياعين-ياليل) ولا تقترن بهز الرؤوس والأيادي والتمايل.
•أن لاتتخذ ديدن للعبد يسمعها في كل وقت وعلى كل حال.
سألت اللجنة الدائمة للإفتاء السؤال التالي:
نحن نعلم حرمة ألاغاني ،وهناك أناشيد اسلاميه فيها حماس وفيها كلمات طيبه فما الحكم؟
صدقت في حكمك بالتحريم على ألاغاني في شكلها الحالي من اجل اشتمالها على كلام بذئ ساقط بل على اشتمالها على ملا خير فيه وإثارة الهوى والغريزة الجنسية وعلى المجون والشر يغري سامعه بالشر، وفقنا الله وإياك لما فيه رضاه.
ويجوز لك أن تستعيض عن هذه ألاغاني بأناشيد اسلاميه فيها من المواعظ والحكم والعبر ما يثير الحماس والغيرة على الدين وينفر من الشر ودواعيه لتبعث نفس من ينشدها ومن يسمعها إلى طاعة الله وتنفر من المعصية وتعدي حدوده إلى الاحتماء بحمى شرعه والجهاد في سبيله لكن لاتتخذ من ذلك ورداء لنفسه يلزمه وعادة يستمر عليها بل يكون ذلك في الفينة بعد الفينة عند وجود مناسبات ودواعي يدعوا إليه كالأعراس والأسفار للجهاد ونحوه وعند فتور الهمم لإثارة النفس والنهوض بها إلى الخير وعند نزوع النفس إلى الشر وجموحها ليردعها عنه ويحذرها منه وخير من ذلك أن يتخذ لنفسه حزبا من القران ويتلوه ووردا من الأذكار النبوية الثابتة فان ذلك أزكى للنفس وأقوى في شرح الصدر وطمأنينة القلب.
الشيخ ابن باز رحمه الله وبقية أعضاء اللجنة الدائمة للإفتاء.
قال الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله : ( الأناشيد الإسلامية كثُرَ الكلام حولها، و أنا لم أستمع إليها منذ مدة طويلةٍ ، و هي أول ما ظهرت كانت لا بأس بها ، ليس فيها دفوف ، و تُؤدَّى تأديةً ليس فيها فتنة ، و ليست على نغمات الأغاني المحرمة ، لكن تطورت و صارَ يُسمع منها قرع يُمكن أن يكون دُفاً ، و يمكن أن يكون غيرَ دُفٍّ. كما تطورت باختيار ذوي الأصوات الجميلة الفاتنة ، ثم تطورت أيضاً حتى أصبحت تؤدى على صفة الأغاني المحرمة ، لذلك: أصبح في النفس منها شيء و قلق ، و لا يمكن للإنسان أن يفتي بأنها جائزة على كل حال و لا بأنها ممنوعة على كل حال ، لكن إن خلت من الأمور التي أشرت إليها فهي جائزة ، أما إذا كانت مصحوبة بدُفٍ ، أو كانت مختاراً لها ذوو الأصوات الجميلة التي تَفتِن ، أو أُدِّيَت على نغمات الأغاني الهابطة ، فإنّه لا يجوز الاستماع إليها ) [ انظر : الصحوة الإسلامية ، ص : 185 ]

من شريط(الاناشيد ضوابط وحاذير للشيخ محمد المنجد )مع اضافات.

جزاك الله الف خير