## مقدمة الموضوع ##
رونالدو وريفالدو اسمين تألقا كثيرا وابدعا كثيرا ، عرفهم العالم في وقت واحد ، وتابع تألقهم وابداعهم جميعاً ، اذا اجتمعا اجتمع التنافس المثير واذا افترقا كان التألق مرافقهم ، قدما مع البرازيل اجمل المباريات واروع العروض ، تألقا سوية في مونديال فرنسا وفي مونديال كوريا واليابان ، وفي البطولات الامريكية التي شاركا فيها وفي كل مرة يرتديان زي السامبا كانا رائعين ومميزين ، قدما اجمل المستويات سوية ، واظهرا مدى التنافس الفريد بين النجوم في عالم الكرة .
لكن كل هذا الاتفاق وكل هذا التعاون وكل هذا الابداع المشترك لم يكن إلا في مع السامبا البرازيليه عدا ذلك فكل شئ كان مختلف ، كان ابداع احد هذين الاعبين يقابله في الجهة المقابلة هبوط في مستوى الآخر ، والعكس صحيح ، فعلى مجال الاندية كان التناقض هو سيد الموقف فيما بين الاثنين ، التناقض في العروض ، والتناقض في المستوى ، والتناقض في الابداع ، والتناقض في البطولات ، والتناقض في الاندية ، بل حتى التناقض في الظروف التي تحكم كلاً منهم ، وأحياناً يكون التناوب على تلك الظروف فيما بينهما ، كل ذلك كان فاصلاً كبيرا فيما بين الاثنين ، على الرغم من ان موهبة الاثنين تأسست في كاتالونيا بشكل كبير وظهرت إلى العالم عبر هذه المقاطعة الصغيرة التي اظهرت قبل ذلك ابرز النجوم وعمالقة الكرة امثال ماردونا وستويشكوف وغيرهم .
## رونالدو محطات التألق الأولى ## ]
منذ تألق رونالدو الاول واقصد تألقه مع برشلونة الذي كان الانطلاق نحو الشهرة العالمية ومع الانجازات الفرديه كان برشلونة هو محطة البداية لرونالدو ويخطئ من يظن انها تأتي بعد اندهوفن او غيره من الاندية التي لعب لديها رونالدو بل كانت كاتالونيا هي الاساس الذي ظهر فيه الابداع لرونالدو ، تألق رونالدو مع برشلونة بشكل كبير ومختلف عما كنا نشاهده آنذاك تألق فريد في كل شئ ، لعب ومهارة وابداع وفن ، كان موسم رونالدو الوحيد مع برشلونة اقل مايقال عنه انه موسم النجاح الفريد .
ولكن وبعد كل هذا الانتقال فضل رونالدو في صيف 97 الرحيل من اسبانيا وخوض تجربة جديده في عالم الكرة تجربة تعتبر اختبار جديد لرونالدو في تاريخه تجربه قادته إلى الانتقال إلى ايطاليا انتقال ، ليلعب مع نادي الانتر منذ ذلك الوقت وبريق رونالدو المعروف عنه بدء يختفي وشمسه بدأت في الآفول شيئ فشيئ، على الرغم من ان الاعب قدم بعض من مستوياته في موسمه الاول مع الانتر ، ولكن لم تكن مستوياته تشابه ماكان يقدمه رونالدو قبل ذلك ، تلك المستويات التي ابهرت العالم وحيرت المتابعين بمهارات هذا النجم الفريده في عالم الكرة التي كانت اشبه بالسحر ، ولكن في الانتر انقلب السحر على الساحر وضاع رونالدو في اجواء ايطاليا المشحونة وضاع معه التألق والابداع وضاعت روح رونالدو التي عرفت عنه في كاتالونيا وفي هولندا ، ثم توالت المواسم مع الانتر وكان كل موسم اسوء من سابقيه بالنسبة إلى رونالدو ، اصبح رونالدو والاصابات كالتوأمين المتلاصقين ورغم ماعمله موراتي وماعمله الانتر من اجل فصل هذه التوأمة العجيبة والغريبة في نفس الوقت ولكن كل الجهود التي بذلت في ذلك باءت بالفشل ، استمر حال رونالدو على ماهو عليه حتى كاد العالم ان ينسى هذا النجم وأن ينسى ماقدمه من مستويات لايقدمها إلا عمالقة الكرة ومبدعيها
## ريفالدو ..البداية من منتصف الطريق نحو التألق ##
عندما كان رونالدو في عز تألقه مع برشلونة كان ريفالدو في فريق ديبرتيفو لاكرونيا يقدم عروض رائعة ولكنها لم تكن بتلك العروض ]التي تجعه يصل إلى مرتبة عالية في عالم الكرة تلك العروض التي كان يقدمها رونالدو او غيره ، او تلك التي قدمها ريفالدو بعد ذلك مع برشلونة وجعلته من ابرز نجوم الكرة بعد ذلك نظير ماقدمه من إبداعات ، إضافة إلى ان ناديه السابق ديبرتيفو لاكرونيا لم يكن في ذلك الوقت يملك الشهرة التي يملكها الآن على الرغم من انه كان يضم في صفوفه قبيل فترة ريفالدو النجم البرازيلي الشهير بيبتو .
بعد ان فضل رونالدو الرحيل إلى البرازيل ابتدأت علاقة التناقض بين الاثنين ، فبحث برشلونة عن نجم يحل محل البرازيلي الهارب إن صح التعبير إلى الانتر فوقع الاختيار على برازيلي آخر وهو ريفالدو الذي لم يكن يتوقع احد ان يقدم مع برشلونة في تلك الفترة اي شئ ، لم يكن احد يظن ان هذا البرازيلي المغمور يستطيع ان يحقق ماحققه رونالدو بل ويتفوق عليه في مرات كثيرة ، لم يتوقع ابناء كاتالونيا ان ينسيهم نجمهم الجديد ريفالدو ما خلفه رحيل النجم القديم رونالدو .
قدم ريفالدو في مواسمه الاولى مع برشلونة اداء مميزا وعروض قوية تألق مع الفريق واستطاع ان يقوده وبجدارة إلى اغلى البطولات ، استطاع ريفالدو ان يستمر في قيادة قافلة الابداع الكاتلونية تلك القافلة التي تعاقب على قيادتها كويمان وستويشكوف وروماريو ثم رونالدو ثم أتى الدور بعد ذلك على ريفالدو ليقودها ويستمر في قيادتها نحو البطولات ونحو الآمجاد .
كانت مواسم ريفالدو مع برشلونة الاولى والتي امتدت من تاريخ رحيل رونالدو في العام 97 وحتى أواخر القرن الماضي كانت مواسم مميزة من جميع الجوانب وبكل المقاييس ، حصد فيها الاعب الالقاب وجمع البطولة وحقق الانجازات لفريقه ولمنتخب بلاده ولنفسه قبل كل شئ ، تألق وأبدع وسجل اجمل الاهداف ، في برشلونة صنع ريفالدو له مجداً لم يكن ليصنعة في غير كاتالونيا ، مجداً وإن خف مع السنين إلا انه مجدا سيبقى في ذاكرة التاريخ وسيبقى خالداً على مر العصور وتعاقب الازمان .
## سنين النسيان لرونالدو ##
في المقابل كان زميله في المنتخب رونالدو يعيش في أسوء ايامه مع الانتر ففي وقت كان فيه ريفالدو يبحث عن البطولات والامجاد كان رونالدو يبحث عن الأطباء والعلاج بعد ان تلازم هو والاصابات حتى وصل محبيه إلى درجة كبيرة من اليأس من طول فترة غيابه عن الملاعب والتي اصبحت بالسنين وليست بالشهور او الايام كما هو معروف في الكرة ، وأصبحت الشكوك تدور حول عودته وبدء البعض يفقد الأمل في عودته وخاصة محبي الانتر واصبح رونالدو لدى الكثيرين ماركو فان باستن الجديد الذي انهت الاصابة حياته الكروية وهو في عز تألقه .
استمرت الايام على ماهي عليه ودارت السنين بما حملته من أفراح وأحزان ، وهموم وسعادة ، وانجازات واحباطات ، كل هذه التناقضات كانت هي اسهل مايمكن للتعبير عن حال كلا من النجمين البرازيليين .
في الموسم السابق لمونديال كوريا واليابان كانت نقطة التحول المحورية لتغير حال النجمين ، عاد رونالدو مع فريقه الانتر من جديد بعد ان شفي من الاصابة في أواخر البطولة الايطالية وفي أواخر الموسم الرياضي عاد وفريقه كان متصدرا لتلك البطولة عاد وعادت معه الآمال الضائعة لجماهير ناديه بتحقيق اللقب الذي طار انتظاره ولكن رونالدو وزملائه فشلوا في حسم الامور لصالح ناديهم رغم انها كانت تسير في صالح النادي ، وخسرو اللقب ولكن عاد البرازيلي إلى استعادت جزء كبير من مستواه الذي ضاع مع السنين
في الجهة المقابلة كان ريفالدو يعيش في تلك الفترة اسوء مواسمه مع برشلونة اختفى الاعب في تلك الفترة واختفى نادية عن المنافسة واختفت الانجازات التي سطرها ريفالدو وفريقه على مر السنين وكأن الحال بدء ينقلب لصالح رونالدو ولم يشأ ان يكون لصالح الاثنين معاً ، بدءت الظروف في التغير تدريجياً لصالح رونالدو يقابل هذا انخفاض تدريجي في مستوى ريفالدو ، انتقلت الاصابات لملازمة ريفالدو بعد لازمت رونالدو لسنوات طويلة واصبح ريفالدو والاصابات كالهم الجديد .
## عودة التباين من جديد ##
ولكن في صيف 2002/2003 هذا الصيف الذي اقيمت فيه بطولة كأس العالم في كوريا واليابان كانت هذه البطولة خير فأل للاثنين معاً شهد هذا المونديال عودت التباين من جديد إلى الاثنين ، وعودة الاتفاق بين الاثنين ، وعودة التألق والابداع بينهما ، زال التناقض في هذا المونديال واتحدت قصة الابداع البرازيلي ، تعاون الاثنين احسن تعاون ،وأتفقا أجمل اتفاق ، حققا اجمل الابداعات وأرقى العروض ، وتحقق في النهاية ماحلما به الاثنين معاً ، تحققت البطولة الاغلى لدى الاثنين ، البطولة التي خسرها الاثنين في فرنسا ، سجلا الاثنين اكثر الاهداف على الرغم من تفوق رونالدو ولكن الاثنين كانا متفقين على الابداع والتألق فقط ومن اي طريق يأتي فهم معه ، تحققت البطولة التي حلما بها طوال حياتهما هذه البطولة التي كانت اقل ماينقص التباين المستمر مع المنتخب الذهبي عاشق الذهب .
##التناقض يعود وبسرعة ##
لكن بعد المونديال كان للتناقض موعد من جديد ولكن هذه المرة موعد اكثر فاعليه موعد اكثر مايكون بتعاكس الاتجاهين وتعاكس البطولتين وتعاكس الناديين على الرغم من التشابه الكبير الذي صاحب ذلك التناقض ، وكأن التباين لم يكتب له ان يكون إلا مع المنتخب عدا ذلك فالتناقض هو سيد الموقف ، وهو الفاصل بين الاثنين على الرغم من ان الاثنين كانا في اوج عطاءهما واجمل مستوياتهما ولكن التناقض دائما هو الاقوى ، فكان هذا التناقض اغرب مايكون جعل ريفالدو يرحل إلى حيث يوجد رونالدو ثم رونالدو يرحل إلى حيث كان يوجد ريفالدو .
رحل ريفالدو من فريق رونالدو السابق برشلونة إلى نفس المدينة التي يعيش فيها زميله رونالدو مدينة ميلانو ولكن ليس مع ناديه الانتر وإنما مع جاره اللدود الاي سي ميلان ، رحل ريفالدو بعد ان ضاقت به العلاقة مع ناديه ومع مدربه (القديم الجديد) آنذاك لويس فان جال ، رحل ريفالدو ورحلت معه قصص الابداع الكاتلوني ، رحل ليغامر بالارض التي غامر بها رونالدو ولكنه لم يستطع النجاح في تلك المدينة الايطالية .
في المقابل لم يشأ التناقض ان يبقي هذه العلاقة على ماهي عليه ولم تشأ الاحوال ان تدوم على ماهي عليه ولم يشأ ان يكون للتباين موعد بين الاثنين مرة أخرى فرحل رونالدو من مدينة ميلانو إلى مدريد وترك ايطاليا ودوريها المشؤم على رونالدو والذي ايقن انه لم يعد له مكان للنجاح على الارض الايطالية بعد كل السنين التي عاشها في ايطاليا وتذوق فيها مرارة الألم ومرارة الحسرة ، رحل رونالدو إلى البلاد التي انطلق منها مع سيرة الابداع وسيرة البطولات ، البلاد التي عاش فيها اجمل ايامه واحلى لياليه أنها بلاد الاسبان ولكن هذه المرة ليست مع ناديه الاسبق ليحل محل زميله المنتقل من الفريق ريفالدو ، وإنما إلى المنافس اللدود لفريقه الاسبق إلى العاصمة الاسبانية مدريد وإلى ناديها العريق ريال مدريد ليلعب بجانب صديقه الحميم روبرتو كارلوس ومنافسه السابق زيدان وزميله الاسبق لويس فيغو .
## عودة البريق لرونالدو من جديد ##
كان موسم رونالدوالأول مع فريقه الجديد اشبه بموسم عودة الامل وعودة الروح من جديد إلى هذا النجم ، تلك الروح التي فقدها مع الاصابات ، وتلك الروح التي ضاعات في الاجواء الايطالية ، مع زيدان وفيغو وراوؤل وكارلوس عادت روح رونالدو من جديد وعادت أهدافه إلى الواجهه ، وعاد الابداع والتألق مع الاعب وانفصلت علاقة رونالدو بالاصابات ، ونشأت علاقة جديده قديمة مع الابداع ومع التألق ومع فن رونالدو القديم الذي كتب له ان تكون الاراضي الاسبانية خير شاهد على هذه الموهبة وخير مستضيف لها ، حقق رونالدو في موسمه الاول مع الريال بطولة الدوري وسجل رونالدو عدد كبير من الاهدف في هذه البطولة وحل ثانيا في ترتيب الهدافين بعد الهولندي مكاي
## ريفالدو في ايطاليا .. موسم مخيب للآمال ##
لكن في مقابل عودة النجاح لرونالدو من جديد كان موسم ريفالدو الأول مع ناديه الجديد ميلان موسم مخيب للآمال ومخالف لكل التوقعات التي صاحبت انتقاله ، تغير الظروف وانعكست الاحداث بين النجمين في وقت عادت فيه روح رونالدو اختفت روح ريفالدو وكأنه كتب ان لاتجتمعا إلا في البرازيل فقط ، لم يقدم ريفالدو اي شئ يعيد به الذاكرة إلى امجاده الكاتلونية ، كان ريفالدو مع الميلان اشبه بالتأه الذي لم يستطع ان يجد له مكان بين كوكبة نجوم الميلان لم يستطع ريفالدو أن يقنع مدربة انشلوتي بمستواه ولم يتسطع ان يتفوق على نجوم الميلان كوستا وقاتوزو وسيدورف وغيرهم فكان حبيس كرسي الاحتياط لم نعد نراه إلا في فترات معينه من المباريات على الرغم من انه شارك في بعض المباريات كأساسي ولكنه لم يقدم اي شئ يوازي ماكانت تطمح به جماهير ميلان وجماهير ريفالدو قبل كل شئ ، لم يستطع ريفالدو ان يتأقلم مع الاجواء الايطالية التي عجز زميله رونالدو هو الآخر على التأقلم معها وعلى الرغم من ان ريفالدو حقق انجازات مع فريقه لكنه لم يكن يملك التأثير على تلك الانجازات ، ولكنه تذوق طعم البطولة التي عجز عن تذوقها مع برشلونة تذوق طعم بطولة الابطال الاوربية تلك البطولة التي مازال زميله رونالدو يبحث عنها وعن طعمها .
###مستقبل التناقض والتباين ###
ورغم كل هذا مازال ريفالدو مستمر مع فريقه والأمل يحدوه بالعوده إلى التألق من جديد بعد ان تجاوز سن الثلاثين واصبح في آوخر حياته الكروية التي يريد ان يختمها خير ختام كما ابتدأها مع برشلونة يريد ان يعيد إلى الذاكرة ماكانت الذاكره تتذكره لريفالدو في كاتالونيا ، واصبح الموسم القادم لريفالدو هو الانسب لاثبات ذلك !
والسموحه على الاطاله............
الوضع العادي
