* تستكمل اليوم مباريات دور الذهاب لربع نهائي كأس ابطال اوروبا (الدوري الاوروبي) بلقاءين يعتبران مواجهة تحد بين الكرة الانجليزية والاسبانية ، حيث يستضيف ارسنال الانجليزي فالنسيا الاسباني ويحل ديبورتيفو لاكورونيا الاسباني ضيفا على ليدز الانجليزي . وسيغيب عن ارسنال مهاجمه الهولندي الدولي دنيس بيرجكامب (31 عاما) امام فالنسيا على ملعب هايبري في لندن للاصابة، كما يحوم الشك حول امكان مشاركته ضد توتنهام الاحد المقبل في نصف نهائي كأس انجلترا.
ولن يتمكن بيرجكامب ايضا من المشاركة في مباراة الاياب في اسبانيا لانه يخاف السفر بالطائرة، والمدرب الفرنسي ارسين فينجر لا يحبذ فكرة سفره بالسيارة لمسافة طويلة. ويتعين على فينجر في هذه الحال الاختيار بين النيجيري نواكوو كانو او الفرنسي سيلفان ويلتورد في خط الهجوم الى جانب الفرنسي الاخر تيري هنري.
وكان بيرجكامب قد غاب عن المباراة التي فاز فيها ارسنال على توتنهام 2-صفر على ملعب هايبري في الدوري المحلي السبت للسبب نفسه.
ويخوض فريقا ديبورتيفو وفالنسيا مباراتيهما في انجلترا، آملين في الحفاظ على المستوى الجيد الذي اظهراه خارج ميدانيهما، حيث لم يتعرض الاول الذي يدربه خافيير إيروريتا، الا لهزيمة واحدة ضد غلاطة سراي في الدور الاول، بينما خسر الثاني الذي يدربه الأرجنتيني إكتور كوبر مباراة واحدة ايضا ضد اوليمبياكوس اليوناني. وكان كوبر قد اعلن عن خشيته من لقاء ارسنال في هذا الدور، لانه لا يرتاح للخطط التكتيكية التي ينتهجها نظيره الفرنسي، أرسين فينجر، ولا لخط الهجوم المتنوع الذي يملكه الفريق الانجليزي. وعلاوة على ذلك، يستقبل فريق ارسنال خصمه فالنسيا وسط حماسة مفرطة تذكّر بنهاية مباراة كأس الكؤوس عام 1980 التي خسرها ضد التشكيلة الاسبانية نفسها بضربات الترجيح. ومن الصعب التكهن بهوية المتأهل الى الدور الثاني نظرا لتقارب مستوى الفريقين، علما بأن فالنسيا كان مفاجأة المسابقة الموسم الماضي وبلغ النهائي وخسره امام مواطنه ريال مدريد صفر ـ .3 وسيحاول دفاع فالنسيا المخضرم بقيادة الفرنسي جوسلين انجلوما والسويدي بيوركلوند واليوغوسلافي ديوكيتش ان يقف سدا منيعا في وجه الهجمات التي سيقودها هنري وكانو.
اما ديبورتيفو فسيلعب ضد الخصم الذي كان يتطلع لمواجهته، حيث يرى مسؤولوه ان فريق ليدز قليل التجربة، رغم ان عروضه في تحسن ملحوظ، اذ تمكن من استعادة اللاعب الاسترالي، هاري كويل، ويملك ايضا احد افضل خطوط الهجوم في القارة الاوروبية، الاسترالي مارك فيدوكا والشاب آلان سميث. ويشعر ليدز الذي يدربه الايرلندي ديفيد اوليري بنوع من الراحة لكونه غير مرشح لتحقيق مفاجآت كبيرة، لذلك سيخوض ربع النهائي دون ضغط كبير، وربما يواصل طريقه بنجاح كما فعل واطاح ببرشلونة ثم لاتسيو في الادوار الاولى.
