[ALIGN=CENTER]الخلل في العناصر والعلاج يحتاج لقرارات شجاعة

عودة الهلال مسؤولية يجب أن يتحملها جميع محبيه

هل هناك عزيمة لتعويض الهزيمة؟؟


تقرير :- غالب السهلي (بريدة)

اقتصرت (زعامة) الهلال على نظرة في الورى وعلى حلم انتقصت زخارفه في وهج الضحى فصارت سؤالا وظلت زمانا لجوهرة تشقق عنها الدجى لان ما عمله ابناء الهلال حينما مالوا عليها وغلوا ساعديها ودقوا المسامير في راحتيها وجعلوا من الهلال زعيما في (الخمسات) قد برهن على ان نشوة الزعامة باتت ضحية!!
فقد دخل الهلاليون معتركاتهم والحديد حليف فما كان الا ان خسروا كلهم وفاز الحديد وذلك لانهم حسبوا انهم سراة ناديهم فعراهم كبر وطبع جحود, فهدموا مابنوا وتهاوت تحت اقدامهم دور وفاضت سدود, ولم يكتفوا بذلك حينما كانت الـ (الخمسات) صفعة لهم فقد عمموا الموت حتى لا يرجى نجاة ولا يرجى كف بالرخاء يجود!
لقد خدشوا تاريخ الهلال بذلك الخروج المرير من بطولات كان ينتظر لشمس الهلال فيها بزوغ لفجر جديد مع الامجاد وبطريقة جعلت السعد يفارق كل بيت وكل وجه فلم يعد في الهلال وجه سعيد.
في طريقة فر بأثرها عاشق واندمل منها جرح واقوت منها (الرياض) وشحت بسببها غلال وضجت جرود واستغاثت حناجر فلا مصدق ولا مقتنع بأن تشيع تلك الرداءة في الهلال وبشكل يجعل من الـ (الخمسات) تعاملاً مسود وهو الهلال الفذ والزعيم الوحيد!
كيف خرج الهلال من اربع بطولات وفيه من العقول تتحدى مواهبه وزنود? وكيف فشلت كل الخطى وفيه من الايادي ما تبنى واخرى تشيد?!
اديموس بداية الخلل
ان الاجابة على كل سؤال استثارة الخروج المرير لنادي الهلال من سباق الزعامة باتت واضحة في اسبابها التي كانت بارزة للهلاليين انفسهم حينما ظهر فريقهم منذ البداية بمستويات متأرجحة افتقدت للتوازن وخالفت سير التطور.
فقد اعتمد بداية الهولندي اديموس الاستعانة بنفس الاسماء التي تضمها الخارطة الهلالية منذ مواسم سابقة ولم يكن ليمنح الفرصة لاسماء برزت مع المدرب الوطني واللاعب السابق حسين الحبشي في بطولة الامير فيصل بن فهد رحمه الله وكانت جديرة بأن تجعل من اعتلى وصعد العنان بخبرته ان يجرب دكة الاحتياط.
وعلى الرغم من أن اديموس لم يخسر سوى اربعة لقاءات لكنه لم يكن بالمدير الفني الذي يجيد فن اكساء الهلال ثوباً جديدا ولافن ترقيع الثوب القديم باللمسات الفنية الهولندية المأمولة فظهرت بذلك مستويات الهلال في صورة مختلة لايكاد يظهر فيها النوايا الجادة في أن يكون الهلال منافسا قوياً على البطولات.
وهذا ماحدث بالفعل مع الهولندي حينما خرج من مسابقة كأس ولي العهد مذلولا بسبب ضعف امكانيات فريقه الفنية والذهنية الامر الذي تناوله الاهلي وقتها بحزم وجرأة وساهمت ايضا في تقليل حظوظ الهلال في المسابقات التالية لاسيما وهو يلاعب الشارقة في الرياض فكان الهلال امامه كالفريق العاجز المترهل!
العجلاني سار على نفس النهج
ولأنه لم يكن لدى ادارة الهلال العليا وادارته في الفريق القناعة المسبقة بأن (غمس) حيوية الشباب في اناء الخبرة مطلب مهم كانت ردة الفعل متأخرة حينما تم اسناد مهمة التدريب الى التونسي العجلاني الذي تميز بأسلوب الحماس فقط.
ومهمة العجلاني ورغم انها جاءت بقرارات شرفية لم تكن مكتملة الصورة فقد سار هذا المدرب على النهج نفسه وهو الاعتماد على (عواجيز) الفريق بل على من عفى الزمن عليهم ونالهم قرار الابعاد قبل سنوات فافتقد الهلال لكل مميزاته الفنية وهي التي جعلته صيدا سهلا في البداية للشارقة وفي مرحلة حرجة في البطولة الآسيوية وصيدا اسهل لفريق الاهلي في مربع الذهب من مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين فتنازل العجلاني عن قوته لمن يفرض التشكيل والتخطيط وقد وقع على رحيله عن طموحه في الهلال!!
أجانب اكملوا صف (العواجيز)!
اصرار الادارة الهلالية على التعامل مع اجانب زادت مدة استهلاكهم عن المدة المحدودة كما هو ديدن الادارات السابقة اعفى الفريق الهلالي من مهمة التسديد والتقارب والتي غالبا ما يحققها كثير من الفرق السعودية والخليجية والعربية حينما يعتبر اللاعب الاجنبي قوة تسد عن باقي القوى.
