المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 15/03/2004, 07:47 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 08/12/2003
مشاركات: 253
<< طريقنا للقلوب >>

[ALIGN=CENTER]



((طريقنا للقلــوب))


مادة طيبة00منتقاة من سلسلة المختارات الدعوية00

لفضيلة الشيخ/ إبراهيم الدويش -حفظه الله-

فهو شيخ غني عن التعريف00أثابه المولى جنة الفردوس00
على كلماته الحانية00التي تلامس شغاف قلوبنا00
فتحدث لها أثراً لا ينجلي على مر الأزمان00
وهذا من فضل ربي00نسأل الله الثبات00

وقد ألقى هذه المحاضرة في محافظة الرس00
في شريط بعنوان ((طريقنا للقلــوب))وقد أفرغت هذه المادة هنا00
لعل أن يفتح بها قلوب00قد غفلت00فتوقضها00لتعاود نشاطها
من جديد00
وأتمنى من الله التوفيق في نقل هذه المادة00

عناصر المادة:

1- العقيدة والأخلاق00
2- واقعنا ومكارم الأخلاق00
3- الدعاة الصامتون00
4-الأخلاق تصنع الأعاجيب00
5- همسة في أذن موظف00
6- وأخرى للمعلمين والمعلمات00
7-هي يمكننا تغيير الأخلاق00
8- سهام للصيد00
9- الإزدواجية في الأخلاق00
10- أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم00
11- خلاصة الدرس00

طريقنا للقلوب00
وطريقنا00أعني كل مسلم ومسلمة00يحب أن تشيع الألفة والمحبة بين أفراد
المجتمع الإسلامي00وكل مسلم ومسلمة يحب الخير والبر والمعروف والإحسان
ومكارم الأخلاق00
أما القلوب فهي قلوبنا جميعاً فنحن بحاجة لفن التعامل مع بعضنا البعض00
بحاجة لتعميق روابط الأخوة الإسلامية ومعانيها00
نحن بحاجة أيها ألحبة إلى تحقيق القاعدة الشرعية"لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحبه لنفسه"00
بحاجة إلى الحوار الهادىء00والتعامل المهذب00والإحترام المتبادل00
إلى أن نظهر محاسن هذه العقيدة00لنصبح نحن المسلمين قدوات لبعضنا00
ومفاتيح لغيرنا من أهل الملل والنحل00
بحاجة إلى أن نكسب قلوب بعضنا00وأن نكسب قلوب أهل الأديان الأخرى00
بصدق التوحيد00وحسن المعاملة00وجميل الأخلاق00لتذوق الإيمان00ولتعرف حقيقة
الإسلام00نريد أن نكسب القلوب00ليس بالمجاملة ولا بالمداهنة00ولا بتمييع
ديننا ولا بتمزيقه00ولا بالتنازل عن المبادىء والأهداف00وإنما بمكارم الأخلاق
00كما قال صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"00
ولماذا نكسب القلوب؟!!
ليس من أجل ديننا00ولا متاعها00ولا زخرفها00ولا من أجل أنفسنا00وإظهار
محاسنها وتواضعها00بل00ولا من أجل تملق الناس وطلب محامدهم وثنائهم00
إنما من أجل ربنا00تعبداً وتقرباً00فإن الله يحب معالي الأخلاق00ويبغض
سفسافها00
وإتباعاً لحبيبنا صلى الله عليه وسلم00فقد كان أحسن الناس خلقاً00
وكسب وحب قرب نبينا يوم القيامة كما قال صلوات ربي وسلامه عليه:
"إن من أحبكم إليّ وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً"
رواه الترمذي00
وتطبيقاً لتعاليم شرعنا وآداب ديننا00قولاً وعملاً وسراً وعلناً00
فقد قال صلى الله عليه وسلم:"وخالق الناس بخلق حسن"
وشوقاً للجنان00وتثقيلاً للميزان00يوم أن نلقى الله00
فقد قال صلى الله عليه وسلم:"فأكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله
وحسن الخلق" رواه الترمذي
وما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة00من خلق حسن00
وتخلقاً وتأدباً وإيماناً00فأكمل المؤمنين إيماناً00أحسنهم خلقاً00
والله عز وجل يقول عن رسوله صلى الله عليه وسلم(ولو كنت فظاً غليظ القلب
لنفضوا من حولك)00
إذن00
فهذه فضائل وأمثالها00 مما يحثنا ويشجعنا على اكتساب محاسن الأخلاق00
وتطبيع نفوسنا عليها00إخلاصاً لوجه الله00وطلباً لرضاه00فهي عبادة عظيمة00
وقربة من أجل القربات00فإن العبد ليبلغ بحسن خلقه00درجة الصائم القائم00
كما عند ابي داود من حديث عائشة رضي الله عنها00وصححه الألباني00
إذن00
فهذا طريقنا للقلوب00خططته لكثرة شكاية الناس من بعضهم البعض00
وهو رسالة إلى كل مسلم ومسلمة00إلى كل الطيبين والطيبات00إلى كل المعلمين
والمعلمات00 إلى كل الأزواج00إلى كل موظف00إلى كل مسلم يسافر خارج البلاد
00 إلى كل أحد يحب أن يرى الألفة والمحبة ترفرف على المجتمع الإسلامي00
أيها المسلمون00

لنحرص على مكارم الأخلاق00والتحلي بها00وذلك بالصبر ومجاهدة النفس وترويضها
00هذا أولا
وثانياً
بصحبة الصالحين00والنظر في سيرهم وأخلاقهم00
وثالثا
بمداومة القراءة والإطلاع في كتب الأخلاق00كالأدب المفرد للبخاري00ومكارم الأخلاق
لابن ابي الدنيا00وكتب الشمائل وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم00
ومن أجمل الكتب المعاصرة التي وقفت عليها في هذا الموضوع الأخلاق الفاضلة
للرحيلي00
إذن00
فلنحرص على التحلي بالأخلاق00ومن يتصبر يصبره الله00فإن أردت الوصول
للقلوب00بل إلى رضى علام الغيوب سبحانه وتعالى00فتنبه لهذه النقاط الماضية
00ثم احرص على قراءة هذا الموضوع مرات ومرات00
فان العلم بالتعلم00واستعن بالله00واكثر الدعاء والتضرع إليه00
أن كما أحسن خَلْقِي فأحسن خُلقي00كما كان صلى الله عليه وسلم يقول00
وقل وردد في كل وقت:"اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لايهدي لأحسنها إلا أنت واصرف
عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت"الأول:
((العقيدة والأخلاق))

