[ALIGN=CENTER]
[TABLE=width:70%;background-
color:transparent;background-image:url(backgrounds/15.gif);][CELL=filter:;][ALIGN=center]

بقلم / سحر الرملاوي




لسنا معنيين كثيرا بابتهاج العالم بالعام الجديد ، و لا نحن نكتب بالتاريخ الميلادي يومياتنا ، غير ان عام 2003 كان له من السطوة والهيبة و الجبروت ما يجعله بحق عام يصعب نسيانه ، بل ان هذا العام الذي نودعه بلا اسف هو عام سيظل التاريخ يذكره طويلا فلم تكن ايامه تمضي كما تمضي كل الايام ، و كلما كنا نقطع ورقة من روزنامته الورقية فاننا كنا نسأل ماذا تحمل الورقة التالية من مصائب ..
و لقد ابى هذا العام الكبيس "معنى"الا ان يترك بصمته الاخيرة عملاقة -بقدر مصائبه- و هو يسحب آخر اذياله مودعا ، فها هو زلزال بم الايرانية يضيف في الوقت الضائع هدف ضخم في مرمى كوارث العام فيسجل عن جدارة المركز الاول في الكوارث الطبيعية منذ عام 1998 عندما لقي 30 الف شخص حتفهم نتيجه اعصار ميتش الذي ضرب نيكاراغوا و الهندوراس .
و بزلزال بم الايرانية فان أكثر من 50 ألف شخص يكونون قد لقوا مصرعهم حتى الآن نتيجة الكوارث الطبيعية التي حدثت في عام 2003 في العالم أجمع نتيجة الزلازل و موجات الحر و الاعاصير و البراكين ، اما الذين لقوا حتفهم بسبب الحروب و الصراعات العرقية و العنصرية فانهم ايضا قد تجاوزوا الخطوط الحمراء بكثير خاصة مع توسع رقعة الصراع و انتشار فروعها في بقاع مختلفة من الارض فها هي العراق تحتل و تستنزف بشريا و اقتصاديا و مدنيا في شهور قليلة ..
و ها هي فلسطين بدأت العام باجتياحات اسرائيلية للضفة و القطاع و تختمه بمثل ذلك مع ما في العام من شهداء و ضحايا و بيوت مهدمة و اراض مجرفة ، و اخيرا المزيد من التنازلات و المزيد من الاتفاقيات المهينة و التي لا تساوي الورق الذي كتبت عليه ، اضافة الى الشروع في بناء جدار الفصل العنصري الذي ياكل في طريقه اكثر من ثلث الاراضي الممنوحة للفلسطنيين و كأن التنازلات التاريخية لم تكن كافية .
و ها هي جماعات الهندوس تقتات على الدم المسلم في الهند و مازالت الاختناقات الدموية قائمة في صراع كشمير ، ناهيك عما يحدث في افغانستان اضافة الى بقاع أخرى سالت فيها انهار دم طوال عام 2003 الكبيس ..
و لم تتوقف كوارث هذا العام على الكوارث و الحروب و انما تعدتها بجدارة نحو الامراض و انتشار الاوبئة و على رأسها السارس الاسيوي الذي خمد قليلا في الشهور الاخيرة ليعود يطل برأسه الكريهة مجددا من خلال الاعلان عن وجود حالات جديدة في الشرق الاسيوي مؤخرا ، كما ان العام و هو يرحل قام باهداء الجنون الى بقرة امريكية كأنه يعطي لعام 2004 خيط كوارث عليه ان يبدأنا بها .و لم ينس و هو يودع ايضا ان يهدي لبنان طائرة قتلى كاملة شاهد العام جثامينهم و هي تعود من بنين لتدفن في اراضيهم التي غادروها احياء ..
و في المملكة العربية السعودية ، كان هذا العام هو عام التفجيرات الارهابية التي لم يسبق لنا ان شاهدنا مثلها او توقعنا مجرد توقع ان نشاهد مثلها هنا في الرياض و مكة المكرمة .
لذا فاننا على عتبة عام 2004 نرفع اكفنا بالضراعة الى الخالق ان تكون عاما هادئة و ان يكون الموت فيها طبيعيا بلا كوارث و المرض فيها عاديا بلا اوبئة و الصراعات فيها سياسية بلا دماء ، علنا نلتقط بعض انفاسنا و نباشر في التفكير في احوالنا ،،



نبذة عن الكاتبة

هي سحر محمد مصباح الرملاوي
فلسطينية الجنسية ,, من مواليد 1/5/1968م.
تحمــل ليسانس آداب،قسم إعلام من جمهورية مصر العربية عام 1989م.
وتعمل محررة صحفية بجريدة الرياض، وتعتبر كاتبة قصص قصيرة
لها مجموعة في الأسواق بعنوان " صور مقروءة" حازت على المركز الأول في مجال القصص القصيرة في مسابقة ملتقى أبها الثقافي لعام 1417هـ ...
ولها مجموعة قصصية تحت الطبع بعنوان "أسرار " ..
و رواية طويلة تحت الطبع بعنوان " لاجئة "...
وتكتب مسلسلات و تمثليات تلفزيونية وإذاعية ..
وتم إنتاج و بث ثلاث تمثليات إذاعية سباعية درامية عبر إذاعة الرياض ...
ويجري إنتاج مسلسل تلفزيوني من إعدادها عن الأساطير الشعبية للجهيمان ...
وتصدر لها قصة شهرية على موقع عربيات على الإنترنت
تحت عنوان ثابت في عربيات الأدبية هو "صور مقرؤة " .





كل الشكر والتقدير للاخت سحر الرملاوي على قبولها الدعوة..
وتخصيصها هذه المقالة لشبكة الزعيم ..
ونتمنى منها أن تتواصل معنا باستمرار ..
وللجميع أطيب التحايا وأرقها

إشراف وتطوير المجلس العام


[/ALIGN][/CELL][/TABLE]

[/ALIGN]