فتاة خارقة .. حكاياتها غريبة .. توقعاتها مثيرة .. وأحلامها حقيقة!
صدقوا أو لا تصدقوا.. هذه الحكاية الغريبة في نوعها، الفريدة في وقوعها، والنادرة في حدوثها..
فتاة في نهاية عقدها الثاني، أطلقت على نفسها اسم «روضة» بديلاً عن اسمها الحقيقي الذي لم تذكره حتى لاتكشف عن شخصيتها الحقيقية، فتثير حولها مزيداً من المتاعب هي في غنى عنها، لكنها تملك من الشفافية ما تجعلها تعلم أشياء، وتدرك أموراً لايمكن أن يعلمها أو يدركها الآخرون، وترى في أحلامها، ما قد يأتي به المستقبل - والغيب لله - وتتوقع أشياء تفوق تصور وخيال السامعين وتتحقق في الحياة ويؤكدها الواقع.
لقد عرفت «روضة» بين أهلها بالخارقة، وعرفها زملاؤها في العمل بالصدق في القول والعمل، والبعض منهم يدرك أن رؤياها لاتقبل الشك أو الجدل، ولكن تكتمت أمرها حتى لايذيع صيتها وهذا ما لا تحبه ولا تريد التفاخر به.
هذه الفتاة ليست منجمة ولاتضرب الودع، وحاشا لله أن تدعي معرفة الغيب أو حتى تنسب إلى نفسها هذا! لكن ما يحدث لها من هذه الأمور الغيبية، والأحداث والأحلام الحقيقية هي مشاهد واقعية تؤرق نومها، وتفرض نفسها عليها دون إرادتها، وتخترق عقلها الباطن في نومها ويقظتها، وتهزها من أعماقها، حتى انها تكاد لاتصدق ما يحدث لها، أحياناً تفيق من نومها تنفضها الرعشة، وتتصبب عرقاً وخوفاً، وأحياناً أخرى تسيطر عليها السكينة والطمأنينة إلى حد السعادة، حتى تدرك أن ما تراه في أحلامها يقين.. وفي الحالتين تشعر بأن ما تشاهده في أحلامها وكأنه واقع عايشته بكل كيانها، لاتنسى فيه أو منه شيئاً، تعلم كل دقائقه وتفاصيله حتى انها كادت تصاب بالقلق على نفسها، لكن سرعان ما تهدأ من جديد، عندما يتحقق هذا احللم أو تصدق تلك الرؤيا.
لقد ظلت «روضة» على هذا الحال طوال سنوات عديدة يساورها القلق والتوتر لما تتعرض له، وما قد تعلمه عمن حولها من زملاء وشخصيات، وما تدركه من أحداث مازالت في علم الله وحده، وكم عانت «روضة» من كتمان هذه الأمور، فكيف تكشف عنها فيقول من حولها إنها مدعية أو منجمة أو كاذبة، وكيف تكاشف بها الآخرين فتصدمهم من هول المفاجآت المؤسفة أحياناً والسعيدة أحياناً أخرى، لكن ماذا عساها تفعل وليس الأمر بيدها؟
كتمان الأمر
أما عائلة «روضة» فقد علموا ما تملكه ابنتهم من قدرات خاصة، تفوق تصورهم أحياناً، لكنهم كانوا حريصين على تكتم أمرها حتى لاتصبح عرضة للسخرية أو للتهجم من البعض ممن لايعرفون حقيقة ما تعرفه أو يحدث لها، وحتى لاتكون سبباً لاهتمام الناس بها والتفافهم حولها إذا عرفوا حقيقتها وهذا ما لا يريدون حدوثه!
وهناك كثيراً من الأحداث والوقائع شاهدتها روضة في أحلامها بعضها عالمية وأخرى عربية ومحلية وتحققت على أرض الواقع، بعض من هذه الأحلام أفصحت عنها والأخرى عجزت عن ذكرها لما فيها من حساسية أو غرابة وقد لايتقبلها المتلقي فالتزمت روضة فيها الصمت وهي تعاني معرفة ما لاتستطيع أن تقوله.
فتاة خارقة
لكن هناك ما أمكنها ذكره لعائلتها وزملائها في العمل قبل حدوثه، وما أن حدث ما شاهدته في أحلامها حتى أصيبوا بالصدمة من هول المفاجأة ومن هنا أطلقوا عليها «الفتاة الخارقة أو العجيبة» والبعض ادعوا أنها مجرد صدفة، لكن ماذا عندما تتكرر تلك الصدف عدة مرات وفي أمور لايمكن أن تقبل الشك أو التوقع؟!
