المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 22/03/2004, 12:01 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
الزنى وآثاره الصحية والاجتماعية؟؟

هذا المقال ملخص بحث كان قد أعده الدكتور حسان حتحوت تحت عنوان

" ثورة الجنس في عالمنا المعاصر "

نظرات طبيب مسلم

مع إضافات أخرى

إن انفجار المعلومات في عصرنا الحالي استفاد منه الإنسان في شتى مجالات الحياة, إلا أنه بدل أن يحمد الله على نعمة هذه الهداية وهذا التسهيل العظيم في مجريات البحث العلمي ونتائجه , أعرض ونأى بجانبه وتكبر وتجبر زاعما أن ما حازه من الفتح العلمي إنما أوتيه على مقدرته العقلية وقوته الذاتية , فانحرف به مسار الطريق نحو الهاوية , وابتغى بعلمه واختراعه الملذات والشهوات العابرة , غير عابئ بما تعقبه من دمار اجتماعي ماحق !!

اخترع بعقله الضال أحكاما ونظريات اجتماعية , يدعي بعقله القاصر أنها لسعادة البشرية , فمن أهم هذه النظريات ما سموه نظرية "الحرية الجنسية" . نظرية اخترعها أبالسة الإنس تحت شعار ظاهره السعادة وباطنه وكل ما فيه من قبله العذاب والدمار والضياع للبشرية قاطبة .

ولما وقفت على بحث الأخ الدكتور/ حسان حتحوت / أستاذ الولادة وأمراض النساء بجامعة الكويت بعنوان" ثورة الجنس في عالمنا المعاصر" رأيت أن أختصره, ويُعرض فحواه في موقع الدعوة التابع لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية لما فيه من الفائدة العميمة بالنسبة لشباب الأمة وشاباتها .

ويبين الباحث سمات واضحة على وجه ما يسمونه بالثورة الجنسية منها :

1ــ الفلسفة الإباحية :

الإباحة الجنسية ليست جديدة في تاريخ البشرية , وقد تتالت على التاريخ كموجات الأثير ترتفع تارة وتحط أخرى , فكلما ارتفعت وازداد أوارها كلما كان فسادها ودمارها أعظم .

حدث ذلك للإمبراطورية الرومانية , ولسدوم وعمورة محل البحر الميت الآن , ولفرنسا بين الحربين العالميتين و كما اعترف مارشالها بيتان وهو يستسلم للألمان . وما هي من الحضارة الحالية ببعيد : وآثارها وأهوال أمراضها وجراثيمها التي تطالعنا الأخبار كل يوم على جديد منها قد طبقت الآفاق .

وكلها نتاج الحضارة الغربية المادية العقلانية الحديثة , حيث استطال قرناها في نمطين يظن الناس أنهما مختلفان , والصحيح أنهما وجهان لعملة واحدة .

أولاهما : - الشيوعية المنهارة , وقد كانت تنكر الله تماما , وتعزو خلق الكون على حتمية الصدفة المادية المتطورة , وترى أن الدين اختراع بشري ابتكره سلسلة من المصلحين الاجتماعيين هم الأنبياء والرسل , وأن الآخرة مصرف وهمي بديل, وَعَدُوا الناس أن يكافئوهم منه بعد الموت إن هم أطاعوهم , وأن الدين أفيون الشعوب .

وانتشرت هذه الفلسفة والأفكار بين بسطاء الناس وعامتهم عند خلو الساحة من المفاهيم النيرة الخيرة من روح الإسلام وتعاليمه , وبسطت سلطان القهر والشدة والعنف لمّا تسنمت هرم السلطة في بعض بلاد العالم . وتلونت وتنوعت باسم الاشتراكية والعدالة والمساواة و. . . ألفاظ جوفاء براقة المظهر تحوي بمضمونها السم الزعاف .

وثانيهما :ــ المادية الرأسمالية , فقد امتدت في العالم الغربي المسيحي . واستغلت هذه الحركةُ التقدمَ العلمي الهائل الذي أحرزه العقل البشري , وانبهار الناس في المخترعات والمكتشفات الجديدة , فدعت إلى تحكيم هذا العقل في كل أمور الحياة الإنسانية ونبذ كل ما يتعارض معه من القيم والثقافات والأخلاق , فكان من ضمن ما احتكم إليه فيه العلاقات الجنسية .

كانت القاعدة عندهم أن ما وافق العقل فهو صحيح ونافذ وما خالفه فهو باطل, وفاتهم أن العقل ذاته أداة ناقصة , إذ أن كل كشف جديد اعتراف بنقص العقل قبل أن نكشفه , وسَعْيَنَا وراء الجديد اعترافٌ منا بالمدى الذي ما زال العقل يجهله , وما أكثر وأعظم وأوسع دائرة ذلك المجهول !! والحق أنه كلما ازداد العلم تقدما ازداد الإنسان إدراكا بمدى ما يجهله.

العقل إذن ناقص , ولا يستطيع أن يصدر الأحكام المطلقة . مع العلم أن العقل قابل للتأثر وهذه من صفات الإنسان : يغالبه الهوى , وكم من عاقل مُعْتدٍّ برأيه صرعته الأهواء وأثرت فيه أمواج التيارات فحرفته عن جادة الصواب, فما كان عنده بالأمس خطأ أو رذيلة يصبح اليوم مقبولا وفي غد يصبح فضيلة من الفضائل .

وهكذا فعل العقل بقضية الجنس, واتبع هواه وكان أمره فرطا , فبعد أن كان الزنى من أقبح الرذائل : تدرج شيئا فشيئا بنظر العقل حتى أصبح من شيم الحرية والأخلاق الفاضلة , وكان ذلك نتيجة هجمة شرسة قام بها منظروا من يدّعون تحكم العقل , أمثال برتراند راسل الذي دعا لحرية الجنس بين طلاب وطالبات الجامعات وزاد الطَّامَّةَ طامةً بعضُ رجال الكهنوت أمثال الأسقف الأحمر في إنجلترا الذي ادعى أنه إذا ضاجع الشاب فتاة في محبة وبغير قهر كان ذلك مبرة . حتى أساتذة علم النفس جاءتهم الحمية لمصلحة الإنسان فجعلوا يحذرون من العواقب الوخيمة من جراء الكبت الجنسي لدى الشباب المتمسكين بالعفاف . ورجال التشريع لهم دور أيضا فقد عبثوا بالقوانين حتى جعلوا جريمة اللواط تصرفا شخصيا لا علاقة لأحد به طالما أن القطبين راضيان فيما بينهما . ومؤلفون ومخرجون وسينمائيون وصحافيون وعلماء اجتماع: سلطوا أقلامهم وإعلامهم ونظرياتهم وأفكارهم حتى غيروا مناخ وأوصاف ومدلولات القيم الاجتماعية تماما .