للأخلاق صلة وثيقة بالإيمان والعقيدة00
قال ابن القيم:<الدين كله خلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين>00
يقول صاحب رسالة جميلة بعنوان(صلة الأخلاق بالعقيدة والدين)
يقول فيها:
<إن المتمعن لأحوال الناس يجد كثيراً من المسلمين يغفل عن الإهتمام والإحتساب
في هذا الجانب00وقد يجهل الصلة الوثيقة بين محاسن الأخلاق وقضيةالإيمان
والعقيدة00فبينما تجد الشخص يظن أنه قد حقق التوحيد ومحض الإيمان00تراه
منطوي على ركام من مساوىء الأخلاق والنقائض التي تخل بإيمانه الواجب00
أو تحرمه من كماله المستحب كالحسد وسوء الظن والكذب والفحش وغير ذلك00
وقد يكون مع ذلك جاهلاً بضرر هذه الأمور على عقيدته وإيمانه أو غافلاً عن
شمولية هذا الدين00لجميع مناحي الحياة00
كما قال تعالى(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)
إن تحقيق التوحيد وتكميل الإيمان ليس بإجتناب الشرك الأكبر فحسب00
بل00بإجتناب كل ما ينافي العقيدة00وكل ما يخل أو يقدح بكمال التوحيد
والإيمان00
إذن00
فليست العقيدة متون تردد00ونصوص تحفظ00بل00لابد أن تتحول إلى واقع عملي
في الحياة00والتعامل بين الناس00وكما حصل هذا التصور عند بعض الناس00
ظهر انفصام نكد وإزدواجية بين مفهوم الإيمان ومقتضياته00!!


إن الناس اليوم في عرض الأرض وطولها00بحاجة إلى من يقف معهم ويعينهم00
وإلى من يزيل عنهم الهم والقلق00إلى من يدلهم على طريق السعادة والراحة
النفسية00بحاجة إلى من يأخذ بأيديهم إلى طريق النجاة والأمان00
حتى وإن قامت الحضارات00وصنعت المخترعات00وتوالت الإنجازات00فكل ذلك من
أجل سعادة الإنسان وتكريمه00لكن وللأسف00البشرية اليوم تغرق في بحر الدنيا00
يلهث الكثير منهم وراء المال والتجارة00وراء الشهوات واللذات00
وراء الرياسة والسيادة00بأي طريق00وبأية صورة00ومهما كان الثمن00
المهم الوصول للمراد00وهذا هو الواقع والغالب على الناس اليوم إلا ماشاء
الله00في خِضَم هذا اللهثان00وفي وسط هذا الإغراق00يتلفت البعض ليبحث عن
المثل00وعن المبادىء00والأخلاق والآداب في صفوف الناس00
ربما سمع عن التبشير00وهو شعار أعلنه المنصرون00وتسموا به00بل00وتمثلوه
وللأسف00يقول أحد الأخوة00في يوم من الأيام كنت أراجع طبيب في أحد المستشفيات
وكنت أرى حسن تعامله وإظهار حرصه بالمريض وحالته00تبادر إلى ذهني أنه
أحد المنصرين فقد كنت أقرأ وأسمع عن وسائلهم وأساليبهم00لكني00قطعت الخاطر
كأخذاً بحسن الظن00خاصة وأنه عربي00وفي بلد مسلم00لكني عرفت فيما بعد أنه
يدين بالنصرانية00وربما كان منصراً أو مبشراً كما يقول00ا0هـ

أيها الإخوة والأخوات00أليس المسلمون أولى بهذه التسوية(التبشير) وبهذه
الأخلاق00!!
ألم يقل الحق عز وجل (ومانرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين)00

ألم يقل صلى الله عليه وسلم"يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا"00رواه البخاري
ألسنا كمسلمين أولى بهذا التلطف والتودد للناس00!!
ألسنا أولى بالتحلي بالأخلاق وبث الأمل في النفوس00!!
لماذا هذا الجفاء والإعراض00!!
وهذا التنفير والإنقباض عند بعض المسلمين00!!
لقد أثرت الماديات والحضارات على أخلاقنا وتعاملنا مع بعضنا بشكل كبير00
حتى ظن البعض أنه لايمكن الجمع بين التقدم الحضاري00والكسب المادي00
وبين التحلي بالأخلاق والآداب00
حتى قال أحدهم:
لإن كانت الدنيا أنالتك ثروة000وأصبحت منها بعد عسرٍ أخا عسرٍ
لقد كشف الإثراء عنك خلائقا من000اللؤم كانت تحت ستر من الفقر

فإننا لانكاد نسمع عن ذي شرف أو تاجر أو ذي جاه أو منصب00وقد تحلى ببعض الأخلاق
والآداب00إلا ويتذاكره الناس00إطراء ومدحاً وتعجباً00أن يكون بمثل هذا
المكان00ويتمتع بمثل هذه الأخلاق00
أيها الإخوة00إن من ينظر ويقرأ عن دين الإسلام00خاصة في باب الأخلاق والآداب
والمعاملة ليعجب أشد العجب من عظمة هذا الدين00ودقة مراعاته للمشاعر
وللعواطف00وحرصه على نشر المحبة والمودة00
فعن عائشة رضي الله عنها قالت:قال النبي صلى الله عليه وسلم"إذا أحدث
أحدكم في صلاته فليأخذ بأنفه ثم لينصرف"00رواه الترمذي وأحمد وهو صحيح00
لماذا يأخذ بأنفه00!!
وماعلاقة الأنف بما صنع00!!
إنها عظمة هذا الدين00ودقة العناية بمشاعر النفس00والحفاظ على أحاسيسها00
يأخذ بأنفه ليوهم من بجواره أن به رعاف فلا يفتضح أمره فيحرج ويخجل00!!
قال الخطابي في بذل المجهود شرح سنن ابي داود:<إنما أمره أن يأخذ بأنفه
ليوهم القوم أن به رعاف وفي هذا الباب من الأخذ بالأدب في ستر العورة وإخفاء
من باب التجمل واستعمال الحياء وطلب السلامة من الناس00>

