[ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم
 | إقتباس |  | | | | | | | |
ترى رامة والخبيبة ماهيب تبعكم يا اهل عنيزة ، المعروف إنها تابعة لأجمل بلد (( الـبـــــدائــــــع )).. | |  | |  | |
بسبب الكلام السابق من البارق


وبسبب الحساسية المفرطه بين البلدين
تعقيبا على موضوع yazeed_9 %% مــديــنــة عــنــيــزه %%




وبسبب انها بلدتي الأم
انشر هذا المقال عن البدائع بلد الروائع
حين نسمع عن «محافظة البدائع» أو نقرأ عنها يتبادر الى اذهاننا تلك البساتين البديعة من النخيل الاخضر الذي يعلو بقاماته السامقة ليعانق بيوت الطين العتيقة والازقة القديمة، يعلو شامخاً في موسم الرطب ليعطي رطباً جنيّاً كالذهب كحبّات، تنتظم حبات البلح والرطب الذهبية والنحاسية الحمراء اللون والصفراء الفاقعة التي تنتظم خلال عسبان النخل.. مرسلة اصواتها مع خرير الماء كقصيدة ازلية تتغنى ببساتين «البدائع» البديعة التي ابدعتها يد الخالق.. في هذه المحافظة الحالمة التي تتوسَّد ضفاف وادي الرمة وتلتحف «كثبان رامة» والشقيِّقة والايرق.. تشمخ النخيل وتسمق وتعلو.. وتشرق الشمس بأشعتها الذهبية على كثبان الرمال المذهبة في شرق البدائع وغربها مكونة لوحة بديعة اخاذة.. في هذه المحافظة بدأت العمائر الشاهقة تعلو في كتلتها العمرانية وتتمدد مخططاتها وطرقها مبشرة بعصر زاهر لاقتصادها وزراعتها..
كيف نشأت «البدائع»؟
محافظة البدائع حديثة التكوين حيث انها نشأت اساساً بسبب خصوبة تربتها وغزارة مياهها على ضفاف وادي الرمة الجنوبية ومعظم سكان محافظة البدائع هم اساساً نزحوا اليها من الخبراء، الهلالية، رياض الخبراء وهناك صلات وروابط وثيقة لاهالي هذه المدن باهالي البدائع، يقول الاستاذ عبدالله بن محمد العبيد في كتاب «البدائع واحة القصيم الخضراء»: عند الحديث عن نشأة البدائع يعود بنا التاريخ الى ما يقارب اربعة قرون من الزمان اي حوالي عام «1000هـ» حيث نشأت الشبيبية، وهي في الطرف الشرقي من البدائع، وهي جزء منها ونشأتها كانت عبارة عن ست مزارع فقط، هي «البديع، العودة، الوسيطى، الخريفية، سرَّا، الموينعية»، وقد بني فيها بعض البيوت الصغيرة من الطين. والمزارع القديمة في البدائع مزرعة العسافية ومزرعة الحايط شرق البدائع «ام تلعة»، وكانت مزارع البدائع القديمة يغرس فيها النخيل الذي يشاهد الآن طويلاً على ضفاف الوادي ويسقى بواسطة السواني، ويقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي في معجم بلاد القصيم «وقد جزم ابن بسام في تاريخه بأن اول عمارتها كانت في عام 1299هـ فقال في حوادث تلك السنة: فيها صار الابتداء في حفر اول قلبان البدايع. ولكن حفر القلبان لا يدل على ان البدائع لم تكن موجودة في ذلك التاريخ فليس وجود «القليب» ضرورياً لوجود بناء بل ليس هناك مايدل على انه لم تكن هناك اي قلبان قبل ذلك التاريخ بالبدائع.. والدليل على ذلك وجود آبار رامة بمنزل الحج البصري الواقع جنوب البدائع وقد مر على حفرها مايزيد على 1000 سنة وليس ما ذكره «ابن بسام في تاريخه» يدل على انه لم يكن هناك آبار قبل هذا التاريخ بالبدائع.
ماذا قال الرحالة الاوروبيون
عن «البدائع»؟
تحدث احد الرحالة الاوروبيين عن البدائع قائلاً: «بداية يقصد البدائع على بعد عدة اميال غربي عنيزة، مجموعة قصور يسكنها السبيع والعتيبة يشغل السكان مابين 2 3 اميال، ومعظم البطيخ الذي يزرع هنا يباع في العنيزة، والآبار توجد في ناحية القصور»، ويلاحظ القارئ تحريف اسم «البدائع» الى بداية نظراً للترجمة الخاطئة من هذا الرحالة من الانجليزية الى العربية، كما انه قصد سكان البدائع على السبيع والعتيبة وهذا خلط حيث ان سكان البدائع خليط من عدد كبير من القبائل وقد يكون كلام هذا الرحالة في بداية تكوين البدائع. وقال الشيخ محمد الفارس الجاركي الذي زار البدائع عام 1358ه في قصيدة له يذكر فيها «عنيزة والبدائع»:
بجانبها الغربي تلك «بدائعٌ»
بديعةُ حسن بالنظارة تبسمُ
المزارع القديمة
كما سبق ان ذكرنا فإن البدائع نمت وتطورت بهجرة السكان اليها من مدن وقرى الضفة الشمالية لوادي الرمة الى الضفة الجنوبية له وقد يكون السبب في ذلك هو خصوبة التربة ووفرة المياه وعذوبتها في الضفة الجنوبية اضافة الى سبب آخر وهو مناسبة طبوغرافية الارض للزراعة فميول ضفاف الوادي متجهة شمالاً وتوجد آكام ورمال تحفر فيها الآبار على ضفاف الوادي ومياهها مناسبة للزراعة وقريبة من مسطح وادي الرمة.. كانت الهجرة الى البدائع على ثلاثة خطوط متوازية كونت احياء البدائع الثلاثة فالوسطى تكونت من الهجرة اليها من الخبراء الموازية لها شمالاً والعليا تكونت من الهجرة اليها من رياض الخبراء والسحابين الموازيتين لها شمالاً، وام تلعة تكونت من الهجرة اليها من الهلالية والبكيرية الموازيتين لها شمالاً. ولا يعني هذا عدم وجود اي حياة او مزارع بالبدائع قبل ذلك فقد كان فيها آبار منذ العصر العباسي قرب رامة التي يمر بها طريق الحج البصري وان لم تكن داخلة ضمن منطقة الاستيطان بالبدائع وقد تكون فيها آبار قديمة وطمرت ايضاً.. ويشير الدكتور صالح بن علي الهذلول في بحث متميز له عن تطور ونمو البدائع الى ان «العميرية» هي اول مزرعة انشئت بالبدائع وقد انشئت عام 1297هـ وبعدها بسنين قليلة انشئت المزرعة المسماة الوابلية ثم تلتها كل من هذلولة والهويرينية واليوسفية والحميدية والدهيمانية. ويشير الدكتور الهذلول الى وثيقة شراء ارض مزرعة هذلولة التي درجت على محمد بن هذلول توفي عام 1316هـ من صالح الوابل صاحب الوابلية وتاريخ وثيقة الشراء هو بالتحديد 12 رجب عام 1307هـ وبالطبع فإن مزرعة الوابلية انشئت قبل ذلك التاريخ. وقد ربط الدكتور الهذلول بين هذه الوثيقة ورواية شايع بن يوسف النفيسة التي رواها الشيخ محمد بن ناصر العبودي في معجم بلاد القصيم حيث قال «ان والده كان يحضر المزرعة المسماة اليوسفية بعد موقعة المليدا «1308هـ» بأيام قليلة» وقال «لم يكن يوجد في البدائع في تلك السنة «1308هـ» الا سبع قلبان «ابار» والثامنة هي العميرية». واليوسفية مزرعة معروفة يقوم بزراعتها حالياً «الحميدي بن عبدالله النفيسة وتقع في سفح «حزم اليوسفية» الواقع الى الغرب من «البدائع العليا» بين كل من «مزرعة منقوزة» ومزرعة «دعيفيسة». كما يشير الدكتور صالح الهذلول الى بداية ظهور البلدة بقوله «استمر تأسيس المزارع بعد عام 1308هـ وكان المصلون يصلون الجمعة والعيدين في مكان مفتوح بين مزرعتي هذلولة والوابلية اما في وقت المطر فتقام الصلاة في غرفة بمزرعة هذلولة واستمر ذلك حتى عام 1314هـ وبعد تأسيس مزرعة سمحة قام صاحبها عبدالرحمن بن محمد السلامة وشهرته «عبيد» عام 1314هـ بالتبرع بالماء والطين للبناء فيما يقابل مزرعته من الجنوب وشجع على ذلك. ويبدو ان ظهور المستوطنة حول مزرعة سمحة واكبه ظهور مستوطنة اخرى قرب مزرعة الحميدية فقد قام الحميدي بن صالح العريني ببناء جامع قرب مزرعته المعروفة بالحميدية بعد نقل جامع المحلة الوسطى اي في عام 1317هـ او بعده بقليل وعرفت هذه المستوطنة فيما بعد بمنزلة الحميدي ثم المحلة العليا وفي حدود عام 1319هـ تم بناء مسجد جامع في ام تلعة او المحلة السفلى مما يدل على ظهور مستوطنة في ذلك الحين». انتهى كلامه.
ومزرعة الحميدية هي من اشهر المزارع في البدائع وتقع الى الشمال تماماً من «حي العليا» وفيها نخلة باسقة ترى من بعيد ربما تدل على عمر هذه المزرعة وقد يستدل علماء النبات على عمر النخلة من خلال تحليل حلقات جذوع النخل ومعرفة عمرها التقريبي. هذه المزرعة يقع الى الجنوب منها وعلى بعد عدة امتار جامع «حي العليا» الذي اسس الآن في موقعه جامع من البناء المسلح. وقد ذكر الدكتور صالح الهذلول ان تركي الصالح العريني وهو معمَّر تجاوز التسعين «أن صلاة الجمعة اقيمت في منزلة الحميدي قبل سنتين من اقامتها بمنزلة عبيد ولم يذكر التاريخ ولكن اقامة الجمعة بمنزلة عبيد كانت في عام 1316هـ وذلك بمسجد مبني وكانت قبل ذلك تقام بساحة مفتوحة بين مزرعتي هذلولة والوابلية ومعروف شرعاً ان صلاة الجمعة لاتقام باقل من 40 شخصا مما يدل على تزايد عدد سكان مستوطنة المحلة الوسطى «ملاحظة: المعمر صالح التركي العريني توفي رحمه الله وكان قد تجاوز المائة وما ذكره الدكتور الهذلول من أنه قد تجاوز التسعين كان عام 1402هـ اي انه ولد حوالي 1310هـ وبهذا فانه يدرك مراحل بناء مسجد الحميدية واقامة الجمعة فيه حيث ان عمره يبلغ حوالي 7 سنوات في ذلك الوقت».
