07/12/2003, 02:52 PM
|
زعيــم جديــد | | تاريخ التسجيل: 04/12/2003 المكان: الرياض
مشاركات: 11
| |
الموت وسكراته الموت وسكراته
بسم الله الرحمن الرحيم
اخواني المشرفين اعزائي الاعضاء
ايها الضيوف الكرام
اهدي اليكم هذا الموضوع املاً ان يحوز على رضاكم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد
قال تعالى :
{قَدْْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى {14} وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} {15} الأعلى
أيها المسلمون : هل تذكرنا الاحتضار وآلامه؟ هل تذكرنا الموت وسكراته
الموت؟ تلك الساعة الحاسمة تلك الساعة الفاصلة التي يقف فيها ا
لبشر عاجزين مقهورين أمام الموت الذي يشرب من كأسه جميع الخلق، ا
لعصاة منهم والمطيعون، الطغاة والعاملون، الفقراء والميسورون، الضعفاء و
المتسلطون، الموت الذي لا يهاب شيخا كبيرا، ولا يترك طفلا صغيرا ولا ي
خشى أميرا أو وزيرا، الموت طالب لا يمل الطلب، ولا يبطئ الخطى، ولا ي
خلف الميعاد ولا يعجزه مقيم، ولا يتفلت منه هارب، هو رحى دوارة بين ا
لخلق، وكأس يشربونها، هو هادم اللذات، ومنغص الشهوات، ومفرق ا
لأحبة والجماعات.
هل تذكرنا تلك الساعة التي سيأتينا فيها ملك الموت ومعه ملائكة ا
لرحمة أو ملائكة العذاب فيقف عند رأسك ثم يبدأ في نزع روحك من
جسدك فيبدأ الرأس يرتعد، والأطراف تبرد، والعين تشخص، واللسان ي
غرغر، فإن كنت مؤمنا صالحا قال ملك الموت: أخرجي أيتها الروح ا
لمطمئنة، أخرجي إلى روح وريحان ورب غير غضبان، فيسيل روحك كما ت
سيل القطرة من فم السقاء، فتأخذها ملائكة الرحمة، ولا تتركها في ي
ده طرفة عين، فيضعونها في كفن من أكفان الجنة ويطيبونها بحنوط من
حنوط الجنة ثم يصعدون بها إلى السماء ويستفتحون لها فيقال: من
هذا؟ فيقولون: فلان بن فلان بأحسن أسمائك حتى السماء السابعة ثم ي
قول الله عز وجل: اجعلوا كتاب عبدي في عليين.
و
إن كان العبد فاسقا أو كافرا قال الملك: أخرجي أيتها النفس الخبيثة أ
خرجي إلى حميم وغساق، وآخر من شكله أزواج، فينزع روحه كما تنزع ا
لشوكة من الصوف المبلول، فتأخذها ملائكة العذاب ولا يدعونها في يده
طرفة عين، فيضعونها في كفن من أكفان النار وحنوط من حنوطها ثم ي
صعدون بها إلى السماء ويستفتحون لها .. فيقال: من هذا؟ فيقولون: ف
لان بن فلان بأقبح أسمائه فلا يفتح.
ف
ماذا أعد كل منا أيها المسلمون لتلك الساعة الرهيب؟؟؟؟؟
أ
يها المسلمون: إن غفلة كثير منا عن الموت ترجع إلى أنهم لا يدركون
خطورته ولا يفهمون معناه ولا يعلمون ما بلحظات الموت من عظائم و
أهوال ولا يدركون ما به من مصائب ودواهي، الواحدة منها يشيب لهولها ا
لوليد وينصهر لشدتها الحديد.
