المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 03/07/2004, 04:52 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 02/12/2001
المكان: نادى الهلال
مشاركات: 2,420
إسـتـغـلال الإجـازات








الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
نظرا للأخطار المحدقة بأبناء المسلمين من كل جهة وهذا الغزو المدروس الموجه إليهم عبر طوفان من الشهوات والشبهات بات الغيورون يحسبون لأولادهم ألف حساب ويبحثون عن الوسائل والسبل لتكون سفنا صالحة ينجون بها مع أبنائهم ، والإجازة تضاعف المشكلة أكثر عند الكثيرين ويبحثون عن حلول عملية لقضاء أوقات أبنائهم بما يصلحهم ، ولعل توصيف المشكلة يوضح حجمها ويظهر إطارها




أيها المسلمون إن مرجع كثير من المشكلات الدينية أو الاجتماعية أو الأخلاقية والسلوكية في فترات الإجازات الصيفية ذلك الفراغ الهائل الذي يخيم على أكثر الناس في هذه الفترة فما الاجازة عند أكثر الناس إلا كمٌ كبيرٌ من الوقت الفارغ الذي لا يحسن استعماله ولا تصريفه فهي أوقات سائبة وطاقات معطلة من خير الدنيا أو الآخرة ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: (( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ))
أن الفراغ المهدر سبب لتسلط الشيطان بالوساوس الفاسدة التي ينشأ عنها كثير من الانحرافات والمعاصي فنفسك إن لم تشغلها بالحق والخير شغلتك بالباطل والشر.
أيها المؤمنون إن الفراغ السائب سبب لكثير من الأمراض الجسمية والنفسية الحسية والمعنوية فحق على كل مؤمن أن يأخذ بما أمر الله تعالى به وبما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم : ((اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك، صحتك، فراغك، غناك، حياتك))




كيفية قضاء الإجازة الصيفية

إن كيفية قضاء الإجازة الصيفية أمر يحتاج إلى أن نقف معه عدداً من الوقفات:
الوقفة الأولى مع الشباب ذكوراً وإناثاً:
أيها الشباب أنتم عماد الأمة ورصيدها وذخرها وسر نهضتها وبناة مجدها ومستقبلها فبصلاحكم واستقامتكم تصلح الأمة وتستقيم ومن أهم عوامل تحقيق صلاحكم واستقامتكم وعيكم بواجبكم وملؤكم أوقاتكم بالنافع المفيد وها أنتم أيها الشباب تستقبلون إجازتكم السنوية فإياكم وإياكم إياكم والفراغ والبطالة فإنهما أصل كثير من الانحراف ومصدر أكثر الضلال كما قال الأول:
إن الشباب والفراغ والجده مفسدة للمرء أي مفسده
فملأوا أوقاتكم في هذه الاجازة بالنافع والمفيد في دين أو دنيا ولا تتركوها نهباً لشياطين الإنس والجن وقد يسر الله تعالى لكم في هذه الأزمان قنوات عديدة تستغلون من خلالها أوقاتكم وتنمون قدراتكم وعلومكم ومعارفكم بل وإيمانكم فمنها حلق القرآن الكريم المنتشرة في المساجد فإنها من رياض الجنة وفيها خير عظيم.
ومن هذه القنوات التي تحفظون بها أوقاتكم تلك الدروس العلمية والدورات التي تقام هنا وهناك وفيها يتعلم الشاب ما يجب عليه معرفته من علوم الشريعة والدين ومن هذه القنوات أيضاً المراكز الصيفية التي يشرف عليها أساتذة فضلاء ومربون نجباء يعملون على إشغال أوقات الشباب بما يفيدهم وينفعهم ففيها الأنشطة الترويحية والمهنية وفيها الدورات العلمية والثقافية فاحرصوا أيها الشباب على الانضمام إليها والاستفادة منها فإن فيها خيراً كثيراً وغالب المشتركين فيها هم أهل الخير والصلاح من الشباب:
شباباً كما الإسلام يرضى خلائقاً وديناً ووعياً في اسوداد المفارق
أقاموا لواء الدين من بعد صدعه وأعلوا لواء الحق فوق الخلائق

فإن أبيت هذا فاحرص على شغل وقتك بتجارة أو زراعة أو صناعة تملأ وقتك وتحفظك من شرور الفراغ وأهله فإن نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ولابد. وإياك يا أخي الحبيب ورفقة السوء وقرناء الشر الذين يزينون لك المنكر ويدعونك إليه ففر منهم فرارك من الأسد