وقلب ليدز التوقعات رأسا على عقب في هذه المسابقة، لان احدا لم يرشحه لبلوغ الدور الثاني ناهيك من الدور ربع النهائي، لكنه حجز مقعده في الدور الثاني بجدارة على حساب برشلونة العتيد، وفي ربع النهائي عندما اقصى لاتسيو الايطالي القوي. ويأمل انصار ديبورتيفو ان يكون البرازيلي دجالمينا في قمة مستواه ليفتح لفريقه ابواب الدور نصف النهائي.
ويسعى فالنسيا اليوم الى إظهار «الوجه» الذي يبدو به في مبارياته الاوروبية، والذي يختلف تماما عن «صورته» في مباريات الدوري الممتاز الاسباني، التي انهزم في آخر اثنتين منها. جدير الذكر أن هاتين الهزيمتين في البطولة المحلية أدتا الى إبعاد فالنسيا بصفة نهائية عن المنافسة على اللقب، ولهذا اكتسبت المنافسات على الصعيد الاوروبي أهمية اكبر بالنسبة له، حيث أن إقصاءه منها سيقوده لموقف حرج. وعلى الرغم من الاداء الطيب الذي قدمه وصيف بطل اوروبا حتى اليوم في اوروبا، إلا أن مواجهة ارسنال لا تأتي في لحظة ملائمة بالنسبة للاعبيه، وخاصة بعد أن توتر المناخ حولهم بسبب نتائجهم السيئة الاخيرة، بالاضافة الى الوضع الناشئ عن احتمال مغادرة مدربهم، كوبر، نهاية الموسم الحالي. أما في ما يتعلق بالنواحي الرياضية البحتة، فسيتواجه اليوم اسلوبان مختلفان في كرة القدم الى حد التناقض، فإذا كانت اليقظة الدفاعية وخلق صعوبات للخصم في وسط الملعب وفي طريقة اللعب الهجومي يمثلان الاسلوب الذي يميز فريق فالنسيا، فإن فريق ارسنال يملك «انسيابية» هجومية فائقة، علما بأن خط دفاعه افتقد الكثير من صلابته. وإذا كان من الصعب معرفة الصورة التي سيبدو عليها فريق فالنسيا على ارض الملعب اللندني، إلا أن خصمه في هذه المباراة يمثل لغزا محيرا أيضا، فعلى الرغم من أنه يحتل المركز الثاني في قائمة ترتيب فرق الدوري الممتاز الانجليزي، بفضل الانتصارات التي يحققها في عقر داره، إلا أنه عانى في المرحلة التمهيدية الثانية من «دوري الابطال» الاوروبيين من مصاعب جمة قبل أن يتوصل الى التأهل الى دور ربع النهائي. ويتوقع ان يكافح ديبورتيفو وليدز من اجل تحقيق نتيجة طيبة بعدما ادهشا جمهور المراقبين بأدائهما الرائع في المراحل التمهيدية. واظهر ديبورتيفو بسالة نادرة في اللحظات المعقدة للغاية في مبارياته السابقة، إذ تمكن من تغيير النتيجة لصالحه في لقائه امام باريس سان جيرمان بعد ان تقدم الفريق الفرنسي ثلاث مرات، ليحول هذه النتيجة المعاكسة الى (4/3)، وبعدها حقق تعادلا ثمينا (1/1) على ارض ميلان الايطالي، ولهذا يسعى جاهدا الى مواصلة مشواره الكروي الرائع وتتويجه بإقصاء خصم عنيد وشرس مثل ليدز عن طريقه. ويشغل بال ديبورتيفو غياب لاعبيه المصابين، ماورو سيلفا ودوناتو وثيسار سامبايو، مما يرغم المدرب إيروريتا على الاعتماد على آخرين مثل البرازيلي إيمرسون والاسباني فاليرون، لشغل مراكزهم. من جهته، يطمح ليدز يونايتد الى بذل اقصى طاقته لخوض هذه المقابلة امام جمهوره وتأكيد انه لا يقهر في معقله «ألاند رود».