إرضى للناس جميعاً000مثلما ترضى لنفسك
إنما الناس جميعاً000كلهم أبناء جنسك
غير عدلٍ أن توخي000وحشة الناس بأنسك
فلهم نفس كنفسك000ولهم حِسٌ كحسك

من ينظر للواقع يرى العجب00في الإخلاس الأخلاقي00الذي تعيشه كثير من المجتمعات
اليوم00بل هناك من انبهر بالحضارة الغربية00فنقلها للمسلمين بقضعها
وقضيضها00وإيجابها وسلبها00
ونحن مع دعاة التقدم والحضارة00في الإستفادة من التكنلوجيا والصناعة وكسب
المهارات والخبرات00لكننا00نقول وعلى كل لسان مسلم صادق وغيور00
لا وألف لا00للإستيراد العادات والتقاليد تالغربية00والإنحلال الخلقي بإسم
الحرية وحقوق المرأة00!!
أما إقحام الفضيلة والستر والعفاف ومكارم الأخلاق في التقدم والتخلق المزعوم00
فخدعة مكشوفة لا تنطبق إلا على غافل ساذج00في فكرة دخلْ أو في قلبه مرض00!!
إن في أخلاقنا وآدابنا كمسلمين00بل وعاداتنا وتقاليدنا كعرب00مايملأ قلوبنا
بالفخر والإعتزاز00والرفعة والسيادة00
فالله أختار لنا مقاماً عزيزاً ومكاناً شريفاً00
فقال عز وجل (وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون
الرسول عليكم شهيداً)00
فأسألكم بالله00هل هذا المقام يناسب مايفعله بعض الغافلين والغافلات00
من تشبه وتقليد بأهل الكفر والشرك00في عاداتهم ولباسهم وسيء أخلاقهم00!!
فأنت أيها المسلم00يجب عليك أن تكون مَتبُوعاً لا تابعاً00وقائداً لا منقاداً00
بصفاء عقيدتك00وثبات مبدئك00وتعاليم دينك السمحة00وحسن أخلاقك00
فلم لا نعتز بالشخصية الإسلامية00!!
ولم لا نعلن للعالم كله أننا أهل دين وخلق00وأنا لنا صبغة خاصة تميزنا
عن سوانا00هي صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون00إن النفس أياً كانت00ومهما بلغت من الإنحلال والفساد00والتجبر والفساد00
فإن فيها خيراً كثيراً00قد لاتراه العيون أول الأمر00فقط شيء من العطف على
أخطاءهم00شيء من الود الحقيقي لهم00شيء من العناية بهم00
لنحاول أيها الأحبة00تلمس الجانب الطيب في نفوسهم00إبدئهم بالسلام00ابتسم لهم
أثني عليهم بالخير الذي فيهم00وقبل ذلك كله00كن صادقاً ومخلصاً غير متصنع
ولا مجامل00عندها ستتفجر ينابيع الخير في نفوسهم00وسيمنحوك حبهم وثقتهم00
مقابل القليل الذي اعطيتهم اياه من نفسك00لقد جُرب ذلك كثيراً00
أيها الإخوة00
كم نخطىء عندما نحكم على الآخرين بمجرد النظر للظاهر00
فهذا عمر بن العاص يحدث عن نفسه فيقول< لقد رأيتني وما أحد أشد بغضاً لرسول الله مني00ولا أحب إليّ أن أكون قد استمكنت منه فقتلته>00
وبعد أن أسلم وعرفه عن قرب00انقلب الحال فقال<وما كان أحب إليّ من رسول الله ولا أجل في عيني منه وما كنت أطيق أن أملىء عيني منه إجلالاً له ولو
سؤلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أملىء عيني منه>00
إننا نظلم أنفسنا ونظلم الآخرين عندما نحقد على هؤلاء ونتخوف منهم00
والحل00؟!
هو أن تنمو في نفوسنا بذرة الحب والعطف على الآخرين00والصبر عليهم00
وبإختصار00
إنها الأخلاق وفن التعامل مع الناس00ياأهل القرآن ألم نقرأ في القرآن
قول الحق عز وجل(وقولوا للناس حسناً)00
ألم نقرأ قول الحق (وقل لعبادي يقولوا التي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم)
في الآية الأولى قول حسن وفي الثانية أحسن00فأين نحن من قول الحسن فضلاً على
قول أحسن الحسن00!!
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا
قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح
ذبيحته"00
فإن كانت الرحمة والإحسان تصل لهذه الدرجة من الرفع وحسن التعامل حتى مع
الحيوان00!!فكيف بالرحمة والإحسان مع بني الإنسان00
قال أحد الإخوة:في موسم الأمطار00وأنا على سيارتي مررت بغدير ماء لم أنتبه
له00فتراشقت المياه على الجانبين00كان النصيب الأكبر منها لشباب جالسين
على عتبة أحد الأبواب00وياليت شعري وقد رأيت حالهم وقد تبدلت00فالثياب
البيضاء كأنها سوداء00والشعرات السوداء اضربت في الطين والماء00
فرجعت إليهم ولم أنتبه إلا على أصوات السب واللعان00فسلمت عليهم معتذراً
متأسفاً00فياسبحان الله00!!مقلب القلوب00!!تحول السب واللعان إلى الترحيب وسلام
ودعوة إلى الطعام بل إلى إخاء ووئام00!!
فيا أيها الأحبة00
أقول بإختصار00إنها الأخلاق تصنع الأعاجيب00نخطىء كثيراً عندما نعتزل بعض
الناس00لأننا نشعر بأننا أطهر منهم روحاً00أو أطيب منهم قلباً00أو أذكى منهم
عقلاً00
قال رجل لعبد الله ابن المبارك00عظني00قال:ابن المبارك<إذا خرجت من منزلك فلا يقعن بصرك على أحد إلا رأيته أنه خير منك00>
وليس معنى هذا أن نتخلى عن مبادئنا ومثلنا السامية00!!
أو نتملق أو نتجاهل00!
لا00 ولكنها الحكمة والموعظة الحسنة00وفن التعامل مع الآخرين00
هذا مقتبس من رسالة أفراح الروح00
أيها المحب00انظر إلى فن التعامل ومحاسن الأخلاق ماذا تفعل00!!
أيها الموظف00أياً كان موقعك وفي أي مكان كنت00
إنك لم تجلس على الكرسي الذي أنت عليه00إلا من أجل خدمة الناس00وقضاء حوائجهم وأداء الأمانة التي تحملتها00
أفلا ترى أنك بحسن الإستقبال والإبتسامة وإظهار الإهتمام بالمراجع00وحاجته
تملك قلوب الآخرين00!!
حتى وإن لم تقضي حاجتهم00وربما خرجوا من عندك بنفس راضية ولسان يلهج
بالثناء والدعاء00 بل وربما أثنوا عليك ورفعوا ذكرك في كل مجلس00
كل هذا وأنت لم تقضِ حاجتهم00!!!
بل ملكتهم بحسن الأخلاق00!!
فكيف لو استطعت قضاء حاجتهم00!!وتيسير أمرهم00!!
أيها الحبيب00انظر للنتيجة التي وصلت إليها00كسب قلوب الناس00والذكرى
الحسن00وقبل ذلك كله00كسبت رضى الله تعالى عز وجل00
ألم يقل صلى الله عليه وسلم:" إبتسامتك في وجه أخيك صدقة"00ألم يقل صلى الله عليه وسلم:"والكلمة الطيبة صدقة"00ألم يقل صلى الله عليه وسلم:"من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته"00
ألم يقل صلى الله عليه وسلم:"والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه"00
ألم يقل صلوات ربي وسلامه عليه:"خير الناس أنفعهم للناس"00
إذن00
فأنت أيها الموظف00 في عبادة وأنت على مكتبك00!!فقط استعن بالله00وأخلص
النية لله00واتصف بمكارم الأخلاق00واحرص على نفع الناس00ستجد التوفيق في
الدنيا والآخرة00ذكر حسن جميل وحب وتقدير هذا في الدنيا00وأجر كبير من
العليم الخبير في الآخرة00كل هذا من خلال عملك00ووظيفتك00
أجر وغنيمة00والموفق من وفقه الله00وربما قلت الناس لايرضيهم إلا تلبية
رغباتهم00وتنفيذ مايريدون00بل ربما قلت إن ميزان الناس اليوم00في الحكم
على الآخرين00هو مصالحهم الشخصية00!!
فأقول لك: نعم00 هذا واقع الحال00!! ونحن لا نبرأ أنفسنا00
ولكن أخي الحبيب00هب أنك بذلت لهم مااستطعت00وتخلقت معهم بأحسن الأخلاق00
ولم يرضوا عنك00!! أليس حسبك أن يرضى الله عنك00!! فإنه يعلم أنك قدمت
وبذلت مابوسعك00
إذن00
فأجرك على الله وإن لم يرضَ الناس00!!
وتذكر دائماً00أن من أرضى الله بسخط الناس00رضي الله عنه وارضى الناس00
فاحرص على فضائل الأخلاق00وفن التعامل مع الناس00
فإن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:"خياركم أحسنكم أخلاقاً"00متفق عليه
يامن رزقه الله مكانة ووجاهة00!! اعلم أن زكاتها الشفاعة والإعانة للمحتاجين00
على أن لاتبخس بها حق الآخرين00فإن الشفاعات من أعظم العبادات00