الوقفة الثانية: مع أولياء الأمور من الآباء والأمهات فأقول لهم:
أيها الأفاضل إن الله تعالى منّ عليكم بالولد ذكوراً وإناثاً وتلك من مننه الكبار
منن الإله على العباد كثيرة وأجلّهنّ نجابة الأولاد
وحملكم الله تعالى مسؤولية تربيتهم وحفظهم وتنشئـتهم على العبادة والطاعة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)) فما تقومون به اليوم من حسن التربية والرعاية والحفظ والصيانة لفلذات أكبادكم تجنونه ثواباً وأجراً عند الله في الآخرة وبراً وإحساناً في الدنيا وقد كلفكم الله وأمركم بحفظهم ووقايتهم قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾(التحريم: 6) وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها)) رواه الشيخان. فمحافظتك على أولادك ورعايتك لهم والاجتهاد في إصلاحهم وإبعادهم عن الفساد وأهله مقدمة ضرورية لاستقامتهم وصلاحهم:
وينشأ ناشئ الفتيان منا على ماكان عوده أبوه
فالأب الذي أدار ظهره لأولاده وبيته فلم يجلس فيه إلا ساعات قصاراً في نوم أو أكل وقد أخذت مشاغله بتلابيب قلبه وشغلت لبه وقلبه فلم يلتفت لأولاده ولا لتربيتهم وإصلاحهم هل قام بما أوجب الله عليه؟
والأب الذي ترك الحبل على الغارب لأولاده ذكوراً وإناثاً يخرجون متى يشاؤون ومع من يريدون، يسهرون إلى الفجر وينامون أكثر النهار ويصاحبون أهل السوء ويهاتفون أهل الشر هل قام بحفظهم ورعايتهم؟
والأب الذي أدخل إلى بيته وسائل الإفساد والدمار وامتطت صحون الشر وأطباق البلاء صهوة بيته وانتشرت مجلات الشر وأشرطة الخراب في حجر أولاده هل قام بتنشئة أولاده على البر والتقوى؟!!
إن الجواب على هذه الأسئلة ماترونه من أحوال أبناء هؤلاء لا ماتسمعون. . فيا أولياء الأمور اتقوا الله فيمن استرعاكم الله إياهم مروا أولادكم بالمعروف ورغبوهم فيه وانهوهم عن المنكر ونفروهم منه احفظوهم عن قرناء السوء وأصحاب الشر أبعدوهم عن وسائل الإعلام الفاسد أشغلوا أوقاتهم في هذه الإجازة بما يعود عليهم بالنفع في دينهم ودنياهم وبادروا بذلك كله في أوائل أعمارهم فإن الأمر كما قيل:
إن الغصون إذا عدلتها اعتدلت ولا تلين إذا قومتها الخشب

الوقفة الثالثة مع أولئك الذي قد شدوا حقائبهم وأعدوا أمتعتهم وحجزوا مراكبهم للسفر إلى بلاد الكفر والبلاء ومواطن الفتنة العمياء في الغرب أو الشرق وما شابهها من البلدان العربية أو الإسلامية
إلى هؤلاء أقول: اتقوا الله في أنفسكم وأهليكم فإن السفر إلى تلك البلاد محرم لا يجوز لما فيه من تعريض النفس والأهل والولد للفتنة التي أعلاها الكفر بالله تعالى وأدناها موافقة المعاصي والذنوب أو على أقل الأحوال استساغة المنكر والفجور فإن تلك البلاد والمصايف قد تعرت قلوب أهلها عن الإيمان وانسلخت أجسادهم عن زي أهل الحشمة والحياء والإسلام وانتشرت بين أهلها الخمور وظهر الزنى والخنا فعدّ المنكر معروفاً والمعروف منكراً فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ولا شك أن من ذهب إلى تلك الأمصار فقد عرض نفسه للفتن والأخطار وأنت يا عبد الله مأمور بالنأي عن الفتن صغيرها وكبيرها فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في فتنة الدجال وأخبر أن خير مال المسلم في آخر الزمان غنم يتبع بها شعف الجبال يفر بدينه من الفتن وأعاذنا الله وإياكم من الفتن ما ظهر منها وما بطن وليعلم هؤلاء المفتونون بالسفر إلى تلك البلاد أن عليهم وزر كل ذنب يقارفه أولادهم و أهلوهم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً))

الوقفة الأخيرة هي مع ورثة الأنبياء من الدعاة وطلبة العلم فأقول لهؤلاء:
أنتم يا من عقد الأمة عليكم آمالها ورنت اليكم بأبصارها وهوت إليكم بأفئدتها إن المسؤولية التي أنيطت بكم وألقيت على كاهلكم في توجيه الناس وتربيتهم ودعوتهم وتبصيرهم أعظم من غيركم لا سيما في هذا الزمان الذي كثر فيه الباطل والفساد ونفقت فيه سلع أهل الكفر والإلحاد ونشط دعاة التغريب والإفساد وقويت فيه أسباب الزيغ والانحراف فالأمة مهددة بجحافل هؤلاء المفسدين المتربصين الذين يجرون الناس إلى الفساد جراً ويأطرونهم على الكفر والفسوق والعصيان أطراً.
فواجبكم إزاء هذا الواقع المفزع المرير كبير خطير لا يسوغ لكم التخلي عنه ولا الرجوع عنه، فسابقوا بارك الله فيكم أعداءكم واعملوا بمضاء وجد فاجتهدوا في الدعوة إلى الله تعالى اسلكوا كل سبيل واطرقوا كل باب لنشر الخير بين الناس سافروا إلى القرى والأمصار وعلموا الجاهل وأرشدوا التائه ودلوا الحائر مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر حذروا الناس من الفساد والعصيان، عروا لهم الباطل واهتكوا ستره واكشفوا زيفه واجهوا الغارة الشعواء التي يشنها خصوم الإسلام وأعداؤه بالعلم والبيان والدعوة والصبر والإيمان قاوموا وسائل التدمير والإفساد بوسائل البناء والإرشاد انشروا الكلمة الطيبة والمحاضرة النافعة والكتاب المفيد أقيموا الدروس والكلمات في مساجدكم وأحيائكم ومجالسكم وإجتماتكم وليبذل كل منكم في مجاله: فالمدرس في حلقته والمربي في مركزه والإغاثي في مواطن الاحتياج إليه أخلصوا في ذلك كله لله تعالى فإن ما كان لله يبقى وما كان لغيره يذهب أدراج الرياح لاتحقروا من أعمال البر والدعوة شيئاً ولو أن تلقى أخاك المسلم بوجه طلق.
واعلموا أنكم إذا أخذتم بذلك من أحسن الناس قولاً قال الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾(فصلت: 33)



سنن وآداب السفر والسياحة
في الصيف وغيره يشدّ الكثير من الإخوة الرّحال إلى حيث يوجد الوالدان أو أحدهما، أو إلى الأقارب والديار، أو إلى الأماكن السياحية هنا أو هناك.

