
24/10/2004, 10:38 AM
|
زعيــم فعــال | | تاريخ التسجيل: 17/02/2004 المكان: مُـقيّدة بـأمل
مشاركات: 406
| |
المصيـــر المجهول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام و أنتم بخير
هذه أول قصة أكتبها كتبتها بتاريخ 1/9/1425هـ الساعة 3,10 صباحاً أي أول أيام رمضان
القصة من نسج الخيال فلا الأحداث أو الأسماء تمت للواقع بصلة
أتمنى منكم انتقادها هي الدنيا تقلبنا بين أفراح و أحزان ، سعادة و عناء، فراق ولقاء، شقاء و
بؤس،
فعندما نفرح نعتقد أننا ملكنا الكون بأجمعه ! ! ! و لكن دائما ما تكون لحظات
الفرح واللقاء ماهي إلا فترات بسيطة في حياتنا ، و ما تلك اللحظات إلا بوابة
للعبور لمستقر الحزن و الفراق ، نعم إنه الفراق الذي لا بد منه ، سواء كان
هذا الفراق أبدياًً في هذه الدنيا الفانية ، أم كان وقتيًًا ربما يعقبه لقاء ،
. و لكن الأمر ذلك الفراق الذي لا تعلم ما مصيره. . . . . . . . .
كانت بداية معرفتي بصديقتي تلك في المرحلة الثانوية ، حيث كنت أدرس في الصف
الأول و كانت هي بجواري ، لم أر في حياتي قط مثلها ! ! ! فهي لا تخرج من
حجرة الدراسة إلا للضرورة فقط ، كانت هناك هالة من الغموض تكتنفها، فبات
فضولي يزداد شيئا فشيئا لمعرفة جزءاً يسيرًا عنها ، و لكن ما إن ينطق لساني
بتلك الأسئلة حتى تتبعثر الحروف على شفاه من أسألهن ، و تأبى الكلمات أن
تخرج من أفواههن ـ ربما كان ذلك تضامناً معها ـ كانت علاقتها مع الجميع تحية
الإسلام فقط التي نسمع بها صوتها بالإضافة إلى مشاركتها في المواد الدراسية
، ومع ذلك كانت شهرتها تعلو الآفاق , و قد قيل أن لكل إمرئٍ من اسمه نصيب
و لكن بسمة لم تلتزم بتلك المقولة ( فابتسامتها لا تُرى أبداً حتى خلنا أن
. الابتسامة قد ضلت الطريق إلى بسمة)
و ذات يوم تفاجئت بها تطلب مني اصطحابها إلى المكتبة! ! ! فكانت الدهشة تلك
كفيلة بأن تعقد لساني و تلجمه , و لم يكن أمامي إلا الإذعان ، بدأ الهمس
. بأن العالمة بسمة قد خرجت من برجها العاجي و. . . . . . . . . . .
توطدت علاقتي بها حتى أصبحت أحدثها يومياً عبر الهاتف و كانت ما تتوانى في
مساعدتي و حثي على طاعة الله ، علمت أنها الأخت الوحيدة لأربعة من الأخوة
، حدثتني عن همومها , و شاركتني أفراحي و أحزاني ،
أصبحت أقرب إلي من نفسي ، علمت أنها تحمل قلباً ضعيفاً لا يحتمل الانفعال ـ
هكذا نصحها الأطباء ـ فما كان منها إلا أن رسمت حياتها على ذلك ,,,,
تخرجنا من المرحلة الثانوية , فكانت الأولى على مدرستنا ـ و لا غرو في ذلك
ـ بقسميها الأدبي و العلمي ، كانت لدينا نفس الميول مما ساعدنا على اختيار
. التخصص الجامعي نفسه. . . . . . . . . . .
وفي منتصف العام الدراسي تقريباً انقطعت أخبارها ، فهاتفها دائما مغلقاً وهاتف
المنزل لم يكن بأحسن حالاً عن سابقه فلا مجيب عليه ، ازدادت حيرتي، و ساورتني
الشكوك ، حاولت جاهدةً الاتصال بها و لكن سبلي تلك لم تفلح ، أهملت دراستي
! و نفسي و السبب تلك البسمة المخلوقة الغريبة التي اقتحمت حياتي ! !
