صورة للقاتل بزيه العسكري .
نظرة إلى
جهنم إن شاء الله، قصدي إلى المستقبل
كشخصٍ عاشر الغربيين ردحاً من الزمان في صغره، فإنني لا زلت أعاني من تلك العقدة، عقدة الصداقات التي عقدتها مع بعضهم أثناء إقامتي في أوربا مع والدي يرحمه الله، إنني أحمد الله تعالى على أن إقامتي هناك لم تكن دائمةً حتى لا أمسخ فكرياً أوعقائدياً، ولا زلت حتى اللحظة أعجز عن تحليل بعضٍ من تلك العقول الغربية المتناقضة ومواقفها المتذبذبة، فالغربي يمد يديه في حنانٍ غريبٍ إلى ظهر كلبٍ أو رأس قطةٍ أو ذيل فأرٍ ليسكب على هذه المخلوقات أرق وأعذب المشاعر الإنسانية الفياضة، دون أن ننسى طبعاً أن تلك اليد هي نفسها التي قذفت القنبلة الذرية على اليابان وقتلت أكثر من مائة ألف إنسانٍ في حربٍ وحشيةٍ لا تمت للإنسانية بصلةٍ، والغربي يتظاهر ضد صيد الحيتان ويناضل ضد قتل الثعالب الفضية لأجل فرائها الثمين ويصرخ بألعى صوته مطالباً بحق الحياة الكريمة للدببة القطبية، وهو على استعدادٍ لأن يقتل مليون إنسانٍ في فيتنام ونيكاراجوا وكمبوديا، الرجل الغربي قام بإنشاء المنظمات الدولية المختلفة المعنية بحقوق الإنسان، وهو الذي أشعل الحربين العالميتين الأولى والثانية اللتين حصدتا أكثر من خمسة وأربعين مليون إنسانٍ .
بات تيلمان لا تعرفونه ولا أعرفه أنا شخصياً، غير أنني قرأت سيرته العطرة في مجلة النيوزويك الأمريكية تحت عنوان (
حياة من البطولة ) هذا الرجل هو من النماذج المثالية في الحياة الأمريكية، فهو نجم كرة القدم الأمريكية في جامعة أريزونا الحكومية، أعطاه الله وسامةً وجسداً مثالياً، والرجل ممشوق القوام كما ترونه في الصورة المرفقة، حتى إن سحنته تعطيك انطباعاً عن هذا الرجل ومستقبله،
وأنه يستحق أن يكون قائداً عظيماً على غرار ماك آرثر أو أسد المدرعات باتون، أو الهزبر عمر برادلي وغيرهم من أعلام الحرب الأمريكية الحديثة عباقرة القتل والموت والدمار، المستر بات أدار ظهره للمجد والشهرة والثراء كما تقول المجلة، ويمم وجهه إلى أفغانستان كجنديٍ متطوعٍ بعد أحداث 11 سبتمبر، وبرر ذلك بأن أجداده كانوا من القادة العظام في بيرل هاربر وغيرها من الحروب، وفي الحقيقة استعصى علي الفهم في هذه النقطة التي ذكرتها المجلة ( شلون جده كان قائداً عظيماً في بيرل هاربر واليابانيين مسحوا بكرامة جده الأرض في بيرل هاربر ؟، سافر المستر بات إلى أفغانستان وهناك تم اقتناصه بكل براعة على يد أفرادٍ من الشعب الأفغاني الذي يعشق الحرية ويأبى أن تمسخ هويته تحت الاحتلال الصليبي الأمريكي، مات بات وهو في السابعة والعشرين من العمر، سافر إلى هناك وهو نجم كرة القدم الأمريكية، ومن عائلةٍ ثريةٍ وقد تطوع من تلقاء نفسه لخدمة بلاده، ومن أبرز صفاته أنه مشاكس صاحب نزعةٍ فلسفيةٍ .
