لا يزال أسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه تنال المزيد من عبارات الإطراء والمديح على رغم مرور ربع قرن على اعتزاله، سفير كرة القدم الحالي وأحد أعظم اللاعبين الذين أنجبهم التاريخ إن لم يكن الأعظم تحدث للموقع الرسمي “للفيفا” على الشبكة العنكبوتية عن آمور عدة فماذا قال؟
واثق من عدم وجود خليفة له (ا ف ب)
السيد جوزيف بلاتر تحدث قبل فترة عن رغبته في تغيير طريقة التصفيات المؤهلة لكأس العالم في أميركا الجنوبية، وذلك لكثرة المباريات برأيك ما النظام الذي يناسب الكرة اللاتينية؟
- أتفق 100 في المئة مع بلاتر، وقد كنت أحد الأصوات التي طالبت بذلك، لأني من ضمن أعضاء هيئة الفيفا وقررت أنا وفرانس بيكنباور بأن التصفيات طويلة، وتؤثر على اللاعبين، لذا علينا التقليص في عدد المباريات من دون شك من الضروري حماية اللاعبين وحماية اللعبة.
يعاني اتحاد أمريكا الجنوبية من مشاكل مادية مقارنة بنظيره الأوروبي وعلى رغم ذلك الفرق السنية أظهرت نجاحاًُ كبيراً كيف ترى ذلك؟
- في أميركا الجنوبية الكثير من الناس يعانون من مشاكل مادية، ولسوء الحظ أعتقد أن البرازيل هي الأسوأ، والفرق الكبيرة كسانتوس وفلامنجو تكاد تفلس، وفي أوروبا الكثير من الفرق تعاني من ضائقات مالية، ولكنهم يملكون خامات جيدة من اللاعبين ويعرفون أين سيصرفون أموالهم. والفرق في أميركا الجنوبية تكاد تفلس لأنها تعاني من الاختلاس، أموالهم تختفي ولا يملكون لاعبين ولا حتى ملاعب فلا يملكون شيئاً أبداً.
بعضهم يقارن الفريق البرازيلي الحالي بفريق 1970 خصوصاً فيما يتعلق بالقوة الهجومية كيف تقوم الفريق البرازيلي الآن؟
- البرازيل دائماً ما يكون لديها لاعبون مميزون على المستوى الفردي، ومن الصعوبة المقارنة لأن اللاعبين البرازيليين موهوبون، ومن وجهة نظري أفضل فريق منظم في تاريخ البرازيل هو فريق 1970، الذي ضمني إلى جانب جيبرسون، وتستاو، وجيرزينهو، ولكن على المستوى الفردي ففريق 1958 هو الأفضل حيث كنت هناك وكان جارنشيا ودلما سانتوس. أما الآن فهناك الكثير من المميزين مثل: كاكا، ورونالدو، واليتون.
كيف ترى الفرق بين كرة القدم الأوروبية ونظيرتها البرازيلية؟
- في السابق كنا نقول: إن الفريق البرازيلي هو الأفضل على أرضية الميدان، ولا يوجد من ينافسنا وخارج النطاق الكروي وبوضوح أكثر إدارياً نحن الأسوأ، الفرق الأوروبية منظمة بشكل جيد، ومرة تحدث لفرانس بيكنباور حول هذا وقال لي إن ألمانيا تحتاج لعشر سنوات للحصول على لاعب مميز، فبالاك على سبيل المثال يبلغ من العمر 28 عاماً، وخلال الثمان أو العشر سنوات الماضية لا يوجد لاعب بحجم بالاك في ألمانيا، وعلى العكس من ذلك فالبرازيل كل يوم يولد نجم، وأبدى لي استغرابه من سوء التنظيم الإداري، ولكن ألمانيا تعاني أيضاً فعلى رغم وصولهم للنهائي العالمي 2002 إلا أنهم لم يفوزوا لكنهم لعبوا في المباراة الختامية، وهذا بسبب وجود تنظيم جيد خارج الملعب.
من اللاعب الصغير الذي سيصبح نجماً كبيراً للمستقبل بتفيز أو روبينهو أو روني؟
- أعتقد أن كاكا سيكون نجماً ولكن بعد ذلك الأمر سيزداد صعوبة عندما تزيد شهرتك، ومعرفة الناس بك، فالضغط سيزداد على اللاعب وحينها عليك إثبات أنك نجم.