فلا تراوري ولا سيفو ولا سيسيه بأولئك المناضلين في مستويات تبرهن على انهم قوة هلالية تكفي لأن يقف الهلال بقدم واحدة في ساحات منافساته بل اكمل هذا الثلاثي صف العواجيز حتى وان كان تراوري هدافا فأهدافه جاءت كما تجيء لغيره ولو لم يكن يسجلها لكان موقفه محرجا ومعه سماسرته!
تجاهل دور الاعلام سبب آخر
كان للاعلام دور بارز في ايضاح سلبيات مسيرة الفريق الهلالي في هذا الموسم فنظرياته وقراءاته واقعية وتوضح على الدوام الخلل في الفريق بداية من حراسة المرمى ونهاية بخط الهجوم وكيف ان التعامل مع فريق يضم عناصر ترى على انها اكداس قمصان بلا جسد.
وما حدث ان تم تجاهل تلك النظريات والرؤى واعتبرت على انها اهداف لاسقاط ادارة الهلال بدلا من ان يتم التعامل معها بواقعية احيطت بغلاف من السرية وتم بعد ذلك علاج ما تحط الانظار عليها وتظهر ملامحها في وجود تدهور لمستويات عدد من اللاعبين ووجود قصر فني لدى مدربي الهلال.
وبذلك اصبح تجاهل دور الاعلام سببا في الانتكاسة الهلالية اذا ما علمنا ان الاعلام له دور هام وحيوي في تطوير الرياضة من خلال اطروحات اصحاب الفكر فيه والذين امتهنوا النقد والدراسة والتعريف بالايجابيات والسلبيات بأسلوب سلس ومرن.
ما كل مرة تفوز (النخوة)
وساهم في تدهور الاوضاع الهلالية الفشل من الجميع في عملية التعويض اذ كان الامر بالنسبة لهم شيء اعتيد عليه فمع كل كبوة صحوة سريعة مما جعل الادارة والمدربين ومعهم اللاعبين في موضوع التعويض الرائع. فكانت ردة الفعل بعد الفشل متمثلة في فشل آخر وآخر دليل على ذلك ان اعلنت راية التحدي بعد خماسية الشارقة وان التعويض وارد ومحتمل في لقاء الاهلي ولأن سلاح الهلال في هذه العملية هو نفس السلاح فكر فني محدود واجسام غير مستعدة بمعنى آخر سلاح لا يفي بالغرض جاءت النتيجة مماثلة وهي خمسة اهداف برهنت ان العامل مع الانتكاسة يحتاج الى التجديد السريع حتى لو كلف الامر ابدال السلاح في المدة القصيرة التي تفصل بين الخماسيتين.
وكما قيل (ما كل مرة تفوز النخوة) اذا كانت ضعيفة وقد قامت على نفس المنهج والاسلوب من خلال عدم معالجة الاخطاء الفنية سواء في التشكيل او في وضع الحلول المفيدة في مهمات اللاعبين الاحد عشر. ويبدو ان وراء العملية ايد خفية.. من تكون لا يُعلم!
بطولة العرب الامل الوحيد
ولأنه لم يتبق امام الهلال سوى البطولة العربية وهي الخامسة في قائمة البطولات المصيرية في مشوار (الزعيم) ورغم الاحوال السيئة التي تحيط بالاسرة الهلالية والتي تكالبت عليها الاحزان والمآسي وظهرت فيها الاستقالات والابتعادات فإن مسألة ان يأنس الهلاليون وهم المبحرون في موج بطولة العرب الى فواح ازاهير الكأس الوحيدة امر يحتاج الى تعقل وروية.
فالمسألة تبدو والنظرية تشير الى ان تكرار الفشل محتمل فكيف يمكن قلب الصورة الى شكلها الرئيسي والفريق بأوضاعه واحواله حينما يعتبر ان الحل ابدال المدرب واقالة او استقالة الادارة المشرفة على الفريق.
فربما الخلل في نفوس اللاعبين وفي نفوس المسؤولين باق في مكانه مما يعني انه لابد من ابعاد المسؤولين في تلك الفترة فالتجديد مطلوب واعادة التكوين ضرورة وليس من العيب ان تكون التجربة في بطولة العرب فلربما كانت السبيل لأن ينتفض المدرب الجديد والجيل الشاب من اللاعبين في استعادة هيبة الهلال وخصوصا ان اسناد مهمة المحافظة على سمعة الهلال ستكون شرفا ينتظره الكثيرون.
اذا لابد من اخذ رأي اللاعبين بالمصارحة في موضوع تحمل تلك المسؤولية ممن لديه العزيمة والاصرار ليغير من نهجه ويجدد حيويته وكذلك ترتيب الاوضاع النفسية لمن سيستعان بهم من الوجوه الشابة وجعلهم في قدر الاهتمام من حيث المصارحة معهم على ان واجبهم لا يتطلب منهم سوى اثبات احقيتهم في ارتداء شعار الهلال.
وليفتح الهلاليون ابواب ونوافذ ناديهم فلا نجاح للكتمان ولا تفوق دون الاستنارة برأي الآخرين وكذلك فإن هذا العمل لا يزيد من الضغوط النفسية لدى اللاعبين لأن الغرض هنا هو تعويدهم على المسؤولية وتقبلهم للاوضاع من خلال مطالبتهم بالتعويض وهو امر يستدل به عن طريق الالتفاف والوقفة الصادقة من المسؤولين والشرفيين والاعلام وكذلك الجماهير

المصدر
[/ALIGN]

من أراد الشهرة فليصعد على أكتاف الهلال>>> أسأل الله أن يمسحك يا غالب السهلي