تقول النيوزويك : كان لدى
تيلمان كل شيئٍٍ (
الغنى والذكاء والوجه الحسن) ، يقول طالب في صفه (
جميع البنات أحببنه ) أبسط يا عم ما هو راجل حلو زي الإشطة، وكان مدربوه يتنبئون بأنه إذا ألقي القبض على أسامة بن لا دن فسيكون لبات اليد الطولى في ذلك، لكن بات مات، الله لا يرحمه ولا يعطيه العافية ولا يبارك في أمٍ جابته .
أيها السادة الكرام : ما فتأت صحافة السوء والخبائث في عالمنا العربي (
ورق التواليت ) تطلق على كل من خرج إلى الجهاد في سبيل الله في أي مكانٍ من الأمكنة لقب الأصولي أو المتطرف أو الإرهابي أو الثائر أو صاحب الفكر الظلامي الإخصائي الإقصائي إلخ تلك الألقاب التي تعرفونها جيداً، حتى ولو كان ذلك المقاتل في
فلسطين قضية المسلمين الأولى في هذا العصر، فحركة حماسٍ أصولية إرهابية، ومقاتلي كشمير ثوار إرهابيون ضد من ؟؟ ضد أبو هنود الهندوسي أكال
فضلات البقرة أجلكم الله وأعتذر عن قلة الأدب، لكنهم لا يستحقون الأدب .
النصراني بات خرج ليقاتل المسلمين في أفغانستان فأصبح بطلاً قومياً لدى أبناء جلدته، أما العربي أو المسلم إذا سولت له نفسه أن يقاتل في فلسطين دعونا من العراق ومن أفغانستان ومن الفلبين، لو سولت للعربي نفسه أن يقاتل اليهود في فلسطين فسوف يحكم عليه بالسجن وربما الإعدام من قبل من ؟؟ اليهود ؟؟ حاشا لله، اليهودي أرحم وأعدل في محاكمته له، بل من قبل حراس اليهود وخدامه ولا داعي لذكر أسماءٍ، فقبل سنتين طلب الإدعاء العام الأردني إنزال عقوبة الإعدام بمجموعةٍ فلسطينيةٍ حاولت إدخال السلاح إلى إخوانهم في فلسطين، وأبشركم تم تخفيف الحكم إلى الأشغال الشاقة لمدة خمسة عشر عاماً كما نشر في حينه في
أوراق التواليت العربية أو ما يعرف بالصحف العربية.
النصراني بات خرج من الولايات المتحدة الأمريكية ليقاتل المسلمين وهو على غير الملة، أي لا يؤمل بالحور الحسان ولا بالأنهار الرقراقة، ولا بالشفاعة في سبعين من أهل بيته، كما لا يؤمل في الأمان من الفزع الأكبر يوم الدين، بل خرج لأن جده الأكبر كان بطلاً في بيرل هاربر، أما بالنسبة للمسلم فعندما يخرج ليقاتل أعداء الله في أي مكانٍ كان فإنه يضع نصب عينيه نصرة إخوانه المستضعفين لأنه جزء لا يتجزأ من الجسد الإسلامي الواحد، ثم إنه يطمح ويطمع في إحدى الحسنين النصر أو الشهادة، أضف إلى ذلك أن لهذا الرجل المقاتل أهدافاً أخرى مشروعةً في ظل شريعتنا الغراء حتف أنف
مخانيث الليبرالية، من تلك المطالب المشروعة الحور الحسان، والأنهار الرقراقة، ورائحة المسك وما إلى ذلك .
لكن منبع الإشكالية هنا أن هذا المسلم إذا فكر مجرد التفكير في الخروج لنصرة إخوانه في أرض الله فإنه سيصبح عدواً لدى جميع الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، فمنطق القوة والجبروت والظلم والقهر يفرض نفسه الآن من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، لكنني استعصى علي فهم منطق الخسة والوقاحة والسفالة والعمالة التي تقوم بها بعض الدول العربية من حراسة الحدود الفلسطينية المحتلة لتوفير أقصى حمايةٍ لأعداء الله من اليهود .