ويقول الاستاذ عبدالله بن محمد العبيد في مؤلفه «البدائع واحة القصيم الخضراء»: «كانت اول مزرعة انشئت بالبدائع هي مزرعة العميرية وقد كانت بدايتها عبارة عن حسو اي «بئر صغيرة» وكان صاحبها هو الشيخ صالح بن قرناس من مشايخ الرس وقد توفي عام 1336هـ وقد انشأها سنة 1295هـ، وقد نقل المؤلف ذلك عن الشيخ ضيف الله المطلق الذي يزيد عمره عن 100 سنة في حوالي عام 1402هـ واستمرت فترة من الوقت بئراً صغيرة وكان ماؤها حلواً بل افضل بكثير من ماء مزارع «الشبيبية» وغيرها من البلاد المجاورة مما جعل كبار العشائر من البلاد المجاورة يأتون هذا المكان «البدائع» وقام بعضهم باحداث المزارع فيها حتى انتشرت واشتهرت، ثم جاء بعد الشيخ صالح بن قرناس قادماً من الهلالية محمد العلي العريني وانشأ بئره المعروفة «بأم أثلة» حوالي عام 1297هـ وقد ملك العريني محمد مابين «أم أثلة» و«الحايط» حيث غرس في الحايط النخل وبدأ يتصرف فيما بينهما من الارض فباع بعضها وزرع البعض الآخر.
أشهر المزارع
ومن اشهر المزارع القديمة بالبدائع الوابلية واسسها سليمان الوابل، وسمحة السلامة واسسها عبدالله السلامة، واليوسفية واسسها يوسف النفيسة والهويرينية واسسها ناصر الهويريني، هذلولة واسسها محمد بن هذلول. البديع «بديع حمود» واسسها حمود النويصر، الصالحية واسسها صالح بن محمد السحيباني، الجريبا، الوهيبية، امغيضة، السلطانية، ام حزم، العسافية، سهلة، زبنة، العرينية، الحميدية، عسيلة، دعيفيسة، منقوزة، صريخة، الدهيمانية، العوهليات «ثلاث مزارع» خربقاء، الحايط، طريخمة، المصيريعية، العثمانية، مشرفة، السحيبانية، الشايعية، العليطية، قاعية الجمال، روضة الجمال، حصنية قاعية حمود، علوة الوابل، بديع الوابل، اللغفية، ويقدر عدد المزارع القديمة بالبدائع بحوالي 380 مزرعة وحوالي 1400 مزرعة حديثة. وقد كانت المزارع القديمة بالبدائع تسمى «القصور» ومعروف ماذا تعني كلمة «القصور» فهي تعني البناء الضخم المشيد الذي يقطنه الاثرياء وقد كانت مباني المزارع القديمة هي كذلك في ذلك الوقت فهي فخمة البناء ويحوي بناؤها قلعة كبيرة على شكل شبه منحرف تسمى «المقصورة» يبرز منها نوافذ ينظر منها بشكل عمودي الى الاسفل لكيلا يرى الناظر منها من قبل الاعداء من بعيد وهي عالية البناء وتعتبر «برج مراقبة» لهذه المزارع اضافة الى العديد من الابنية والغرف واشهرها «القهوة» وهي مأوى للضيوف وساحة للاستقبال والطعام.. ومن الابنية القديمة في المزارع التي بقيت على حالتها «بديع حمود» والمقصود بحمود هو حمود النويصر الذي اسس هذه المزرعة واشتهر بعدد من المزارع اضافة الى «البديع» ومنها «قاعية» حمود تمييزاً لها عن «قاعية» الجمال الواقعة بمحاذاتها، ومن الابنية التي بقيت كذلك بناء مزرعة «السحيبانية». ومن اشهر مالكي المزارع القديمة بالبدائع صالح المحمد السحيباني الذي اقام مزرعة الصالحية وتعتبر هذه المزرعة من اشهر مزارع البدائع انتاجاً للقمح نظراً لاتساع مساحتها وخصوبة ارضها وجودة زراعتها. ومنهم ايضاً صالح بن عبدالرحمن السحيباني المشهور ب«الجمّال» وقد عرف بكثرة مزارعه الى اقسامها وجودة تنسيق نخلها وانتظامها، ومن مزارعه: روضة الجمّال.. الواقعة الى الغرب من «حي العليا» وهي واقعة في مكان اشبه بالروضة نظراً لانه «محير» لمياه وادي العاقلي «النساء» وعرفت الروضة بلذة تمورها من السكري والشقراء وكذلك قاعية الجمّال الواقعة الى الشمال من حي العليا وتشتهر المزارع القديمة بأنها كانت مدناً او قرى مصغرة ولعبت دورا اجتماعيا هاما في التكافل الاجتماعي ولها دور اقتصادي هام فالمزرعة الواحدة تؤوي اكثر من عائلة من خلال عدة غرف وبنايات وهؤلاء كانوا يعيشون عيشة باذخة مقارنة باهل المدينة او القرية.. فاقتصاد القرية او «الديرة» كان في ايديهم فلديهم يعمل اهل القرية بأجر في زمن «الحصاد» او «الختام» او «الخراف» وكانت هذه المزارع الممون الوحيد للقرى والمدن القريبة ففيها «القرع» و«البطيخ» والباذنجان وكذلك القمح والتمور واللحوم من خلال تربية المواشي.. كما ان هذه المزارع تحتوي على مخازن للحبوب تخزن فيها اكياس القمح وصوبة وهي مستودع تكنز فيه التمور لزمن الشتاء.
أحد المعالم التي ورد ذكرها كثيراً في أشعار العرب وهي رامتان والشقيقة.
أين تقع رامتان
رامتان مثنى (رامة) وهما كثيبان رمليان (جنوب محافظة البدائع بالقصيم) بحوالي 15 كم وهما (رامة الشرقية) و(رامة الغربية).. وهذان الكثيبان متقاربان.. ويبلغ طول كل واحد منهما حوالي 4كم.. وهما منفردان.. ولكن ذكرهما سار مسير الشمس وامتلأت بطون الكتب بها.. وكلف بهما الشعراء حتى أنك لا نجد شاعراً من شعراء الجاهلية.. وصدر الإسلام وفي عصرنا الحاضر إلا ذكرها في شعره.. وقل أن تطلع على ديوان من دواوين الشعر لم يذكرهما.. وربما أن البعض من الشعراء لم يروها ولكن لكثرة وصفهما على لسان الشعر أتى ذكرهما.. كما نذكر نحن جبال سويسرا.. أو شلالات (نياجرا).. وعلى قول الشاعر:
عرف العارفون فضلك بالعلم..
وقال الجهَّال بالتقليد
(رامتان) هما سامرتا الشعراء وملهمتاهم بسحر بديع أخاذ.. فهي ذات منظر خرافي الحسن.. وخاصة في أيام الربيع.. حيث تنقلب أرضهما إلى بساط سندس موشى بزخارف بديعة من زهور بيضاء ناصعة وبنفسجية وبرتقالية وحمراء من زهور الأقحوان والخزامى ونبات الربل والبدباس والرمث.. وحين تصدح البلابل في رياض خضراء مزهرة.. وسماء زرقاء صافية.. ومياه متلألأة في خباري رامة والمضابيع فوق رمال ذهبية تخشع باللآليء من المرو وحبات الرمل المغسولة بماء المطر.
طه حسين و(رامتان)
طه حسين عميد الأدب العربي سمَّى دراته بالقاهرة ب(رامتان) تخليداً لذكرهما ولأنه أديب يعرف قيمتهما.. نظراً لأنه يقرأهما في كل كتاب يتحدث عن أديب عربي أو ديوان من دواوين الشعر.. ويمكن أن تكونا أكثر معلم جغرافي.. وأشهر معلم مرّ عليه خلال مطالعاته وسماعه لقصص العرب وأشعارهم في جزيرة العرب منبع العروبة والأصالة ولا تزال (رامتان).. دارة طه حسين باسمها في القاهرة.. ولكن الكثير من أبناء وطننا لا يعرفون شيئاً عن (رامتان)..
حدثت لذلك قصة طريفة: وهي أن وفداً من أدباء المملكة زار عميد الأدب العربي طه حسين.. ومعهم علامة الجزيرة المرحوم حمد الجاسر وذلك في دارته (رامتان).. فسأله أحد أعضاء الوفد الثقافي السعودي: ما معنى (رامْتان) يا دكتور؟!! وسكن الميم (يحسبها معلماً فرنسيا)..؟!
فتعجب الدكتور طه حسين من هذا السؤال.. وقال بدهشة: يا بني رامتان.. عندكم في السعودية وبالأخص في نجد بالقصيم.. وهي مذكورة كثيراً في الشعر العربي..!!.
أشعار في رامة
لقد كلف الشعراء برامة وذكروها كثيراً في أشعارهم.. نظراً لموقفها الفريد ومرعاها المتميز ووجودها على طريق (الحاج البصري).. وهذا في عهد الدولة الأموية والعباسية.. وإلا فإن شهرتها كانت قبل ذلك بكثير..
قال جرير:
بان الخليط فعينه لا تهجع
والقلب من حذر الفراق ملوّع
ود العواذل يوم (رامة) أنهم
قطعو الحبال وليتها لا تقطع
وقال أيضاً:
حي الغداة (برامة) الأطلالا
رسماً تحَّمل أهله فأجالا
وقال بشر بن أبي خازم الأسدي:
عفا رسم (برامة) فالتلاع
فكثبان الحفير إلى القاع
قال الشيخ محمد العبودي في معجم بلاد القصيم: (قرن ذكر رامة بذكر التلاع وكثبان الحفير أما التلاع فهي في شرقي البدائع ومنها محلة فيها تدعي (أم تلعة) وأما الحفير فهو ماء اسمه (الحفيِّرة) ويقع جنوب غرب عنيزة.
وقال الحطيئة:
تعذّر بعد (رامة) من سليمي
أجارع بعد رامة فالهجول
وقال أبو داوود الإيادي من أقدم شعراء الجاهلية:
من ديار كأنهن وشوم
لسليمي برامة لا تريم
وقال زهير بن أبي سلمى
لمن طلل برامة لا يريم
عفا وخلاله عهد قديم
وقال الفرزدق:
أعيناني على زفرات قلب
يحن برامتين إلى النوَّار
رامة.. ونداء للهيئة العليا للسياحة
قال الشيخ محمد العبودي: (ومن الأمثال القديمة الشائعة «تسأني برامتين سلجماً»).
والسلجم هو (اللِّفت).. يضرب لطالب حاجة عسرة.
ذكروا أنه أصله أن رجلاً مرضت زوجته وهما برامة في طريق الحج فاشتهت سلجماً فقال:
تسألني برامتين سلجماً!!