هل تعتقد أنه سيكون هناك لاعب بحجمك في المستقبل؟
- الناس دائماً تقارن اللاعبين ببيليه، فكل لاعب يظهر يبدأون بمقارنته بي، ولكن أقول ربما يوماً ما ولكنه لن يكون هناك بيليه آخر، لأن أمي وأبي توقفوا عن الإنجاب، وأرجو أن يتوقف الناس عن المقارنة، فربما تحظون بلاعب يملك المميزات ذاتها، لكن بيليه آخر فمن سيكون مثل بيكنباور في ألمانيا؟ لا أحد.
ماذا تتوقع لمونديال 2006م في ألمانيا؟
- كرة القدم لعبة المفاجآت، فلا يمكن التكهن بما سيحدث في الكأس الأخيرة، رشحت فرنسا والأرجنتين للعب في اللقاء الختامي، وكلنا نعرف ماذا حصل؟ فقد كانت مفاجأة كبيرة ولكني أعتقد أن البرازيل وإيطاليا وألمانيا وإنكلترا ستصل لدور الأربعة ولكن مرة أخرى قد تكون هناك مفاجئة جديدة.
هل تابعت أحداث كأس العالم 1950 وأنت صغير السن؟ كيف كانت الأجواء في البرازيل؟
- كنت صغيراً جداَ لم أتجاوز ثماني سنوات، ولكني أتذكره لأن والدي كان لاعب كرة في بلدتنا وجمع أفراد فريقه لبيتنا للاستماع بالمباريات عبر المذياع، كنا نحتفل قبل المباريات ولكن بعد إحدى المباريات وجدت أبي يبكي، وعندما سألته عن السبب قال لي لقد خسرنا كأس العالم، فلقد كان ذلك بمثابة خيبة الظن التي طالت كل البرازيليين ولكني طلبت من والدي ألا يقلق فعندما أكبر سأحقق كأس العالم له لم أكن أعرف الكثير عندما وعدته ولكن بعد ثمان سنوات في عام 1958م كنت هناك فلقد كانت عطية من الرب وذكرى لا تنسى أبداً.
كيف كان شعورك عام 1958 عندما أصبحت ملكاً للكرة هل كنت تعي حجم ذلك؟
- لا أبداً كنت في السابعة عشرة من عمري وكانت رحلتي الأولى خارج البرازيل، فحلمي كان اللعب مثل والدي ولكن لم يخطر ببالي بأن أكون سيد الفريق الذي حقق كأس العالم.
كيف كان شعورك عندما وصلت للسويد البلد الذي يختلف كثيراً عن بلدك؟
- كانت هناك مفاجآت كثيرة لأن السويد تختلف اختلافاً كلياً عن البرازيل ولكن الشيء اللافت هو أن الفريق البرازيلي كان يضم لاعبين سود في ذلك الوقت وهو الوحيد من بين الفرق فأعتقد بأننا فتحنا مجالاً للاختلاط الاجتماعي لأننا حقيقة فوجئنا بذلك لكنه كان رائعاً.
صف لنا شعورك عام 1962 عندما أجبرت لترك أعضاء فريقك بسبب الإصابة.
هل كان لديك شعورهم بالفوز بكأس العالم؟
- دائماً عندما تصاب تكون محطماً لأنك تستعد طيلة السنة لتكون في هذا المكان، ولكن لحسن الحظ البرازيل فازت بكأس العالم وأنا لعبت في البداية لذا شعرت بالراحة تجاه جمهوري.
في عام 1970 بدوت في في أفضل حالاتك كيف تفسر كل ذلك الإبداع بصراحة؟
- أعتقد أن ذلك حدث لأني كنت مصاباً في بطولة 1966 وكانت بطولتي الأخيرة وبعد خسارتنا في 1966 أول شهرين أو ثلاثة، اعتقدت بأني لن ألعب في كأس العالم مرة أخرى ولكني بعد تفكير مليء وجدت أن باستطاعتي أن أظهر نفسي مرة أخرى للبرازيل والعالم مرة أخيرة وهذه ستكون هي اللحظة والفرصة بأن أكون أفضل من في اللعبة، لذا بدأت للاستعداد ذهنياً وبدنياً وأعتقد أن هذا هو السبب الجوهري لماذا أصبحت اللاعب الذي كان عام1970.