لذا ينبغي بيان بعض الآداب والتعاليم الشرعية المتعلقة بذلك.. ومنها: مسألة السفر إلى بلاد غير المسلمين، أو حتى إلى بلاد مسلمين ولكن بلاد يقل فيها الإلتزام بتعاليم الإسلام وآدابه، وتتراجع فيها مظاهر الحياة الإسلامية، حتى تنعدم أو تكاد..

ينبغي ألا يسافر المسلم إلى بلاد كهذه، حتى لا يعود من سفره وقد جرح إيمانه، وخدش دينه، وتراجع إلتزامه وعبادته وتقواه! فبئس السفر ذلك الذي يورث لصاحبه هذه النتيجة وتلك العاقبة، فعن جرير أن رسول الله قال: { أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين }. قالوا: يا رسول الله! ولم؟ قال: { لا تراءى ناراهما } [أبو داود] أي أنه يجب أن يكون الحد الفاصل الجغرافي بين المسلم والمشرك موجوداً بحيث إذا أشعل أحدهما ناراً في الليل لا يراها الآخر، ويمكن تقدير المسافة في الأرض المنبسطة بثلاثة كيلو مترات تقريباً..!

هذا وإن في بلاد المسلمين الواسعة متسعاً لمن أراد النزهة والسياحة، وتباً لنزهة وسياحة على حساب الدين والتقوى والآخرة والأخلاق..!

فإذا كان السفر سفر طاعة كما في حال برّ الوالدين وصلة الرحم والأقارب، وزيارة الإخوة في الله، ورؤية المسلمين ودعوتهم إلى الله تعالى، وتفقد أحوالهم، وإغاثتهم وغير ذلك، أو كان سفراً مباحاً لا إثم فيه ولا معصية، فهناك جملة من السنن النبوية والآداب الإسلامية للسفر في ما يلي بعض منها:

(1) إذا وجدت النية للسفر فتستحب الاستخارة له ولغيره، فعن جابر أنه قال: { إذا همّ أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ( ويسمي حاجته) خير لي في ديني ومعاشي، وعاجل أمري وآجله فاقدره لي، ويسّره لي، وبارك لي فيه، وإن كنت تعلمه شراً لي في ديني ومعاشي، وعاجل أمري وآجله فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضّني به } [البخاري].

كما ينبغي للمسلم عموماً وللمسافر خصوصاً أن يكتب ويدوّن وصية إذا كان له شيء يوصي به. وينبغي أيضاً أن يقضي ويسدد ديونه.

(2) كان يحب أن يخرج يوم الخميس، قال كعب بن مالك: لقلما كان رسول الله يخرج إذا خرج من سفر إلا يوم الخميس. [البخاري].

(3) وكان إذا وضع قدمه في الركاب إستعداداً للركوب قال: { بسم الله }.

(4) فإذا استوى على ظهرها قال: { الحمد لله } ثلاثاً.

(5) و { الله أكبر } ثلاثاً.

(6) ثم يقول: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ [الزخرف:14،13].

(7) ثم يقول مرة ثانية: { الحمد لله } ثلاثاً.

(8) ويقول مرة ثانية أيضاً: { والله أكبر } ثلاثاً.

(9) ثم يقول: { سبحان الله } ثلاثاً.

(10) ثم يقول: { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، سبحانك إني ظلمت نفسي، فاغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت } [النسائي].

(11) ثم يقول: { اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هوّن علينا سفرنا هذا، واطو عنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب في المال والأهل } [مسلم].

(12) وإذا رجع من السفر قالهن وزاد فيهن: { آيبون، تائبون، عابدون، حامدون، لربنا ساجدون، صدق الله وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده } [البخاري].

(13) ورد عنه أنه كان يقول: { أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من الضبنة في السفر - وهي ما تحت يده من مال وعيال ومن تلزم نفقته - وكآبة المنقلب، ومن الحور بعد الكور - الحور: النقض، والكور: اللف والإبرام - ومن دعوة المظلوم، ومن سوء المنظر في الأهل والمال } [أحمد]. تعوّذ من كثرة العيال في مظنة الحاجة وهو السفر، ومن فساد الأمور بعد استقامتها، أو من نقصانها بعد زيادتها.

(14) وكان إذا ودّع أصحابه في السفر يقول لأحدهم: { أستودع الله دينك، وأمانتك، وخواتيم عملك } [أبو داود].

(15) يشرع للمسلم أن يطلب التوجيه من أهل الصلاح، فقد جاء إليه رجل، فقال: يا رسول الله، إني أريد سفراً، فزوّدني؟ فقال: { زوّدك الله التقوى } قال: زدني! قال: { وغفر لك ذنبك }. قال: زدني! قال: { ويسّر لك الخير حيثما كنت } [البيهقي].