ومن المؤلم جدا أن تقرأ في الصحف أن لجنة من مجلس الكنائس البريطاني , في تقرير لها عن الجنس والفضيلة تقول :" إنها ضد الاستغلال الجنسي وأنها تبارك الصلة الجنسية في الزواج ولكنها ترفض الرأي الداعي إلى العفة قبل الزواج !! أو الالتزام بعده , وترفض رأي الإنجيل ضد الزنى الذي تراه مسموحا في بعض الأحوال ؛ إن شكل امتزاجا شاملا بين بالغين راضين "

مجلة التايم 28 أكتوبر 1966 ص28

ويدعو التقرير إلى تهيئة وسائل منع الحمل للفتيات غير المتزوجات وإلى مزيد من التراخي في تشريعات الإجهاض .

وفي موجة الحرية والمساواة دعوا الناس إلى مساواة المرأة بالرجل في حرية الجنس بدلاً من دعوة الجنسين إلى مراعاة العفة .

ورأي الإسلام واضح في هذا الموضوع وأشهر من أن يعرف . ونحمد الله تعالى أنه نزَّل الإسلام وتكفل الله بحفظه بحفظ كتابه الكريم وسنة نبيه العظيم و على الشباب المسلم في هذا المقام واجبان :

الواجب الأول – أن يُحكم صلته بربه , ويوثق قبضته على دينه , فإن وسائل الإغراء الفائقة في دقة الجذب والتي صنعتها بيوت الفحش والرذيلة وتأنقت في صنعها , إذا لم يكن مع الشاب وسائل تحميه من شرها وتقيه من إثمها , فهو معرض للسقوط والهوي فيها, وخير وقاية هو حسن الصلة مع الله , فهو خير حافظا وهو أرحم الراحمين .

الواجب الثاني – أن ينصب من نفسه داعية يدعو القوم إلى سبيل الرشاد , بالأسلوب الذي أمر الله به , وينبغي أن نستمد الحجة من منطقهم وثقافتهم ماداموا لا يؤمنون بقرآننا , ولا بإنجيلهم . إلا أنهم كما يدعون العدالة والمساواة بين الناس رجالا ونساء, نقول لهم بمنطقهم : إن أية علاقة بين اثنين لا تتوزع نتائجها على الاثنين توزيعا عادلا بالتساوي فهي علاقة نابية عن العدل , ونظرة إلى نتائج العلاقة الإباحية التي صارت عرفا متبعا في الغرب, وهي للأسف تصدر إلى العالم الآن على أنها تقدم وتطور, والتي تبيح المعاشرة بغير رباط الزواج ومسؤولياته, ترينا أن المردود غير موزع بالتساوي, فالمرأة دائما هي الخاسرة , إن عوشرت ثم هُجرت فهي الخاسرة , وإن حملت سفاحا فهي الخاسرة , وإن لجأت إلى الإجهاض فهي الخاسرة , وإن وضعت وتنازلت عن وليدها فهي الخاسرة , وإن احتفظت به ولدا بلا والد فهي الخاسرة ! ! !



2ــ منع الحمل:

لأول مرة في التاريخ يمكن التحكم في الخصوبة البشرية بصفة فعالة وبوسائل ميسورة , وقد هلل الكثيرون من أهل الدراسات السكانية والاقتصادية لمجيء هذا الإنجاز, في الوقت الذي بدا فيه أن خطر الانفجار السكاني يوشك في رأيهم أن يهدد الحياة البشرية على الأرض , ويتوقعون أنه إذا استمر معدل الزيادة في السكان على ما هو عليه فستصل الأرض إلى مرحلة التشبع , فلا يعود ما فيها من الرزق يكفي من فيها من السكان.

يقول الدكتور حتحوت صاحب البحث الأساس : وفي مجال عملي وجب علي كطبيب مسلم أن أنظر في هذا الأمر نظرة المسلم ونظرة الطبيب :

ودلني النظر في هذا الأمر إلى أن منع الحمل , ككثير غيره من الأمور, لا يحكم له أو عليه حكما عينيا بالحل أو الحرمة , حكما عابرا , بل أعتقد أن العبرة بالتطبيق : الذين يقولون بالحل يتمثلون بإجابة الرسول عليه السلام بقوله " اعزل أو لا تعزل فإنه آتيها ما قدر لها " رواه مسلم وأبو داود . ويقول بعض الصحابة : " كنا نعزل على عهد رسول الله فلم ينهنا ." متفق عليه من حديث جابر بن عبد الله

وبالتفريق بين منع الحمل والإجهاض والوأد من حيث أن الوأد والإجهاض عُدْوان على كائن حي موجود ومنع الحمل ليس كذلك .

ولا شك أن من يجرد الزواج من وظيفة التكاثر ويقصره على وظيفة المتعة فقد نبا عن الصواب , لأن الأمة في حاجة إلى الكثرة العددية التي تفي بالدفاع عنها والقيام بأمر قيادتها وإدارة مرافق حياتها والمحافظة على عزتها وكرامتها, وإيجاد نخب فكرية تخطط لاستمرار رقيها وتقدمها بين الأمم .

هناك كذلك على النطاق العالمي اهتمام مركز جدا جدا على مسألة تحديد النسل , ومن يرى هذا الاهتمام يظن أن تحديد النسل هو المدخل الوحيد لتوقي شح الموارد , ولا نرى ذات الاهتمام ينصب على التعاون لاستخراج خيرات الأرض و سواء اليابسة أو المغمورة بالبحار والمحيطات .

ولكن لمسألة تحديد النسل شأنا آخر, يسيره ويستغله أهل السيطرة والنفوذ في العالم كما يشاؤون . من يريدون إضعافه ويخشون من مارده, الذي يرونه الإسلام, أن يستيقظ من جديد , يشيعون فيه تحديد النسل بل ويشجعونه بكل ما أوتوا من وسائل الزيغ والتضليل حتى يصوروا للناس أنهم على حافة هاوية سيسيحون فيها وتدمرهم إن لم يحددوا النسل , بل يفرضون على بعض الدول ذات القيادات الهزيلة والموارد المتخلفة في طرق الإنتاج , أن يقوموا بهذه العملية مجبرين وإلا فإن الدول الصناعية والغنيّة لا تقرضهم وتمنع عنهم الفُتاة الذي تشحدهم إياه .

