ماقولكم في رجل ابتلي بضيق التنفس وحساسية من الأتربة والغبار وكلماثارت هذه الأتربة من حوله هاجت لديه الأختناقات وساءت حاله ، وفي كل مرة يهرع الى طبيب العيون !!....نعم ...العيون ...ليطلب منه الدواء وفي كل مرة يفشل الطبيب في وصف العلاج الأنجح وبعد ذلك يعاود زيارته عند كل مرة يختنق فيها المسكين أوَ يوجد وصفا له بأفضل من وصف "أحمق" !
نعم انه أحمق ...فمرضه يستدعي طبيبا متخصصا عارفا بأمراض الصدر وحساسيته فكيف يرجو من غيره علاجا ناجعا ؟؟ ودواء فعالا ؟!

ان مثلنا في التعامل مع هذه الأحداث الدامية مثل هذا الرجل وللأسف حيث نتعرض لنفس الحدث ونحاول معالجته بنفس العلاج الذي لم ينجح أول مرة ...بل ثاني مرة ...بل ثالث مرة ...!

ان استقراء سريعا لأحداث من سبقونا في هذه الأحداث من الدول المجاورة يجعلني أتوقع - ولاأتمنى - حدوث المزيد من هذه الأحداث بل قد تتطور الى استهداف شخصيات رسمية وغير رسمية ومنشآت أكثر حيوية وكثافة بشرية لأن الفتنة ان لم تعالج بـ(حكمة سريعة) فانها ستنتشر انتشار النار في الهشيم .

ان النصح لهذه البلد لايعني بالضرورة تذييل المواضيع بعلم التوحيد أو بعبارات التمجيد والولاء أو كيل الشتائم والتكفير والتفسيق لمن قام بهذا التفجير الفظيع أو شارك به اوبالأشادة بقنص الملطوب رقم سبعة او سبعة عشر ولعن أباءه وأجداده الذين لم يحسنوا تربيته ، لا ..فالأمر أعظم من أن نقف للسب او للشتم لأن الشتم لايحبط سيارة مفخخة والتبديع والتكفير لن يبطل مفعول أي حزام ناسف ،بل لابد من النصح والصدق في المعالجة ودونما مجاملة.

انني أعتقد أن طريقتنا - في الجملة - هي من أسباب تصعيد الموقف وإيقاظ (الخلايا النائمة )..لا..بل رعايتها وتوفير أفضل الظروف لها لتنقلب علينا فيما بعد وذلك بدلا من تحويرها الى خلايا حيوية بناءه في جسد هذا البلد الطيب الذي يتربص به الكثير من الأعداء في الداخل والخارج من الرافضة وتلاميذ أمريكا المتلونين واليهود والنصارى .

هكذا نحن: انفجار مفاجئ ، خوف وهلع من الجميع ، ثم تأخذ عدسات صحفنا وقنواتنا الخائبة بالتسابق للموقع لدرجة أنها قد تصل قبل رجال الأمن والإسعاف والمطافئ والمباحث ليزاحموهم ليثبتوا للعالم أننا قادرين على إيجاد سي ان ان سعودية ، ثم تبدأ التصاريح النارية الحانقة والتهديد ثم يستلم أفراد الطابور الخامس فينا زمام ( المؤامرة ) لتوزيع التهم بدء من كتبنا الدراسية التي درسوها هم قبل عشرات السنين ونهاية بأصغر ( فرّاش ) في مساجد وزارة الشؤون الإسلامية وهكذا يصبح كل أهل( موالاة المؤمنين وبغض الكافرين ) مسؤولين عن هذا التفجير في نظر بعض المسؤولين كما يروج لهم بعض جلسائهم وندمائهم عبر مراسليهم في الصحف السيارة لاكثرها الله .

ومن المظاهر التي تعودنا عليها بعد أي تفجير الخطب الساخنة وبيانات الاستنكار والشجب من العلماء وغير العلماء والتحقيقات الميدانية ثم نظل ستة أشهر ونحن نشاهد صور الدمار لذلك التفجير كل صباح ومساء دون حلول منطقية أو( بوادر ) لحلول واقعية متعقلة .