(16) يشرع للمسافر أيضاً أن يخبر من يحب بعزمه على السفر فقد قال رجل للنبي : إني أريد سفراً! فقال: { أوصيك بتقوى الله! والتكبير على كل شرف } (أي كل مكان مرتفع)، فلما ولّى قال: { اللهم ازو له الأرض، وهّون عليه السفر! } [ابن حبان].

(17) وكان النبي وأصحابه إذا علوا الثنايا كبّروا، وإذا هبطوا سبّحوا، فوضعت الصلاة على ذلك ( أي في الوقوف التكبير، وفي الانخفاض التسبيح في الركوع والسجود) [أبو داود].

(18) وقال أنس: كان النبي إذا علا شرفاً من الأرض أو نشزاً قال: { اللهم لك الشرف على كل شرف، ولك الحمد على كل حمد } [أحمد].

(19) وكان إذا كان يسير في مجموعة سار سيراً هادئاً، ويسمى ( العنق) فإذا وجد فراغاً أسرع قليلاً، ويسمى ( النّص). [ابن خزيمة].

(20) وكان يقول: { لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس } [مسلم].

(21) ورد عنه أنه دخل أهله (أي على أهله) قال: { توباً توباً، لربنا أوباً، لا يغادر علينا حوباً } [أحمد].

(22) وكان يكره للمسافر وحده أن يسير بالليل، قال: { لو يعلم الناس ما في الوحدة ما سار أحد وحده بليل } [البخاري].

(23) وكان يكره السفر للواحد بلا رفقة، فقد ورد عنه أنه قال: { الواحد شيطان، والاثنان شيطانان، والثلاثة ركب } [مالك وأحمد].

(24) وكان يقول: { إذا نزل أحدكم منزلاً فليقل: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"، فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه } [مسلم].

(25) ورد عنه أنه كان إذا غزا أو سافر، فأدركه الليل قال: { يا أرض ربي وربك الله! أعوذ بالله من شرّك وشرّ ما فيك، وشر ما خلق فيك، وشر ما دب عليك، أعوذ بالله من شر كل أسد وأسود، وحية وعقرب، ومن شر ساكن البلد، ومن شر والد وما ولد } [ابن خزيمة].

(26) وكان يقول: { إذا عرّستم (نزلتم في السفر) فاجتنبوا الطريق، فإنها طريق الدواب، ومأوى الهوامّ بالليل } [مسلم].

(27) وكان إذا رأى قرية يريد دخولها، قال حين يراها: { اللهم رب السموات السبع وما أظللن، ورب الأرضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما أضللن، ورب الرياح وما ذرين، إنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها، ونعوذ بك من شرها وشر ما فيها } [ابن خزيمة].

(28) وكان إذا ظهر الفجر وبدا في السفر قال: { سمع سامع بحمد الله، وحسن بلائه علينا، ربنا صاحبنا، وأفضل علينا، عائذاً بالله من النار! } [مسلم].

(29) وكان ينهى أن تسافر المرأة بغير محرم ولو مسافة بريد (20 كلم تقريباً) [رواه ابن خزيمة]، وهو عند البخاري ومسلم بلفظ: { لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم }.

(30) وكان يأمر المسافر إذا قضى نهمته (غرضه) من سفره أن يعجّل الأوبة ( الرجعة) إلى أهله. وأخبر أن { السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه } [البخاري].

(31) وكان ينهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً، إذا طالت غيبته عنهم، بل يدخل عليهم غدوة أو عشية [البخاري ومسلم]. وهذا من كمال الأدب وعظيم الاحترام بين رب الأسرة وزوجه وأفراد أسرته، وتقدير الخصوصيات بينهم، فمع أن البيت بيته، والملك ملكه، والأسرة أسرته، إلا أن الأدب النبوي اقتضى ألا يدخل الرجل بيته بعد السفر الطويل ( 3 أيام فأكثر) إلا في حال صحو ويقظة، وهذا إذا لم يتمكن من مهاتفتهم، وذلك حتى لا يشاهد الرجل في بيته ما يكره، ولكي لا ينزعج أفراد الأسرة أو بعضهم بدخول البيت وهم نائمون.

(32) وكان إذا قدم من سفر يلقّي (يستقبل) بالولدان من أهل بيته، قال عبد الله بن جعفر: قدم مرة من سفر فسبق بي إليه، فحملني بين يديه، ثم جيء بأحد ابني فاطمة: إما حسن وإما حسين، فأردفه خلفه، قال: فدخلنا المدينة ثلاثة على دابة. [مسلم].

(33) وكان يعتنق القادم من سفره ويقبّله، قالت عائشة: قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله في بيتي، فأتاه، فقرع الباب، فقام إليه رسول الله يجرّ ثوبه، فاعتنقه وقبله. [الترمذي]. وعن الشعبي أن النبي تلقى جعفر بن أبي طالب فالتزمه، وقبّل ما بين عينيه [أبو داود].

(34) وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد، فركع فيه. [البخاري ومسلم].

(35) يستحب أن يقوم الأصحاب في السفر بتأمير واحد منهم يطيعونه، فعن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: قال رسول الله : { إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمّروا أحدهم } [أبو داود].