إنك لو سألت شيئاً أمماً
جاء به الكرى أو تجشما وذلك لأنه لا يوجد برامة في ذلك الوقت سلجم فلا زراعة موجودة غير الصحارى ولكن أهل رامة معاندة لقائل الأبيات أوجدوا فيها سلجماً كثيراً).
وفي وقتنا الحاضر زادت معاندتهم لقائل هذا البيت بشكل غير طبيعي.. فقد دمرت رامة عن آخرها.. واختفت معالمها.. وزرعت عن آخرها قمحاً وبرسيماً..!
وأحاطت بها العقوم الترابية والأسلاك الشائكة من كل جانب ورميت فيها مخلفات البناء والأحجار.. ونقلت منها الرمال بشكل يبعث على الأسى على ضياع هذا المعلم التاريخي الذي لا نعلم معلماً تاريخياً رملياً إلا تغير اسمه القديم عن اسمه الحالي ما عدا (رامتان).. فقد تغيرت أسماء الجبال أما رامة فلم تتغير.. ومع ذلك دمرت بالقوة.. وهنا أناشد وزارة المعارف والهيئة العليا للسياحة بالحفاظ على هذا الأثر.
منزل الحج البصري في رامة
طريق الحج البصري طريق قديم للقوافل أنشىء عبر كثبان وصحاري الجزيرة العربية في عهد الدولة العباسية وذلك لهداية الحجاج وعدم ضياعهم في هذه الصحاري والكثبان.. وتوجد عليه (أميال) أو أعلام.. وأنشىء في عهد خلفاء بني العباس عليه محطات استراحة للحجاج تسمى (منازل) وبيتها محطات أصغر تسمي (متعشيات).. (ومنزل رامة) يعتبر من أشهر منازل طريق الحاج هذا يحتوي على (آبار) مطوية في الصخور وترى الآن على شكل (دوائر) تظهر أنها آثار (دفان) لهذه الأبر.. وحفر أحدها فوجد مطوياً في الصخور الصلبة.
قال الحربي: ومن القريتين إلى رامة: أربعة وعشرون ميلاً.. وبرامة آبار كثيرة وفي رامته شعر كثير لا يحصى، وعلى ذكر رامة فإنه حسبما رواه الجاحظ كان في رامة بئر فيه هواء يمنع الأشياء الخفيفة من الوصول إلى قعرها. قال: حدثني رجل من بني هاشم قال: كنت برامة من طريق مكة، فرميت ببئرها ببعرة فرجعت إليَّ ثم أعدتها فرجعت فرميت بحصاة فسمعت لها حفيفاً وحريقاً شديداً وشبيها بالجولان إلى أن بلغت قرارة الماء. وهذا يدل على عمق آبار رامة قديماً ووفرة مياهها حيث تقع على حافة الدرع العربي. وربما يكون بمنزل رامة هذا (بركة) لجمع مياه الأمطار وقد طمرتها الرمال حيث تقع في (ملتقى تلاع) وأدعو إلى اكتشافها.
كما توجد حول هذه الآبار وخاصة في الشرق.. أكوام من الحجارة التي تظهر كأساسات لمباني كبيرة وضخمة وقد دققت النظر فيها فوجدت كسر أواني فخارية من السائدة في العهد العباسي.. وهذا المنزل الأثري ترك للعبث به، فرميت الجيف في هذا البئر المحفور من الآبار المطمورة وعبث بالأحجار وأساسات المباني وأنني أنادي من هاهنا بالحفاظ على هذا الأثر الإسلامي (منزل رامة) قبل أن تدمره الآلات الزراعية.
وضمن كتاب (الاستيطان والآثار الإسلامية في منطقة القصيم) لمؤلفه الأستاذ عبدالعزيز بن جارالله بن إبراهيم الجارالله وهو مؤلف قيم ونادر من نوعه لهذا الباحث الآثاري قال في وصف موقع رامة الأثري: (يحتل الموقع الأثري الحالي المنحدر الغربي للهضبة وجزءاً من السهل الممتد إلى الغرب وتطل الهضبة على فرع وادي (رامة) ويغطي الموقع دائرة نصف قطرها حوالي 500م وبحكم مرور فرع الوادي بمنتصف الموقع فإنه يرتبط به ويجزئ الموقع إلى جزءين شرقي وغربي، فالجزء الشرقي يضم القصر والنقوش القديمة والآبار المتجاورة وهي على حافة الهضبة الغربية. أما الجزء الغربي فيضم الآبار المنفردة، والآبار الملحقة بها أحواض، وبقايا الأفران الصغيرة التي استخدمت أما لصنع الفخار أو طبع الجص الذي استعمل في البناء).
وهناك المنشآت المعمارية السكنية تتوزع بين الأجزاء الشرقية والغربية. أما المعثورات خاصة الكسر الفخارية فإنها تنتشر على سطح الموقع في مواقع متفرقة ولكنها تشاهد قرب القصر من جهته الجنوبية الغربية وأيضاً قرب الأفران، اضافة إلى كتابة إسلامية عثر عليها بجانب إحدى المنشآت السكنية وهي مكتوبة على صخرة فقدت معظم أجزائها).
وعن (قصر رامة) يقول الأستاذ الجارالله: (يقع القصر في الحافة الغربية من الهضبة ويقوم على أرض صخرية صلبة، ولقد تهدمت معظم أجزائه العلوية ولم يتبق إلا أساساته موضحة بذلك تخطيطه وهو مستطيل الشكل طوله 39م وعرضه 30م ويحيط به اثنا عشر برجاً سمك جدارها يبلغ متراً تقريباً. أربعة منها رئيسية وتقوم في الأركان الأربعة للقصر، أما الثمانية الأخرى فهي موزعة بواقع برجين لكل ضلع تقومان في منتصفه، والإبراج بشكل عام نصف إسطوانية، ويبلغ قطر الأبراج الركنية 5 ،3م، أما الأبراج الأخرى فيبلغ قطرها 5 ،2م أما البوابة والأسوار، فإن البوابة الرئيسة تقع في الضلع الغربي وقد اختفت معالمها ولم تكن واضحة وذلك لتساقط الأسوار وتراكم الحجارة في منتصف هذا الضلع بين برجين أوسطين).
أما عن الوحدات المعمارية لقصر رامة فيقول: (ومن خلال أساسات القصر ووضعه الراهن فإنه يتبين لنا أن مخطط القصر ينقسم إلى ثلاث وحدات معمارية جنوبية وشرفية وشمالية وتتوسطها ساحة.. وتتكون الوحدة الشرفية من 6 غرف.. والوحدة الشرفية من 7 غرف.. وتماثل الوحدة الشمالية الوحدتين الجنوبية والشرقية).
أما عن آبار رامة فيقول (الآبار والأحواض: تقع هذه المنشآت في الجهة الغربية من موقع رامة وهي عبارة عن آبار منفردة وآبار ملحقة بها أحواض تربط بينها قنوات سطحية صغيرة ومكشوفة.
والآبار هي آبار منفردة وغير ملحقة بها أحواض ومحفورة في طبقة ترسوبية خليط بين الرمل والجير قوية التماسك..
أما الآبار والأحواض فهي تقع في الجزء الشمالي الغربي من الموقع وهي مدفونة في الرمال، ولكن يمكن مشاهدة بعض ملامحها وأجزائها العلوية وهي تأخذ شكل المحاور، بحيث يمتد المحور من الشرق إلى الغرب مشكلاً ثلاثة خطوط وتتعاقب الآبار والأحواض فيما بينها بحيث ترتبط بالبئر عبر قناة سطحية مكشوفة ويمكن أن يغذي الحوض الواحد بئرين.
أما الآبار المتجاورة: فهي عبارة عن آبار متجاوزة على شكل شريط ممتد من الشرق إلى الغرب وبطول حوالي 100م، وتقع في منحدر الهضبة في الركن الجنوبي الغربي من القصر وتبعد عنه حوالي 47م وينحدر مستوى الآبار حتى نهاية سفح الهضبة.. والآبار المتجاورة مدفونة بالتراب والرديم ومن خلال إجزائها العلوية فهي آبار محفورة في الصخر).
وأؤيد الأستاذ الجارالله في دعوته إلى استكشاف موقع رامة واجراء حفريات للكشف عن القنوات والبرك والمعثورات الآثارية ومنع التعدي عليه من قبل المزارع.. ومنع القاء النفايات فيه.
الشقيقة
وحول رامتان تنتشر العديد من مرابع العرب الجميلة بكثبانها الذهبية واللؤلؤية حيث إن «رامتان» وما حولها هو من أجمل مسارح العرب القديمة وأكثرها ذكراً في الشعر العربي.. فقد قال أحد الشعراء المحدثين:
وتهيج أشواقي وتبعث صبوتي
أطلال رامة والنَّقا والأبرق..!!
ورامة ذكرناها فيما سبق أما «النقا والأبرق» فهي قريبة من رامة إلى الشرق منها تقريباً ويمر بها طريق «البدائع - الخرماء» حيث إن (النقا) المقصود به أنقية الرمال أو جبل من الرمال ذو حدود كالأسياف وينطبق ذلك على «النعايم» الواقعة إلى الشرق من رامة.. أما الأبرق فهو يقع جنوب البدائع بحوالي 10كم ويوجد به مركز تابع لمحافظة البدائع.. ومن أشهر المراعي والمرابع التي يطيب فيها الجو «الشقيقة».. وتقع جنوب غرب عنيزة وغرب المذنب وجنوب البدائع.. وما أطيب الربيع فيها. حيث الصحارى ذات التلاع المكسوة خضرة والرياض الفواحة بالياسمين والخزامى وقطعان الماشية.. وسط نبات «الربل».
يقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي في معجم بلاد القصيم: «الشقيقة» باسكان الشين المشددة فقاف أولى مفتوحة فياء ساكنة فقاف ثانية مفتوحة منها أخرى على صيغة تصغير الشقيقة.
مجموعة من الكثبان والرمال المنبسطة تقع إلى الجنوب الغربي من مدينة عنيزة، حيث تبتدئ من «غميس عنيزة» وتستمر حتى تتصل بصفراء (عميشا) يحدها من الشمال ماء المغيسلية و«الروضة» الواقعة جنوب البدائع ومن الغرب «النعايم» ثم «الأثلة» ومن الشرق الصفراء المتصلة بصفراء السر الواقعة بينها وبين المذنب ومن الجنوب الغربي قاع «الخرما» و«خريمات»..
