قصيدة حزينة للشاعر الكبير عبدالله السياري ..

ولقد وجدتها ضمن بعض قصاصات أحتفظ بها والتي أخذتها من جريدة الجزيرة وهي قديمة نوعا ما .

يالها من قصيدة رائعة تجعل قارئها يتفاعل معها لدقة تصوير الموقف وسلاسة القافية

إنها لشاعر كتبها بدموعه.. شاعر صاغها من معاناة حقيقية . يقول فيها :


عيني على بندر من أمس مخطوفة ... والنوم نوم مروع خايف ذال

عشرين عام وسبعة أعوام أشوفه ... لا طيب يرجى ولا ميت بال

لو كان ما تخفى على الله ظروفه ... فقد الولد يثر على كل رجال

بحماك يا مرجع ليعقوب شوفه ... يا واحد يحمد على كل الأحوال

والله ما في النفس عقبه حسوفه ... أرخصت له روحي وما حزت من مال

ما مر يوم ألا تحلى وصوفه ... طيفه معي في القلب راحل ونزال

عشرة عمر ما فك كفي كفوفه ... ومن حيث ما سافرت بندر على البال

واليوم لحق النفس عقبه كلوفه ... مصايب لحقت على باقي الحال

النار مثل الريح قلبي تلوفه ... والحلق سده عن حلا الزاد فنجال

مدري حنان العود والا مروفه ... بس العيون أدموعها تسبل اسبال


وهذه رائعة أخرى نشرت قبل أيام وبالرغم بما فيها من خصوصية إلا أن نشرها في جريدتنا الغالية

الجزيرة يجعل من حقنا أن نستمتع بها ونشارك شاعرها أحزانه غفر الله لموتاه وموتى المسلمين

وهي موجهة للشاعر الحميدي الحربي وللتوضيح فبندر وخالد هم أبناءه رحمهم الله

وعبدالله المقصود هو عبدالله السلوم رحمه الله وفيها أيضا اشارة لأبن السلوم عبدالرحمن

ويقول فيها شاعرنا :

علامك يالحميدى يالوفي.. ياصاحبي قفيت ... عقب ما مات عبدالله تركت العود في حاله

أنا ما احسبك تنساني ولو عن حينا شديت ... اعرف الذيب لو يقفي يرد الرأس لعياله

وانا ادري ما تناسيته ولا عن صاحبك سجيت ... ولكن الظروف العوج ما تترك حد داله

تفرقو الحبايب.. وانتحوا عني وأنا ظليت ... أحن لما مضى واشره... حنين العاشق الواله

أنا حزني على خالد معي من حيث ما حليت ... تمر أيام وألا سنين خالد حزنه لحاله

على خالد وعبدالله وبندر بالخفا ونيت ... ونين الشايب المفجوع بعياله ورا ماله

على هاك الثلاثة نزف دمع العين مثل الزيت ... أكفه بس يفضحني نزيف الدمع باهماله

فقدت الصاحب الوافي .. رفيع المنزلة والصيت ... لعله في الجنان الخضر مدهاله .. ومنزاله

أبا أدعي له ولعيالي إلى صليت .. وان حجيت ... وجميع المسلمين يعمهم مولاي بافضاله

مدام أني على الدنيا بضحي له إلى ضحيت ... معي بضحيتي وصيت عبدالله يضحى له

والى منك لقيته "عابد الرحمن" قل صديت ... علامك ما تعايد شايبك لو عبر جواله

يكفي منه ياعمي صباح الخير كيف أمسيت ... لعله لي يجي مثله .. وطيب الرجل من خاله


يالروعتك يالسياري

إنه مدرسة في الشعر .. هذا وأمثاله من يستحق نجومية الشعر .. إنه المبدع الحقيقي وليس من

يصف كلمات مترادفة بدون قافية معينة وتملأ لهم القاعات ليصفقوا لهم ونبتلى بهم ..

إنه الواجهة الحقيقية للشعر الشعبي التي قليلا ما نراها لأنها غطتها الواجهة المزيفة التي أبتلينا بها

في هذا الزمان ولكن عزاءنا أنه لن يبقى في الذاكرة إلا من يستحق البقاء .. أما الزبد فيذهب جفاء ..


معذرة على الإطالة ..وعدم التنسيق وتحياتي للجميع ..