28/01/2004, 03:56 PM
|
كاتب رياضي | | تاريخ التسجيل: 09/08/2002
مشاركات: 240
| |
من خسر نحن أم هو ؟ كتب الأسبوع الماضي الأخ الزميل عصام في زاويته (شئنا أم أبينا) بجريدة عالم الرياضة عن ذاك التباين بين فكرين ، أو كما أسماه (تصادم حضارات) لفوكوياما ، وكان من المقالات الجميلة والنادرة في زمن مقالات (بلا طعم ولا لون وبرائحة تعصب كريهة) ، في زمن مقالات تصنع من الأندية أوطان وهمية ، وكانت متفقا معه في تحليله لأسباب المشكلة ، إلى أن قال : (لا شك عندي في أن المصيبيح سيخسر القضية) .. فوجدتني أسأله وأسأل نفسي ، هل خسر (المصيبيح) أم نحن من خسر في هذه القضية ؟
حين يكون لك مشروعك الشخصي والخاص بك ، ولا تحققه يمكن لي أن أصفك بالخاسر ، بيد أني لا أستطيع أن أقول عن شخص يحمل حلما جماعيا أراد به أن يقتل عشوائية أنديتنا التي تسمح لمن يريد أن يكون ثروة على حساب التطور ، ومن يريد تكريس الجهل ، ومن يعيق العدل بسبب أن هناك من هو فوق القانون ، وأن النجم عليه أن يكون قدوة للنشء لا أن يكون فوق القانون ليعلم النشء ألا يحترم هذا القانون الضعيف أمام الأقوياء .
قلت : بيد أني لا أستطيع أن أصف من يحمل حلما جماعيا بالخاسر ، لأننا نحن من خسر ، ونحن من خذله وتركناه يتحمل كل هذا الهجوم من (حملة أقلام عقولهم فاسدة أو أخلاقهم) ، يكتبون كذبا ويدلسون على السذج ، هؤلاء السذج الذين قرروا وبمحض إرادتهم أن يؤجروا عقولهم لهؤلاء الفاسدين .
سأل أحد التلاميذ معلمه أن يقتل جهله ، فقال له الحكيم : (لا أحد يقتل جهلك إلا أنت ، من يمنحك الوعي سيمنحك وعيه هو ، وستصبح تابعا له ، لا تؤجر عقلك لأحد ؛ كي لا يبدأ الفساد فيختفي الحق) .
بقي أن أقول للزميل الرائع عاصم أظنني أعرف متى سيتم (فتح هذا الملف من جديد ومن سيستأنف نفس القضية ، ومتى سيكسبها دون عناء) ؟
أظن وأكاد أن أجزم ، إن ما يعيق هذا الشخص هو أن المجتمع الرياضي استعبدته فكرة ظلم الضعيف ومناصرة القوة وإن كانت ظالمة ، وأن المجتمع الرياضي مازال مصاب بأمراض واضحة ومعروفة أهمها (احتقار العلم) ، وهذا تلاحظه حين يحضرون خبراء في التدريب ثم يتم طردهم ، كذلك مصاب (بتبرئة الذات واتهام الآخرين) ، وهذا نراه في الهجوم على التحكيم ، أيضا مصاب (بالظن أن الأحكام لا تتغير بتغير الأزمان أي كأن العدل لا يمكن أن ينمو أكثر فأكثر) .
وإلى أن نتخلص من تلك الأمراض ، سنستمر نهزم أنفسنا بأنفسنا ، وسيظل التطور بعيدا ، أما لماذا ؟
لأنه لا يمكن لمجتمع أن تستعبده فكرة ما ، لولا أنه وعلى نحو خفي قابل لهذه العبودية .
[ALIGN=CENTER]هل نعيد قراءة أمثالنا؟[/ALIGN]
[ALIGN=RIGHT]يقول المثل (الطبع يغلب التطبع) ، وهذا المثل يردده الكثير ، بل هناك من يؤمن به إيمان مطلق ، لكن تجربة (ليكروج) تؤكد أنه علينا إعادة قراءة ونقد أمثالنا .
(عمد (ليكروج) إلى تربية كلبين لأم واحدة ، جعل الأول يسمن في المطابخ والثاني يجري في الحقول ، حتى إذا كبرا بما فيه الكفاية جاء بهما إلى السوق ، وضع أمامهما وعاء من الحساء بجانب أرنب ، وأطلق الكلبين ، فإذا بأحدهما يلعق الوعاء كسولا رخوا ، وأما الثاني فراح يطارد الأرنب في البراري ، قال (ليكروج) عن هذه التجربة (ومع هذا فهما أخوين) .[/ALIGN] |