
20/04/2001, 01:28 PM
|
كاتب رياضي | | تاريخ التسجيل: 16/04/2001
مشاركات: 11
| |
التصق اسم الحكم الدولي "عبدالعزيز الدخيل" بأشد وابلغ الاصابات الرياضية التي عرفها استاد الملك فهد الدولي في تاريخه حتى اليوم.
فقبل اربعة اعوام نقل مدافع الهلال "عبدالله شريدة" بين الحياة والموت الى اقرب مستشفى على اثر ضربة عنيفة نزلت على رأسه من كوع مهاجم النصر الغاني كنيدي في مباراة ادارها الحكم (الدخيل) الذي لم يحسن تقدير الالعاب الخشنة بتلك المباراة فلم يعاقب المخطىء وتوقعنا في اليوم التالي بعد رجوعه الى شريط المباراة ان يحذو حذو زميله الحكم الدولي الرائع (حسن البحيري) الذي آثر الاعتزال نتيجة خطأ تحكيمي فادح لم يحسن تقديره باشتراك عنيف بين حارس النصر (مضحي الدوسري) ومهاجم الاهلي (عبدالرحمن ابوسيفين) ادى الى تعريض الاخير الى كسر مضاعف في الساق ابعده فترة طويلة عن الملاعب.
ويوم الجمعة الماضي سقط نجم المنتخب والهلال (نواف التمياط) ضحية جديدة لمخاشنات اكثر من لاعب اتحادي في واحدة من اسوأ المباريات التي ادارها الحكم "الدخيل".. وها هو (محمد نور) وزميله (جيلسي) اللذان تناوبا مخاشنة (التمياط) يخرجان من لقاء الاهلي (امس الاول) ببطاقتين صفراوين من الحكم الدولي (عبدالرحمن الزيد) لنفس الاسباب في المباراة السابقة!!
لقد ظهرت اولى بوادر المستوى الضعيف للحكم (الدخيل) في دقائق المباراة الاولى مع اول اشتراك بين محمد نور والتمياط سقط (نواف) على إثره أرضاً ولم يكتف (نور) بذلك بل انحنى باتجاه نواف وبدلا من الاعتذار او مساعدته في النهوض اخذ (نور) يوجه كلاماً حاداً وبلهجة غاضبة في وجه (التمياط).. بينما اشاح الحكم بوجهه عنهما وكأنه لا يريد ان يرى هذا المشهد؟! حتى يتجنب الإحراج المبكر في ابراز البطاقات وهذا مفهوم خاطىء اذ كان يتوجب عليه ان يذهب اليهما فيتدخل منذ البداية لتهدئة الاعصاب المتوترة وامتصاص شحن المباراة كونها خروج مغلوب وما يصاحبها من توتر نفسي وشد عصبي يتطلب تدخل الحكم باستمرار لتوجيه اللاعبين وتذكيرهم بمغبة الاشتراك العنيف وحثهم على اللعب النظيف.. وهنا تبرز اهمية (خبرة) الحكم الدولي واسلوب تعامله مع اللاعب في مثل هذه الاجواء المشحونة فهذا مهم جدا بدلا من ان يترك (الحكم) الامور تتفاقم الى الاسوأ بين اللاعب وخصمه فيلجأ في النهاية مباشرة الى البطاقة الحمراء كما فعل مع ظهير الاتحاد صالح الصقري!
وليس من السهولة بمكان ان يعوض المنتخب قبل الهلال غياب نجم مضيء في صفوفه بحجم المايسترو (نواف التمياط) صانع الالعاب الاول الذي خسرناه نتيجة تهاون الحكم وتساهله في التصدي للاحتكاكات الخشنة بحزم وشدة منذ البداية.. وها هو مدرب المنتخب (سلوبدان) وقد بدا متألماً وهو يتحدث عن غياب (نواف) عن قائمة المنتخب في تصفيات كأس العالم ويؤكد انه اصيب بصدمة لاصابة "التمياط" وتمنى الا يفقد هذا اللاعب الذي يراه (سلوبدان) نجماً وعقلاً مفكراً داخل الملعب واعتبر غيابه خسارة كبيرة للمنتخب السعودي.
لقد ظل الفتى الذهبي (نواف التمياط) نجماً لامعاً وقاسماً مشتركاً في (14) بطولة هلالية اضافها الفريق الازرق الى رصيده في المواسم الستة الاخيرة وترك نواف للتاريخ الهلالي بصمتين لا تنسىان خلال (4) اشهر فقط بهدفه الذهبي في مرمى الشباب نهائي كأس الامير فيصل بن فهد "يرحمه الله" في أواخر رجب 1420ه ثم احرازه الهدف الثاني في شباك الاهلي بنهائي كأس المؤسس في ذي القعدة 1420ه.
وبعد هذا التواصل المكثف مع الذهب المحلي والخليجي والعربي والآسيوي.. وجد (الفتى الذهبي) نفسه مجبراً على الابتعاد عن الملاعب عدة اشهر إثر اصابته البالغة بقطع في الرباط الصليبي للركبة.
هذا الغياب لسفير الكرة العربية ترك خيبة أمل وحزناً واسعاً في نفوس محبي هذا اللاعب وادارته الرفيع.. فالتمياط نجم فوق العادة ليس داخل الملعب فحسب.. بل وخارجه فهو نموذج رائع للاعب السعودي المتكامل.. نجم تحصن بالثقافة وله جوانب انسانية مشرفة تعكس شخصية هذا الفتى الذهبي الرائعة فهو يحمل بين جوانحه قلباً عامراً بمحبة الشريحة العزيزة على نفوسنا ويفيض نبلاً وانسانية تجاه البقية داخل الملعب زرع الفرحة بين جماهير الاخضر ومحبي الازرق،وخارجه كان نجماً في تفعيل ادواره ومشاركاته الخيرية التطوعية واسهاماته في مؤازرة النشاطات الانسانية والاجتماعية التي كان آخرها قيام مستشفى الملك خالد الجامعي قبل اسبوعين بتكريم (نواف) لمشاركته في البرامج الخيرية التي نظمها قسم الخدمة الاجتماعية فضلا عن مواقفه النبيلة مع ابناء جمعية الاطفال المعوقين التي اختارته "الشخصية الرياضية الاولى لعام 2000" بجانب زياراته المتكررة لمؤسسات دور الفئة الغالية في كل مكان.
ولا زلنا نتذكر باعجاب وتقدير لفتته الانسانية الرائعة عندما احرز هدفه الذهبي بنهائي 1420ه على كأس الامير فيصل بن فهد (يرحمه الله) ترك زملاءه وانطلق مسرعا الى خارج الملعب ليقبِّل رأس شاب معاق ومقعد على كرسي متحرك في لفتة لا يدرك معناها الا من يعرف نبل هذا النجم واصالة معدنه!!
وفي صورة انسانية اخرى لهذه اللاعب قبل اشهر قلائل بادر الى وقفة معنوية صادقة بجانب الرياضي (حامد الجندل) احد ابطال المملكة المعاقين قبل مشاركته في بطولة خارجية حين اصطحبه (نواف) في زيارات للاقسام الرياضية للتعريف به وحثهم لتوفير الدعم الاعلامي والاهتمام بتحضيرات ومشاركات هذه الشريحة العزيزة علينا وتسليط الاضواء على نجاحاتها.
رياضي متكامل بمعنى الكلمة.. في سوريا قال كلاما اثلج صدر محبي المنافس التقليدي باشادته بالنصر وتأكيده انه كان يستحق بطولة النخبة مثل الهلال.. وقبلها في السوبر الآسيوي اهدى الفوز الى رموز الزعيم وفي مقدمتهم مؤسس الهلال وشيخ الرياضيين عبدالرحمن بن سعيد "أطال الله عمره" والفقيد الراحل الامير عبدالله بن سعد "رحمه الله".. واهدى الانجاز كذلك في زمن الجحود الى نجوم الجيل الذهبي للهلال "مبارك.. سلطان.. محسن.. النعيمة.. المصيبيح" وغيرهم من النجوم الافذاذ.
بعد هذا كله افلا تحزن الملاعب السعودية عدة اشهر لغياب نجم بحجم "نواف التمياط" ومكانته الرياضية والانسانية.. النجم الذي منحته مجلة الحدث الرياضي "اللبنانية" مؤخرا جائزة الكرة الذهبية العربية لعام 2000كأفضل لاعب عربي.. وسبق اختياره كافضل لاعب آسيوي لشهر ديسمبر الماضي وينافس حالياً على لقب لاعب العام في القارة اضافة الى فوزه بلقب احسن لاعب في كأس الكؤوس العربية وبطولة التعاون الخليجي بجانب اختياره ضمن التشكيلة المثالية لكأس آسيا الاخير.
ومع ازدياد القاب (الفتى الذهبي) واتساع رقعة نجاحاته الخارجية تتسع معها قاعدته الجماهيرية وشعبيته الجارفة لدى عشاق الفن الكروي الراقي والاداء المميز للاعب المتكامل الذي يتطور فنياً وثقافياً ويمثل اليوم قدوة لشباب ولاعبي اليوم والمستقبل. |