الرياض - صالح العثمان الحياة 2004/07/26

يمكن ان توصف بطولات عام 2004 لكرة القدم ببطولات المفاجآت واحترام الخصوم فعقب ان قدم المنتخب اليوناني في بطولة امم اوروبا 2004 بالبرتغال درساً مجانياً في كيفية تطبيق منهج الواقعية للوصول للهدف المنشود وتفوق على منتخبات عالمية كبيرة كفرنسا وألمانيا وايطاليا وهولندا جاء الدور على بطولة أمم آسيا 2004 في الصين مع الفارق الفني الكبير بين البطولتين وشهدت هذه البطولة خلال المباريات الماضية مفاجآت عدة بداية من الجولة الأولى والتي تعادل فيها المنتخب البحريني مع نظيره الصيني (المضيف) وخسارة المنتخب القطري من نظيره الاندونيسي الذي يشارك للمرة الأولى في النهائيات, وتعادل المنتخب السعودي (بطل آسيا 3 مرات) مع تركمانستان 2-2 وهو الذي تغلب عليه قبل اقل من شهرين في الرياض بثلاثة اهداف ومن ضمن المفاجآت خسارة العراق من اوزبكستان صفر - 1 وكان الأول قد لفت الانظار اليه اخيراً خصوصاً بعد ان تأهل الى اولمبياد اثينا.

واستطاع المنتخب الأردني الذي يشارك للمرة الأولى في هذه النهائيات مجاراة نظيره الكوري الجنوبي (رابع كأس العالم عام 2002) وتعادل معه من دون اهداف, ووصفت النتائج السابقة بأنها غير متوقعة وذلك عطفاً على سمعة المنتخبات التي خسرت أو تعادلت مع منتخبات لا تملك تاريخاً ولا وجود لها في قائمة المنتخبات المرشحة. ولم تتوقف المفاجآت مع انطلاق مباريات الجولة الثانية حيث نجح المنتخب الاوزبكي في التأهل للمرحلة الثانية كأول المنتخبات المتأهلة لدور ربع النهائي وذلك بعد فوزه المفاجئ على نظيره السعودي بهدف دون رد ليظفر بصدارة المجموعة قبل نهاية جولاتها التي بقي فيها جولة واحدة لحسم بطاقة التأهل الثانية اليوم الاثنين والتي تتساوى فيها الفرص بين بقية فرق المجموعة الثالثة تركمانستان والسعودية والعراق, الى جانب فوز الأردن على الكويت 2-صفر.

وما يميز مباريات البطولة الآسيوية الحالية أنها عززت من مفهوم "الفوز للأجدر" وأثبتت انه لم يعد هناك مكان يتسع لحديث التغني بالتاريخ والبطولات السابقة. العديد من الاتهامات طالت المنتخبات الكبيرة التي فقدت بعض النقاط المهمة وذلك بعدم احترامها الخصوم وتساهلها في تقدير الفرق المقابلة وبأنها تدخل مبارياتها مستندة إلى تاريخ ماض وانطباعات سابقة قد لا يكون من الملائم الرجوع إليها, كما كانت هناك نصيحة موجهة إلى هذه المنتخبات بالاستفادة من الدرس اليوناني في "يورو 2004" الذي أطاح بفرق التاريخ ووقف بجانب العطاء طيلة 90 دقيقة.

مسلسل مفاجآت منافسات كاس آسيا الحالية قد يكون مستمراً ونهاية مباريات الجولة الثالثة يوم الأربعاء 28 الجاري ستعلن بشكل نهائي المنتخبات الثمانية التي تأهلت للدور الثاني والتي من المتوقع أن تشهد خروج منتخبات كبيرة وتأهل أخرى قد لا تكون مرشحة ابداً.. ولكن هذا هو منطق كرة القدم الحديث الذي يؤكد أن الفوز أصبح يذهب الآن لمن يعطي 90 دقيقة كاملة دون النظر لمن هو أكثر بطولات ولمن يضم بين صفوفه نجوماً أكثر.. فهل تعي المنتخبات الآسيوية الكبيرة هذا المفهوم جيداً...الذي أبدعته اليونان؟

المنتخب الأردني حظي باحترام الجميع في البطولة الآسيوية (أ ف ب)