[ALIGN=RIGHT]ما الذي يحدث لنا .. ولماذا نخلط الأمور لدرجة تفقدنا وقارنا ؟
هكذا سألت نفسي وأنا أرى الكاسيات العاريات في نهائي الدوري العربي الأول ، يحتف بهن ، ويمنحن الميكرفونات ليتغنجن ، إحداهن وبين الشوطين تقول (رأصني) ، ولست أدري هل تعني أن يراوغها اللاعب كما يقال على الطريقة المصرية ، أم هي تعني الرقص الشرق الذي قالت عنه فيفي عبدوه أنه رقص أصيل ؟
هل هذه بطولة لكرة القدم ، أم بطولة للغناء والرقص ، أم لأن المنظمين شعروا أن البطولة فشلت رياضيا ، فاستعانوا بأفكار ستار أكاديمي ، وأحضروا راقصات لتصبح البطولة ناجحة ؟
كثيرا ما تحدثنا عن الغرب وأمراضه وانحلاله ، كثيرا ما نعتناهم بأنهم بلا قيم ولا أخلاق ، بل وكنا نتباه بأن ما يميزنا على الغرب هذه الروحانية التي يفتقدوها ، حتى مفكريهم كانوا يؤكدون إن الحضارة الأقرب للكمال هي التي تأخذ العلم من الغرب والجانب الروحاني من الشرق .
أحد المفكرين يقول : المجتمعات المتخلفة مصاب بعشرة أمراض ، أحدها إباحة الخداع .
فهل ما حدث لنا هو خداع ، وأن هناك من يريد خداعنا ، فحين لم ينجح في إخراج بطولة لكرة القدم ناجحة ، أحضر نساء ليرقصن لنا ، فنظن أن الدورة ناجحة ونشترك في القنوات ؟
ولكن ماذا لو نحن نحب هذا ، فيتعاملون معنا بفكرة (الجمهور عاوز كذا) ، ويتم خداعنا لأننا غيبنا العقل فتحكمت بنا الغرائز ، وأصبحت تقودنا كجثث ميتة لكن هذه الجثث لا تعرف أنها ميتة ؟
لا أحب دور الواعظ ، لأنني مؤمن بأن لكل منا خطيئته ، ولولا هذا لبدلنا الله ببشر يخطئون ويتوبون ، ولا أنا مندهش لوجود كل هذا الرقص في هذه الحياة ، فالتاريخ يؤكد أن أقدم مهنة سجلت هي (البغاء) .
بقدر ما أريد مناقشة لماذا يتم خداعنا دائما ، ولماذا نقبل هذا الخداع ، وهل يعرف الجمهور أن باستطاعته معاقبة أي شخص يريد أن يخادعه بأن يتركه يخسر ؟
ثم لماذا لا يعترف المنظمون أن هناك خلل جعل البطولة العربية أو الدوري بشكله الجديد ، يفشل وإن حضرت نانسي عجرم؟
فنصف النهائي بين الأربعة أندية يلعب (ذهابا وإيابا) في دولة لا دخل لفرقها بالبطولة أمر يثير الاستغراب ، وكأنه يؤكد أن المنظمين حين فشلوا في إحضار الجماهير ، حاولوا أن يدفعوهم للاشتراك عن طريق هذا الذهاب والإياب المضحك .
أيضا .. المواعيد ، فجدول كأس أمم أوروبا خرج قبل أن نفكر كعرب بمثل هذه البطولة ، وربما ينتبه المعنيون أن كأس العالم 2006م في ألمانيا خرج ، بل وحددت الملاعب ، حتى الملعب النهائي حدد مكانه وكيف يمكن لك الوصل إلى الملعب ، وباستطاعة من يريد أن يذهب للموقع على الشبكة العنكبوتية ، وسيشاهد كيف رسم توضيح للمنافذ التي توصلك لملعب النهائي .
كذلك ، هذا العنف الذي يشوه كل بطولة لم يحاول الاتحاد العربي أن يحل مشكلته ، والتي هي متمثلة بضعف الاتحاد العربي ، وأن عقوباته لا يصادق عليها الاتحاد الدولي أو الآسيوي أو الأفريقي ، ولا حتى الاتحادات الوطنية .
اللوائح والقوانين بلا سيف ، ما هي إلا كلمات على ورق لا قيمة لها ، وهذا ما يجعل كل البطولات العربية تنتهي بمعارك ضارية تموت بها الأخلاق ، وتكشف لنا همجية الإنسان حين يغيب القانون والوعي .
وإلى أن يجد الاتحاد العربي موظفين يخططون له برنامج زمني لا يتضارب مع البطولات الأخرى والرسمية ، ويوجد له سيف ينفذ لوائحه وقوانينه ، ستسمر البطولة العربية متعثرة ، مع احترامي الشديد لكل مواهب نانسي عجرم التي يمكن لها أن تنهض بغرائز الأمة ، لكنها لا تستطيع أن تطور الرياضة العربية وإن غنت ورقصت ألف عام .[/ALIGN]