بعد أيام سنكمل العام الدموي الأول - جعله الله الأخير - وذلك في 11 ربيع أول وخلال هذا العام جربنا عددا من الخطابات التي أثبتت فشلها في الجملة عدا خطابا واحدا هو من أثبت كفاءته رغم عدم وجود فرص حقيقية لوجوده أصلا ، ومن هذه الخطابات :

1- الخطاب الإعلامي الرسمي : وهو وكما قلت يرضخ تحت الأحتلال الليبرالي الذي يمثل رأي حفنة لاتريد لهذا البلد ولامن فيه من الحكام والمحكومين خيرا وقد يلجئوا للكذب - كمافعلوا كثيرا - لتجريم من تصله تهمهم من البريئين كمافعلت الوطن مرارا مع رجال الهيئة ومن قبلها مع رئاسة تعليم البنات - رحمها الله - بالأشتراك مع زميلاتها ( عكاظ - الرياض- الشرق الأوسط ) وما كلام الأمير سلطان عنا ببعيد عن الوطن عندما قال عنها أنها ( كثيرا ماتختلق الكذب غير الصحيح ) فهذا الخطاب تأثيره سلبي جدا وهو أحد أقوى أسباب ايقاظ الخلايا النائمة بل وتكثير سوادها خاصة في ظل ضيق طرق الأنكار عليهم ومحاكمتم وفق الشرع الحنيف .

2- الخطاب الأمني : وهو خطاب ينقصه النضج والحكمة وللأسف والأستفادة من تجارب من سبقونا في هذا الميدان الخطير فسياسة البندقية والسيف - على الأقل لوحدهما - كفيلة بمحاربة السيف والبندقية الناتجتين عن ( فكرة خاطئة كامنة ) تنمو مع الوقت.




فابادة السيف بالسيف والبندقية بالبندقية لايعني نهاية الأفكار التي تولد سيوفا جديدة كل يوم وبنادق جديدة كل حين وبالتالي تفخيخ سيارات جديدة وهكذا وماأكثر ماسمعنا عن قنص في مزرعة او مداهمة في استراحة أواعتقال في شقة ورغم ذلك فأوضاعنا في تدهور ولاحول ولاقوة الابالله العلي العظيم .
3- الخطاب الشرعي : وهو الخطاب الوحيد القادر على تفكيك هذه العقد ودحض هذه الشبه التي انطلق منها من تطور وضعه الى درجة تفخيخ سيارته وقتل المسلمين معه.



ولنا في مبادرة الشيخ سفر الحوالي خير مثال حيث استطاع الشيخ - حفظه الله - تسليم أحد أكبر المطلوبين الى الأمير محمد بن نايف شخصيا دونما اراقة دم واحدة أو اطلاق رصاصة واحدة !!

وماأكثر من تراجع عن أفكاره متأثرا بتراجع المشائخ الخضير والفهد



ان الحكمة والتعقل والجدية في حل الأزمة ستحسب لكل مسؤل يرحب بهذا الحل الذي من دونه - والله - لن تحل هذه الأزمة البته بل قد تزداد وسلوا ان شئتم حسن الألفي - وزير الداخلية المصري - حينما نجا بأعجوبة من محاولة اغتياله من قبل أفراد تلك الجماعات قبل حوالي عشر سنوات فمالداعي الى اعادة كتابة القصة المصرية او الجزائرية ولكن بدماء سعودية هذه المرة وان شئت فقل ( سعودة ) التجربتين المصرية والجزائرية .

إنني وكمواطن أنبذ العنف حلا لخلافاتنا أطالب بتفعيل دور العلماء في حل هذه الأزمة



للخروج من هذا الممر الضيق مادمنا في بداية الدخول وذلك لتفويت الفرصة على المتربصين ولحقن دماء المسلمين وحفظ الأمن والأمان ولنلعم جميعا أن تحقيق الأيمان وأحكام الشرع في نفوسنا - ابتداء- وفي من نليهم من المسلمين مظنة الأمن والهداية وصدق القائل ( الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )

هل من مؤيد لتفعيل دور الخطاب الديني للخروج من هذه الفتنة عصمنا الله واياكم من شرها ....!؟