ولو أن الدول الغنية تنافست في الإعمار العالمي وساعدت الدول الفقيرة وأوجدت مشاريع إنتاجية عالمية لأغنت العالم ولبقي العالم بحاجة على اليد العاملة , إلا أنهم نفخ شيطان الحرب والعداء للإسلام في رؤوسهم فسخّروا قدراتهم المادية في تصنيع الدمار وآلة الحروب وافتعلوا هذا الهياج العالمي ليبرروا مخازيهم العالمية وعدوانهم على غيرهم من الأمم .

ونحن المسلمين , وإن كنا في عالمنا المعاصر دولا ذات حدود وحكومات , ينبغي أن لا يصرفنا ذلك عما وصفنا الله به أننا أمة واحدة عرفها الله بقوله

((وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ)) المؤمنون52

ولو استطاعت هذه الدول المستضعفة أن يكون واقعها هو حاصل جمع ما تملكه من أرض ومن ماء ومن معادن ومن سواعد ومن عقول ومن شواطئ ومن أنهار ومن بحار , إن تعاملت فيما بينها جمعا وضربا وليس طرحا وقسمة , لحققت بذلك رسالتها , ولحلت أزمتها وأزمة العالم , وليس من سبيل إلى ذلك إلا بأن تُحيي في قلوب أبنائها جذوة الإسلام من جديد , فليس لها دون الإسلام من رباط يربط أواصرها , وليس لها من دون الله من نصير مهما شرقت أو غربت في البحث عن النصير, إنه الإسلام وليس غير الإسلام , فلذلك فلندْعُ الشباب المؤمن للقيام بواجباته التي كلفه الله بها .





3-الإجهاض:

الإجهاض هو خروج أو إخراج الجنين من رحم أمه ولمّا يكتمل نموه لدرجة تتيح له أن يعيش بعد ذلك . وقد يحدث الإجهاض تلقائيا لعلة مرضية ظاهرة أو خفية , ولكن الذي يعنينا هنا هو ذلك الإجهاض المحدث عنوة بفعل فاعل .

فمنذ بواكير الحضارة الإنسانية, ومنذ فجر المهنة الطبية وأعلامها , كانت حرمة الحياة الإنسانية تنسدل على الجنين , فكان من قَسَم الأطباء ألاّ تمتد يدهم بالأذى دوائيا أو جراحيا للجنين المحمول , وظلت هذه الأفكار من مقدسات المهنة الطبية وموروثاتها حتى عقدنا الحالي, حين امتدت إليها كذلك تلك اليد العابثة.

ومسألة الإجهاض خيط من نسيج وغيض من فيض وجزء من كل .

ونعود إلى موانع الحمل , فنقول : إنها وإن كانت تقدما علميا وعونا طبيا واجتماعيا , إلا أنها كانت ممولة ومحفوزة من قبل الحركة التي سمت نفسها " حركة تحرير المرأة " , وكان مما تدعو إليه تلك الحركة مساواة المرأة بالرجل , وإنه إن كان الرجل يمارس الجنس دون أن يهدد بالحمل فينبغي أن يكون للمرأة كذالك أن تمارسه دون تهديد الحمل .

ولم تكد تستقر أمور منع الحمل حتى جعلوها في المتناول الميسور للبنات غير المتزوجات .

ثم تدرج الأمر إلى أن تتنادى النساء بحقهن في أجسادهن, ثم تَنَادَيْنَ بأنه من الظلم أن تضطر المرأة إلى أن تحتفظ في أحشائها بجنين لا تريده . وهذه أمور كلها دبرت بليل وخطط لها من قبل , وبعد أن كان الإجهاض الطبي مباحا فقط في الحالات التي يشكل فيها استمرار الحمل خطرا على حياة الأم , مرر المشرعون أعضاء البرلمان البريطاني القانون الجديد الذي وسع رقعة الإباحة لتشمل " تهديد صحتها الجسمية أو النفسية , أو الصحة الجسمية أو النفسية لأي أحد من أفراد الأسرة بما فيهم الأبناء بالتبني , ويستوي أن يكون هذا التهديد في الحاضر أو في المستقبل المرتقب .

إن هذا القانون لا يضبط من أمر تنظيم الإجهاض إلا ما يحمل الغربال من الماء إذا رفع , فلو أن أسرة تبنت طفلا ثم حملت السيدة , فذهبت إلى الطبيب تقول : إن متبناها يشعر بالغيرة من قدوم طفل جديد , فالقانون الطيع اللين يسمح بالإجهاض إن وافق الطبيب, على أن ذلك يهدد الصحة النفسية للمتبنى في المستقبل .

لقد ظهر أن هذه الإباحة لم تستخدم للمحافظة على صحة الزوجات أو للحد من نسل الأسر كثيرة العيال التي تعوزها النفقة .

ولكن أنبأتنا الإحصاءات بأن الكثرة الغالبة من المُجهَضات كن نساء غير متزوجات , بل حاملات من سفاح , فكشفت بذلك عن حقيقة المؤامرة التي جعلت الإجهاض فيما بعد تجارة رابحة ذات بريق ولمعان يغطي ظاهرها, أما باطنها, والعياذ بالله ممن خطط لها , فهو الدمار والخراب وإشاعة الفساد والاضطراب بين أفراد الأمم وقتل المروءات والغيرة على الحرمات , بحيث يصبح الناس فوضى لا سراة لهم , أو سراة جهالاً لا يعون من أمرهم ولا من امر دينهم ولا من أمر أممهم شيئا.

يقول الدكتور حتحوت : " في كتاب لبريطاني وبريطانية تنكرا في هيئة عشيقة حامل وصديقها ... يرويان ما شهداه في مطافهما بسوق الإجهاض , مما تشمئز له النفس . وقد تكونت هناك في عاصمة الحرية والمساواة شبكة إجهاضية وكأنها المؤسسات السياحية ترتب للبنات هناك أو القادمات من الخارج كل شيء من أول التاكسي بالمطار مرورا بالفندق والمستشفى والعملية حتى المطار مرة أخرى للمغادرة :

ومن العجيب أنهم ظنوا أن شيوع الإجهاض ومنع الحمل سيمنع ظاهرة الأطفال المولودين سفاحا , فهالهم أن هؤلاء في ازدياد, ومع إقبال الأسر المحترمة على الحد من عدد الأبناء, تحت تأثير الدعايات المغرضة, أصبح كل خامس مولود في بريطانيا مولودا من سفاح" – وهذه المعلومات تكاد تكون قديمة جدا- أما اليوم فحدث ولا حرج , حيث انتقلت العدوى من بريطانيا العظمى إلى كثير من دول أوروبا وكثير من ولايات أمريكا و وانحدر السيل الجارف نحو شرقنا البائس الحزين الذي خلع عنه ما كان يقيه من تعاليم الدين الحنيف ضد هذه العاديات .