(36) خير أعداد الأصحاب أربعة، فعن ابن عباس أنه قال: { خير الصحابة أربعة، وخير السرايا أربعمائة، وخير الجيوش أربعة آلاف، ولن يغلب إثنا عشر ألفاً من قلة } [أبو داود].

(37) كان النبي إذا نزل (الاستراحة) في السفر. فإن كان بليل اضطجع، وإن كان قبيل الصبح نصب ذراعه، ووضع رأسه على كفه. [مسلم]، قال أهل العلم: إنما نصب ذراعه لئلا يستغرق في النوم، فتفوت صلاة الصبح..!

(38) السير بالليل مستحب إذا لم تكن هناك مخاطر واضحة، فعن أنس أنه قال: { عليكم بالدّلجة، فإن الأرض تطوى بالليل } [ابن خزيمة]. أما إذا انطوى السير بالليل على خطورة بيّنة، من نعاس سائق أو ضعف أنوار السيارة، أو عدم وضوح الطريق، أو وجود ضباب ونحوه فلا يجوز السير بالليل..!

(39) لا ينبغي للأصحاب التفرق عند النزول في مكان أثناء السفر بل الأفضل الاجتماع والتقارب، فعن أبي ثعلبة قال: كان الناس إذا نزلوا منزلاً تفرّقوا في الشعاب والأودية، فقال رسول الله : { إن تفرّقكم في الشعاب والأودية، إنما ذلكم من الشيطان! } فلم ينزلوا بعد ذلك منزلاً إلا انضمّ بعضهم إلى بعض. [أبو داود]. فتفرق الجماعة له سلبيات قد تكون خطيرة، إضافة إلى سلبية مخالفة هذه السنة النبوية الشريفة.

(40) ينبغي مساعدة من يحتاج إلى ذلك من الأصحاب في السفر،، فعن جابر قال: كان رسول الله يتخلف في المسير، فيزجي (يساعد) الضعيف، ويردف، ويدعو لهم. [أبو داود].

(41) يجب التزام أنظمة السير في السفر كما يجب التزامها داخل المدن، ولا يجوز الإخلال بها، لما في التزامها من طاعة من تلزم طاعتهم، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ [النساء]، ولما في التزامها من تحقيق المصلحة ودفع المفسدة.

(42) ينبغي تفقد المركبة، والحرص على استيفائها شروط السلامة، ومتطلبات السفر، حتى لا يقع محذور أو مكروه، وربما يمكن أن تقاس على البهائم، قال : { اتقوا الله في هذه البهائم، فاركبوها صالحة.. } الحديث [أبو داود]. وقال أنس: كنا إذا نزلنا منزلاً لا نسبّح ( أي لا نصلي النافلة) حتى نحلّ الرحال. [أبو داود]. أي أننا مع حرصنا على الصلاة لا نقدّمها على حطّ الرحال وإراحة الدواب..

(43) دعاء السفر ترجى استجابته، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهنّ: دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدة على ولده! } [أبو داود].

(44) إذا خيف من أناس أو غيرهم فيقال: ( اللهم إنا نجعلك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم ) [أبو داود].



منكرات الصيف

أولا: ما المراد بمنكرات الصيف؟
1- تعريف المنكر لغة وشرعاً:
المنكر لغة: قال ابن فارس: "النون والكاف والراء أصلٌ صحيح يدل على خلاف المعرفة التي يسكن إليها القلب"والمنكر من الأمر: خلاف المعروف
والمنكر شرعاً: هو كل ما لا يُعلم حسنُه من جهة الشرع، أو عُلِم قبحه من جهة الشرع
2- تعريف الصيف:
الصيف واحد فصول السنة، وهو بعد الربيع الأول (الخريف) وقبل القيظ. وتصيّف من الصيف، كما يقال: تشتى من الشتاء. وأصاف القوم: دخلوا في الصيف. وصافوا بمكان كذا: أقاموا فيه صيفهم، فهم صائفون
3- المراد بمنكرات الصيف:
والمراد بمنكرات الصيف: ما يصاحب الإجازة الصيفية من الأمور المستقبحة

ثانيا: منكرات الأسواق:
الأسواق خلال الإجازة الصيفية تنشط لكثرة المناسبات السعيدة والأفراح عند الناس، ويصاحب هذا النشاط عادة منكرات عدّة، وبسبب الفراغ الذي يعانيه كثير من الشباب والشابات فإن الأسواق تصبح ميداناً نشطاً لتجمعاتهم. ولذلك جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها)) فمن هذه المنكرات:
1- التبرج والسفور:
التبرج: مصدر تبرج، وتبرجت المرأة: أظهرت زينتها للرجال.
والسفور: هو الظهور، وسفرت المرأة عن وجهها: إذا كشفته.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا))
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيّما امرأة استعطرت فمرّت على قومٍ ليجدوا من ريحها فهي زانية))
2- اختلاط النساء بالرجال:
عن علي رضي الله عنه قال: (ألا تستحيون أو تغارون؟! فإنه قد بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج)
والعلوج: جمع عِلج، قال ابن الأثير: "الرجل من كفار العجم وغيرهم"
3- إطلاق البصر في العورات:
قال الله تعالى: {قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لّلْمُؤْمِنَـٰتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَـٰرِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور:29، 30].
وعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: ((يا علي، لا تتبع النظرة النظرة؛ فإنما لك الأولى، وليست لك الآخرة))
قال ابن القيّم: "فأما اللحظات فهي رائدة الشهوة ورسولها، وحفظها أصل حفظ الفرج، فمن أطلق بصره أورد بصره موارد الهلكات"
وقال: "والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فالنظرة تولد خطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة تقوى فتصير جازمة، فيقع الفعل ولا بد، ما لم يمنع منه مانع. وفي هذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر على ألم ما بعده، قال الشاعر:
كل الحوادث مبدؤها من النظـر *** ومعظم النار من مستصغر الشـرر
كم نظرة بلغت من قلب صاحبها *** كمبلغ السهم بين القوس والوتـر
والعبد مـا دام ذا طَرْفٍ يقلبـه *** في أعين الغيرِ موقـوف على الخطرِ
يسر مقلتـه مـا ضرّ مهجتـه *** لا مرحباً بسرورٍ عـاد بالضرر