و
أول تلك الدواهي ساعة الاحتضار وما بها من آلام ونزعات وما يصحبها
من غرغرة وسكرات، لا يقوى المحتضر من شدتها أن يتأوه ولا يستطيع
من قوتها أن يخرج صراخا سئل أحد الصالحين وهو يحتضر كيف ترى ا
لموت؟ قال : أرأيت الشاة الحية عند سلخها كيف يكون حالها؟
و
عاد بعضهم مريضا فقال له: كيف تجدك؟ قال: هو الموت فقال له: وكيف
علمت أنه الموت؟ قال : أجدني أجذب جذبا، وكأن الخناجر في جوفي، و
كأن جوفي تنور محمي يلتهب فقال له : فأعهد – أي أوصي – قال : أ
رى الأمر أعجل من ذلك، فدعى بدوارة وصحيفة ليكتب وصيته قال ا
لرجل : فوالله ما أوتي بها حتى شخص بصره فمات، وذلك لأن الروح ت
خرج من كل طرف من أطراف الجسد ومن كل عضو من أعضائه ومن كل
خلية من خلاياه .
و
يقول العلماء إن سكرات الموت أشد من نشر بالمناشير وضرب ب
السيوف، وما لنا نذهب بعيدا وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم أ
صابه الإعياء الشديد وأخذ عليه بها ماء، فجعل يمسح وجهه به ليخفف
من وطأة الموت وشدته ويقول: ((لا إله إلا الله إن للموت لسكرات، اللهم
بالرفيق الأعلى)) ثم شخص بصره ومالت يده وشغلت رأسه وقبض
صلى الله عليه وسلم .
فإذا كان هذا هو حال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الموت، وهو
الذي رفع الله ذكره وأعلى في العالمين قدره، فكيف سنواجه نحن
الموت وقد كثرت ذنوبنا وطفحت عيوبنا وانتشرت معاصينا، كيف سنكون
في تلك ا للحظات ونحن بهذه الذنوب والسيئات .
أما المصيبة الثانية والداهية التالية في الموت فهي شدة الحسرة
والندم التي يشعر بها المحتضر، فالواحد منا يبقى طوال حياته غافلا
ساهيا ينتهك الحرمات يمينا وشمالا لا يبالي حتى إذا فاجأه الموت عرف
وقتها أن الله حق وأن الحلال بيّن وأن الحرام بيِّن، فتتولد عنده حسرة
شديدة وندم عظيم على ما فاته في حياته، ويتمنى لو يعود فيصلح من
شأنه ويكثر من الطاعات، ولكن للأسف الشديد فبرغم شدة حسرته
وندمه إلا أنها حسرة لا تنفع، وندم لا يقبل
كان يزيد الرقاشي يعظ نفسه كل ليلة عندما يجدها تكاسلت في
الطاعة فيقول: يا يزيد من ذا يصلي عنك بعد الموت، يا يزيد من ذا يصوم
عنك بعد الموت، يا يزيد من ذا يتصدق عنك بعد الموت.
وأما ثالثة الدواهي والمصائب في الموت فهي أن الموت خاتمة الحياة
والأعمال، به يتحدد مصيرك، وعلى أساسه تبعث يوم القيامة قال صلى
الله عليه وسلم: (( إنما الأعمال بالخواتيم )) وقال عليه الصلاة والسلام:
(( يبعث العبد على ما مات عليه )) وأحدنا لا يدري متى سيأتيه
الموت؟! أيأتيه على إيمان أم على كفر؟! أيأتيه على عمل صالح أم على
عمل طالح؟! أيأتيه على خير وعبادة أم على شر ومعصية؟!
فماذا ستفعل أيها العبد المسكين أمام تلك الأهوال؟ وما الذي سينفعك
وقتها؟ والله لن ينفعك وقتها مال ولا بنون؟ لن ينفعك إلا قلب سليم
وركعة ركعتها في جوف الليل أو آية قرأتها من كتاب الله ترجو ثوابها أو
صدقة وضعتها في يد يتيم أو دمعة نزلت من عينيك خوفا من الله جل
وعلا .
***********
اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَاواتِ والأَرْض وَمَنْ فِيهنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ
قَيَمُ السَّمَاوَاتِ والأَرضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْد، أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ،
وَلِقَاؤُكَ حَقُّ، وَالجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالنَّبيّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ،
وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ،
وبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي مَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا
أَسْرَرْتُ، وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ إِلَهي، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ
وفي الختام ارجو ان يلامس هذا الموضوع اذان واعية وقلوب صاغية
وتقبلوا خالص تقديري |