أيها المعلمون والمعلمات00إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة
في جحرها ليصلون على معلم الناس الخير00ومن دعى إلى هدى كان له من الأجر مثل
أجور من تبعه لاينقص من أجورهم شيئاً00
وإني لأظنك أيها المعلم وأنتِ أيتها المعلمة من معلمي الناس الخير00
وممن يدعو إلى الهدى00فأنتم تجلسون الساعات00بل الأيام والشهور والسنوات00
مع أولاد وبنات المسلمين00
ولله در ابن المبارك وهو يقول: نحن إلى قليل من الأدب00أحوج منَّا إلى كثير
من العلم00وأفضل وأحسن وأيسر طريق عرفته في التعليم هو التواضع00!!
وفن التعامل00ومكارم الأخلاق مع الطلاب والطالبات00ولايستطيعه إلا من رزقه الله
الإخلاص بعلمه وتعليمه00نسأل الله الكريم من فضله00
احترام الطلاب والطالبات00واشعارهم بالحب والإهتمام بمشاكلهم وهمومهم والتجاوز
عن أخطائهم00والإبتسامة والصبر والرفق في التوجيه مع قوة المادة العلمية00
كلها علامات الشخصية الناجحة للمعلم والمعلمة00
أما الشدة00!!
وكتم الأنفاس00!!
وشد الأعصاب00!!
ورفض المناقشة00!!
والتمسك بالرأي00!! وعدم التنازل عنه00!!
بحجة قوة الشخصية أمام الطلاب والطالبات00!!
فهي أوهام لا تزيد الطين إلا بلة00!!
فإن الله يحب الرفق ويعطي على الرفق مالايعطي على العنف00كمافي صحيح مسلم00
أيها المعلمون والمعلمات00
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"من يُحرم الرفق يُحرم الخير كله"00
كمافي صحيح مسلم00
والقلوب التي تجلس أمامكم كل نهار00مهما بلغت من الغفلة والقسوة00فهي أحوج
ماتكون إلى الرفق والعطف00فإن الرفق وحسن الأخلاق00اللمسات الحانية والكلمات
العذبة00مفاتيح عجيبة في التأثير والتوجيه00
فكم عبرة اجهشتها00ودمعة أسالتها00ولكنه وأقولها مرة ثانية وثالثة وعاشرة
الإخلاص لله00فمن يؤتاه فقد أوتي خيراً كثيراً0
0فليست النربما قال البعض00لقد شببت على الشيء فلا أستطيع أن أغير أخلاقي00!!
وهناك من يرى أن الأخلاق ثابته في الإنسان00لاتتغير00فهي غرائز فطر عليها00
وطبائع جُبِل عليها00
وهناك من يرى أنها تتغير إذ ليس ذلك صعباً ولا مستحيلاً00
والحق أن الأخلاق على نوعين 00
فمنها ماهو غريزي فطري00
ومنها
مايكتسب بالممارسة والمجاهدة00
ولو كانت الأخلاق لاتتغير00لبطلت الوصايا والمواعظ00ولما قال الله عز وجل
(قد أفلح من تزكى) وقال (قد أفلح من زكاها)00ولما قال أيضاً صلى الله عليه وسلم :"إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ومن يحرى الخير يُعطه ومن يتوقى الشر يوقه"00
ومن نظر إلى الحيوان وحاله قبل التدريب وبعده00أدرك أن الأخلاق عند الإنسان
سهلة التغيير00لمن رزق الهمة والعزيمة00وحمل نفسه على مكارم الأخلاق وفضائلها00
يقول ابن حزم رحمه الله متحدثاً عن تجربته مع نفسه وعن محاولاته في التخلص
من عيوبه وعن النتائج التي حصل عليها من جراء ذلك يقول< كانت فيَّ عيوب
فلم أزل بالرياضة والإطلاع على ماقالت الأنبياء صلوات الله عليهم00والأفاضل
من الحكماء والمتقدمين والمتأخرين في الأخلاق وآداب النفس00أعاني مداواتها00
حتى أعان الله عز وجل على أكثر ذلك بتوفيقه ومنه00وتمام العدل ورياضة النفس00
والتصرف بالأمور هو الإقرار بها00أي الإقرار بالعيوب00ليتعض بذلك متعض يوماً
إن شاء الله>00
يقول أحد الإخوة:
وقع في قلبي شيء عظيم على أحد إخواني لخير أعطاه الله إياه00فمازال الشيطان
بي ونفسي الضعيفة00وكنت اهتم وأغتم وأكثر التفكير والخواطر00خاصة وأنني
كنت متهيئاً لهذا الخير الذي آتاه الله وأكثر منه00
فمازلت مع نفسي أدفع الخواطر والأفكار الرديئة تارة00وأئنبها وألومها تارة00
وأذكرها بفضل سلامة الصدر وتمني الخير للآخرين وأني أحب لهم ماأحب لنفسي
تارة أخرى00وتارة أذكرها بخطر الحسد وأضراره00ومازلت استعين بالله وأدعوه
حتى انتصرت على نفسي00واستطعت ترويضها00ومازلت مع نفسي بكثير من المواقف00
حتى وجدت أنها اعتادت على سلامة الصدر وحسن الظن بالآخرين00وتمني الخير لهم00
عندها شعرت بسعادة ولذة عجيبة00وأقبلت على شؤوني وأعمالي بقلب سليم00
وفتح الله عليَّ بأمور كثيرة فتحاً عجيباً00لله الحمد والمنة00
فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم00ا0هـ
إذن00
فلابد من رياضة النفس00وتدريبها00أيها الأحبة00وذلك بالمجاهدة والصبر00
وقوة الملاحظة والنظر في عواقب الأمور قبل الإقدام00وطلب النصح من الآخرين00
ونحو ذلك00ممايعين على تغيير الأخلاق والطبائع للأحسن00
هداني الله وإياك لأحسن الأخلاق فإنه لايهدي لأحسنها إلا هو00ائحة الثكلى كالنائحة
المستأجرة00!!
واللبيب بالإشارة يفهم00!!