ثالثا: منكرات الأفراح:
1- الإسراف :
السرف: تجاوز الحد في كل فعل يفعله الإنسان، وإن كان ذلك في الإنفاق أشهر، قال تعالى: {وَٱلَّذِينَ إِذَا أَنفَقُواْ لَمْ يُسْرِفُواْ وَلَمْ يَقْتُرُواْ} [الفرقان:67].
قال سفيان: "ما أنفقت في غير طاعة الله فهو سرف، وإن كان قليلاً"
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ما أَوْلَمَ النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من نسائه ما أَوْلَمَ على زينب، أَوْلَمَ بشا
3- إلقاء الدراهم ونحوها:
يعرف عند الفقهاء بالنثار، وفيه تعريض ما في بعضها من ذكر الله للمهانة، قال تعالى: {وَمَن يُعَظّمْ حُرُمَـٰتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبّهِ} [الحج:30]. وفيه دناءة لمن التقطه وذل، ولا ينبغي لمسلم أن يعرّض أخاه لذلك، ولا ينبغي لمسلم أن يلتقطه، ولذلك كرهه من كرهه من الفقهاء.
قال شرف الدين الحجاوي: "وكره النثار والتقاطه"، قال البهوتي: "لما يحصل فيه من النهبة والتزاحم، وأخذه على هذا الوجه فيه دناءة، وسخف"، وقال ابن القاسم: "النثار شيء يطرح في أيام التزويج من دراهم أو غيرها، وسئل أحمد عن الجوز ينثره، فكرهه، وقال: يعطون أو يقسم عليهم. وفي رواية: لا يعجبني انتهاب الجوز، وأن يؤكل، والسكر كذلك، وكُره التقاطه في عرسٍ أو غيره"
4- اختلاط الرجال بالنساء:
ويحدث هذا كثيراً في الأفراح، ولقد كان النساء يعتزلن الرجال زمن النبي صلى الله عليه وسلم حتى في الطواف، قال عطاء: كانت عائشة رضي الله عنها تطوف حَجرةً من الرجال لا تخالطهم
قال ابن حجر: "قوله: (حَجْرة) بفتح المهملة وسكون الجيم بعدها راء، أي: ناحية، قال القزاز: هو مأخوذ من قولهم: نزل فلان حَجرة من الناس أي معتزلاً، وفي رواية الكشميهني (حجزة) بالزاي، وهي رواية عبد الرزاق فإنه فسّره في آخره، فقال: يعني محجوزاً بينها وبين الرجال بثوب"
وكان من أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن جعل للنساء باباً في المسجد خاصاً بهن حتى لا يختلطن بالرجال، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو تركنا هذا الباب للنساء))
وعن نافع قال: إن عمر بن الخطاب كان ينهى أن يُدخل من باب النساء
5- الغناء والطرب:
وهذا المنكر وللأسف يعد ظاهرة منتشرة في الأفراح، والغناء ثبت تحريمه في الكتاب والسنة المطهرة.
قال الله تعالى: {وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِى ٱلأَمْوٰلِ وَٱلأولَـٰدِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ إِلاَّ غُرُورًا} [الإسراء:64].
قال ابن كثير: "وقوله: {وَٱسْتَفْزِزْ مَنِ ٱسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ} قيل: هو الغناء. قال مجاهد: باللهو والغناء، أي: استخفهم بذلك"
وقال تعالى: {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَشْتَرِى لَهْوَ ٱلْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} [لقمان:6].
ولهو الحديث هو الغناء، كما قال ابن مسعود: "الغناء، والله الذي لا إله إلا هو" يرددها ثلاث مرات
وعن أبي عامر ـ أو أبي مالك ـ الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف))
قال ابن القيم في المعازف: "وهي آلات اللهو كلها، لا خلاف بين أهل اللغة في ذلك"
وقال الذهبي: "المعازف: اسم لكل آلات الملاهي التي يُعرف بها: المزمار، والطنبور، والشبابة، والصنوج"
قال ابن عباس: (الدف حرام، والمعازف حرام، والكوبة حرام، والمزمار حرام)
قال الخطابي: "والكوبة تفسر بالطبل، ويقال: هو النرد، ويدخل معناه كل وترٍ ومزهر ونحو ذلك من الملاهي"
وعن إسحاق ابن الطباع قال: سألت مالك بن أنس عما يترخص فيه أهل المدينة من الغناء، فقال: "إنما يفعله عندنا الفسّاق"
6- عدم دعوة الفقراء والمساكين:
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: ((بئس الطعام طعام الوليمة، يدعى إليه الأغنياء ويترك المساكين، فمن لم يأت الدعوة فقد عصى الله ورسوله))
7- التصوير الفوتوغرافي عند النساء:
وهذا منكر عظيم، لأن فيه تصوير عورات المسلمين، يراهن البر والفاجر. وحتى لو ضمن تصويرهن بواسطة النساء، فإن الصورة تكون عرضة للسرقة أو الضياع.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأبي الهياج الأسدي: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون))
والذين أباحوا التصوير للضرورة والحاجة لم يبيحوا أبداً تصوير المرأة بكامل زينتها لغير حاجة، لأن فساده جدُّ عظيم.
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم: أحيوا ما خلقتم))
8- النوم عن صلاة الفجر:
وهذا المنكر نتيجة طبيعية بسبب تأخر حفلات الأفراح إلى ما بعد منتصف الليل. وفي هذا حرمان للنفس من خيرٍ عظيم، فعن عثمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من صلّى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلّى الصبح في جماعة فكأنما صلّى الليل كلّه))
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً، ولقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم، ثم آمر رجلاً يؤم الناس، ثم آخذ شعلاً من نار فأحرِّق على من لا يخرج إلى الصلاة بعدُ))

