
25/03/2001, 12:05 AM
|
زعيــم جديــد | | تاريخ التسجيل: 23/02/2001
مشاركات: 3
| |
قال أبو الطيب المتنبي :
كالبحر يهدي للقريب جواهراً *** جوداً ويهدي للبعيد السحائب
ويقول أيضا :
وما الدهر إلا من رواة قصائدي *** إذا قلت شعراً أصبح الدهر منشداَ
.. كم يتساءل العارفون في بطون الشعر و سابروا أغوار الكرة عن العلاقة بين سامي
الجابر الفنان .. وبين خيمة العرب أبي الطيب المتنبي ؟!
وكم يبحث الدارسون عن سامي كعلامة فارقة في مجاله تماماً كما كان المتنبي في زمانه
؟
أكاد أجزم أن سامي لو كان شاعراً لحاكى المتنبي .. وأن المتنبي لو لعب الكرة لوجدنا
المميز مثل سامي تماماً !!
... الشعر معاناة تفجر طاقات المبدع وتجعله ينثر أحلى الحلل المنظومة بسبك لغوي
نادر ... ولدى سامي فإن الكرة فن لم يخلو من معاناة , وهي معاناة لم يمر بها أحد
قبله ... ولا أحد بعده إلا أن يشاء الله ..
ومعاناة سامي الجابر مع الكرة بدأت مذ كان طفلاً يافعاً يركل الكرة في قناديل
المنزل وينال عقاب والده ؛ حتى احترف الكرة في انجلترا مهد كرة القدم .. وجد
السخرية من أناس ما انفكوا عن النيل منه والتطاول على شأنه ومحاولة تسجيل التواجد
ولو تحت أقدامه !!!
- وهذا هو سامي الذي خط سطر إبداع نادراً ما يتكرر .. وكتب صفحة تميز لا مثيل لها
, وألف كتاب قدرات خارقة عزّت على غيره ..
أما الآخرون فقد أحسوا بالخطر القادم من ناشئة الزعيم فبدأ النيل منه حتى قبل أن
يسجل في نادي الهلال ..!! وهذه سابقة يحسد عليها سامي الجابر الذي رفضه زملاء
الحارة لاعباً في فريقهم ... فاتجه صوب النصر ... والقلب يخفق للهلال !!
لعب في النادي المنافس دورة تنشيطية فطاردوا خلفه .. وطاردوه حتى في مدرسته ,
وأجبروا شقيقه على تسجيله .. فرفض سامي ... وهو الذي تشرب حب الهلال من أهداف بخيت
وعبقرية النعيمة و تأريخ زعيم خارق حافل بكل ما يلمع !!
وحاولوا وحاولوا ... لكن القلب هو الذي يختار ويعشق , فلم يجدوا غير دعاية مرضه
بالقلب ليضعوها عذراً أمام أنصارهم أثر التفريط في قيد اللاعب الذي صار أكثر لاعبي
القارة الآسيوية إنجازات وحضوراً متميزاً ..!!
" اقرءوا جيداً تأريخ سامي الجابر و أدركوا القلب الذي خفق حبا للهلال ... فاتهم
بالمرض , كيف صنع في النهاية " ؟!!
واستمرت المعاناة سنين أخر ...
فنال الهداف وهو ابن التاسعة عشر .. فقالوا ( فلم هندي ) ..!!
طال الألقاب ... فقيل شفاعات ووساطات !!
قاد الزعيم للذهب ... فرددوا ( دنيا حظوظ ) !!
يحاولون ويحاولون ويحاولون ...
أما سامي فمع قرينه في الإبداع يقول :
أنام ملئ جفوني عن شواردها *** ويسهر الخلق جرّاها ويختصموا
- ثمة من يقول ..
ولماذا سامي فقط ؟ وكيف قُصر ذلك الهجوم عليه ؟ وما سر وقوف جميع محبي الأندية
الأخرى ضده ؟؟
حتى وصل إلى أحدهم إلى القول بأنه يلعب في المنتخب ويقوده بالواسطة ... والواسطة
فقط ؟!
وأجزم أن أحداً لايمكن ان يوم من اكتوى بالنار على كرهه لها ..... ولا من عاش في
الزمهرير على بحثه عن دفء .. ولا من طالته أهداف سامي على محاولة الهجوم عليه ..!!
- انظر مثلاً إلى المرمى الأهلاوي , وفتش في المرمى الاتحادي , وارقب شباك الشباب
... وتوقف عند حراس النصر ..!!
- اسألهم عن سر (( حقد )) جماهيرهم على سامي .. ولا تكلف نفسك البحث عن خلا ذلك
سبباً ..
هل تريد أن يجيبوا من حرمهم لذة الفوز ..؟!
وأن يعشقوا من قطع عنهم أي صلة بالذهب ؟!
وأن يطربوا لمن أقام الدنيا وشغل الناس عن طريقهم ؟!
عجباً لك يا سامي .. إنه الحب والكرة الذي يأتيان من الإبداع والتميز وهو جوهرة
واحدة في عقد جابري مليء بالدرر .. والتفرد الذي إن طاله غيره سبقه الذئب وطال عنه
وهكذا ..
وأهداف الحسم جوهرة أخرى لهذا اللاعب المثقل بالذهب ... ومهما حاولوا آخرون عبثاً
الحديث عن قلة أهدافه مقارنة بآخرين ... فإنهم يصدمون في النهاية بأهمية الأهداف ..
أين أهدافاً حاسمة من ستة أو عشرين أيضاً في مرمى فرق تبحث عن قشة ؟!!
وأين مخالب الذئب التي لا تغرس إلا في فريسة تستحق الاهتمام عن تلك التي ترضى
بالمتردية والنطيحة وما تُرمى في الفلاة ؟!!
بل أين الثرى من الثريا ؟!
سامي الجابر مطرزٌ بإبداعه كأنما كان نسيجاً وحده ... ترى لماذا نكتب ونرهق أنفسنا
بالكتابة عنه .. ونحن نعلم قبل أن نبدأ أن إمكانية إعطاءه حقه ستقف جنباً إلى جنب
مع قصور بابل .. وأهرامات مصر .. وسور الصين ؟!
هل نبحث عن معجزة ثامنة في هذه الدنيا .... لا أعلم
الذي اعلمه فقط أن سامي تماماً مثل عجائب الدنيا ... ربما لاتتكرر !! |