ربما قال البعض00لقد شببت على الشيء فلا أستطيع أن أغير أخلاقي00!!
وهناك من يرى أن الأخلاق ثابته في الإنسان00لاتتغير00فهي غرائز فطر عليها00
وطبائع جُبِل عليها00
وهناك من يرى أنها تتغير إذ ليس ذلك صعباً ولا مستحيلاً00
والحق أن الأخلاق على نوعين 00
فمنها ماهو غريزي فطري00
ومنها
مايكتسب بالممارسة والمجاهدة00
ولو كانت الأخلاق لاتتغير00لبطلت الوصايا والمواعظ00ولما قال الله عز وجل
(قد أفلح من تزكى) وقال (قد أفلح من زكاها)00ولما قال أيضاً صلى الله عليه وسلم :"إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ومن يحرى الخير يُعطه ومن يتوقى الشر يوقه"00
ومن نظر إلى الحيوان وحاله قبل التدريب وبعده00أدرك أن الأخلاق عند الإنسان
سهلة التغيير00لمن رزق الهمة والعزيمة00وحمل نفسه على مكارم الأخلاق وفضائلها00
يقول ابن حزم رحمه الله متحدثاً عن تجربته مع نفسه وعن محاولاته في التخلص
من عيوبه وعن النتائج التي حصل عليها من جراء ذلك يقول< كانت فيَّ عيوب
فلم أزل بالرياضة والإطلاع على ماقالت الأنبياء صلوات الله عليهم00والأفاضل
من الحكماء والمتقدمين والمتأخرين في الأخلاق وآداب النفس00أعاني مداواتها00
حتى أعان الله عز وجل على أكثر ذلك بتوفيقه ومنه00وتمام العدل ورياضة النفس00
والتصرف بالأمور هو الإقرار بها00أي الإقرار بالعيوب00ليتعض بذلك متعض يوماً
إن شاء الله>00
يقول أحد الإخوة:
وقع في قلبي شيء عظيم على أحد إخواني لخير أعطاه الله إياه00فمازال الشيطان
بي ونفسي الضعيفة00وكنت اهتم وأغتم وأكثر التفكير والخواطر00خاصة وأنني
كنت متهيئاً لهذا الخير الذي آتاه الله وأكثر منه00
فمازلت مع نفسي أدفع الخواطر والأفكار الرديئة تارة00وأئنبها وألومها تارة00
وأذكرها بفضل سلامة الصدر وتمني الخير للآخرين وأني أحب لهم ماأحب لنفسي
تارة أخرى00وتارة أذكرها بخطر الحسد وأضراره00ومازلت استعين بالله وأدعوه
حتى انتصرت على نفسي00واستطعت ترويضها00ومازلت مع نفسي بكثير من المواقف00
حتى وجدت أنها اعتادت على سلامة الصدر وحسن الظن بالآخرين00وتمني الخير لهم00
عندها شعرت بسعادة ولذة عجيبة00وأقبلت على شؤوني وأعمالي بقلب سليم00
وفتح الله عليَّ بأمور كثيرة فتحاً عجيباً00لله الحمد والمنة00
فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم00ا0هـ