رابعا: منكرات السفر:
1- السفر إلى بلاد الكفر أو بلاد الإباحية والفساد لمجرد السياحة:
وهذا من المنكرات الظاهرة والمحرمات الواضحة، إذ السفر لبلاد يظهر فيها الشرك والفسوق واستحلال المحرمات لا يحل إلا لضرورة أو حاجة.
عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين)) قالوا: يا رسول الله، لِمَ؟ قال: ((لا تراءى ناراهما))
2- السفر إلى شواطئ البحار حيث العري والفساد:
وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كشف العورات والنظر إليها، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوبٍ واحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد))
3- السفر إلى الخارج بنية ارتكاب الرذائل:
قال الله تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً} [الإسراء:32].
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من يضمن لي ما بين لحييه، وما بين رجليه ضمنت له الجنة))
4- الانشغال عن الصلوات وتضييعها:
وهذا المنكر يصبح ظاهرة متفشيّة في هذه الأيام، لأن الناس يُكثِرون من الخروج للتنزه والتفسح، وينسون الصلوات غالباً في زحمة انشغالهم ولهوهم.
قال تعالى: {فَوَيْلٌ لّلْمُصَلّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون:4، 5].
قال ابن كثير: "إما عن وقتها الأول فيؤخرونها إلى آخره دائماً أو غالباً، وإما عن أدائها بأركانها وشروطها على الوجه المأمور به، وإما عن الخشوع فيها والتدبر لمعانيها"
قال تعالى: {إِنَّ الصَّلَوةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَـاباً مَّوْقُوتاً} [النساء:103].
والموقوت: المقدّر بالمواقيت، فتأخيرها عن الوقت الذي فرضت فيه دون عذرٍ كبيرة.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: (إن للصلاة وقتاً كوقت الحج)
وقال زيد بن أسلم: "منجماً، كلما مضى نجم جاء نجم"، وقال ابن كثير: "كلما مضى وقت جاء وقت"
وعن العلاء بن عبد الرحمن أنه دخل على أنس بن مالك رضي الله عنه في داره بالبصرة، حين انصرف من الظهر، قال: فصلوا العصر، فقمنا فصلينا، فلما انصرفنا، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تلك صلاة المنافق، يجلس يرقب الشمس، حتى إذا كانت بين قرني الشيطان، قام فنقرها أربعاً، لا يذكر الله فيها إلا قليلاً))
فإذا كانت صلاة من هذه حاله صلاة المنافق، فكيف هي صلاة من يؤخرها حتى يخرج الوقت كلّه دون عذر؟!
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم أن ((لا تشرك بالله شيئاً، وإن قطعت وحرقت، ولا تترك صلاة مكتوبة، فمن تركها متعمداً فقد برئت منه الذمة، ولا تشرب الخمر، فإنها مفتاح كل شر))
قال ابن الأثير: "((فقد برئت منه الذمة)) أي: أن لكل أحدٍ من الله عهداً بالحفظ والكلاءة، فإذا ألقى بيده إلى التهلكة أو فعل ما حُرّم عليه أو خالف ما أُمر به خذلته ذمة الله تعالى"
5- سفر المرأة بلا محرم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم))
6- تشويه سمعة المسلمين بأفعال سيئة:
وفي هذا نوع صدٍ للكفار عن دين الله، قال الله تعالى: {رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لّلَّذِينَ كَفَرُواْ} [الممتحنة:5].
قال ابن مجاهد: "ومعناه: لا تعذبنا بأيديهم ولا بعذاب من عندك، فيقولوا: لو كان هؤلاء على الحق ما أصابهم هذا"
ومثل ذلك لو رأوا تردي أخلاق المسلمين، لقالوا: لو كان دينهم حقاً، ما فعلوا هذا.
7- تساهل النساء المسلمات بالحجاب:
قال تعالى: {يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لأزْواجِكَ وَبَنَـاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ} [الأحزاب:59].
قالت أم سلمة: لما نزلت هذه الآية: {يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ} خرج نساء الأنصار، وكأن على رؤوسهن الغربان من السكينة، وعليهن أكسية سود يلبسنه