وكانت الرمال الجنوبية منها تسمى في القديم «العقار» وهي التي يقول فيها الفرزدق من قصيدة:
أقول لصاحب من التَّعزِّي
وقد نكَّبن أكثبة العقار
أعياني على زفرات قلب
يحنُّ برامتين إلى النُّوار
وقال جرير:
ويوم بنى جزيمة إذ لحقنا
ضُحىً بين الشقيقة والعقار
وقال جرير:
فدي لسعد بن ضبَّة خالني
إذا أفزَع السَّوام المنُفرَّا
هم قتلوا صبراً شُتيرْ بن خالدٍ
وأبكوا لبُسطام مآتم حُسَّرا
وهم عصبوا يوم الشقيقة رأسه
رقيق النواحي لا رداءَ مجبَّرا
ومن الصحاري ذات المنظر البديع والأجواء الخلابة والمناظر البهيجة التي تحيط بالبدائع «صحراء الغميس» الواقعة إلى الشمال الشرقي من المحافظة عند منخنق وادي الرمة وهي كثبان رملية ممتدة حمراء اللون ذات أسياف بديعة المنظر ويقول الأستاذ الدكتور عبدالله بن ناصر الوليعي في كتابه (بحار الرمال في المملكة العربية السعودية): «يكاد نفود الغميس أن يكون محصوراً بين ثلاثة طرق مزفتة من الشرق يحده طريق (بريدة - عنيزة) ومن الشمال والغرب يحده طريق (بريدة - الشقة - البكيرية - الخبراء) ومن الجنوب طريق (الخبراء - البدائع - عنيزة). وكان الغميس قديماً تكسوه غابات من الغضى والأرطى وأشجار الحمض المختلفة وكان مأوى للسباع.
يقول الشيخ محمد بن ناصر العبودي (الغميس رمال تقع إلى الجنوب والغرب من عنيزة ويسمى هذا «غميس عنيزة» وهو موضع جيد النبات في الربيع ينبت أنواعاً من نباتات الرعي الجيدة كالربلة.. ويصح القول بأنه مكان واحد يشقه وادي الرمة، أما أصل التسمية فإنها من الاختفاء فيه:ومن الأشعار العربية القديمة في الغميس:
قول أبي زبيد يصف أسداً:
رأي بالمستوى سفراً وعيراً
أُصيلالاً، وجُنَّته الغميس
ومن الأشعار العامية الحديثة:
قال أحد شعراء العامية:
سَبْلا كِسَبْنا والجهام
لعيون جِرْبٍ (بالغميس)
نستعرض بدايات التعليم في البدائع حتى وصل إلى ما هو عليه الآن من تطور
تعليم الكتاتيب
شهدت البدائع مرحلتين مهمتين من مراحل التعليم المرحلة الاولى هي مرحلة تعليم الكتاتيب ويقصد بها المراحل المبتكرة للتعليم بالبدائع قبل التعليم النظامي وكان يقوم عليه عدد من الفضلاء والاخيار من المشايخ المتبحرين في علوم الدين وطلبة العلم الذين درسوا على أيدي من كان قبلهم من مشايخ نجد، وكان هذا التعليم يؤدي في المساجد أو الزوايا المخصصة له، ورغم مشاغل الحياة اليومية.. فإن التعليم كان بسيطاً جداً حيث يجلس الطلبة على فراش ويدرسهم معلم «الكتاتيب» الحروف على لوح أمامهم.. ولم تكن الكراسي تعرف في ذلك الوقت.. ولم يكن هناك امتحانات.. وحفلة التخرج هي «زفة» لمن حفظ جزء عم.
ومن اشهر المشايخ الذين تولوا التعليم في الحلق:
1- الشيخ محمد بن علي الوهيبي «المعروف بالخنيني»:
هذا الشيخ من اشهر معلمي ومشايخ البدائع الذين تعلم على يديهم الكثير من ابناء هذا البلد وكان يعقد حلق التعليم في «حي الوسطى» قال في ترجمة الشيخ محمد بن عثمان القاضي في روضة الناظرين «حفظ القرآن وهو صغير، وفقد بصره في الرابعة من عمره، قرأ على عمه محمد الناصر الوهيبي كما قرأ على الشيخ/ عبدالله البليهد، كما قرأ على علماء بريدة، ورجع إلى البدائع عام 1350هـ وعين اماماً لجامع الوسطى، ومعلما فيه وظل فيه طوال 40 عاماً، من ابرز تلاميذه:
الشيخ سليمان بن عبيد، من أبرز تلاميذه:
الشيخ سليمان بن عبيد، والشيخ محمد الصالح السحيباني، والشيخ محمد بن مسبح، والشيخ إبراهيم الزغيبي، والشيخ عبدالرحمن القاضي، وقد توفي هذا العلم في يوم الخميس الموافق 12 من جمادى الاولى من عام 1390هـ رحمه الله رحمة واسعة.
2- الشيخ سليمان بن عبيد:
هو الشيخ سليمان بن عبيد السلمي «الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي سابقاً» وقد ولد في البدائع عام 1327هـ ودرس على مشايخ البدائع والقصيم ثم سافر إلى الرياض وتعلم على يد الشيخ/ محمد بن إبراهيم وأخيه عبداللطيف وقد تولى عدداً من المناصب القضائية: في الزلفي والمجمعة والظهران وعنيزة والرياض، ثم رئيساً لمحكمة مكة المكرمة، ثم عين رئيساً عاماً لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي.. وتوفي رحمه الله عام 1414هـ رحمه الله.
3- الشيخ علي بن صالح السحيباني:
وقد ولد في البدائع عام 1338هـ وتعلم فيها ودرس على علمائها ومنهم الشيخ عبدالرحمن بن علي الرشيد في البدائع العليا، ثم درس في الرياض على الشيخ محمد بن إبراهيم وغيره من علماء الرياض ودرس في كلية الشريعة بالرياض وتخرج منها عام 1378هـ وبعد تخرجه عين قاضياً بحفر الباطن ثم رئيساً لمحاكمها حتى عام 1411هـ وتوفي رحمه الله عام 1415هـ رحمه الله رحمة واسعة.
4- الشيخ سليمان بن عبدالله العمرو:
وقد ولد في البدائع «حي العليا» عام 1358هـ ودرس فيها الابتدائية وتعلم على بعض علماء ومشايخ البدائع، ثم الحق بمعهد عنيزة العلمي وتخرج منه عام 1379هـ ثم ألتحق بكلية الشريعة بالرياض وتخرج فيها عام 1384هـ وبعد تخرجه عين قاضياً في مكة المكرمة ثم اصبح فيها بعد رئيساً لمحاكمها حتى عام 1419هـ حتى عين في هيئة التمييز بالغربية.
5- الشيخ عبدالرحمن بن محمد السحيباني
ولد في البدائع عام 1388هـ وفيها تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي ثم التحق بكلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم عام 1407هـ وتخرج منها في عام 1411هـ عين بعدها ملازماً قاضياً في المحكمة الكبرى بالرياض وفي عام 1413هـ عين قاضياً في المحكمة المستعجلة بالجوف.
وقد رأس - رحمه الله - جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالجوف.. وجمعية بناء المساجد بمنطقة الجوف حيث اشرف على بناء ما يزيد على 40 مسجداً من بيوت الله.. وقد قتل رحمه الله غدراً، يوم الجمعة الموافق 6/7/1423هـ.
ونقل رحمه الله مصاباً إلى المستشفى العسكري بالرياض حتى وافاه الاجل في يوم الثلاثاء الموافق 10/7/1423هـ.
وقد رثاه الاستاذ الشاعر خالد بن علي الدويغري «أحد شعراء البدائع» بمرثية منها:
ماذا دهاك بحق قل لي ما الخبر
قل لي فديتك ما للدمع ينهمر
قل لي بربك ما للأرض شاحبة
ما للقلوب من الاحزان تنفطر
قل لي فما للكرى قد سار مرتحلاً
ما عاد يحلو لنا نوم ولاسهر
اطبِّق الجفن علّ النوم يأتيني
من أين يأتي لذيذ النوم يابشر
مالي وللشعر أهواه ويهجرني
بحور شعري بها الآلام تعتصر
مالي أقلِّب في جمر يحرِّقني
ولوعة البين في الاضلاع تستعر..
ومن علماء ومشايخ البدائع أيضاً الشيخ محمد الصالح السحيباني وقد ولد في البدائع عام 1325هـ وتوفي رحمه الله في 20 رمضان عام 1400هـ وقد تولى قضاء البدائع منذ عام 1376هـ إلى أن توفي رحمه الله.
ومنهم أيضاً الشيخ عبدالكريم بن عبدالله السديس الذي ولد في رياض الخبراء عام 1342هـ وتولى رئاسة محاكم منطقة تبوك حتى توفي رحمه الله.
ومنهم أيضاً الشيخ/ عبدالله بن محمد العبيد «رئيس محاكم الباحة سابقاً» وقد ولد في البدائع عام 1355هـ ودرس على راشد الشبرمي وعبدالله العلي الهويريني، وسافر إلى الرياض ودرس على علمائها ومنهم الشيخ ابن باز، وفي عام 1382هـ عين قاضياً في محكمة الرياض لمدة 12 عاماً ثم انتقل إلى عرعر لمدة 6 سنوات قاضياً في محكمتها حتى عين رئيساً لمحاكم الباحة ثم اخيراً قاضي تمييز في مكة المكرمة.
وقد اشتهر أيضاً من قضاة البدائع الشيخ محمد بن صالح السحيباني قاضي محكمة البدائع حالياً وامام وخطيب الملك عبدالعزيز.
وفي مرحلة تعليم الكتاتيب كان هناك عدد من المعلمين فقد برز منهم راشد الشبرمي في أم تلعة، وعبدالرحمن بن رشيد في العليا، ومحمد بن علي الوهيبي «الخنيني» في الوسط كما كان هناك آخرون غيرهم مثل صالح البراك، حسين الفديغمي صالح العلي السلامة، سليمان بن عبدالله السحيباني، عبدالله العلي الهويريني، عبدالله العلي السلامة، عبدالعزيز العلي السحيباني، علي السليمان العمرو، محمد بن رميح، منصور رشيد جمعة، وممن عاصروا التعليم في مرحلته الاولى قبل التعليم النظامي وبعده المربي الشيخ عبدالله بن محمد السحيباني - رحمه الله -، الذي درس في حلقات الكتاتيب ودرس فيها حتى افتتح معهد اعداد المعلمين الابتدائي بالوسطى عام 1378هـ واستمر مدة خمس سنوات وحتى تحول إلى متوسطة عام 1382هـ وعمل المربي الاستاذ عبدالله السحباني مديراً لمتوسطة البدائع حتى افتتح معها فصل ثانوي في عام 1403هـ وعمل مديراً للمتوسطة والثانوية معاً.. وكان له دور في تخريج اجيال من ابناء البدائع، وكذلك المربي الجليل الاستاذ/ عبدالله بن عبدالرحمن الوهيبي مدير المعهد العلمي سابقاً.
2- مرحلة التعليم النظامي
بدأت مرحلة التعليم النظامي في البدائع في عام 1369هـ حيث تم افتتاح مدرسة العزيزية الابتدائية «في العليا وهي المسماة حالياً مدرسة عثمان بن عفان الابتدائية بالبدائع ثم افتتح بعدها بأشهر المدرسة السعودية بالوسطى ثم المدرسة الفيصلية «عمار بن ياسر» بأم تلعة.. وكان هذا العام قد شهد قفزة في افتتاح المدارس في مختلف مناطق القصيم وكانت البداية، كما ذكرنا بالمدرسة «العزيزية» مدرسة عثمان بن عفان حالياً.. وأول من اسسها وتقلد ادارتها الشيخ صالح السلامة الذي طلب النقل إليها من إدارة مدرسة الرحمانية بمكة المكرمة، ومن ابرز التلاميذ الذين تعلموا في هذه المدرسة الاستاذ حمد بن عبدالله الصغير رئيس بلدية الأحساء سابقاً.. والشيخ سليمان بن عبدالله العمر ورئيس محاكم مكة المكرمة سابقاً.. والدكتور عبدالرحمن بن محمد السحيباني- الامين العام المساعد لجامعة الدول العربية، وفي كتاب «صالح العمري لمؤلفه الدكتور عمر بن صالح العمري وكان الشيخ صالح العمري هو معتمد المعارف في القصيم حديث عن افتتاح كل من مدرسة البدائع العليا- «العزيزية» ومدرسة البدائع الوسطى «السعودية» ومدرسة أم تلعة.
ويقول عن مدرسة البدائع الوسطى «العزيزية»
«كان افتتاحها في عام 1369هـ ويذكر الشيخ صالح العمري أن البلدية كانت تسمى «منزلة عبيد».. وقد كان يوم افتتاح المدرسة مشهوداً حيث فوجي الاهالي بفتحها دون سابق علم منهم.. ولما حضرنا وعلموا بأننا سنفتح المدرسة احاطوا بنا مرحبين، وكان على رأس أولئك المستقبلين والمرحبين أحد وجهاء البلدة صالح العلي السلامة، وقد دعانا لمنزله وسألناه عن مكان متوسط من البلد يصلح مقراً للمدرسة فأنزل المدرسة في بيت يملكه.. وأنزلنا أثاث المدرسة واستقر فيه الاساتذة حتى حصلوا على منزل مناسب، وقد فرح الاهالي وابناؤهم بذلك فرحاً عظيماً ولعل بعض اولئك الذين حضروا في ذلك اليوم من الطلاب قد تسنموا مناصب كبيرة في الدولة».
أما أول مدير للمدرسة فكان الاستاذ عبدالله بن محمد الزعاق وصحبه للتدريس الاستاذ عبدالعزيز العبدالله الناصر السيف، وانضم إليهما استاذ آخر من اهل البلدة نفسها هو الاخباري الشيخ حمد العلي المقبل، كما رشح الشيخ صالح العمري مدرسين آخرين للتدريس في المدرسة وهم كل من الاستاذ عبدالعزيز العبدالرحمن الراجحي، الذي تولى فيما بعد إدارة مستودعات الكتب بدار الافتاء، وشقيقه الشيخ عبدالله العبدالرحمن الراجحي والاستاذ عبدالعزيز العبيد.
أما عن مدرسة أم تلعة «عمار بن ياسر» فقد رشح الشيخ صالح العمري الشيخ حمد الإبراهيم القاضي لإدارة هذه المدرسة عند افتتاحها، كما رشح ابنه الاستاذ عبدالرحمن الحمد القاضي الذي تولى إدارة التعليم في الرياض فيما بعد مدرساً في المدرسة.
وقد تولى بعد عام 1369هـ افتتاح المدارس النظامية في البدائع حيث افتتحت مدرسة بالعبيلة عام 1374هـ وفي عام 1378هـ افتتح معهد المعلمين الابتدائي بالوسطى، وفي عام 1388هـ افتتح المعهد العلمي للبنين التابع لجامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية كما افتتحت رئاسة تعليم البنات اول مدرسة بالبدائع وهي المدرسة الاولى في حي العليا عام 1384هـ وافتتحت المدرسة الثانية عام 1388هـ وتتابع افتتاح المدارس إلى ان افتتحت ثانوية البدائع عام 1403هـ.
وحتى عام 1422هـ بلغ عدد المدارس بالبدائع «31 مدرسة» وعدد الطلاب «3854 طالباً» وعدد المعلمين «468 معلماً» حيث بلغ عدد المدارس الابتدائية «15 مدرسة» وعدد طلابها 2074 طالب، وعدد المدارس المتوسطة 11 مدرسة وعدد طلابها 1022 طالب.. وعدد المدارس الثانوية «5» مدارس وعدد طلابها 622 طالباً.
وعن بدايات التعليم النظامي في البدائع يقول الدكتور صالح بن علي الهذلول في بحث له عن مراحل نمو وتطور البدائع: «فتحت المدرسة الابتدائية في عام 1369هـ واستخدم بيت الصغير المعروف كمدرسة في بادئ الأمر لعدة شهور حتى تم الانتهاء من عمارة المبنى المذكور وانتقلت اليه المدرسة، وبقيت هناك حتى انتقلت إلى المبنى الذي بنته الوزارة وكان ذلك في النصف الثاني من العام الدراسي 1378هـ وما زالت المدرسة فيه حتى الآن.
وقد استخدم المبنى القديم الذي بنى عام 1369هـ لعدة وظائف اخرى بعد انتقال المدرسة منه اذ قسم إلى قسمين في عام 1379هـ واجر قسمه الشرقي كسكن، بينما استخدم قسمه القبلي كمستوصف، ثم استخدم المبنى بقسميه كمقر للمعهد العلمي عند افتتاحه في شهر رجب عام 1388هـ.
ويقول بالاضافة للمدرسة الابتدائية افتتح في عام 1376هـ معهد لإعداد المعلمين وكان في نفس مبنى المدرسة الابتدائية القديم وفي عام 1378هـ، نقل مع المدرسة إلى مقرها الجديد ثم حول هذا المعهد في عام 1380هـ إلى مدرسة متوسطة واستمرت في المبنى نفسه حتى عام 1385هـ حيث نقلت إلى مبنى مستأجر يقع جنوب مبنى المدرسة الابتدائية، واختتمت مدرسة للبنات في المرحلة الوسطى عام 1385هـ واستؤجرت لها دار إبراهيم المحمد السحيباني واستقرت هناك حتى نقلت إلى المبنى الذي بنته الرئاسة العامة في عام 1397هـ وكانت أول مدرسة ابتدائية للبنات قد فتحت عام 1382هـ في المرحلة العليا، ثم فتحت مدرسة متوسطة للبنات في الوسطى عام 1392هـ.
وفي زماننا الحالي اتسع نطاق التعليم بالبدائع وانتشرت المدارس بها حتى في قراها وافتتح في عام 1421هـ مركز للإشراف التربوي ومن ابرز المعلمين في مرحلة التعليم النظامي: عبدالله بن محمد السحيباني، حمد العيدي، علي بن محمد المنيف، محمد بن عبدالرحمن العريني، عبدالعزيز بن عبدالرحمن السحيباني، عبدالرحمن بن إبراهيم السحيباني، علي بن خلف الدويغري، عبدالله بن عبدالرحمن الوهيبي، صالح الثنيان، عبدالرحمن الثنيان، يوسف النفيسة، عبدالرحمن بن حمد السحيباني.. وغير هؤلاء كثيرين جداً قديماً وحديثاً.
حقول غنَّاء!!
حين ترى البدائع من بعد.. ترى منظراً بديعاً وأخاذاً.. حقول القمح الخضراء والسنابل الذهبية تطرِّز كثبان الرمال الصفراء وضفاف وادي الرمة الخصيب.. حين تطل عليها من الطائرة ترى منظراً بديعاً من النخيل الباسقة وبساتينها الغناء التي تحيط بالبدائع.. تتوَّسد هذه الحقول وادي الرمة مكونة منظراً أخاذاً.. أخضر القسمات.. في الصيف ترى ثمار نخيلها كالجواهر والدرر.. فهذه ثمار صفراء ذهبية.. وهذه حمراء نحاسية وهذه ذات رطب كالجواهر.. ترى قنوات النخل تطرز هذه العسيان الخضراء.. وهذه جداول المياه الرقراقة تجري تحتها لامعة كالفضة..
وتحتها حقول البرسيم اليانعة الخضراء.. أو حقول الذرة تكوِّن لوحات بديعة في «البدائع» بلد الإبداع والمناظر الخلابة.. وفي بعض هذه «القصور» نرى المنازل الطينية الحمراء ذات القلاع والنوافذ القديمة.. تتداخل عروق الطين مع جرد وقنوات النخل الأخضر.. لتكون لوحة سريالية بديعة على ضفاف وادي الرمة ألف «بناة البدائع» ملاحم زراعية لا نزال نرى آثارها.. وما تزال تمتد على صفحة الزمن وعلى أكف هذا الوادي الخصيب وعلى جنباته بنى أهالي البدائع ملاحم من الاقتصاد الزراعي الذي كونت به سلة غذاء للقصيم ولغيره من مناطق المملكة الأخرى «لا تزال آثار «السواني» ومساراتها واضحة في بعض المزارع.. تحكي قصص الكفاح والبناء.. على ضفة وادي الرمة الجنوبية تنتشر مزارع البدائع القديمة بنخيلها الباسق الممشوط القوام.. جذوع النخل تشرب من مياه الوادي العذبة حيث يجري واديها.. وعلى الجانب الآخر.. هناك «العبلة» بتربتها الخصبة تمتد حتى «الأبراق» و«رامتان» حيث عبق التاريخ يعانق عبق المزارع.. وخضرة الحقول الغناء.
الزراعة قديماً
كانت الزراعة في البدائع قبل عشرات السنين تعتمد على اخراج المياه من الآبار بواسطة «السواني» وهي مجموعة من الإبل تقوم بسحب المياه بواسطة «الغروب» وهي حاويات من الجلد لتصب في «اللِّزا» وهي بركة مجاورة للبئر التي يتم حفرها يدوياً بواسطة المعاول.. وبعد ظهور «الديناميت» كانت هذه الآبار الصخرية يتم تفجيرها حتى الوصول للمياه.. ورغم بدائية استخراج المياه لسقي النخيل وحقول القمح والأعلاف والخضروات.. وقل أن تخلو مزرعة من المزارع القديمة بالبدائع من وجود «منحدر» للإسراع في حركة الإبل أثناء سحبها للمياه من الآبار «القلبان» كما أن حرث الأرض كان بواسطة المحراث الذي تجره الحيوانات مثل «البقر» حيث ان حركة البقر تولِّد حركة ميكانيكية للتغلب على انغراس المحراث في الأرض ومع الضغط على المحراث يتم حرث الأرض وكانت هذه «البقرة» تستخدم بدلاً من الحراثات الحديثة.
أما حصاد القمح فقد كان يتم يدوياً.. ويتم تجميع سنابل القمح بعد أن يجف ويأتي موسم الصيف في مجموعات تسمى «كُدوس» وهذه «المجموعات» يتم نقلها إلى «قاع وادي الرمة» حيث الأرض صلبة ويتم وصفها ونثرها على شكل دائرة في «البيدر» أو «الجرين» ويتم هرسها بواسطة الإبل وباخفافها الواسعة يتم فصل الحب المتلبس بقشور السنابل إلى حب أحمر مختلط بأعواد «التبن».. يتم بعد ذلك «حبُّها» في الهواء الطلق لتتطاير الأعواد الخفيفة مع الهواء وتبقى الحبوب الحمراء.. والمرحلة الأخيرة هي غربلة كل هذه الحبوب لفصل الشوائب ومنها من لم يتم فصل حبوبها عن القشور.. وبعض الأعواد وغيرها.. ثم يتم تعبئة القمح في أكياس.
الزراعة حديثاً..
مجتمع البدائع مجتمع زراعي.. وقد صبغت الزراعة مجتمع البدائع فمعظم سكان البدائع هم في الأصل مزارعون.. وقد نشأت البدائع في الأصل من مجموعة من المزارع والمستوطنات وقد تحدثنا عن أوائل المزارع التي أنشئت في البدائع مثل «العميرية» و«الحميدية» و«البدائع» وغيرها من المزارع الكثيرة.. وقد اكتسبت البدائع شهرة كبيرة في الزراعة وفي جودة محاصيلها الزراعية ويعود ذلك لعدة أسباب فيها:
- وقوعها على وادي الرمة الخصيب حيث ان تربته الغرينية تعتبر من أجود أنواع التربة ويبلغ أقصى امتداد لوادي الرمة بجانب البدائع شمالاً، وسوف نتحدث عن هذا الوادي لاحقاً.
- عذوبة مياهها ووفرتها حيث ان جريان وادي الرمة يزيد من منسوب المياه الواقعة إلى الجنوب من البدائع في العيلة وعلى المزارع القديمة التي تقع على ضفاف الوادي.
- اهتمام الأهالي بالزراعة واتقانهم لها حيث انهم مزارعون منذ القدم وتوارثوا هذه المهمة أباً عن جد..
وفي البدائع تنتشر حالياً المزارع ذات المساحات الشاسعة والتي غطت مساحات كبيرة من وادي الرمة ومن «العبلة» وصياهد جنوب البدائع وانتشرت فيها المشاريع الزراعية الكبيرة على مستوى المملكة مثل مزارع تمور المملكة الضخمة جنوب البدائع قرب «رامتان» ومشاريع البيوت المحمية حيث ان في البدائع مصنعاً كبيراً لهذه البيوت.
وقد سهل من عمليات السقي والزراعة استخدام رشاشات الري المحوري التي تغطي مساحات كبيرة دون إهدار الجهود في تسوية الأرض وشق الترع الزراعية فيها «القناطر» حيث ان الري بهذه الرشاشات يعتمد على الرش من أعلى مهما كان سطح الأرض غير مستو فإن عجلات الرشاش المحوري تصعد عبرها من الكثبان الرملية بواسطة الدفع وضخ المياه عبر قنوات الرشاش..
زراعة النخيل
تعتبر البدائع من أكثر البلدان شهرة في زراعة النخيل ويعتبر ثمر نخيلها من ألذ وأجود أنواع التمور.. حيث ان البدائع محاطة تقريباً ببساتين غنَّاء من النخل متعدد الأصناف ومن أشهر تمورها السكري اللذيذ المذاق وهناك عشرات المزارع التي تنتج هذا النوع المتميز من التمور التي يتم جنيها وبيعها رطباً.. والكمية الكبيرة منه تخزَّن في الثلاجات لحفظها باردة واستهلاكها في أشهر الشتاء.. وجزء منها «يكنز» بطرق عديدة لحفظها من التلف.. ومن التمور الشهيرة بالبدائع أيضاً «الشقراء» وكانت مشهورة قبل ازدياد انتاج السكري وتؤكل رطباً وتتميز بلذة مذاقها وبرودتها وفي الغالب فإن ثمرها يحفظ بطريقة «الكنز» في «الصوبة» أو «الأكياس» أو «التنك» حيث يصب عليه الدبس ويدك ليتماسك ويترك 3 أو 4 أشهر ليتحول إلى تمر لذيذ المذاق.. ومن النخيل المشهورة، بالبدائع كذلك «البرحي» ويؤكل بسراً وكذلك الروثانة.. وأم الحمام وتؤكل رطباً و «أم كبار» و«الحلوة» و«حميدانة» و«المكتومي»، ويؤكل منصِّفاً أي أن نصفه رطب ونصفه بسر ويسوق انتاج البدائع من التمور في المدن القريبة وفي الرياض.. ويبلغ عدد النخل بالبدائع حوالي المليون نخلة.. وهو عدد كبير بسبب قيام مشاريع زراعة النخل الكبيرة جنوب البدائع.. وشتل فسائل النخيل بطرق حديثة وسريعة.. ويعتني مزارعو البدائع بزراعة النخلة وخدمتها ففي البداية يتم شتلها وغرسها في مواسم الغراس المعروفة.. وتزرع بحفر حفرة لها بعمق مترين ودائرة قطرها مترين ويوضع فيها الطين والرمل والسماد.. ويغرس فيها فسائل النخيل الصغيرة لتثمر خلال 4 أو 5 سنوات من السقي.. ولا بد لسقي النخيل من وجود السواني والقناطر والأحواض فهي تحتاج إلى ماء سائل عبر الأرض.. ونظراً للاهتمام بخدمة النخلة في التلقيح والتشييف والتعديل والسقي ونظراً لخصوبة التربة فقد تميز انتاج التمور بالبدائع..
زراعة القمح
نظراً لوقوع البدائع على ضفاف وادي الرمة فقد اشتهر انتاجها من القمح «البر» شهرة كبيرة نظراً لجودة القمح المزروع على ضفاف وادي الرمة «التربة الأنسب لزراعة القمح» وتشتهر البدائع منذ القدم بزراعة صنف نادر من القمح وهو «المسعِّية» أو «البر» وتشتهر بعض المزارع بزراعته دون غيره وكذلك «اللِّقمي» الذي هو الأنسب للأكلة الشعبية المعروفة ب«الجريش» وهو حبوب القمح المجروشة، إلى نصفها أو ربعها دون أن تكون طحيناً.. وتكاد جميع مزارع البدائع تقوم بزراعة الحبوب وأشهرها القمح.. وتوجد مزارع كبيرة تستخدم رشاشات الري المحوري لزراعة هذا المحصول وترى المساحات على امتداد البصر وقد اشتهرت الزراعة لهذا المحصول في زمن الطفرة حيث التشجيع من الدولة لزراعته وشرائه من المزارعين بأسعار تشجيعية ولا تزال زراعة القمح قائمة بمزارع صغيرة وكبيرة.. كما تزرع في البدائع البقوليات مثل اللوبيا والفاصوليا والجزر والخس والقرع والباذنجان والكوسة والطماطم.. وتسوِّق انتاجها الوفير الذي يفيض عن حاجة البدائع في مدن القصيم الأخرى.
المساحات المزروعة وعدد المزارع
يبلغ عدد المزارع بالبدائع أكثر من «2000» مزرعة تزرع مختلف أنواع المحاصيل وتبلغ المساحة المزروعة أكثر من «36000 هكتار» منها حوالي «4000» هكتار مزروعة بالقمح والباقي مزروع بالخضروات والفواكه والنخيل والأعلاف مثل البرسيم والشعير، ويبلغ الانتاج السنوي للبدائع حوالي «22000 طن تقريباً» وعدد الآبار أكثر من «32000 بئر».
الثروة الحيوانية
في البدائع ثرورة حيوانية كبيرة نتيجة وجود المزارع التي تنتج الأعلاف مثل البرسيم والشعير ونتيجة وجود مزارع القمح حيث تتحول المساحات المزروعة بالقمح إلى مراعي طبيعية للماشية بعد حصاد الزرع، وتشتهر البدائع بتربية الأغنام حيث تزيد ثروتها على «000 ،80 رأس من الغنم» وأكثر من «8000 رأس» من الإبل، كما يمتهن أصحاب المراكز والقوى القريبة من البدائع مثل القيعية والأحمدية والعبدلية والدحلة تربية المواشي حيث المراعي الخصبة جنوب البدائع.
وادي الرمة
لقد كان لوقوع البدائع على ضفاف وادي الرمة دوراً رئيسياً في نهضة البدائع الزراعية فعلى ضفته الجنوبية تنتشر المزارع بشكل كثيف ومتواصل ولا يفصل بين هذه المزارع سوى حواجز من الرمال أو شبك فاصل، وقد ازدحمت المزارع بهذه المساحة نظراً لخصوبة ضفاف وادي الرمة وجودة تربته للزراعة أما في حالة جريانه فإنه يجلب معه «العزين» أو الطمي الذي يزيد الأرض خصوبة.. وفي حالة جريانه الغزير فإنه يزيد بشكل كبير من منسوب المياه الجوفية.. كما سبق أن جرى في شهر شعبان عام 1402هـ.. وقد أصبحت مياهه كالطوفان أو النهر الجارف حيث غطى كل مزارع البدائع تقريباً بل دخل إلى بعض شوارع البلدة القديمة بحي العليا وانقطعت وسائل المواصلات بين البدائع وعنيزة، وبين البدائع والخبراء نتيجة سيلانه بشكل جارف وعدم استيعاب الجسور الموجودة لكمية مياهه المتدفقة وكان سيلانه في ذلك العام بعد أن قام المزارعون بحصاد زروعهم ووضع محاصيلهم من القمح في «قاع وادي الرمة» وذلك بغرض تصفيتها ولما كان جريانه مفاجئاً وفي أشهر الصيف لم يكن جريانه متوقعاً «جرى في شهر يونيو» حيث أتلف معظم محاصيل القمح كما غطى حقول البصل والباذنجان والبرسيم.. ولكنه مع ذلك زاد من خصوبة الأرض بشكل ملفت للنظر وعوض خسائر المزارعين.
كما سبق أن سال في عام 1234هـ ، وعام 1364هـ، وعام 1365هـ وفي عام 1376هـ واستمر أكثر من عشرين يوماً.
ويبلغ وادي الرمة أقصى اتساع له عند التقاء وادي الرمة مع وادي النساء غرب البدائع وقرب الحجناوي تبلغ في هذه المنطقة حوالي 22 كم.. ويبلغ أقل اتساع في شرق البدائع في «الخنقة» وهي في الكبري الواقع عند التقاء طريق البدائع - عنيزة» مع طريق البدائع - البكيرية، حيث يبلغ اتساعه حوالي 3000 متر وكلما ضاق اتساع الوادي أسرع في جريانه بسبب قلة المسطح المائي وتكاثف المياه فيه حيث تحجزه من الشمال كثبان ورمال نفود «الغميس».. وأوجه نداء إلى وزارة المياه.. أو الزراعة إذا كانت السدود من ضمن اختصاصها ببناء سد في هذه المنطقة وذلك لتجميع المياه والاستفادة من المياه الجوفية والمزارع القريبة منه.. وكذلك لزيادة سرعة جريانه باتجاه الشرق.
ويقول الأستاذ تركي الفهيدان في كتابه «أرض القصيم» عن وادي الرمة: يبدأ من مشارف المدينة المنورة ويصب في شط العرب بالعراق قديماً، ولقد تتبعت مجرى الوادي من المنبع «الجبل الأبيض» حتى مصبه في الوقت الحاضر قرب الجعلة فوجدته يبلغ 539 كم، ثم يختفي تحت رمال الثويرات لمسافة 82كم حتى الطراق ثم يظهر باسم الأجردي لمسافة 30 كم تقريباً من الطراق إلى آبار البريكة ثم يختفي تحت رمال الدهناء بطول 25 كم من آبار وادي الباطن لمسافة 420كم تقريباً حتى يصب في شط العرب فيصبح طول المجرى 1096كم تقريباً.
ويقول: «بما أن طول المجرى 539 كم وفارق الارتفاع من جبل الأبيض «2093م» حتى قرب الجعلة «560م» هـ 1533م إذن معدل الانحدار= 84 ،2 لكل كيلو متر تقريباً.
وهذا الانحدار يقل كلما اتجه الوادي شرقاً ويبلغ ارتفاع الوادي عن سطح البحر شمال البدائع حوالي «620م» تقريباً.
وقد قام الباحث الأستاذ القهيدان بزيارة إلى المنطقة الواقعة في شمال البدائع قرب جسر «البدائع - الخبراء» ويقول في كتابه «على بعد حوالي 2 كم شمال البدائع قمنا بزيارة ميدانية لهذه المنطقة وهي مشابهة لمنطقة النبهانية فالمجرى هجرته المياه منذ وقت طويل بسبب حالة الجفاف في المناخ ولقلة المياه سادت عوامل الجفاف ونشطت الرياح وحملت بعض الرواسب وأرسبتها بهذه المنطقة.. وتنتشر في هذه المنطقة مجموعة من الكدوات أو النبكات نتيجة اصطدام الرياح ببعض النباتات في هذه المنطقة».
ويبلغ طول جسر «البدائع - الخبراء» حوالي 950م أي حوالي كيلومتر وهو أطول جسر على وادي الرمة على الاطلاق وذلك نتيجة اتساع مجرى الوادي في هذه المنطقة.. ولكن ما يعيق جريان الوادي في الأعوام الأخيرة اضافة إلى ما ذكره القهيدان هو وجود حفر عميقة حفرت في مجراه خاصة في المنطقة الواقعة بين البدائع والخبراء وهذه الحفر ناتجة عن تحميل الطين لاستخدامه في البناء والزراعة.. كما يعيق جريان الوادي وضع السواتر الترابية «العقوم» والتي انتشرت بشكل كثيف في المزارع الواقعة على الضفة الشمالية لهذا الوادي وهي كالسدود التي تحجز المياه وخطورتها تكمن في حالة امتلاء ما خلفها بالمياه ومن ثم انفجارها لتحدث سيل العرم..
كما تحدث القهيدان عن «الخنقة» فقال: وهي تقع شرق البدائع في الحدود بين البدائع وعنيزة، وكان يطلق عليها «المخنق» وهي مجرى ضيق من وادي الرمة تحيط بها أرض رملية مرتفعة.
وادى النساء «العاقلي»
يعتبر هذا الوادي هو الحد الغربي لمحافظة البدائع.. وهو أحد فروع وادي الرمة ويوجد عليه جسر قرب الحجناوي «غرب البدائع» وذلك لعبور مياهه عند تقاطعها مع طريق «البدائع، الرس» ويعتبر هذا الوادي من أخصب أراضي البدائع ولكنه يقع على حافة الدرع العربي.. ويسيل هذا الوادي كل عام تقريباً نظراً لقصره وسيلانه من عالية نجد نحو بطن القصيم..
يقول عنه الأستاذ تركي القهيدان «يبدأ سيله من مرتفعات غرب جبل درعان «1045م» ومن المرتفعات الشمالية الغربية لدخنة ثم يتجه نحو الشمال الشرقي حتى يلتقي بمياه شعيب دخنة عند ساهية أم عوشر، ويبدأ شعيب دخنة من مرتفعات جنوب غرب دخنة على بعد نحو 22كم من دخنة - شرق جبل عريفجان - ثم يتجه شمال شرق ماراً بدخنة وعندها تمده من الغرب مياه شعيبي درعة وأبو مروة اللذان يجمعان مياههما من جبال أم ردهة ويمد وادي دخنة شعاب الجبال المحيطة بدخنة مثل غراب «930م» جنوب شرق دخنة، جبال غرب دخنة، جبل خزاز ثم يواصل سيره نحو الشمال الشرقي حتى يرقد وادي النساء عند عاقل وهو مورد ماء في ملتقى وادي النساء بوادي الأرطاوي عند العبل «العبيل» ويسمى حالياً العاقلي، وكان به عدة آبار ترد عليها الماشية.. ثم يواصل وادي النساء سيره شمالاً حتى يتصل بوادي الرمة بين البدائع والحجناوي..
وعاقل المذكورة هي «بطن عاقل» وكان وادي النساء يسمى قديماً «بطن عاقل».. ولجريان المياه في وادي النساء منظر بديع أخاذ.. فعندما يلاحظ أهالي البدائع لمع البوارق في عالية نجد وفوق جبل خزاز تقريباً يوقنون بسيلان وادي النساء.. فيصبِّحهم وادي النساء بجريانه المتدفق ويهرعون لمشاهدة مياهه الرقراقة وهي تملأ مزارعهم وتغطي المزارع الواقعة إلى الغرب من «حي العليا» وهي «الروضة، الوهيبية، أم حزم»، حيث يحده الحزم الواقع إلى الشمال الغربي من «حي العليا».. وقال الأصبهاني: إذا جزت رامة صرت إلى بطن عاقل.. وهو ماء على الطريق لبني ابان بن جرير.
وقال ابن الأثير: كان سفهاء بكر قد غلبوا على عقلائها، وغلبوهم على الأمر وأكل القوي الضعيف، فنظر العقلاء في أمرهم فرأوا أن يملكوا عليهم ملكاً يأخذ للضعيف من القوي.. فنهاهم العرب وعلموا أن هذا لا يستقيم بأن يكون الملك منهم، لأنه يطيعه قوم ويخالفه آخرون، فساروا إلى تبايعة اليمن، وكانوا للعرب بمنزلة الخلفاء للمسلمين وطلبوا منه أن يملِّك عليهم ملكاً، فملك عليهم حجر بن عمرو الكندي «آكل المرار» فقدم عليهم ونزل «ببطن عاقل».. وأغار ببكر فانتزع عامة ما كان بأيدي اللخميين من أرض بكر، وبقي كذلك إلى أن مات فدفن «ببطن عاقل».
وقذ ذكر «عاقل» أو «العاقلي» وهو وادي النساء حالياً ذكراً كثيراً في الشعر العربي..
قال كعب بن زهير يصف حماراً وحشياً بين الأنعمين وعاقل:
كأن جريري بنتحي فيه مسحل
من القمر بين الأنعمين وعاقل
والأنعمين يرجح الشيح محمد ناصر العبودي إنها المسميات حالياً «القشيعبن» إلى الجنوب من الرس.. وهذا دليل على أن عاقل كان يشتهر بوجود الصيد والحمر الوحشية.
وقال جرير:
عجبت لما يغري الهوى يوم منعجٍ
ويوماً بأعلى عاقلٍ كان أعجبا
وقال أعرابي:
لم يبق من نجد هوى غير أنني
تذكرني ريح الجنوب ذُرى الهضبا
وإني أحب الرِّمث من أرض عاقل
وصوت القطامي الطلِّ والمطر الضَّرب
وقد كان «العاقلي» مشهوراً بشجر الطلح - يتضح ذلك من خلال الأشعار التي وردت فيه - ولم يبق فيه الآن طلحتان فقط.. وأنادي بتغيير اسم «وادي النساء» بلوحة على الطريق المار بين الرس والبدائع، «وادي العاقلي» و«القشيعبن» جنوب الرس إلى الأنعمين..
الجانب التاريخي لتولي إمارة المحافظة كما نتعرف على أبرز المراكز التابعة لها والخدمات المقدمة للسكان.
المحافظة
البدائع كانت ضمن منطقة القصيم التي شهدت حروب توحيد البلاد السعودية على يد الملك عبدالعزيز.. كانت منطقة القصيم قبل توحيد البلاد في اضطراب سياسي متتال حيث انها في ملتقى الطرق بين شمال الجزيرة ووسطها.. وقد عرف أهلها بالشجاعة والبسالة في القتال.. كما عرفوا باغترابهم في التجارة.. وقد ساهموا مساهمة فعّالة في حروب تأمين البلاد وتوطيد الأمن.. كانت بلدة البدائع في ذلك الوقت منطقة اجتياز بين مراعي رامة جنوب البدائع ومراعي وادي الرمّة إلى الشمال منها.. وكثيراً ما حصلت مناوشات بين مزارعي البدائع وأهلها وحماتها وبين رعاة الإبل.. كان هذا قبل توحيد المملكة أما بعد التوحيد فقد استتب الأمن ودخلت البدائع ضمن بلدان مقاطعة القصيم، ومن ثم أصبحت إحدى محافظات هذه المنطقة كانت الإمارة وتسيير أمور أهالي المدينة قبل الإمارات النظامية تتم بالتعاون بين الأهالي ومن خلال أحد الوجهاء الذي يتعارف الناس على سعيه في الإصلاح وعلى سداد رأيه في الرجوع إليه والاحتكام إليه وفي تسيير أمور الحياة اليومية.
يقول الأستاذ عبدالله بن محمد العبيد في كتابه «البدائع واحة القصيم الخضراء»، «لقد نشأت البدائع في أواخر العهد السعودي الثاني، وفي سنواتها الأولى لم يكن هناك أمير معين، ولم تكن تابعة لإمارة معينة، فقد نشأت تدريجياً على شكل مزارع متفرقة ومع ازدياد السكان عين كبار أهل البلد أميراً عليهم وهو ناصر الهويريني صاحب مزرعة الهويرينية في حدود عام 1312هـ، ولم يكن له صلاحيات كبيرة كأمير رسمي ولكنه يقوم بحل الخلافات والمنازعات.. وما شابه ذلك، ثم جاء بعد عبدالله الحسن الصغير عام 1315هـ، وكانت مدة إمارته أطول من الهويريني، ثم أتى بعده ابن سلطان «الغنيمي» وهو من عنيزة وقد ملك عدد من مزارع البدائع تصل إلى 15 مزرعة، وجاء بعده ابن مطير ثم راشد محمد الطبيشي، وخلال هذه الفترة كان الأهالي يرجعون إلى الأمير المعين، وقد يرجعون إلى غيرهم من المعروفين برجاحة العقل والمعرفة في الأمور مثل عبيد العبدالله السلمي، وصالح المحمد السحيباني، وهذلول الصالح الهذلول، وعبدالعزيز العريني.
ثم تولى الإمارة بعد اختيار الأهالي مسعود المسعود من عام 1352هـ إلى عام 1377هـ أي مدة 25 سنة. ثم بدأ تعيين أمير رسمي من قبل الحكومة قد ابتدأ من عام 1377هـ حيث عين عبدالعزيز العلي السديس.
وفيما يلي بيان للأمراء والمحافظين الذين تعاقبوا على محافظة البدائع حتى هذا اليوم حسب الشكل المرفق.
القرى والمراكز
العبدلية والدحلة:
تقع إلى الجنوب الشرقي من البدائع وهاتان البلدتان متقاربتان من بعضهما وتتبعان إدارياً للبدائع وتقع العبدلية على ضفاف وادي النساء «العاقلي قديماً» والى الشمال من «رامتان».
مركز علباء:
هذا المركز يبعد عن البدائع حوالي 60 كم جنوباً وهو قريب من النعايم، والشقيقة.
مركز دهيماء:
ويبعد عن البدائع حوالي 80 كم جنوباً وفيه عدد كبير من المزارع، وله واد يسمى «شعيب دهيماء».
مركز الأبرق:
ويبعد عن البدائع حوالي 12 كم وفيه عدد كبير من المزارع والمشاريع الزراعية الكبيرة وفيه يقول أحد الشعراء:
وتهيج أشواقي وتبعث صبوتي
أطلال رامة والنقا و«الأبرق»
وهو يقع إلى الشرق من رامة.
الأحمدية وتقع إلى الجنوب من البدائع بحوالي 18 م وهي قريبة من رامة الشرقية ويقع بالقرب منها على بعد حوالي 3 كم منزل الحاج البصري «منزل رامة».
القبعية: وتقع إلى الجنوب من البدائع بحوالي 6 كم وقد اتصلت حالياً بعران البدائع بعد انتشار مخططات الاستراحات.
المحكمة الشرعية
بعد تأسيس الدولة السعودية أنشئت المحاكم الشرعية لتفصل بين الناس وتحكم بيتهم على أساس من العدل.. وأنشئت في نجد عدد من المحاكم وكتابات العدل.
وكان أهالي البدائع يرجعون في ذلك إلى المحكمة الشرعية في عنيزة.. إلى أن تم تأسيس المحكمة الشرعية عام 1376هـ وعين أول قاض فيها فضيلة الشيخ محمد بن صالح السحيباني حتى تقاعده - رحمه الله - عام 1400هـ، ثم عين فضيلة الشيخ عبدالله بن ابراهيم الغفيلي، ثم فضيلة الشيخ محمد بن صالح السحيباني ولا يزال هو قاضي البدائع حتى يومنا هذا، ومنذ عام 1403هـ عين في المحكمة كاتب عدل وأول كاتب عدل هو الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن السلامة، ثم الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز السلامة حتى هذا اليوم. وتقوم المحكمة بإنهاء قضايا المواطنين في الأعمال الحقوقية والجنائية وغيرها من القضايا.. بينما تقوم المحكمة بالإفراغات والوكالات والترهينات.. وغيرها.
البلدية
أسست بلدية البدائع عام 1393هـ، وتعتبر من أهم الدوائر بالبلد حيث تقوم بتخطيط الأراضي والمخططات وتوزيع المنح من الأراضي.. وأعمال النظافة والسفلتة والرصف والإنارة.. وقد قامت بمشاريع جبّارة في تطوير المحافظة وربطها بطرق مرصوفة ومضاءة، كما قامت بأعمال تشجير متميزة بجهود رئيسها السابق الأستاذ محمد بن عبدالعزيز المحسن، وأول رئيس لبلدية البدائع هو الأستاذ عبدالرحمن بن محمد السحيباني، وجاء بعده عدد من الرؤساء منهم الأستاذ محمد العلي المنيع - رحمه الله - ثم الأستاذ محمد بن عبدالعزيز المحسن، ثم الأستاذ محمد العبدالله الجلعود حاليا وفيه عين عام 1424هـ.
الهاتف «الاتصالات»
أسس الهاتف بالبدائع عام 1381هـ بسنترال يدوي سعة 100 خط وافتتح الهاتف الآلي عام 1400هـ.. وتطور بعد ذلك ليشمل آلاف الخطوط حتى تم افتتاح خدمة النداء الآلي ثم الهاتف الجوال، وقد تم تحويل مسمى هاتف البدائع إلى فرع شركة الاتصالات ويرأس اتصالات البدائع حالياً الأستاذ عبدالله السليمان السحيباني.
البرق والبريد
أسس البريد عام 1380هـ في الوسطى وتم افتتاح مكتب بريد العليا عام 1384هـ، أما البرق فقد أسس عام 1389هـ، ويقوم المكتب بكافة خدمات إرسال الطرود البريدية واستقبالها وتوزيعها على صناديق البريد.
الشرطة والمرور والدفاع المدني
أسس مركز شرطة البدائع عام 1402هـ، وكان قبل ذلك مخفر شرطة كما فتح مركز مرور البدائع عام 1402هـ أما الدفاع المدني فقد افتتح في عام 1403هـ وهو الآن في مبنى حكومي.
نادي الرمّة
أسس نادي الرمّة بالبدائع عام 1385هـ كما أسّس في نفس العام نادي التضامن بالعليا.
وكان اسم نادي الرمّة هو نادي الشباب وتحول اسمه إلى نادي الرمّة عام 1395هـ حيث تم تسجيله رسمياً لدى رعاية الشباب، وقد حقق النادي بطولة القصيم لكرة القدم عام 1401هـ.
هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
أسّس المركز بشكل رسمي عام 1377ه، ومن مهامه الأساسية التنبيه بدخول وقت الصلاة بالنداء في الأسواق وإغلاق المحلات التجارية عند حلول وقت الصلاة، معاقبة المتخلفين عن أداء الصلاة مع الجماعة، معاقبة كل مخل بالشرف والأخلاق والآداب الإسلامية والمجاهرين بالفطر في رمضان ونصح كل مجاهر بالمعصية أو مرتكب لمنكر أو محرم. وأول رئيس للمركز هو الشيخ عبدالله عبدالرحمن السحيباني، ثم ابنه صالح، ثم ابنه محمد، ثم الشيخ عبدالرحمن بن ناصر النويصر.
المساجد ومكتب الأوقاف
افتتح قبل عدة سنوات مكتب للأوقاف يشرف على مساجد البدائع وعلى أئمتها ومؤذنيها وفي البدائع عدد كبير من المساجد وافتتح بها عام 1421هـ جامع الملك عبدالعزيز.
الجمعية الخيرية بالبدائع وجمعية تحفيظ القرآن الكريم
أسست الجمعية الخيرية بالبدائع اعتباراً من 1/7/1400هـ وأول رئيس لها هو الشيخ عبدالرحمن بن حمد السحيباني، ثم الشيخ محمد الناصر العريني ولا يزال رئيساً لهذه الجمعية التي تعتبر من أنشط الجمعيات وأكثرها استثماراً.. حيث إن لها مركزاً تجارياً وسكنياً ضخم في البدائع، كما قامت ببناء المستوصف الخيري الذي يشكل حالياً مبناه مستشفى البدائع العام، كما قامت الجمعية بتأسيس مركز للتشخيص والولادة للنساء وقد صرفت الجمعية ما يزيد على 50 مليون ريال لتشغيل مرافقها وبنائها وتقديم الإعلانات للفقراء والمحتاجين والمعوزين.
كما يوجد في البدائع جمعية لتحفيظ القرآن الكريم ولها مركز استثماري كبير.
فرع المياه
تأسس فرع المياه بالبدائع في 15/1/1407هـ وقد بلغ عدد المشاريع التي قام بتنفيذها أكثر من 20 مشروعاً بمبلغ أكثر من 100 مليون ريال شاملة المشاريع المنفذة وتكاليف التشغيل والصيانة.
فرع الزراعة
تأسس فرع الزراعة بالبدائع في عام 1395هـ، ويقوم هذا الفرع بخدمات مهمة للمزارعين أهمها الإرشاد للمزارعين بالطرق الصحيحة للزراعة وطرق خدمة الأرض وتبيان أحسن أصناف البذور كما يقدم الفرع الندوات الإرشادية.
كما يقوم الفرع بإصدار الشهادات للمزارعين، كما يقوم قسم البيطرة بخدمة مربي الماشية والمحافظة على الثروة الحيوانية، وإصدار رخص حفر الآبار.
فرع شركة الكهرباء
أنشئت الشركة عام 1385هـ وقام هذا الفرع منذ تأسيسه بجهود كبيرة في إيصال التيار الكهربائي لكل أحياء البدائع وصيانة وتشغيل شبكة الكهرباء وقراءة العدادات وإنجاز معاملات وطلبات إيصال التيار الكهربائي للمواطنين ومدير كهرباء البدائع هو الأستاذ محمد الصالح العريني.
مركز الإشراف التربوي
افتتح المركز في 26/11/1421ه ويهدف هذا المركز إلى خدمة العملية التعليمية والتربوية ومساعدة المدارس على القيام برسالتها السامية في تربية وبناء الأجيال، وفي تطوير العملية التعليمية من خلال القيام بجولات على مدارس البدائع والمراكز والقرى التابعة لها، وإرشاد معلمي المدارس إلى أفضل الوسائل التعليمية.. وأول مدير للمركز هو الأستاذ علي الجبر، ثم الأستاذ مطلب النفيسة.
الاسم ///الفترة
عبدالعزيز العلي السديس من عام 1377ه 1391ه
سليمان بن محمد الكثيري من 1/1/1392ه 29/12/1396ه
ناصر بن سعد بن هويدي من 1/1/1397ه 29/12/1397ه
صالح بن محمد الجاسر من 1/1/1398ه 12/4/1399ه
محمد بن عبدالله المقبل من 13/4/1399ه 4/6/1405ه
ابراهيم بن راشد الشبرمي من 1/7/1405ه 30/2/1421ه
عبدالرحمن بن عبدالكريم السديس من 1/3/1421ه ولا يزال على رأس العمل
(المعلومات السابقة من موقع جريدة الجزيرة للكاتب عبدالعزيز السحيباني)
[/ALIGN]