ومما يزيد الجرح إيلاماً خروج بعض من كنا نحسن الظن فيه ليقول لنا على الهواء مباشرةً : إن
غازي الياور هو ولي أمر المسلمين الذي يجب على الجميع أن يقدموا له فروض الطاعة والولاء، ومع قصور الفهم الشديد لدى هذا الرجل في فهم مسألة الرئاسة في العالم العربي وأنها شرفية، أي لا يحكم مجرد طرطورٍ فقط، وأن الحاكم هو الرافضي علاوي، وأن رئاسة الياور مثل رئاسة موشيه كساب أو قصاب لدولة العصابات الصهيونية، بينما الحاكم الحقيقي هو السفاح آريل، بالتالي فإن هذه العمليات ضد الأمريكان لا تجوز، ولأن مثل هذه العلميات تطيل مدة بقاء القوات الصليبية في العراق، وكأن القوات الصليبية تريد أن تخرج من هناك أو تفكر في الخروج من هناك .
قد نتفق مع هذا الرجل الذي أصبح نجماً ساطعاً في سماء هذه الكرخانة المشبوهة التي تدار بيد الموارنة في حرمة القتل المتعمد للأطفال والنساء والأبرياء وتدمير ممتلكات الشعب العراقي، قد نتفق معه في حرمة قتل بعض الأجانب المدنين الذين يعملون في مجالات الطاقة والمياه والخدمات الطبية التي لا تصب في خدمة المحتل، لكننا نختلف معه في وجوب قتل المحتل الصليبي الغاصب، نختلف معه في تقديم فروض الطاعة لهذا الطرطور الذي وصل إلى سدة الحكم على متن الدبابات الأمريكية،
كنت أسأل نفسي ماذا لو دخلت أمريكا لا قدر الله إلى هذه البلاد الطاهرة وحاولت نزع السلطة الشرعية من حكامنا الذين ندين لهم بالبيعة الشرعية والطاعة، ثم قامت ونصبت علينا أحد خدام الصهاينة من مخانيث الليبرالية أو أحد اليهود من قرود الرافضة ؟ هل سيقبل فضيلته أن ينزع بيعته من ولاة الأمر الأصليين ويضع يده في يد ولي الأمر كما يسميه هو الذي نصبته أمريكا ؟؟
لن يفتي فضيلة الشيخ بهذا، لأن الوضع هنا يختلف !! ولماذا يختلف ؟؟ لأنه مختلف يا أخي، طيب لماذا هو مختلف ؟؟ لأن في المسألة سجن وإيقاف، ليس إيقافاً كالسابق بل سجن وربما إعدام .
يبدو لي أن فضيلة الشيخ أصيب في ذاكرته فنسي ما حدث في سجن أبو غريب من مسحٍ لكرامة الأمة بالأرض عندما جرد عباد الله من ملابسهم وتمت تعريتهم وتصويرهم في أوضاعٍ مخجلةٍ، نسي أو تناسى أو تغابى فلا فرق عندي مجازر الصليبيين في العراق في عرسٍ عائلي قتل فيه أكثر من أربعين شخصاً وجلهم من النساء والأطفال، والقائمة طويلة كطول هذا الليل المظلم، ما أصيبت الأمة في مقتلٍ إلا بمثل هذا المتلون الذي كان قبل عقدٍ من الزمان يهيج الشباب على ولاة الأمر عند الإفتاء وفي إمارة منطقة الرياض، ثم أصبح فجأةً المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض الأمريكي وعلى بند الغباء .
وإذا كان هذا الرجل يدعونا لترك العراقيين لشأنهم، فإننا نوصيه أن يلوذ بالصمت وألا يتحدث إلا في أمور الحيض والنفاس وأحكام الطهارة والصلاة حتى لا يزيد من حالات مسخ الأمة، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
[ALIGN=CENTER]منقول من الساحات السياسية [/ALIGN]
حياة من البطولة وحذاء على القفى - توجد صورة للهالك (( موضوع راااااااائع جدا )) 
الوضع العادي
