هذه قصة طويلة .. من تأليفي .. لم تنل رضى كتاب القصة والمثقفين ..
لكن أتمنى أن تنال رضاك واستحسانكم ... فهو الأهم
[ALIGN=CENTER]( اجتماع مع سعادة السائق )[/ALIGN]
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
التاسعة صباحاً..المنبه يشارك أشعة الشمس في إيقاظ السيد الثري سلطان وهاهما يبذلان جهديهما لإجبار عينيه على الاستسلام وفتح الحصنين المنيعين الذين أغلقا في الساعة الثانية فجر اليوم …
ينظر إلى ساعته بتثاقل وتكاسل ثم يتمتم بتذمر وآثار السكر بادية في صوته :
- أف! ..يا لها من شمس غبية ..إنها تعمل قبل وقتها !!
عاد وغطى رأسه لعل نومه الهارب يعود..وبعد نصف ساعة يرن هاتفه النقال فيطلق صرخة مدوية في الغرفة .. وبتذمر واستياء:
-نعم أيها الأخرق!..ماذا تريد في هذه الساعة المتأخرة
يصمت المسكين قليلاً كاتماً ضحكة مدوية تعصف في نفسه .. ثم يرد بصعوبة وبطء وكاد أن يضحك من هذه السؤال:
-سيدي..! بقي على الاجتماع ساعة ..!!
التفت المهاب إلى ساعة المنبه في ذهول وصمت مطبقين على نظراته .. وهمس:
- إنها التاسعة ..!
ويبحلق في ساعة يده وهو غير مصدق :
- إنها الثالثة والنصف .!!
ويستدرك ..
- لا .. إنها فعلاً التاسعة .. كم أنا أبله!!
صرخ في ارتباك .. ثم أغلق هاتفه النقال بعد أن ثقب أذن مساعده المسكين ، لقد كان واضعاً ساعته على يده بشكل مقلوب عندما نام ..لقد كان تحت تأثير الكحول .
وأثناء ذلك كانت كل تصرفاته تعج بالارتباك ، فقد اتجه إلى الحمام ، ثم عاد مسرعاً إلى غرفة نومه ، واتجه بسرعة مضحكة إلى غرفة الطعام حيث انتصب عند طاولة الطعام كما ذئب يعوي في أعالي الجبال :
- أيتها البليدة الشمطاء .. أين طعام الإفطار ؟!
يخاطب الخادمة المسنة .. وما إن اكتمل من صراخه المدوي حتى وصلت بطبقي جبن وزعتر وكأس حليب على غير ما قد تعود ووضعتهما أمامه على الطاولة .. ووقفت عن يمينها .. وتساءل تساؤل المحبط المصدوم :
- ما هذا ؟!
وردت الخادمة بثقة مفرطة وخبث واضح :
- سيدي ..! أنسيت الحمية ؟
وتغمز مشيرة إلى تعليمات السيدة سوزان حرم السيد سلطان بأن يتبع حمية معينة بعد أن رأت أن وزنه في ازدياد مطرد
يرتبك ويصرخ متداركاً الموقف :
- اذهبي إلى مطبخ ايتها العجوز .. وحسابي مع سيدتك!
قالها وهو يحرك أسنانه يمنة ويسرة من شدة غيظه .. وأثناء ما هو يتوعد رن مجدداً هاتفه .. وما أجمل هذه المفاجأة الكئيبة ..! إنها لوسي ..!
ويتحول الذئب الشرس إلى حمل وديع :
- صباح الورد يا حبيبتي .. صباح الياسمين يا أحلى ..
قاطعته بعدم مبالاة و غضب واضح في صوتها وكأن هناك شرر متطاير من الهاتف :
- لماذا لم تحول المليون على حساب الجمعية - الجمعية النسائية للمطالبة بحقوق المرأة - أتريد أن تشمت بي فوفو وسوسو ولولو..!!!
يصمت برهة محمر الوجه غاضباً وقد احتواه خوف وخضوع .. ويرد بلين :
- يا له من مساعد كسول ..! لقد نسي أن يفعل ذلك .. لا عليك سأعاقبه وأحسم من مرتبه .. إنه ينسى كثيراً .. لعل ذلك يزيل عنه داء النسيان .. سأرسله بنفسي على حسابكم .. لا ..
لكنها أنهت المكالمة بعد أن قبحته ونهرته ودون أن تودعه ..
فازداد الوضع تأزماً وازداد الوجه المحمر احمراراً وسبحت جبهته في سبر من العرق .. والخادمة تنظر إليه بنظرة فيها من الشماتة والاستهزاء الشيء الكثير .. واستجمع شيء من ثقة مزيفة وصمود هش .. وأكمل الحوار مع نفسه في وجود بعض التعالي أثناء حديثه :
- سأرسله اليوم بنفسي .. لا تقلقي .. لكن كم تريدون .. فقط ؟! .. لا لا سأرسل أكثر .. وأنا أحبك أيضاً ..!!!
انفجرت الخادمة الماكرة ضاحكة بعد أن سمعت ذلك الحوار الوهمي .. وكتمت ضحكتها بسرعة .. ولكنه لاحظها فصرخ في وجهها :
- اذهبي من هنا ،كم أنت عديمة الأخلاق ، سأربيك أيتها الحمقاء !!
وانطلقت إلى المطبخ والضحكة تزداد كلما ازدادت هي ابتعاداً
.
.
.
.
يتبع