كل هذه الأمور لم تشغل بال «روضة» ولم تلفت انتباهها ولم تقف أمامها، ولم يسعدها من يصدقها، ولايحزنها من يكذبها أو يرجح الأمر على أنه صدفة، فهناك ما يشغل بالها وهو أهم وأكبر من هذا بكثير.. ودائماً ما تقول لنفسها ويجول في خاطرها هذا السؤال.. ماذا يحدث لها، وكيف تحلم بأمور في الغيب وتحدث في الواقع؟!
الشرق حاورت روضة، واستمتعت إليها بل وناقشتها فيما تقوله، ويحدث لها في أحلامها ويؤكده الواقع، وأخرجت من جعبتها القليل من الكثير، والذي أرادت لنا ذكره على استحياء لا تهدف بذكره شهرة ولن تنال به وساما لكنها أرادت فقط أن تفضفض عما يجيش في صدرها عساها تستريح لما يمثله هذا من عبء على نفسها ثقيل، وقد تضرب مثلاً في كيف يهب الله خلقه من القدرات ما يشاء!
ليلة القدر
تركنا لها أطراف الحديث بعد أن سألناها: متى أدركت من نفسك ذلك وما هو أول أمر شهدته أحلامك؟
- قالت «روضة» أنا والله أعلم علم اليقين بأن ليس هناك بشر يستطيع أن يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى جل شأنه، لكن ما يحدث لي أمر خارج عن إرادتي، بل إنه أمر يلح على نفسي وخيالي وأحلامي غالباً، ولا أدري هل هذه نعمة من الله أم نقمة لكني دائماً أتقرب إلى الله بكل ما أمرنا به رسولنا الكريم، وأتقي الله في كل شيء أفعله بداية من نفسي وعملي ووالدي، وأرجو الله أن يحتسب هذا عنده، ولا أطمع من دنياي إلا في رضا الله ومغفرته.
وتسترسل «روضة» منذ خمس سنوات وبالتحديد في شهر رمضان الكريم، وقبل نهايته بثلاثة أيام، كنت على وشك الانتهاء من ختم القرآن الكريم، وخلدت للراحة قبل صلاة قيام الليل، ولكن غلبتني غفوة فرحت على أثرها في نوم عميق، وشعرت بأن أحداً يوقظني من نومي ويطالبني بأن أشهد منظراً لم أر وجه ولاهيئة ذلك الذي يوقظني لكن هالني صوته الذي مازال صداه في آذني، وأطللت من شرفة نومي ناظرة حيثما أشار لي نحو السماء لأراها تصفو من غيوم السحب تدريجياً وياللعجب فلقد رأيت صفوفاً من الملائكة كالطير بأجنحتها العملاقة تدور ملتفة حول بيت أو مكان أشبه بالبيت المعمور وما أكثر أعدادهم آلاف في الصف وما أجملهم هيئة وأعظم مشهدهم وهم يطوفون حول البيت المعمور، متراصين منتظمين لا خلل في دورانهم ولا حركتهم، وكأني كنت أسمعهم يسبحون بحمد الله.
وعندها اقشعر بدني من عظمة المشهد واستيقظت وأنا أسبح لله ولم أصدق نفسي، وعلى الفور توضأت وصليت قيام الليل وأكملت ختم القرآن.. وعندما سألت والدي قالا لي إن أمس كانت ليلة القدر الموافق يوم 27 رمضان وظل السؤال يراودني هل ما شاهدته كان حقيقة ليلة القدر؟ لكن لماذا أكذب نفسي وما رأيته بعيني لايمكن أن يقبله الشك؟
وبعد مرور أكثر من عام حدث لي خلالها عدة أمور فكم كنت أحلم بأشياء ما تلبث أن تتحقق، بعضها يخص أفراد عائلتي وبعضها زملائي.. حتى أنني يوماً شاهدت أقارب لنا قادمين من سفر بعيد من «الاحساء» وقلت لوالدتي، لكنها تجاهلت الأمر، لأن هؤلاء الأقارب في بلد بعيدة، وإذا جاءوا كان عليهم إبلاغنا، لهذا لم تصدق والدتي رؤياي، وفي صبيحة اليوم التالي فوجئت والدتي بأقاربنا يقرعون الباب ويدخلون وسط ذهول والدتي، لكنها ما أن تماسكت طالبتني بعدم ذكر هذا الأمر لأحد وفعلت.
أيضا.. ذات يوم شاهدت حلماً لصديقة لي في العمل ورأيت أن أمرا ما سيصيب عائلتها بضرر ولكني لم أحدد ماذا سيحدث لهم، وفي اليوم التالي ونحن نتحدث معاً صارحتها بما شاهدته، فابتسمت ولم تعلق على الأمر، وشعرت بأنها لاتصدق رغم علمهم بأن أحلامي تصدق، مثلما حدث في أمور كثيرة معهم يعرفونها.. وفي اليوم التالي ما أن وطأت أقدامي مكان عملي، حتى وجدتها تلاحقني وتقول لي هل تتصوري أن حلمك كان رؤيا حقيقية.. سألتها كيف؟ قالت رغم ما في نفسي من حزن وألم على شقيقتي التي اكتشفنا أمس أنها مصابة بمرض خطير جداً، الأمر الذي أصابنا جميعاً بالصدمة.. لكني وسط هذا كله كان كلامك يرن في أذني، ونظرت إلى والدتي التي كنت قد أبلغتها حلمك فاستعاذت بالله، وبالأمس فقط أدركنا حقيقة ما قلته لنا؟! وهكذا تأكدت زميلتي وأنا من حقيقة حلمي.. ومثل هذه الأمثلة الكثير، لايجب ذكرها لأنها تتعلق بأناس وخصوصيات لا أحب الخوض فيها.
صلاة الأنبياء بالقدس
< سألناها.. هل هناك أمر ذو دلالة خاصة لايمكن لأحد توقعه أو معرفته يمكنك اطلاعنا عليه وذكره؟
- قالت روضة: نعم ذات يوم كنت أتابع أحداث الانتفاضة الفلسطينية أنا وعائلتي، وشاهدت الفلسطينيين يحاولون دخول المسجد الأقصى وجنود الاحتلال تمنعهم.. ووقعت عيني على المسجد.. وسألت والدي ما شكل المسجد من الداخل فأجاب والدي بعدم علمه.
وفي نفس الليلة.. بعد أن خلدت إلى نومي بعد تلاوة أذكاري وصلاة قيام الليل.. شعرت بأن شخصا يوقظني لم أر وجهه وقام بالإمساك بيدي وقادني دون أن أرى يديه لكنه يحدثني وأنا أسمعه.. وقال لي: هذا هو المسجد الأقصى.. ووقفنا أمام صحنه، وأدخلني معه إلى الداخل، وكم كانت المفاجأة عندما شاهدت عدداً كبيراً من الرسل والأنبياء يقفون داخل حجرة صغيرة في صفين وعددهم لايقل عن 20 نبياً - ولا أعلم كيف بلغ عددهم ذهني حينذاك - ورأيت هالة من النور تحيطهم من أسفل أقدامهم وحتى فوق رؤوسهم، وجميعهم في عمر واحد ولون بشرتهم خمرية اللون ويرتدون زيا أبيض شفافا، وعيونهم كالنور تشع بهجة، وفيهم بهاء وهيبة هزتني، وسمعت الرسول الكريم سيدنا محمد [ وهو يتقدمهم ليقيم الصلاة بهم إماماً ويقول الله أكبر عندئذ نظرت إلى أرضية المسجد فكانت عبارة عن حصيرة مفروشة.. فسألت ذلك الممسك بيدي، وقد وقعت عيني على حجرة فيها حصى فسألته عنه.. فأجابني بصوته أنه حصى الجنة يا ابنتي، عندئذ سمعت تكبيرة صلاة الأنبياء حتى انتفضت مستيقظة وأنا أرتعش بشدة وأتصبب عرقاً من هول المشهد وما رأيته.. قمت وتوضأت ثم صليت ركعتين لله.
وفاة الملك حسين
< سألناها.. هل هناك أمور أدركتها في أحلام يقظتك وقد تحققت تلك الأحلام في الواقع؟
- قالت روضة: نعم فذات يوم والملك حسين عاهل الأردن - رحمه الله - كان عائداً من رحلة علاجه الأخيرة وأنا أشاهد خبر عودته مع عائلتي في التليفزيون، وأثناء نزوله سلم الطائرة.. شعرت بأمر غريب وكأنني أحلم ووجدني أهلي أقول لهم دون سابق إنذار أو سبب «هذا الرجل سيموت!! نظر لي والدي وتبعهما بقية عائلتي وأصابهم الذهول لأن الملك كان عائدا بصحة جيدة كما أعلن.. ولم تمر إلا فترة قليلة حتى تحقق حلم يقظتي ولا أعرف كيف تغلب عليَّ هذا الشعور.. وكان الأمر صدمة لوالدي التزما الصمت وهما ينظران لي.. عندئذ أدركوا أن في داخلي شيئا ما؟!
زلازل وبراكين
< لكن.. ماذا عن العالم.. وماذا يراودك الآن، وهل هناك ما دلتك نفسك وراودك خاطرك أو أحلامك عن أشياء تعتقدين حدوثها؟
- لقد حلمت بأشياء كثيرة ستحدث في بعض دول العالم وقاراته، ولا أبالغ عندما أقول أن الولايات المتحدة الأمريكية ستتعرض إلى كارثة كبيرة، وستضربها زلازل وبراكين في بعض مناطقها تصيبها بخسائر فادحة وسيتكرر الأمر حتى يكاد يحدث كل ستة أشهر، وسيأتيهم شيء غريب من فوق يصيبهم بكارثة ولن يكونوا قد استعدوا لها رغم كل تقدمهم في حرب الكواكب، كما سيضرب مدينة الاسكندرية المصرية زلزال سيتسبب في انهيارات كثيرة.
مشكلة العراق
وتقول روضة: إن أزمة العراق تحلها السبل الدبلوماسية، وستظل على حالها من صراعات ودمار حتى عام 2008 إلى عام 2009، خلال تلك الفترة سيحكم العراقيون أنفسهم بأنفسهم وسيسود الهدوء بلادهم، ويبدأ الإعمار من جديد وسيتغير نظام الحكم والحاكم عن الحاليين.
مرض واكتشاف
وتقول روضة: لقد حلمت بأن هناك مرضا معديا سينتشر في المنطقة العربية وسيكون له تأثير كبير على حياتهم العامة، وسيسبب لهم مشاكل ويثير القلق، وسيظل هذا الحال فترة حتى يكتشفوا علاجه.. وسيكون العلاج في البحر سواء في مائه أو ما تحتفظ به في باطنها، وما يحتويه البحر من أسرار. كما سيتم اكتشاف شيء غريب سيشبه السمكة لكن من فصيلة قديمة جداً، تعود إلى عهد سيدنا نوح عليه السلام وسيكون لهذا الاكتشاف أثر بالغ في العلم.
وفاة حاكم
وتقول روضة: ولقد حلمت بأن حاكم دولة كبيرة سواء كان امبراطورا أو رئىسا ذا مكانة عالمية كبيرة سيموت وهذا شعور يراودني بشدة - والله أعلم بالغيب - ولكني أتحدث عن أمر يفرض نفسه عليَّ وقد يريحني ذكره.
داعية إسلامي
وتقول وهي مترددة إنها راودها حلم بأن داعية إسلاميا كبيرا في دولة بالمنطقة العربية - إسلامية - وله أتباع كثيرون، كما أن له تأثيرا كبيرا، سيدعي شيئا ما، وبسببه سيخالفه الناس ولن يطيعوه!
دمار بالصين
وتؤكد أن في غرب الصين سيسقط شيئاً ما، لا أدري طبيعته إن كان نيزكاً أم شهابا، سوف يحدث أشياء كثيرة وتتغير على أثره أشياء كثيرة لكن سيخلف وراءه دماراً.
كلمة أخيرة
كان هذا بعض مما ذكرته لنا روضة - وكلنا يقين أن علم الغيب لله وحده علام الغيوب - وإن كنا قد حجبنا بعض الأمور إنما نحترم من وراء ذلك خصوصية البعض، وقد ألقت بأمانة الاحتفاظ بها علينا، ونحن نلتزم بما تعهدنا به أمانة للكلمة والتزاماً بشرف المهنة.
الشيخ عبد السلام البسيوني: الرؤيا التي تتحقق خصوصية يختص بها الله بعض الناس
يقول فضيلة الشيخ عبدالسلام البسيوني إن هناك رؤى تأتي للإنسان في أحلامه وتتحقق، وهذه خصوصية يختص بها الله بعض الناس، وهناك انكشافات لانستطيع تفسيرها مثلما حدث مع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في واقعة «يا سارية الجبل». ويضيف أنا مؤمن بالكرامات والمعجزات لكنها لاتحدث لكل أحد، وإذا حدثت فالمفروض ألا يحكيها بل يكتمها حتى لاتكون استدراجا من الله له، وبعض من هذه الظواهر نعزوه كنوع من الكرامة الدينية لبعض المؤمنين.
ويؤكد الشيخ عبد السلام أن الكرامات والمعجزات ليست ظاهرة غير طبيعية وليست خرافة ولا فتنة ولا سوءا وليست شراً، فنحن لدينا اعتقاد راسخ الإيمان بالغيب في الحقائق الإيمانية ولكن ليس في التوهمات الظنية.
ويبدو أن الأخت «روضة» صالحة وما تراه رؤيا تتحقق ولعل فيها خيراً، لأن الرؤيا شيء مبشر، وإن كانت ترى رؤىا طيبة لا بأس بها ولعل فيها خيراً، لأن الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءاً من النبوة ويراها المؤمن أو ترى له. ويضيف أن ابن آدم هو سيد الكون، لأن الملائمة لم تنل فرصة ابن آدم، كما أن الشياطين أضعف منه والقرآن والسنة يؤكدان هذه الحقيقة.
وإن كنا نرفض ولا نؤمن بالهلاوس والتخيلات والتوهمات لكن الرؤيا أمر آخر، وليست فيها خرافة أو فتنة ولا سوء أو شر، وكما قلت إننا نعزوها لنوع من الكرامة.
والدكتور طاهر شلتوت: هناك ظواهر لم يستطع العلم الحديث إيجاد تفسير لها
أما الدكتور طاهر شلتوت أستاذ الطب النفسي فيعلق عن حالة «روضة» بقوله: إننا كأطباء علم النفس نفسر الأحلام بأنها صعود لمحتويات العقل الباطن أثناء فترة استرخاء العقل الواعي، بمعنى أنه حينما ندخل في النوم يغيب العقل الواعي ويدخل في فترة من الراحة والاسترخاء ويترك مجال القيادة للعقل الباطن سواء لناحية الجسد فهو الذي يدير حركة التنفس والقلب وخلافه أو لمرحلة الأحلام. ومن هنا نرى أن الأحلام هي مخزون ومكنونات العقل الباطن، ويتم إخراجها على شكل فيلم متكامل أثناء فترة النوم وبالطبع فإننا نستطيع أن نتوقع أن أحداث هذا الفيلم لابد أن تكون ملونة بوقائع مدفونة في العقل الباطن، كما أنها تكون ملونة بأحلام وتخيلات والمزاج العام الذي يحكم الإنسان أثناء النوم، أو في الفترة العامة التي سبقت الحلم، وهذا يجعلنا نستطيع أن نفسر دائماً الأحلام على أنها استكمال لحياة الإنسان الواقعية أو أحلامه التي يتمناها أو يخشى منها لكن تحور وتخرج بهذا الشكل الذي يراه في الفيلم ومن هذا التفسير نستطيع أن نتفهم أن ما يظهر للأخت العزيزة «روضة» قد يكون متوافقاً مع خبراتها الحياتية أو مخاوفها عن أشخاص معينين أو آمالها في المستقبل. وإذا توافقت هذه الأحلام مع الحقيقة فهذا يعني أنها إنسانة واقعية في حياتها وواقعية في أحلامها، تتفاعل مع الحياة بشكل صحي، مما يجعلها قريبة دائماً من الواقع حتى في أحلامها.
ويضيف د. شلتوت ان هناك تفسيراً آخر يضعه علماء البارسيكولوجي - علم ما وراء الأمور النفسية التي لايمكن تفسيرها بما توافر لدينا حتى الآن من العلم الحديث - فعلى سبيل المثال ظاهرة الاستشعار عن بعد وتوارد الخواطر وغيرها من الظواهر التي لم يستطع العلم الحديث ايجاد تفسير مقنع لها، ولكن هناك بعض النظريات التي تفسر بعض هذه الظواهر على أساس أن النفس البشرية لها موجات وتذبذبات معينة تحدد خواصها وتحد من قدراتها البشرية، ولكن بعض أصحاب النظريات المختلفة يشيرون إلى أن استخدام الإنسان لبعض الوسائل العلمية من الاسترخاء والتركيز وخلافه بطريقة منهجية مدروسة قد يؤدي إلى تغير في هذه الذبذبات فتستطيع أن تصل إلى درجة عالية من التواصل مع حقائق الدنيا المختلفة التي لم يكن يستطيع ان يتواصل معها سابقاً وهذا ينطبق على ما تقوله الأخت «روضة» عن أحلامها التي تطابق الواقع سواء كانت في اليقظة أو في المنام.
ويشير د. شلتوت إلى أنه علينا كعلماء مسلمين واجب كبير في إجراء مزيد من البحوث العلمية الإسلامية في هذا المجال وهذا بالطبع يقتضي إنشاء مراكز بحثية نفسية متخصصة تستطيع تحديد أو الخروج بآراء علمية صحيحة تستند إلى واقعنا الديني الذي نعتز به
منقول من جريدة الشرق القطرية