و بعد مرور أسبوعين تعاطفت فيها الهواتف مع بعضها البعض , فلم أصدق ما تراه
عيناي فاسمها كان على شاشة هاتفي ، كانت تعتذر مني و تخبرني أنها لم تستطع
الاتصال لمكوثها في إحدى المستشفيات ، وما إن سنحت لها الفرصة لم تتوانى
عن القيام بذلك ، أخبرتني أنها ستسافر إلى الخارج غدًا مساءً لإجراء عملية ، بدأت دموعي
بالانهمار ، ولم أستطع قول إلا أنني سأزورها غداً صباحاً ،,,,
لا أستطيع وصف تلك الليلة فإن قلت أنها معاناة ، ألم ، أحزان وشقاء ،فإنني
حتماً سأبخسها حقها ، و ما إن أشرقت شمس ذلك اليوم حتى كنت أنا قابعةً في غرفتها،
نعم ذهبت و ليتني لم أذهب لم تكن تلك البسمة التي عرفتها منذ سنوات ، كان
وجهها شاحباً و علامات الإعياء تبدو واضحةً عليها، فجسمها لم يكن إلا عظاماً
يكسوها الجلد ، حاولت أن أشد من أزرها و لكن كانت هي من تشد من أزري ، فكانت
دموعي تخذلني ،
فما إن أتلفظ بكلمة حتى سكبت الدمعة تجرها الأخرى ،
أما هي كما عرفتها شامخةً قويةً ـ دمعتها لا تنزل أبداً لأن الدموع تدل على الضعف
و الانكسارـ هكذا كان رأيها ، عانقتها بحرارة فقد حان موعد الفراق ، ناولتني
. مظروفا و أوصتني أن لا أفتحه إلا بعد أسبوع من هذا التاريخ . . .
سافرت لإجراء العملية و كنت يومياً على اتصال بها ، تأخر موعد إجرائها لسوء
حالتها الصحية ، فصادف موعد إجرائها موعد فتح المظروف ,,,
فكانت هذه رسالتها....
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
: غاليتي شوق
ربما كان هذا الكلام آخر كلام بيني و بينك ، غاليتي لقد أحببتك في الله، وكنت
أختي التي افتقدتها ،
ربما تحمل رسالتي في طياتها جزءاً من مشاعري ، مشاعر الضعف التي اتسم بها ،
! و لم أستطع البوح بها إلا الآن وفي تلك الورقة ! ! !
غاليتي حياتي التي عشتها هي حياة فرضها عليّ مجتمعي فما كان مني إلا الاستسلام
له ،
عزيزتي أكتب كلماتي تلك و أنا أطلق العنان لدموعي بالانهمار لأنها ستكون الدموع
! الأخيرة! ! ! ! !
أخيتي كم أنا آسفة لعدم إخبارك بأن نسبة نجاح عمليتي ضئيلة جداً عكس ما قاله
الأطباء لأهلي ، فأنا من طلب منهم ذلك ، فأنا منذ صغري لم أجلب لهم إلا التعاسة
و الشقاء , و الألم و العذاب ، فلا أريدهم أن يتألموا قبل موتي ، فيكفيهم
ذلك بعده ،
غاليتي ,, عند قراءتك رسالتي تلك ربما أكون تحت الأرض ، فلذلك
لم أخفي مشاعري عنك ، لأني أريد أن أكون قوية في نظر من حولي و إن علم أحد
بذلك فسيكون بعد موتي ،،،،
أتمنى منك مواصلة حياتك و ألا تتوقف الحياة عند بسمة
جمعنا الله في الفردوس الأعلى
دمتِ بحفظ الله و رعايته
أختك المحبة :
بسمة
و ما إن أنهيت قراءة تلك الرسالة حتى كانت عقارب الساعة معلنةً مرور ساعة و
. نصف الساعة على بدأ عمليتها . . . . . . . . . . .
فما كان مني إلا أن أظل حبيسة غرفتي ,, و هاهو هاتفي مافتئ عن الرنين ولكن
لا أستطيع الإجابة فأنا لا أريد أن أسمع ذلك الخبر المشئوم خبر رحيلها
فآثرت الهروب من الواقع ولكن إلى متى سيستمر ذلك الهروب؟؟؟؟ أختكم
مجـــــــــد |