ولننظر إلى مسألة الإجهاض من خلال آيات القرآن الكريم :

(( وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ))الأنعام151

(( وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً))الإسراء 31

((وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ))الأنعام137

‏(( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ))الممتحنة12

آيات كلها تدور حول جريمة قتل الأولاد , وكلمة الأولاد تشمل الذكور والإناث , وهو قتل يشترك في اقترافه الرجال والنساء, ونعلم أن الجاهلية في جريمة الوأد كان رجالها وحدهم يئدون الإناث وحدهن , فمتى تكون الضحايا ذكورا وإناثا تغدر بها الرجل والنساء جميعا إلا إن كان القصد أنها الأجنة تغدر بها يد الإجهاض ؟

ولننظر إلى الشريعة الإسلامية وموقفها من الجنين فنجد الآتي:

أولاً – إذا مات رجل وظهر أن امرأته حامل , حجز من تركته نصيب ولد, ولم يأخذ باقي الورثة أنصبتهم إلا إن تعهدوا إن وضعت أكثر من ولد أن يردوا على التوأم نصيبه .

ثانيا – إذا حكم على امرأة بالإعدام وتبين أنها حامل أرجئ تنفيذ العقوبة حتى تلد ثم ترضع .. حتى لو كان الجنين محمولا من سفاح .

ثالثا – إذا أجهض جنين في أية مرحلة من مراحل وظهرت عليه أية علامة من علامات الحياة كتحريك إصبع أو نفس أو سعلة أو عطسة أو غيرها ثم مات بعدها , فإن هذا الجنين يرث أيّاً من مورثيه الشرعيين مات بعد بداية الحمل , ثم يرث الجنينَ ورثنه الشرعيون.

رابعا – في الإسلام عقوبة مالية (غرامة) على الإجهاض , لا تجب غيرها من عقوبات التعزير على عدوان أو إصابة أخرى , وهذه الغرامة اسمها " الغرة " وتبلغ عشر دية البالغ , تدفع لورثة الجنين الشرعيين , فإن كان من بين هؤلاء الورثة متسبب في الإجهاض دفع ما عليه من الغرم وحرم نصيبه من الإرث .

حياة الجنين إذا محترمة , ولا يضحى بها إلا إن كان في استمرار الحمل خطورة على حياة الأم المريضة , لأن الأم في الشريعة أصل والجنين فرع , والفرع فداء الأصل .



4- الأمراض الجنسية:

وهي تعرف أيضا بالأمراض السرية , وتنقل عدواها عن طريق الاتصال الجنسي عادة , ومن أهمها :

مرض السيلان , مرض الزهري , مرض فقد المناعة المعروف

بـ( ايدز) وكلها أمراض معدية وقاتلة ويسهل انتشارها بين من يتعاطون فاحشة الزنى , وإن كانوا استطاعوا إيجاد علاجات مضادة للمرضين الأولين , إلا أن الجراثيم المسببة كانت في كثير من الأحيان اقوى من الإنسان فسرعان ما توجد لها طرق ومخابئ تزيغ عن طريق المضادات ثم تعود فتنشط من جديد .

أما مرض الأيدز, والعياذ بالله , فليس أمام المصاب إلا أن يندب حظه ويودع ملذاته وفواحشه وينتظر استقبال آخرته بما قدم لها , لأن هذا المرض والعياذ بالله , رغم الجهود المكثفة والبحوث المتكاثرة والأموال الطائلة التي تنفق من أجل مكافحته , لم يعثروا على حل لهذه الكارثة الإنسانية , وصدق رسول الله r حيث يقول :" ولا فشا الزنى في قوم قط إلاّ كثر فيهم الموت " أي من كثرة أمراض الزنى والحديث قطعة من حديث ابن عباس رضي الله عنهما في الموطأ.

ومن أجل ذلك قال ربنا عز وجل (( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا ))الإسراء32

إن الأنواع الجديدة من الزهري والسيلان أكثر عصيانا على التداوي من أجيالها السابقة عند بدء استعمال المضادات الحيوية .

ونوع المريض وسماته قد اختلفت عن ذي قبل اختلافا خطيرا, لم يعد التوزيع الجنسي كما كان في السابق خمسين رجلا لكل امرأة , ولكنه أصبح متساويا بين الجنسين من المرضى . ولم يعد معدل سن الإصابة حول الخامسة والثلاثين , ولكنه أصبح في العشرين فما دون .

لم يعد مصدر الإصابة مومس الأمس يقصدها العديد من الرجال المنحرفين , ولكن زنى اليوم صار دولة بين الشباب, فزانية اليوم في بلاد الغرب هي الفتاة العادية الشابة في كافة مرافق الحياة , شجعوها على هذا الإثم باسم حرية الجنس !! باسم التقدم !! باسم التحرر !!

وهنا الجناية .. يمهد لها .. ويعين عليها حشد كامل ذكي لكل ما يثير الغرائز وشهوة الجنس ؛ من أزياء ومن مطبوعات ماجنة , ومن أفلام وأقلام مأجورة رخيصة , كلها تآمرت واحتالت على العفة والشرف والطهر , فسمت الزنى حبا, وسمت الرذيلة عشقا سد حاجة فيسيولوجية للجسد , وسمت العفة والشرف والطهر رجعية وتخلفا وجمودا لا يليق بمدنية العصر, وسمت الغناء الماجن الفاسق والتغزل بأعراض الناس فناً, ودعت الناس إلى التفاخر والتباهي به وقالت مقولتها الفاجرة " من لم يتحسس الفن ويأنس به ويتذوقه فليس بإنسان"

وسمت القيان والداعرات الممثلات اللاتي يشعن الرقص العاهر والغناء الفاجر, سمتهن فنانات !! يا لطيف نسألك اللطف . . .

إن وراء الضوء الذي يجذب الفراشة إلى المصباح النارُ التي تحرقها.

يعلن أحد المتخصصين من المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض: أن ستمائة وخمسين ألف من الأمريكان شبابا وفتيات تحت سن العشرين يصابون بالزهري أو السيلان ( وهذه معلومات قديمة قبل اكتشاف مرض الادز, فما حالهم اليوم؟ )

أما شبابنا المسلم : في حله وترحاله و في إقامته وفي اغترابه فليعلم أن عليه واجبين : واجبا دفاعيا وآخر هجوميا :

أما الدفاعي فليسأل الله عز وجل أن يثبت جنانه وإيمانه تجاه كل ما يعرض له من إغراء وإن بدا لذيذا طيبا , فكم من لذة ساعة أورثت صاحبها غما طويلا . القلب المليء بحب الله ليس فيه متسع لسواه , فلتعمر القلوب بذكر الله , ولتحسن إيمانك بالله , فالإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . واعلم أنك كما تدين تدان , فارض لبنات آدم ما ترضاه لأختك وأمك وابنتك وزوجتك , وكفى بالمثل الواقعي أمامنا واعظا وزاجرا .

وأما الواجب الهجومي: ونقصد به الدعوي , فوفاء بواجب من آتاه الله النور , والناس تتخبط في الظلام (( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين)) المائدة/15 ومسئولية من آتاه الله الدواء والناس في قبضة المرض , علينا نحن المسلمين أن نطبب الإنسانية المريضة, وأن ننير لها السبيل , وأن ننتشلها من غرقها , لا باللوم والسباب , ولكن بتحبيبها فيما ندعوها إليه من محاسن الإسلام, والإسلام كله محاسن, وعلينا أن نكون لهم قدوة صالحة ننصحهم بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة .

والطريق طويلة , والبناء أشق من الهدم , والنار حفت بالشهوات, ولكن أي امرئ أولى بالثقة ممن علم أنه مع الله وأن الله معه, وكان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .

ويوم نستطيع أن نُري الناس الإسلام في صورة رجال تمشي على الأرض, ويوم نستطيع أن نملك زمام أنفسنا فسنملك زمام الناس , إن أحسنّا العمل وأخلصنا في الدعوة وصبرنا عليها صبر أولي العزم , فقد علمنا أن الله لا يضيع صبر الصابرين .

(( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون )). آل عمران104 (منقول)
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22/03/2004, 02:14 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 05/05/2003
المكان: في ضواحي مدريد
مشاركات: 4,170
[ALIGN=CENTER]الف شكر لك ياحبيب قلبي وجزاك الله الف خير

ومشكور مرة اخرى اخوي srabالهلال
[/ALIGN]
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23/03/2004, 09:08 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
اخي @البرفسور@

اشكرك على تواصلك الذي طالما انتظرناه بفارغ الصبر
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23/03/2004, 11:14 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
الأصل السابع: لَـمَّا حرَّم الله الـزنى حَـرَّم الأسـباب المفضية إليه

قاعدة الشرع المطهّر

أن الله سبحانه إذا حرّم شيئًا حرّم الأسباب والطرق والوسائل المفضية إليه، تحقيقًا لتحريمه، ومنعًا من الوصول إليه، أو القرب من حماه، ووقاية من اكتساب الإثم، والوقوع في آثاره المضرة بالفرد والجماعة‏.‏

ولو حرَّم الله أمرًا، وأبيحت الوسائل الموصلة إليه لكان ذلك نقضًا للتحريم، وحاشا شريعة رب العالمين من ذلك ‏.‏

وفاحشة الزنى من أعظم الفواحش، وأقبحها وأشدها خطرًا وضررًا وعاقبةً على ضروريات الدين، ولهذا صار تحريم الزنى معلومًا من الدين بالضرورة ‏.‏

قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلًا‏}‏ ‏[‏الإسراء‏:‏32‏]‏‏.‏

ولهذا حرِّمت الأسباب الموصلة إليه من‏:‏ السفور ووسائله، والتبرج ووسائله، والاختلاط ووسائله، وتشبه المرأة بالرجل، وتشبهها بالكافرات ‏.‏‏.‏ وهكذا من أسباب الرِّيبة، والفتنة، والفساد ‏.‏

وتأمَّل هذا السر العظيم من أسرار التنـزيل، وإعجاز القرآن الكريم، ذلك أن الله سبحانه وتعالى لما ذكر في فاتحة سورة النور شناعة جريمة الزنى، وتحريمه تحريمًا غائبًا، ذكر سبحانه من فاتحتها إلى تمام ثلاث وثلاثين آية أربع عشرة وسيلة وقائية، تحجب هذه الفاحشة، وتقاوم وقوعها في مجتمع الطهر والعفاف جماعة المسلمين، وهذه الوسائل الواقية‏:‏ فعلية، وقولية، وإرادية، وهي‏:‏

1ـ تطهير الزناة والزواني بالعقوبة الحدية ‏.‏

2ـ التطهر باجتناب نكاح الزانية وإنكاح الزواني، إلا بعد التوبة ومعرفة الصـدق فيها‏.‏

وهاتان وسيلتان واقيتان تتعلقان بالفعل ‏.‏

3ـ تطهير الألسنة عن رمي الناس بفاحشة الزنى، ومَن قال ولا بـيِّنة فيُشرع حد القذف في ظهره ‏.‏

4ـ تطهير لسان الزوج عن رمي زوجته بالزنا ولا بينة، وإلا فاللعان ‏.‏

5ـ تطهير النفوس وحجب القلوب عن ظن السوء بمسلم بفعل الفاحشة ‏.‏

6ـ تطهير الإرادة وحجبها عن محبة إشاعة الفاحشة في المسلمين، لما في إشاعتها من إضعاف جانب من ينكرها، وتقوية جانب الفسقة والإباحيين ‏.‏

ولهذا صار عذاب هذا الصنف أشد من غيره، كما قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا

والآخرة‏}‏ ‏[‏النور‏:‏ 19‏]‏‏.‏

ومحبة إشاعة الفاحشة تنتظم جميع الوسائل القبيحة إلى هذه الفاحشة، سواء كانت بالقول، أم بالفعل، أم بالإقرار، أو ترويج أسبابها، وهكذا ‏.‏

وهذا الوعيد الشديد ينطبق على دعاة تحرير المرأة في بلاد الإسلام من الحجاب، والتخلص من الأوامر الشرعية الضابطة لها في عفتها، وحشمتها وحيائها‏.‏

7ـ الوقاية العامة بتطهير النفس من الوساوس والخطرات، التي هي أولى خطوات الشيطان في نفوس المؤمنين ليوقعهم في الفاحشة، وهذا غاية في الوقاية من الفاحشة، قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر‏}‏ ‏[‏النور‏:‏ 21‏]‏‏.‏

8ـ مشروعية الاستئذان عند إرادة دخول البيت، حتى لا يقع النظر على عورة من عورات أهل البيوت ‏.‏

9،10ـ تطهير العين من النظر المحرم إلى المرأة الأجنبية، أو منها إلى الرجل الأجـنبي عنها‏.‏

11ـ تحريم إبداء المرأة زينتها للأجانب عنها ‏.‏

12ـ منع ما يحرم الرجل ويثيره، كضرب المرأة برجلها، ليسمع صوت خلخالها، فيجلب ذوي النفوس المريضة إليها ‏.‏

13، 14ـ الأمر بالاستعفاف لمن لا يجد ما يستطيع به الزواج، وفعل الأسباب‏.‏

والقرآن العظيم والسنة المشرفة، مملوءان من تشريع الأسباب والتدابير الواقية من هذه الفاحشة في حق الرجال، وفي حق النساء ‏.‏

فمنها في حق الرجال مع الرجال‏:‏

وجوب ستر عورة الرجل، فلا يجوز للرجل كشف عورته من السرة إلى الركبة ‏.‏

ومنها ‏:‏ حجب نظر الرجل عن النساء الأجنبيات ‏.‏

ومنها ‏:‏ حجب الرجل عن مجالسة المردان من الذكور، والنظر إليهم تلذذًا ‏.‏

ومنها في حق النساء مع النساء ‏.‏

ومن أعظم الأسباب والتدابير الواقية من الزنى‏:‏ فرض الحجاب على نساء المسلمين، لما يحمله من حفظهن وحياتهن في عفة وستر وصون وحشمة وحياء، ومجافاة للخنا، وطرد لنواقضها من التبذل والتسفل، وانتزاع الحياء ‏.‏
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24/03/2004, 10:05 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
من مفاسد الزنا محمد بن ابراهيم الحمد

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

فالزنا فساد كبير، وشر مستطير، له آثار كبيرة، وتنجم عنه أضرار كثيرة، سواء على مرتكبيه، أو على الأمة عامة.

وبما أن الزنا يكثر وقوعه، وتكثر الدواعي إليه، فهذه نبذة عن آثاره ومفاسده، وآفاته وأضراره:

1ـ الزنا يجمع خلال الشر كلها من: قلة الدين، وذهاب الورع، وفساد المروءة، وقلة الغيرة، ووأد الفضيلة.

2ـ يقتل الحياء ويلبس وجه صاحبه رقعة من الصفاقة والوقاحة.

3ـ سواد الوجه وظلمته، وما يعلوه من الكآبة والمقت الذي يبدو للناظرين.

4ـ ظلمة القلب، وطمس نوره.

5ـ الفقر اللازم لمرتكبيه، وفي الأثر يقول الله تعالى: { أنا مهلك الطغاة، ومفقر الزناة }.

6ـ أنه يذهب حرمة فاعله، ويسقطه من عين ربه وأعين عباده، ويسلب صاحبه اسم البر، والعفيف، والعدل، ويعطيه اسم الفاجر، والفاسق، والزاني، والخائن.

7ـ الوحشة التي يضعها الله في قلب الزاني، وهي نظير الوحشة التي تعلو وجهه؛ فالعفيف على وجهه حلاوة، وفي قلبه أنس، ومن جالسه استأنس به، والزاني بالعكس من ذلك تماماً.

8ـ أن الناس ينظرون إلى الزاني بعين الريبة والخيانة، ولا يأمنه أحد على حرمته وأولاده.

9ـ ومن أضراره الرائحة التي تفوح من الزاني، يشمها كل ذي قلب سليم، تفوح من فيه، ومن جسده.

10ـ ضيقة الصدر وحرجه؛ فإن الزناة يعاملون بضد قصودهم؛ فإن من طلب لذة العيش وطيبه بمعصية الله عاقبه الله بنقيض قصده؛ فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، ولم يجعل الله معصيته سبباً إلى خير قط.

ولو علم الفاجر ما في العفاف من اللذة والسرور، وانشراح الصدر، وطيب العيش؛ لرأى أن الذي فاته من اللذة أضعاف أضعاف ما حصل.

11ـ الزاني يعرض نفسه لفوات الاستمتاع بالحور العين في المساكن الطيبة في جنات عدن.

12ـ الزنا يجرئ على قطيعة الرحم وعقوق الوالدين، وكسب الحرام، وظلم الخلق، وإضاعة الأهل والعيال وربما قاد إلى سفك الدم الحرام، وربما استعان عليه بالسحر والشرك وهو يدري أو لا يدري؛ فهذه المعصية لا تتم إلا بأنواع من المعاصي قبلها ومعها، ويتولد عنها أنواع أخرى من المعاصي بعدها؛ فهي محفوفة بجند من المعاصي قبلها وجند من المعاصي بعدها، وهي أجلب شيء لشر الدنيا والآخرة، وأمنع شيء لخير الدنيا والآخرة.

13ـ الزنا يذهب بكرامة الفتاة ويكسوها عاراً لا يقف عندها، بل يتعداها إلى أسرتها؛ حيث تدخل العار على أهلها، وزوجها، وأقاربها، وتنكس به رؤوسهم بين الخلائق.

14ـ أن العار الذي يلحق من قذف بالزنا أعلق من العار الذي ينجر إلى من رمي بالكفر وأبقى؛ إلا إن التوبة من الكفر على صدق القاذف تذهب رجسه شرعاً، وتغسل عاره عادة، ولا تبقي له في قلوب الناس حطة تنزل به عن رتبة أمثاله ممن ولدوا في الإسلام، بخلاف الزنا؛ فإن التوبة من ارتكاب فاحشته ـ وإن طهرت صاحبها تطهيراً، ورفعت عنه المؤاخذة بها في الآخرة ـ يبقى لها أثر في النفوس، ينقص بقدره عن منزلة أمثاله ممن ثبت لهم العفاف من أول نشأتهم.

وانظر إلى المرأة ينسب إليها الزنا كيف يتجنب الأزواج نكاحها وإن ظهرت توبتها؛ مراعاة للوصمة التي أُلصقت بعرضها سالفاً، ويرغبون أن ينكحوا المشركة إذا أسلمت رغبتهم في نكاح الناشئة في الإسلام.

15ـ إذا حملت المرأة من الزنا، فقتلت ولدها جمعت بين الزنا والقتل، وإذا حملته على الزوج أدخلت على أهلها وأهله أجنبياً ليس منهم، فورثهم ورآهم وخلا بهم، وانتسب إليهم وهو ليس منهم إلى غير ذلك من مفاسد زناها.

16ـ أن الزنا جناية على الولد؛ فإن الزاني يبذر نطفته على وجه يجعل النسمة المخلقة منها مقطوعة عن النسب إلى الآباء، والنسب معدود من الروابط الداعية إلى التعاون والتعاضد؛ فكان الزنا سبباً لوجود الولد عارياً من العواطف التي تربطه بأدنى قربى يأخذون بساعده إذا زلت به فعله، ويتقوى به اعتصابهم عند الحاجة إليه.

كذلك فيه جناية عليه، وتعريض به؛ لأنه يعيش وضيعاً في الأمة، مدحوراً من كل جانب؛ فإن الناس يستخفون بولد الزنا، وتنكره طبائعهم، ولا يرون له من الهيئة الاجتماعية اعتباراً؛ فما ذنب هذا المسكين؟ وأي قلب يحتمل أن يتسبب في هذا المصير؟!