خامسا: إضاعة الأوقات:
1- قراءة المجلات والكتب والصحف التي تحض على الرذيلة:
2- مشاهدة الأفلام والمسرحيات:
3- مشاهدة مباريات كرة القدم والمصارعة:
4- الإغراق في الرياضة ولعب الكرة:
5- قضاء الساعات الطوال في مقاهي الإنترنت:
الوقت عمر الحياة وميدان وجود الإنسان.
الوقت من ذهب، بل هو أغلى من الذهب.
قال تعالى: {وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنسَـانَ لَفِى خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّـالِحَـاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقّ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ} [سورة العصر].
قال ابن القيّم: "وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمر مر السحاب، فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوباً من حياته، وإن عاش فيه عيش البهائم، فإذا قطع وقته في الغفلة والسهر والأماني الباطلة، وكان خير ما قطعه به النوم، والبطالة، فموت هذا خيرٌ له من حياته"
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اغتنم خمساً قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك))
وقال الحسن البصري: "يا ابن آدم إنما أنت أيام، فإذا ذهب يومٌ ذهب بعضك"
وقال: "أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم"
قال ابن هبيرة:
والوقت أنفـس ما عُنيت بحفظه *** وأراه أسهل ما عليــك يضيـع
وقال علي بن محمد البُستي:
إذا ما مضى يوم ولم أصطنع يداً *** ولم أقتبس علماً فما هو من عمري


سادسا: بدائل مقترحة:
1- الرحلة إلى طلب العلم ومصاحبة العلماء.
2- الدروس والدورات العلميّة.
3- الاستفادة من الدورات المهنية والمهارات المكتسبة (اللغة الإنجليزية – الكمبيوتر – الكهرباء – النجارة...).
4- المراكز الصيفية الشرعية التي تحفظ أوقات كثيرٍ من شباب المسلمين.
5- السياحة في البلدان الإسلامية المعروفة بالمحافظة.



وصايا لمن لزمه السفر إلى بلاد يقل فيها الإلتزام بالإسلام أو ينعدم

قد يكون السفر إلى مثل تلك البلاد أمراً لا مناص منه لسبب من الأسباب المشروعة، وحينئذ لابد من تقديم بعض الوصايا، مثل:

(1) أن يعلم المسافر أن الله تعالى مالك الملك كله، وخالق السموات والأرض جميعاً، وهو تعالى مطّلع على الإنسان وغيره في أي زمان ومكان ولا تخفى عليه سبحانه خافية.

(2) أن يعلم المسافر أنه قد تنتهي حياته في أية لحظة. فلا بد من الحذر من سوء الخاتمة.

(3) أن يحذر المسافر من الازدواجية الرديئة في الشخصية. فلا يكون إنساناً صالحاً في زمان أو مكان، وإنساناً منحرفاً غافلاً في زمان أو مكان آخر.

(4) أنه بدلاً من أن يغفل المسافر تقليداً للغافلين.. بدلاً من ذلك يأخذ العبرة من حياة الغافلين ويشفق عليهم ويرحمهم.

(5) أن يضاعف المسافر الحرص على أداء حقوق الله تعالى عندما يجد نفسه في بيئة لا هية غافلة، لكي لا يتأثر بالغافلين.

(6) عدم الانخداع ببعض المظاهر البراقة في حياة الغافلين. فلو فتّش الإنسان عما وراءها لوجد المعاناة الكثيرة والمشكلات الخطيرة في حياتهم.

(7) أن يعلم المسافر أن الآخرين عندما يعلمون بأنه مسلم وعربي ومن جنسية معيّنة؛ فإنهم يعتبرونه ممثلاً وسفيراً للإسلام وللعرب وللجنسية التي يحملها، فهل يرضى الإنسان لنفسه أن يكون مفسداً لسمعة دينه وعروبته وجنسيته؟ إلى غير ذلك من الوصايا التي لا تخفى على اللبيب




اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 03/07/2004, 06:48 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 01/10/2003
المكان: الامــــــــــــــ العين ــــــــارات
مشاركات: 1,939
مشكوررررررررررررررررين اخوي البرنس على النصايح وجزاك الله كل خير الحمدلله انا دخلت دورة كمبيوتر عشان ما اقضي اجازتي مع التلفاز
ان شاء الله اتوفق

دعواتكم...............

تااااااااااابع......................
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03/07/2004, 11:12 PM
عضو غير عادي
تاريخ التسجيل: 14/03/2002
المكان: الـريـــــــــــاض
مشاركات: 10,107
الـحـاتـمــي ...



مــر مـــن هـــنــــا ...


ويـقـول : موضوع مفيد أخوي برنس , الله يعطيك ألف عافية
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04/07/2004, 12:41 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 04/07/2003
المكان: the tears valley
مشاركات: 990
يعطيك العافية
برنــــــــــــــــس

موضوع مهم في وقت مهم

شكرا لك
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04/07/2004, 12:43 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 27/11/2003
المكان: KSA
مشاركات: 2,477
موضوع مفيد أخوي برنس , الله يعطيك ألف عافية
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05/07/2004, 12:05 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Z3eeM_Dc
مشرف سابق بمنتدى الجمهور الهلالي
تاريخ التسجيل: 26/01/2004
المكان: شبكة الزعيم
مشاركات: 6,042
يعطيك العافية و جزاك خير على الطرح
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 08:06 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube