مدريد - خالد يوسف : ربما قد يكون الحوار مع فلورنتينو بيريز أو إيميليو بوتراجينيو ، أو زين الدين زيدان أكثر جاذبية لعشاق ريال مدريد ، ولكن الحوار مع المدير الإعلامى الجديد لـ "القلعة" المدريدية له مذاق آخر ، خاصة مع شخصية مثل أنطونيو جارسيا فيراريس أحد أبرز الإعلاميين الإسبان حالياً ، والمراسل الحربى السابق في مواقع ملتهبة مثل يوجوسلافيا ورواندا وزائير وهايتي ، إضافة إلى شهرته كمدريدى متحمس ، وكونه ملكى أكثر من الملك.

وها هو صوت وقلب الريال الحالى يخبر صحيفة آس AS الرياضية عن حربه الجديدة وعن ريال مدريد في السنوات الحالية والمقبلة.

دعنا نبدأ بداية ساخنة ، نحن نعلم بأن دعم الفريق دفاعياً يعتبر بمثابة مطلب فظ بالنسبة لفلورنتينو بيريز ، هل سبق له وأن سألته مرة كيف يمكن ليد واحدة أن تصفق فى الريال؟

- أنا أعتقد أن النادى ليس بحاجة إلى التعاقد مع لاعبين جدد، إنه يمتلك تشكيلة مكتملة إلى حد بعيد ، كما أن الريال ليس معروفاً عنه الدخول فى سوق انتقالات اللاعبين الشتوى ، إنه ليس أسلوبه المعتاد ، إلا إذا كنت تريد الحديث عن نجم الريفر بلات الساطع خافيير ماتشيرانو.

إنه أفضل لاعب وسط دفاعى يمكن التعاقد معه حالياً ، لاعب اساسى في الريفربلات ، لديه 20 عاماً فقط ، أليس هذا سبباً كافياً للتعاقد معه بالنسبة لناد غامر كثيراً بالتعاقد مع الانجليزى وودجيت؟ ، وما الذى يمكنك قوله عندما يردد البعض بأن بيريز أصبح يفقه فى كرة القدم أكثر من خبراء النادى الفنيين؟-
- عذراً .. الريال مؤسسة فى النهاية وليس شخصاً واحداً ، وعملية التعاقد مع لاعب بعينه تأتى بدعم فنى من قبل الخبراء والمدربين بالنادى ، وإذا كنت تريد الحديث عن وودجيت فأنا أؤكد لك أنه أحد أفضل المدافعين في أوروبا حالياً ، ولكنه يمتلك حظاً سيئاً هذه الأيام ، إن الريال يعقد آمالاً كبيرة على هذا اللاعب.

إذن كيف تفسر ما يحيط بلاعب مثل اوين؟

- إنه لاعب حاصل على الكرة الذهبية دون أن يكمل عامه الرابع والعشرين ، لديه مسيرة حافلة في إنجلترا ، ويمتلك امكانات غير محدودة ، كل ما حدث أنه توجد هناك دائرة كبيرة من القلق تحيط به حالياً ، إنى اتذكر تماماً كيف استقبل البعض زيدان بصافرات الإستهجان خلال مبارياته الأولى برفقة الريال ، ولا تنسى أن أوين لعب مباراة واحدة كأساسى حتى الآن ، وأصيب بها ، إنها ليست بالطريقة المثلى لبدء المشوار.

هل يذكرك هذا الموقف بشبح الأرجنتينى جابرييل ميليتو الذى رفض الريال التعاقد معه بحجة عدم لياقته طبياً؟

- دعنا نكون بالوضوح الكافى بخصوص هذا الموضوع. الريال رفض التعاقد مع ميليتو للمعلومات المشوشة التى حملها لنا فريقه الطبى. ونحن حقيقة نتمنى له التوفيق فى أى موقع. أنى اطلب بعض الصبر فى اتعامل مع موضوع إصابة وودجيت وأوين ، إنى واثق من تألقهما مستقبلاً.

هل تعتقد بأن مشروع فريق العمالقة أو الأحلام الذى تبنته إدارة الريال خلال السنوات الماضية فى طريقه للنهاية؟

- الريال يمتلك مشروعاً متكاملاً ، ونحن نريد أن نحمل شعلته للأمام ، وبطريقة مثالية ، وأنا أرى أنه لمن الرائع رؤية نجوم مثل زيدان وفيجو وبيكام وراؤول يقاتلون من أجل اللعب كل مباراة على الرغم من الإصابة والضغط العصبى المتواصل تجاههم ، كما أنهم على التزام كامل بالتواصل مع كل وسائل الإعلام من صغيرها إلى كبيرها ، لأن هناك مشروعاً حقيقياً فى الريال يشعر به الجميع ، خاصة على المستوى الكروى ، وعلى مستوى صورة النادى.

إذن المال ليس هدفاً للريال بل هو وسيلة فى المقام الأول حسب القول المأثور الشهير؟

- تماماً ، فالنجاح الاقتصادي الفائق بالنسبة للريال هو التعاقد مع زين الدين زيدان الخاص بالقرن الحادى والعشرين ، إن الريال مؤسسة ثرية ، ومشروعنا الحالى سيجنبنا تماماً الأزمات المالية خلال خمسة أو عشرة سنوات من الآن ، ولن نضطر حينها للدخول فى صفقات وقتية على البقاء احياء مالياً ، فهدفنا هو الحصول على أفضل فريق ممكن الحصول عليه فى العالم ، ومشروع بيريز حقق للريال ما لم يمكن تخيله قبل خمس سنوات ، فمن منا كان يتصور أن يلعب فيجو و زيدان برفقتنا فى يوم من الأيام؟

لكن هل تتفق مع رأى الكثيرين بأن خيبة الأمل تحيط بأجواء الريال حالياً؟

- نعم أنا أتفق مع هذا الرأى ، وأرى أن "كوابيس" الأشهر الثلاثة الأخيرة من الموسم الماضى مازالت تلازم الفريق حتى الآن ، حيث لم يتعود لاعبو الريال من قبل أن يكونوا مثل المحركات التى لا تتوقف عن لعب المباريات ، ولكنى من ناحية اخرى واثق من أن الجميع سيتمتع برؤية الريال هذا الموسم ، وإذا كان البعض يتحدث عن معدل أعمار الريال المرتفع فكونوا فى انتظار اسماء مثل صامويل وأوين وسيلاديس ووودجيت وموريينتس عندما يتمكنون من استعادة مستواهم المعهود.

ما الذى قد يدفع إعلامى ناجح مثلك أن يترك موقعاً ذهبياً كمدير عام بأهم جهاز إعلامى باسبانيا لأن يصبح فى موقعه الحالى بنادى ريال مدريد؟

إننا نعيش فى مجتمع يضم العالم بأكمله هذه الأيام، و فلورنتينو بيريز يؤمن بأن وسائل الإعلام بكل أنواعها هى القناة الأمثل لإيصال الصورة الحقيقة للريال. إنه يحمل على عاتقه مشروعاً ناجحاً خلال السنوات الثلاث الماضية، و نحن نعمل الان على تحقيقه على أرض الواقع. يجب علينا أن نحمل رسالة الريال للعالم بأكمله.

البعض يقول إن عشاق الريال يصلون إلى 200 مليون شخص حول العالم، هل هذه معلومة صحيحة؟

- دعنى أصححها لك هذه المرة ، فطبقاً لاستطلاع قامت به مؤسسة خاصة مشهورة يوجد ما يقرب من 500 مليون شخص من عشاق الريال حول العالم ، والتحدى الذى يشغل بالنا الان هو الوصول إلى اكبر قدر من عشاق الكرة الجميلة على أرض هذا الكوكب ، سواء عن طريق التليفزيون أو الإنترنت أو التليفون المحمول ، ونحن نبحث مشروعاً يتيح للجميع مشاهدة قناة الريال التليفزيونية مجاناً من أى مكان ، وجعل موقعنا متاحاً للقراءة أيضاً بنحو 14 لغة مختلفة.