[ALIGN=RIGHT]ما إن أُعلن عن انتقال لاعبي فريق القادسية (كريري والودعاني) إلى نادي الاتحاد ، وذاك المبلغ الذي غير المسبوق ، إلا وبدأ الكثير يتذمر ويعلن أن ما يقوم به الاتحاد ضد مصلحة الرياضة في السعودية ، وأن نتائج ما يحدث سيترتب عليه فشل كرة القدم ، واحتكار كل البطولات لمصلحة الاتحاد .
لا أدري لماذا الكثير يعمل ضد طبيعة الحياة ؟
حاولت روسيا بناء مجتمع متساو بلا أغنياء ولا فقراء ، فسقطت ، وحاول رئيس وزراء الهند (جواهر لال نهرو) ربط عربة الفقراء بعربة الأغنياء فأعاق تقدم الهند ، كما أعلن هو فيما بعد ، وهذه سنة الله .
الإنسان دائما يبقى إنسانا ، لا يوجد إنسان جديد ، يقول أحد مفكري روسيا بعد أن تفككت : ( لقد بذلنا قصارى جهدنا لبناء مجتمع متساو ، لا أحد فيه يحسد جاره ، لكن هناك دائما سبب للحسد .
ابتسامة .. صداقة .. شيء ليس عندك وتريده لنفسك ، في هذا العالم .. حتى في العالم السوفيتي ، دائما سيكون هناك أغنياء وفقراء .. أغنياء بالمواهب .. وفقراء من المواهب .. أغنياء بالحب .. وفقراء من الحب ) .
سأخرج قليلا عن الرياضة ، في اتجاه الدوائر الحكومية ، والتي حاولت في تقسيمها الوظيفي وسلمها الوظيفي ، أن توجد إنسانا جديدا بهذه التوليفة (الحالمة) ، فأضرت أكثر مما هي دفعت عجلة التطور ، يأتي بعض الموظفين مليئين بالحماس وحب العمل فيصطدم بسلم ترقيات ، من يعمل أو من لا يعمل يصعدان بتدرج ، فيصاب من يعمل بالغبن ، ويسقط في براثن أولئك الأشخاص الذين يحبون لعب دور الضحية فلا يعملون ، وهكذا صنع هذا الحلم بإيجاد إنسان جديد (بيروقراطية) ، تعيق تقدم الأمم .
وهكذا يريد البعض أن يعيق الرياضة كما أعيق العمل بالدوائر الحكومية ، بفكرة حالمة ومستحيلة .. فالإنسان يظل إنسانا ، يحتاج إلى حافز/محرض ليدفعه للإبداع .. تخيلوا أن نجما ما يستلم راتبا 15 ألف ريال ، وهو الحد الأعلى للرواتب ، وهناك لاعب أقل مستوى ويستلم نفس الراتب ، أليس هذا غبنا للنجم ؟
أليس هذا معيقا للأقل مستوى الذي أغلقنا أمامه الحافز ليتقدم أكثر ؟
إن من يريد للرياضة أن تتطور عليه ألا يحارب تلك النافذة التي فتحها نادي الاتحاد ، ليوجد حافزا جديدا للاعبي الأندية ، بأن يطور مستواه ، علّ الاتحاد يتعاقد معه ، بمبلغ لن يجده في ناديه .. بل يدعمها ، ويطالب الأندية الكبيرة بأعضاء شرفها الأغنياء أن تقوم بدورها .
عليه أن يطالب بما هو أهم ، وهو أن يكف الاتحاد السعودي لكرة القدم تبني فكرة ربط الأندية الكبيرة بالصغيرة ، فيعيق التقدم ، أن يكف اتحاد الكرة عن توزيع المداخيل على الأندية بالتساوي ، وأن يفك يده عن أهم دخل للأندية ، وأعني (التذاكر و النقل التلفزيوني) ، لأنه من الظلم أن يتساوى الأربعة الكبار بجماهيرها مع باقي الأندية .
وأن ما نحتاجه لائحة احتراف واضحة ، وجهة قانونية تحتكم لها الأندية .. وليس إعادة لاعبي القادسية لناديهما ، لأننا لو كنا مكانهما سنشعر بالغبن ، وسنتهم من يعيق انتقالنا بالحاسد أو الحالم .
هل تأملنا أركان الإسلام .. وما الذي يقوله لنا (الزكاة) ، إنه يعلن أن هناك دائما فقراء وأغنياء .. أغنياء بالمواهب .. وفقراء من المواهب . [/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]
[email protected] [/ALIGN]