إذن00
فلابد من رياضة النفس00وتدريبها00أيها الأحبة00وذلك بالمجاهدة والصبر00
وقوة الملاحظة والنظر في عواقب الأمور قبل الإقدام00وطلب النصح من الآخرين00
ونحو ذلك00ممايعين على تغيير الأخلاق والطبائع للأحسن00
هداني الله وإياك لأحسن الأخلاق فإنه لايهدي لأحسنها إلا هو00
أي صيد القلوب00أعني تلك الفضائل00التي تستعطف بها القلوب00وتستر بها العيوب00
وتستقال بها العثرات00وهي صفات لها أثر سريع وفعال على القلوب00وإلا فإن
فضائل ومكارم الأخلاق كثيرة00
إليك أيها المحب سهام سريعة00ماأن تطبقها حتى تنبت بها القلوب00فاحرص عليها
وجاهد نفسك على حسن التسديد للوصول للهدف واستعن بالله00


السهم الأول: الإبتسامة00قالوا هي كالملح في الطعام00وهي اسرع سهم تملك به القلوب00وهي مع ذلك عبادة وصدقة00فتبسمك في وجه أخيك صدقة00
وقال عبد الله بن الحارث:مارأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله
عليه وسلم00

السهم الثاني: البدء بالسلام00سهم يصيب سُويداء القلب ليقع فريسة بين يديك00
لكن أحسن التسديد00ببسط الوجه والبشاشة وحرارة اللقاء00وشد الكف على الكف00
وهو أجر وغنيمة00فخيرهم الذي يبدأ بالسلام00
قال عمر الندي:خرجت مع ابن عمر فما لقي صغيراً أو كبيراً إلا سلم عليه00
وقال الحسن البصري:المصافحة تزيد في المودة00
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:"لاتحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك
بوجه طلق"00
وعند مالك في الموطأ أنه صلى الله عليه وسلم قال:"تصافحوا يذهب الغل وتهادوا
تحابوا تذهب الشحناء"00
قال ابن عبد البر:هذا يتصل من وجوه شتى حِسان كُلها00

السهم الثالث:الهدية00ولها تأثير عجيب فهي تذهب بالسمع والبصر والقلب00
ومايفعله الناس من تبادل الهدايا00في المناسبات وغيرها00أمر محمود00
بل ومندوب إليه00على أن لايكلف نفسه إلا وسعها00
قال إبراهيم بن محمد الزهري:خرجت لأبي جائزته فأمرني أن أكتب خاصته وأهل
بيته ففعلت00فقال لي تذَكر هل بقي أحد أغفلناه00قلت:لا00قال:بلى00رجل لقيني
فسلم علي سلاماً جميلاً وصفته كذا وكذا00اكتب له عشرة دنانير00ا0هـ
انظروا أثر فيه السلام الجميل00فأراد أن يرد عليه بهدية ويكافئه على ذلك00

السهم الرابع:الصمت وقلة الكلام إلا فيما ينفع00وإياك وارتفاع الصوت وكثرة الكلام في المجالس00وإياك وتسيد المجالس00وعليك بطيب الكلام00ورقة العبارة00
فالكلمة الطيبة صدقة00ولها تأثير عجيب في كسب القلوب والتأثير عليها00حتى
مع الأعداء00فضلاً عن إخوانك وبني دينك00
فهذه عائشة رضي الله عنها تقول أو قالت لليهود:وعليكم السام واللعنة00
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مهلاً ياعائشة فإن الله يحب الرفق
في الأمر كله"00متفق عليه
وعن أنس قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عليك بحسن الخلق وطول
الصمت فوالذي نفسي بيده ماتجمل الخلائق بمثلها"00أخرجه أبو يعلى والبزار
قد يخزن الورع التقي لسانه0000حذر الكلام وإنه لمفَوَهُ

السهم الخامس:حسن الإستماع وأدب الإنصات00وعدم مقاطعة المتحدث00
فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لايقطع الحديث حتى يكون المتكلم هو
الذي يقطعه00ومن جاهد نفسه على هذا00أحبه الناس00وأعجبوا به00بعكس الآخر00
كثير الثرثرة والمقاطعة00واسمع لهذا الخلق عن عطاء قال:إن الرجل ليحدثني
بالحديث00فانصت له كأني لم أسمعه00وقد سمعته قبل أن يولد000

السهم السادس:حسن السمت وجمال الشكل واللباس وطيب الرائحة00
فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول:"إن الله جميل يحب الجمال"00رواه مسلم
وعمر بن الخطاب يقول:إنه ليعجبني الشاب الناسك نظيف الثوب طيب الريح00
وقال عبد الله ابن أحمد بن حنبل:إني مارأيت أحداً أنظف ثوباً ولا أشد تعهداً
لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه ولا أنقى ثوباً وأشده بياضاً عن أحمد بن حنبل00

السهم السابع:بذل المعروف وقضاء الحوائج00سهم تُملك به القلوب00وله تأثير
عجيب صوره الشاعر بقوله:
أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم0000فطالما استعبد الإنسان إحسانُ
بل تملم به محبة الله عز وجل00كما قال صلى الله عليه وسلم:"أحب الناس إلى الله
أنفعهم للناس"00
والله عز وجل يقول(وأحسنوا إن الله يحب المحسنين)
إذا أنت صاحبت الرجال فكن فتى000000كأنك مملوك لكل رفيق
وكنت كمثل طعم الماء عذبا وباردا000على الكبد الحرى لكل صديق
أيها الإخوة والأخوات00عجبت لمن يشتري المماليك بماله00كيف لايشتري الأحرار بمعروفه00
ومن انتشر احسانه كثر أعوانه00

السهم الثامن:بذل المال00فإن لكل قلب مفتاحا والمال مفتاح لكثير من القلوب00
خاصة في مثل هذا الزمن00والرسول صلى الله عليه وسلم يقول:"إني لأعطي الرجل
وغيره أحب إليَّ منه خشية أن يُكبه الله في النار"00رواه البخاري
صفوان ابن أمية00فرَّ يوم فتح مكة00خوفاً من المسلمين00بعد أن استنفذ كل
جهودة في الصد عن الإسلام00والكيد والتآمر لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم الأمان00ويرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
ويطلب منه أن يمهله شهرين للدخول في الإسلام00فقال له الرسول صلى الله عليه
وسلم بل لك تسير أربعة أشهر00وخرج مع رسول الله إلى حنين والطائف كافراً00
وبعد حصار الطائف00وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر في الغنائم00
رأى صفوان يطيل النظر في وادٍ وقد امتلأ نعماً وشاءً ورعاع00فجعل عليه الصلاة
والسلام يرمقه ثم قال له00يعجبك هذا يا أبا وهب00قال: نعم00 قال له النبي
صلى الله عليه وسلم: هو لك ومافيه00فقال صفوان عندها: ماطابت نفس أحد بمثل هذا
إلا نفس نبي00أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله00
أيها الأحبة00لقد استطاع الحبيب صلى الله عليه وسلم بهذه اللمسات وهذا التعامل
العجيب00أن يوصل لهذا القلب بعد أن عرف مفتاحه00فلماذا هذا الشح والبخل00!!
ولماذا هذا الإمساك العجيب عند بعض الناس00!! حتى كأنه يرى الفقر أمام عينيه
كلما هم بالجود والكرم والإنفاق00!!

السهم التاسع:إحسان الظن بالآخرين00والإعتذار لهم00فما وجدت طريقاً أيسر وأفضل للوصول للقلوب منه00فأحسن الظن بمن حولك00وإياك وسوء الظن بهم00!!
وأن تجعل عينيك مرصداً لحركاتهم وسكناتهم00فتحلل بعقلك التصرفات00ويذهب
بك كل مذهب00واسمع لقول المتنبي:
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه000وصدق مايعتاده من توهم
عود نفسك على الإعتذار لإخوانك جهدك00
فقد قال ابن المبارك:المؤمن يطلب معاذير إخوانه00والمنافق يطلب عثراتهم00
ومن علامات شقاء الأمة000أن تشغل بنفسها عن أعدائها00

السهم العاشر:اعلن المحبة والمودة للآخرين00فإذا أحببت أحداً أو كانت له منزلة خاصة في نفسك فأخبره له بذلك00فإنه سهم يصيب القلب ويأسر النفس00
ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:"إذا أحب أحدكم صاحبه فليأته في منزله فليخبره
أنه يحبه"00كما في صحيح الجامع
وزاد في رواية مرسلة"فإنه أبقى الألفة وأثبت في المودة"00
لكن بشرط00شرط المحبة أن تكون لله وليس لغرض من أغراض الدنيا00كالمنصب
والمال والشهره والوسامة والجمال00فكل اخوة لغير الله هباء00وهي يوم القيامة
عداء(الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)00
والمرء مع من أحب00 كما قال صلى الله عليه وسلم يعني يوم القيامة00
إذن00فإعلان المحبة والمودة من أعظم الطرق للتأثير على القلوب00
فأما مجتمع مليء بالحب والإخاء والإئتلاف00أو مجتمع مليء بالفرقة والتناحر
والإختلاف00لذلك حرص صلى الله عليه وسلم على تكوين مجتمع متحاب00
فآخى بين المهاجرين والأنصار00حتى عرف أن فلاناً صاحب فلان00وبلغ ذلك الحب أن
يوضع المتآخين في قبر واحد بعد استشهادهم في أحد الغزوات00بل أكد صلى الله
عليه وسلم على وسائل نشر هذه المحبة ومن ذلك قوله صلوات الله وسلامه عليه
:"لاتدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولآ أدلكم على شيء إذا
فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم"00كما في صحيح مسلم
أيها الإخوة00المشاعر والعواطف والأحاسيس00الناس منها على طرفين نقيض وللأسف00
فهناك من يتعامل مع إخوانه بأسلوب عقلي جامد جاف مجرد من المشاعر والعواطف00
وهناك من يتعامل معهم بأسلوب عاطفي حساس رقيق00ربما لدرجة العشق والإعجاب00
والتعلق بالأشخاص00والموازنة بين العقل والعاطفة00يختلف بحسب الأحوال والأشخاص00
وهو مطلب لا يستطيعه كل أحد00لكنه فضل الله يؤتيه من يشاء00

السهم الحادي عشر:المداراة00فهل تحسن فن المداراة00!!
وهل تعرف الفرق بين المداراة والمداهنة00!!
روى البخاري في صحيحه من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها أن رجلاً استأذن على
النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال: بئس أخوا العشيرة00فلما جلس
تطلق النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه وانبسط إليه00فلما انطلق الرجل00
قالت له عائشة:يارسول الله حين رأيت الرجل قلت كذا وكذا00 ثم تطلقت في وجهه
وانبسطت إليه00فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ياعائشة متى عهدتني
فاحشاً00إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه"
قال ابن حجر في الفتح<وهذا الحديث أصل في المداراة00ونقل قول القرطبي
والفرق بين المداراة والمداهنة00
أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا والآخرة أو الدين أو هما معاً00وهي مباحة00وربما استحبه00
والمداهنة00ترك الدين لصلاح الدنيا00
إذن00فالمداراة لين الكلام والبشاشة للفساق وأهل الفحش والبذاءه00
أولاً:اتقاء لفحشهم00وثانياً:لعل في مداراتهم كسب لهدايتهم00
بشرط عدم المجاملة في الدين00وإنما في أمور الدنيا فقط00
وإلا انتقلت من المداراة إلى المداهنة00
فهل تحسن فن المداراة بعد ذلك00!!
كالتلطف والإعتذار والبشاشة والثناء على الرجل بما هو فيه00لمصلحة شرعية00
وقد روي عن النبي صلى الله علية وسلم أنه قال:"مداراة الناس صدقة"
أخرجه الطبراني وابن السني من حديث جابر وصححه ابن حبان00
وقال ابن بطال<المداراة من أخلاق المؤمنين وهي خفض الجناح للناس وترك
الإغلاظ لهم في القول00وذلك من أقوى أسباب الألفة>00ا0هـ
إذن00هذه هي الأسهم للصيد00فأحسن التسديد وهي على سبيل المثال00
وذكرت منها ماأشرت إليه آنفاً وإلا فهي كثيرة0

وصلى الله على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام

[/ALIGN]
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15/03/2004, 10:30 AM
عضو غير عادي
تاريخ التسجيل: 14/03/2002
المكان: الـريـــــــــــاض
مشاركات: 10,107
الـحـاتـمــي ...



مــر مـــن هــــنــــا ...