17ـ زنا الرجل فيه إفساد المرأة المصونة وتعريضها للفساد والتلف.

18ـ الزنا يهيج العداوات، ويزكي نار الانتقام بين أهل المرأة وبين الزاني، ذلك أن الغيرة التي طبع عليها الإنسان على محارمه تملأ صدره عند مزاحمته على موطوئته، فيكون ذلك مظنة لوقوع المقاتلات وانتشار المحاربات؛ لما يجلبه هتك الحرمة للزوج وذوي القرابة من العار والفضيحة الكبرى، ولو بلغ الرجل أن امرأته أو إحدى محارمه قتلت كان أسهل عليه من أن يبلغه أنها زنت.

قال سعد بن عبادة ـ ـ "لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح". فبلغ ذلك رسول الله فقال: { أتعجبون من غيرة سعد! والله لأنا أغير منه، والله أغير مني؛ ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن } [أخرجه البخاري ومسلم].

19ـ للزنا أثر على محارم الزاني، فشعور محارمه بتعاطيه هذه الفاحشة يسقط جانباً من مهابتهن ـ كما مر ـ ويسهل عليهن بذل أعراضهن ـ إن لم يكن ثوب عفافهن منسوجاً من تربية دينية صادقة.

بخلاف من ينكر الزنا ويتجنبه، ولا يرضاه لغيره؛ فإن هذه السيرة تكسبه مهابة في قلوب محارمه، وتساعده على أن يكون بيته طاهراً عفيفاً.

20ـ للزنا أضرار جسيمة على الصحة يصعب علاجها والسيطرة عليها، بل ربما أودت بحياة الزاني، كالإيدز، والهربس، والزهري، والسيلان، ونحوها.

21ـ الزنا سبب لدمار الأمة؛ فقد جرت سنة الله في خلقه أنه عند ظهور الزنا يغضب الله ـ عز وجل ـ ويشتد غضبه، فلا بد أن يؤثر غضبه في الأرض عقوبة.

قال ابن مسعود رضي الله عنه: ( ما ظهر الربا والزنا في قرية إلا أذن الله بإهلاكها ).

ومما يدل على عظم شأن الزنا أن الله سبحانه خص حده من بين الحدود بخصائص، قال ابن القيم رحمه الله: ( وخص سبحانه حد الزنا من بين الحدود بثلاثة خصائص:

أحدها: القتل فيه بأشنع القتلات، وحيث خففه جمع فيه بين العقوبة على البدن بالجلد، وعلى القلب بتغريبه عن وطنه سنة.

الثاني: أنه نهى عباده أن تأخذهم بالزناة رأفة في دينه؛ بحيث تمنعهم من إقامة الحد عليهم، فإنه سبحانه من رأفته بهم شرع هذه العقوبة؛ فهو أرحم منكم بهم، ولم تمنعه رحمته من أمره بهذه العقوبة؛ فلا يمنعكم أنتم ما يقوم بقلوبكم من الرأفة من إقامة أمره.

وهذا وإن كان عاماً في سائر الحدود، ولكن ذكر في حد الزنا خاصة لشدة الحاجة إلى ذكره؛ فإن الناس لا يجدون في قلوبهم من الغلظة والقسوة على الزاني ما يجدونه على السارق والقاذف وشارب الخمر؛ فقلوبهم ترحم الزاني أكثر مما ترحم غيره من أرباب الجرائم، والواقع شاهد بذلك؛ فنهوا أن تأخذهم هذه الرأفة وتحملهم على تعطيل حد الله.

وسبب هذه الرحمة: أن هذا الذنب يقع من الأشراف والأوساط، والأرذال، وفي النفوس أقوى الدواعي إليه، والمشارك فيه كثير، وأكثر أسبابه العشق، والقلوب مجبولة على رحمة العاشق، وكثير من الناس يعد مساعدته طاعة وقربة، وإن كانت الصورة المعشوقة محرمة عليه، ولا يستنكر هذا الأمر؛ فإنه مستقر عند من شاء الله من أشباه الأنعام.ولقد حكي لنا من ذلك شيء كثير عن ناقصي العقول كالخدم والنساء.

وأيضاً فإن هذا ذنب غالباً ما يقع مع التراضي من الجانبين؛ ولا يقع فيه من العدوان والظلم والاغتصاب ما تنفر النفوس منه، وفيها شهوة غالبة له، فيصور ذلك لها، فتقوم بها رحمة تمنع من إقامة الحد، وهذا كله من ضعف الإيمان.

وكمال الإيمان أن تقوم به قوة يقيم بها أمر الله، ورحمة يرحم لها المحدود؛ فيكون موافقاً لربه تعالى في أمره ورحمته.

الثالث: أنه سبحانه أمر أن يكون حدهما بمشهد من المؤمنين، فلا يكون في خلوة بحيث لا يراهما أحد، وذلك أبلغ في مصلحة الحد، وحكمة الزجر ).

ومما يحسن التنبيه عليه في هذا الشأن: أن فاحشة الزنا تتفاوت بحسب مفاسدها؛ فالزاني والزانية مع كل أحد أشد من الزنا بواحدة أو مع واحد، والمجاهر بما يرتكب أشد من الكاتم له، والزنا بذات الزوج أشد من الزنا بالتي لا زوج لها؛ لما فيه من الظلم، والعدوان عليه، وإفساد فراشه، وقد يكون هذا أشد من مجرد الزنا أو دونه.

والزنا بحليلة الجار أعظم من الزنا ببعيدة الدار، لما يقترن بذلك من أذى الجار، وعدم حفظ وصية الله ورسوله .

وكذلك الزنا بامرأة الغازي في سبيل الله أعظم إثماً عند الله من الزنا بغيرها، ولهذا يقال للغازي: خذ من حسنات الزاني ما شئت.

وكذلك الزنا بذوات المحارم أعظم جرماً، واشنع، وأفظع؛ فهو الهلك بعينه.

وكما تختلف درجات الزنا بحسب المزني بها، فكذلك تتفاوت درجاته بحسب الزمان والمكان، والأحوال؛ فالزنا في رمضان ليلاً أو نهاراً أعظم إثماً منه في غيره، وكذلك في البقاع الشريفة المفضلة هو أعظم منه فيما سواها.

وأما تفاوته بحسب الفاعل: فالزنا من المحصن أقبح من البكر، ومن الشيخ اقبح من الشاب، ومن العالم أقبح من الجاهل، ومن القادر على الاستغناء أقبح من الفقير العاجز.

وقد يقترن بالفاحشة من العشق الذي يوجب اشتغال القلب بالمعشوق، وتأليهه، وتعظيمه، والخضوع له، والذل له، وتقديم طاعته وما يأمر به على طاعة الله، ومعاداة من يعاديه، وموالاة من يواليه، ما قد يكون أعظم ضرراً من مجرد ركوب الفاحشة.


كيفية التوبة من الزنا

وبعد أن تبين عظم جرم الزنا، وآثاره المدمرة على الأفراد والأمة، فإنه يحسن التنبيه على وجوب التوبة من الزنا، فيجب على من وقع في الزنا، أو تسبب في ذلك أو أعان عليه أن يبادرإلى التوبة النصوح، وأن يندم على ما مضى، وألا يرجع إليه إذا تمكن من ذلك.

ولا يلزم من وقع في الزنا رجلاً كان أو امرأة أن يسلم نفسه، ويعترف بجرمه، بل يكفي في ذلك أن يتوب إلى ربه، وأن يستتر بستره عز وجل.

وإن كان عند الزاني صور لمن كان يفجر بها، أو تسجيل لصوتها أو لصورتها فليبادر إلى التخلص من ذلك، وإن كان قد أعطى تلك الصور أو ذلك التسجيل أحداً من الناس فليسترده منه، وليتخلص منه بأي طريقة.

وإن كانت المرأة قد وقع لها تسجيل أو تصوير وخافت أن ينتشر لأمرها، فعليها أن تبادر إلى التوبة، وألا يكون ذلك معوقاً لها عن الإقبال على ربها، بل يجب عليها أن تتوب، وألا تستسلم للتهديد والترهيب فإن الله كافيها ومتوليها، ولتعلم أن من يهددها جبان رعديد، وأنه سوف يفضح نفسه إن هو أقدم على نشر ما بيده.

ثم ماذا يكون إذا هو نفذ ما يهدد به؟ أيهما أسهل: فضيحة يسيرة في الدنيا ويعقبها توبة نصوح؟ أو فضيحة على رؤوس الأشهاد يوم القيامة ثم يعقبها دخول النار وبئس القرار؟

ومما ينفع في هذا الصدد إن هي خافت من نشر أمرها: أن تستعين برجل رشيد من محارمها؛ ليعينها على التخلص مما وقعت فيه؛ فربما كان ذلك الحل ناجعاً مفيداً.

وبالجملة فإن على من وقع في ذلك الجرم أن يبادر إلى التوبة النصوح، وأن يقبل على ربه بكليته، وأن يقطع علاقته بكل ما يذكره بتلك الفعلة، وأن ينكسر بين يديه مخبتاً منيباً، عسى أن يقبله، ويغفر سيئاته، ويبدلها حسنات، وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً ، يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً ، إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً [الفرقان: 68-70].

صلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24/03/2004, 10:47 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 05/05/2001
المكان: الريــــاض
مشاركات: 1,535
[ALIGN=CENTER]الله يجــزاك خيــر ..
ويجعلــها فـي مــوزاين أعمالك ...

تحيااتي ؛؛ [/ALIGN]
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25/03/2004, 11:30 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
شكرا لك اخي هلالي شامخ وجعلك دايم شامخ في طاعة الله انشاء الله ويجزاك الخير
اضافة رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25/03/2004, 12:55 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
توبة الزاني

س : لقد أغواني الشيطان وفعلت جريمة الزنا وأنا أعلم أنها جريمة بشعة وأريد أن أتوب إلى الله عز وجل ، فهل يتوب الله علي ، علما أنني كنت أقول سوف أفعلها ثم أتوب ، فهل لي من توبة؟

ج : التوبة بابها مفتوح إلى أن تطلع الشمس من مغربها ، فمن تاب إلى الله توبة نصوحا من الشرك فما دونه تاب الله عليه .

والتوبة النصوح هي المشتملة على الإقلاع من الذنوب ، والندم على ما فات منها ، والعزم الصادق على ألا يعود فيها ، خوفا من الله سبحانه ، وتعظيما له ورجاء لعفوه ومغفرته ، كما قال الله سبحانه : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا وقال سبحانه : وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وقال تعالى : وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى وقال عز وجل : قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

وقد أجمع العلماء على أن هذه الآية نزلت في التائبين ، ويزاد على الشروط الثلاثة المذكورة في صحة التوبة شرط رابع فيما إذا كانت الحقوق لآدميين ، وهو أن يؤدي إليهم حقوقهم من مال أو غيره أو يستحلهم منها لقول النبي صلى الله عليه وسلم : من كان عنده لأخيه مظلمة من عرض أو شيء فليتحلله اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ من حسناته بقدر مظلمته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه أخرجه البخاري في صحيحه . والواجب على المسلم أن يحذر الشرك ووسائله وجميع المعاصي لأنه قد يبتلى بشيء من ذلك ، ثم لا يوفق للتوبة ، فتعين عليه أن يحذر كل ما حرم الله عليه وأن يسال ربه العافية من ذلك ، وألا يتساهل مع الشيطان فيقدم على المعاصي بنية التوبة منها ، ولا شك أن ذلك خداع من الشيطان وتزيين منه للوقوع في المعاصي بدعوى أنه سيتوب منها ، وقد يعاقب العبد فيحال بينه وبين ذلك ، فيندم غاية الندامة ، وتعظم حسرته حين لا ينفعه الندم .

وقد قال الله سبحانه : وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ وقال سبحانه : وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وقال عز وجل : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ والآيات في هذا المعنى كثيرة .
اضافة رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25/03/2004, 12:56 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
جريمة الزنا والخلاص من آثاره
س : ماذا يجب على من وقع في جريمة الزنا للخلاص من آثار فعلته تلك؟

ج : الزنا من أعظم الحرام وأكبر الكبائر ، وقد توعد الله المشركين والقتلة بغير حق والزناة بمضاعفة العذاب يوم القيامة والخلود فيه صاغرين مهانين لعظم جريمتهم وقبح فعلهم ، كما قال الله سبحانه : وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فعلى من وقع في شيء من ذلك التوبة إلى الله سبحانه وتعالى التوبة النصوح ، واتباع ذلك بالإيمان الصادق والعمل الصالح ، وتكون التوبة نصوحا إذا ما أقلع التائب من الذنب ، وندم على ما مضى من ذلك ، وعزم عزما صادقا على أن لا يعود في ذلك ، خوفا من الله سبحانه ، وتعظيما له ، ورجاء ثوابه ، وحذر عقابه ، قال الله تعالى ك وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحذر هذه الفاحشة العظيمة ووسائلها غاية الحذر ، وأن يبادر بالتوبة الصادقة مما سلف من ذلك ، والله يتوب على التائبين الصادقين ويغفر لهم .
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 10:31 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube