06/04/2001, 06:49 AM
|
(( كاتب الزعيم )) | | تاريخ التسجيل: 18/11/2000 المكان: جدة
مشاركات: 725
| |
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، وبعد
قال الإمام ابن قيم الجوزية :
الآلام والمشاق إما إحسان ورحمة وإما عدل وحكمة وإما إصلاح وتهيئة لخير يحصل بعدها وإما لدفع ألم هو أصعب منها وإما لتولدها عن لذات ونعم يولدها عنها أمر لازم لتلك اللذات .
لولا المشقة ساد الناس كلهم الجود يفقر والأقدام قتال
وإذا كانت الآلام أسبابا للذات أعظم منها وأدوم منها كان العقل يقضي باحتمالها وكثيرا ما تكون الآلام أسبابا لصحة لولا تلك الآلام لفاتت وهذا شأن أكبر أمراض الأبدان فهذه الحمى فيها من المنافع للأبدان مالا يعلمه إلا الله وفيها من إذابة الفضلات وإنضاج المواد الفجة وإخراجها ما لا يصل إليه دواء غيرها ، وكثير من الأمراض إذا عرض لصاحبها الحمى استبشر بها الطبيب وأما انتفاع القلب والروح بالآلام والأمراض فأمر لا يحس به إلا من فيه حياة فصحة القلوب والأرواح موقوفة على آلام الأبدان ومشاقها وقد أحصيت فوائد الأمراض فزادت على مائة فائدة ، فهذه الآلام والأمراض والمشاق من أعظم النعم إذ هي أسباب النعم .
فسنة الله في خلقه ، أنشأ اللذات من الآلام والآلام من اللذات فأعظم اللذات ثمرات الآلام ونتائجها وأعظم الآلام ثمرات اللذات ونتائجها وبعد فاللذة والسرور والخير والنعم والعافية والمصلحة والرحمة في هذا الدار المملوءة بالمحن والبلاء وأكثر من أضدادها بأضعاف مضاعفة .
قال تعالى : { فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا } ولن يغلب عسر يسرين وهذا لأن الرحمة غلبت الغضب والعفو سبق العقوبة والنعمة تقدمت المحنة والخير في الصفات والأفعال ، فآلام الدنيا جميعها نسبتها إلى لذات الآخرة وخيراتها أقل من نسبة ذرة إلى جبال الدنيا بكثير وكذلك لذات الدنيا جميعها بالنسبة إلى آلام الآخرة .
ولما كانت الآلام أدوية للأرواح والأبدان كانت كمالاً للحيوان خصوصا لنوع الإنسان فإن فاطره وبارئه إنما أمرضه ليشفيه وإنما ابتلاه ليعافيه وإنما أماته ليحييه ، والله سبحانه افتتح الخلق بالحمد وختم أمر هذا العالم بالحمد فقال :{ الحمد لله الذي خلق السموات والأرض } وقال : { وقضى بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين } وأنزل كتابه بالحمد وشرع دينه بالحمد وأوجب ثوابه وعقابه بالحمد فحمده من لوازم ذاته إذ يستحيل أن يكون إلا محمودا فالحمد سبب الخلق وغايته الحمد أوجبه وللحمد وجد فحمده واسع لما وسعه علمه ورحمته وقد وسع ربنا كل شيء رحمة .
[ لذلك فوصيتي لكل من أحس بألم لنقص أو مرض فيه أو في قريب له ] فعليه بالدعاء المأثور اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله وبيدك الخير كله واليك يرجع الأمر كله ، أنت أهل لئن تحمد وأنت أهل لئن تعبد .وكذلك أوصي نفسي وكل من يقرأ الموضوع أن يدعو لمرضانا ومرضى جميع المسلمين ويخص بالدعاء والدة أخينا الأولاني ووالد أخونا سفر المرزوقي ، أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يشفيهما ويلبسهما العافية إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير .
آمين آمين لا أرضى بواحدة ـــ حتى أبلغها ألفين آمينا
يارب لا تحرمهما والديهما ــ ويرحم الله عبداً قال آمينا
أخوكم :
الكاتب النحرير
جدة ـ بوابة الحرمين الشريفين
الجمعة المباركة 12 / 1 / 1422هـ |