ويـقـول : جزاك الله خيرا ......
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15/03/2004, 11:18 AM
الصورة الرمزية الخاصة بـ srabالهلال
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 07/12/2002
المكان: السعودية - البديعه
مشاركات: 2,602
باركاللهفيكوفيطرحكوجزاكيخيراعلىصنعك
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16/03/2004, 07:45 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 08/12/2003
مشاركات: 253
وجزاكم الله خير
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16/03/2004, 10:05 AM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 13/07/2003
المكان: السعودية - الرياض
مشاركات: 189
[ALIGN=CENTER]





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الاخت الفاضلة فتاة الأسلام - غفر الله لها ولوالديها - جزاك الرّحمن المنعم بجلائل النعم، الرّحيم المنعم بدقائق الأمور، الملك المتصرف بملكه كيف يشاء، القدّوس المتعالي على كل النقائص،
السّلام الأمان لخلقه، وواهب السلام لعباده المؤمن المؤمن لخلقه من العذاب والخوف، المهيمن المسيطر العزيز الغالب، الجبّارالمنفذ لأمره دون اعتراض، المتكبر المنفرد بذاته بالعظمة، الخالق الموجد للمخلوقات، البارئ الخالق لما فيه روح، المصوّرالمعطي كل شيء، صورة تميزه، الغفّار كثير المغفرة، القهّار القابض على كل شيء والقاهر لكل الخلائق، الوهاب كثير النعم دائم العطايا، الرزّاق خالق الرزق وأسبابِه ومقدّرُه، الفتّاح الذي يفتح خزائن رحمته لعباده، العليم العالم بكل شيء ولا يغيب عنه شيء، القابض قابض الأرواح والأرزاق والقابض على الكون، الباسط موسع الرزق والعلم وما شاء، الخافض يخفض من يستحق الخفض، الرّافع يرفع من يستحق من عباده وما شاء، المعزّ يعز من استمسك بدينه، المذّل يذل أعداءه وعصاته، السميع المسمع والسامع وهو للمبالغة،
البصير مبصر عالم خبير، الحكم الحاكم الذي لا رادّ لقضائه ولا معقّب لحكمه، العدل الكامل في عدالته، اللّطيف العالم بخفايا الأمور ودقائقها، الحليم والخبيرو العظيم البالغ أقصى مراتب العظمة والجلال والكمال، الغفور كثير الغفران، الشّكور يعطي الكثير على القليل، العليّ المتعالي، الكبير لا تستطيع الحواس والعقول إدراكه، الحفيظ يحفظ عباده وكونه من الخلل والاضطراب، ويحفظ أعمال العباد للحساب، المُقيت يكفل خلقه بالبقاء والنماء، الحسيب يكفي عباده ويحاسبهم، الجليل له صفات الجلال، لكريم يعطي من غير سؤال ودون مقابل، الرقيب يراقب كل صغيرة وكبيرة، ولا يغيب شيء عنه، المجيب يستجيب الدعاء، الواسع عمت رحمته كل شيء ووسع علمه كل شيء، الحكيم له الحكمة العليا، الودود المحسن لعباده، المجيد له المجد الأعلى كله، الباعث باعث الرسل إلى الناس، وباعث الموتى من القبور، وباعث الحياة كلها، الشهيد العالم بكل مخلوق، الحقّ هو الحق بذاته، الوكيل القائم بأمور عباده، وبكل ما يحتاجون، القويّ بذاته ولا يحتاج إلى سواه، المتين لا يُغلب ولا يُقهر، الولي ّ يتولى أمر خلقه بالرعاية، الحميد المحمود بذاته، المُحصي لا يغيب عنه شيء، المُبدئ الخالق، المُعيد يعيد الخلق والحياة، المُحيي خالق الحياة في كل حي، المُميت سالب الحياة من الأحياء، الحي ّ له الحياة الكاملة والدائمة والذاتية، القيّوم القائم بنفسه، والمقيم لشؤون عباده، الواجد لا يحتاج لعون، فكل ما يريده يكون، الماجد له المجد والكبرياء، الواحد المنفرد الذي لا نظير له، الأحد المنفرد ليس معه غيره، الصّمد الكل يفتقر إليه، ولا يفتقر إلى أحد، القادرالقوي، المُقتدر المتمكن من الشيء، المُقدم يقدر الأشياء والأوامر، فيقدم بعضها على بعض وفق حكمته، المُوخر الذي يؤخر الثواب والعقاب والأجل إلى وقت معلوم عنده، الأول لا شيء قبله، ووجوده سبحانه ذاتي، الآخر الباقي بقاء وذاتياً، الظّاهر أظهر وجوده بآياته والغالب لا غالب سواه، الوالي والباطن و المُتعالي البر التوّاب و المنتقم العفوّ يمحو سيئات من يستغفره، الرؤوف عظيم الرأفة والرحمة، مالك المُلك تجري الأمور كلها بأمره وحده ولا يملك غيره شيئاً منها، ذو الجلال و الاكرام المُقسط يعطي كل ذي حق حقه، الجامع يجمع شتات الحقائق والخلائق في الدنيا والآخرة، الغنّي المستغني بذاته عن سواه من الخلق، وكل الوجود مفتقر إليه، المُغني المتفضل بإغناء سواه، المانع يمنع أسباب الهلاك ويمنع ما شاء عمن شاء، الضّار ّ ينزل غضبه على من عصاه، النّافع يعم خيره كل الوجود، المدبّر يقضي أمر ملكه، النّور الظاهر بنفسه، والمظهر لغيره، الهادي يهدي إليه عباده، و يهدي كل مخلوق إلى أسباب بقائه وطريق حياته، البديع أوجد كل شيء لا على مثال سابق، الباقي لا يزول، خالد من غير تبدل، الوارث الباقي بعد فناء الموجودات، الرّشيد المرشد لعباده، الصّبور لا يتعجل بالعقوبة وكل شيء عنده بحكمة ومقدار. كل خير وبركه اللهم امين على حسن حضورك وحسن نقلك، اتمنى ان يُثبت الموضوع وذلك لثقل وزنه ليستفيد منه الكثير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



مع فائق احترامنا لشخصكم الكريم - الشمري[/ALIGN]

</normalfont>
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 21/03/2004, 08:17 AM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 08/12/2003
مشاركات: 253
الله يبارك فيك اخوي الشمري

وفقك الله
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 10:43 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube