04/01/2004, 01:05 AM
|
| مشرف سابق بمنتدى المجلس العام | | تاريخ التسجيل: 02/12/2001 المكان: حيث الأمل
مشاركات: 5,603
| |
|
من مكنونِ نفسٍ أخرى ..
[ALIGN=CENTER]الاحبـــــــة الزعمـــــاء[/ALIGN]
[ALIGN=JUSTIFY]هاتفني قائلاً : "يا أخي أنا حياتي مليئة بالمشاكل " سكتَ قليلاً محاولاً أن يُخفي تَهَدّج صوته . ثم أردف قائلاً " ابو عبدالله ، أنا من وين ما أطقها عوجا .. زوجتي دوماً تنتقصني و تكيل لي السباب عند اتفه الاسباب "
هذا تقريباً ما قاله لي زميلُ دراسةٍ يشغل الآن مكانةً مرموقة في المجتمع . دار بيننا هذا الحديث قبيل بضعة أشهر . ثم التقيتُ به على المسينجر خلال الاسبوع المنصرم .فاستأذنته أن أنشر ما دار بيننا ولو باقتضاب . فلم يوافق بدايةً لكنه لم يلبث أن أجابني لما أريد . ربما لمنزلتي عنده دور في هذا .. أقول ربما ..
بإختصار ، مشكلته تتمحور في كون زوجته لا تتورع في توجيه أقذع الألفاظِ لهُ عند أي مشكلة معها و مع أبنائها. هذه الزوجةُ أيضاً تهيم به حباً ، بل عشقاً ، حسب وصفه . في وقت الرضا ، لا يمكن أن تجد إمرأة مثلها . لكنها عندما تغضب فحدث و لا حرج . زميلي حاول أن يفعل كل شيء ، هكذا قال ، معها . لكن محاولاته كلها باءت بالفشل . هو له معها عقدٌ من الزمن.شاركته الأفراح و الاتراح. أنجبت منه الأبناء و البنات. فكر في الطلاق أكثر من مرة . بل إن زوجته ، وفي إحدى لحظات غضبها ، طلبت منه أن يطلّقها!!!
عندما هاتفني زميلي، هذه المرة، بدا أنه أكثر إقداماً على الطلاق.
قلت له : ما هو أهم شيءٍ في حياتك ؟
قال : ديني .
قلت ثم أي .
قال : أبنائي.
قلت له : قف هاهنا .. تُرَىا ماهو الوضع المناسب لأبنائك ؟ أن يكون لديهم ابوين يوفرون لهم الدفء العاطفي متى ما احتاجوا ذلك مع وجود مشاكل عابرة تمر مر السحاب ؟ أم أن يبحث هؤلاء الابناء عن الابوين فلا يجدا الا أحدهما ليغمرهم بعطفه . ويفقدان الآخر للابتعاد عن المشاكل.
بلا أدنى تردد ، قال زميلي : بالتأكيد الاول .. هو الوضع المناسب لهم . فزوجتي أمٌ عظيمة و تجديد العناية ببيتها و أبنائها. لكنني لي حقوقٌ بدأت أفقدها ..
قلت : أرجو أن توضح لي ماذا تقصد ؟
قال ، و الانفعال باديٌ على صوته : "يا أخي هي لا تحترمني و لا تقدرني .. و لا تبحث عن المكان المناسب للنقاش.. الذي لا يلبث أن يحتدم فيتحول إلى خصام .."
قلت : و أنت ما هي ردة فعلك ؟
قال: أصبر أحياناً . وأحياناً أخرى أنجرُّ إلى هذا النقاش أمام ناظري أبنائي !!!
قلت: إذاً أنت لك دور فيما يحدث ؟!! و تستطيعُ أن لا تشترك في أي نقاشٍ من هذا القبيل .
فال : "يعني ..وشلون ؟"
قلت : يا أخي أترك المكان الذي أنت فيه مع زوجتك لبعض الوقت حتى تهدأ الامور. ثم أرجع لمناقشة الامور ليس من وجهة نظرك أنت فقط بل متفهماً لنظرتها . و انظر إلى ما سوف تؤول إليه الأمور.
قال : ثم ماذا بعد !؟
قلت : اطلب من زوجتك ، وقبل ذلك من نفسك ، أن تكتبَ ما تريده منك و افعل الشيء نفسَهُ معها. ثم وافقا سوياً على محتويات الورقتين . لا تنس أن تُدَبِّجَ ورقتك بالإيجابيات الكثيرة التي تعرفها عن زوجتك.
قال : ألا تظن أن هذا مدعاةٌ لخصامٍ أكبر وخلافٍ أشدّ !؟
قلت : كلا ، بالعكس سوف يساعدُ كلاً منكما الآخر على التركيز على ما هو مُتَوقعٌ من الآخر. ففي كثيرٍ من الأحيان نتوهم أن الآخرَ يعلمُ ما نتوقّع منه مع أن الواقع خلاف ذلك .
قال : أفعلُ إن شاء الله ...
قبل يومين فقط، قابلته على المسينجر وبدا أكثر سعادةً و صفاء ذهن من ذي قبل. و عندما سألته عن ذلك. أخبرني أن الأمور سارت على ما يرام. و أنه مع زوجته الآن في وفاقٍ تام .
هل فعلتَ ما طلبته منك ؟ سألته .. قال لي : لا !! لم أعد محتاجا لهذا.. فالأمور هادئة الآن فما الجدوى من البحث عن الخلاف. قلت له : لكنك تتوهم هذا .. أنت و زوجتك والعائلة بأكملها على فوهة بركان نشِط قد يثور في أية لحظة.يجدر بك أن لا تتعامى عن المشاكل السابقة فــ "معظم النار من مستصغر الشرر".
لم يبدي اقتناعه برأيي فعرضت عليه أمراً، قد يكون غريباً بعض الشيء، وهو أن أنشرَ هنا الحوار الذي دار بيننا (كما أذكره). فوافق بعد إلحاحي عليه و لكنه اشترط عليّ أن يراجع هو ما كتبتُ قبل أن أنشُرَهُ هنا. فحصل له مرادَهُ ، فعدّلَ في هذا الحوار ما يضمن خصوصيته (أي زميلي) و لا يؤثر في أصل الحوار.
أحبتي .. كان لي من هذا النشر هدفين، الأول: أن نتنبه جميعاً إلى اختلاف الرؤى التي يحملها كل واحدٍ منا. يجب أن نُقِّرّ أنها موجودة و نتعامل معها.
الثاني: أن أسمع آراءكم عن ما جرى بيننا أنا و زميلي .
حسناً .. لا أُنكر أنني أردت أن أختبر مدى قوة علاقتي مع زميلي . و أظنني اجتزت هذا الاختبار بنجاح .. حتى الآن على كل حال............... [/ALIGN] |
الوضع الشجري
