
04/11/2003, 01:16 AM
|
زعيــم جديــد | | تاريخ التسجيل: 26/11/2002
مشاركات: 37
| |
طاش . . و النخر في العظم هذه المرة المتابع لحلقات طاش ما طاش في السنوات الماضية خصوصا الحلقات التي تمس الثوابت يلاحظ أنها كانت إما تنتقد أشخاص المتدينين و تصرفاتهم ، أو أنها تنتقد الأنظمة التي وضعت لوقاية المجتمع حتى لا يقع في محضور في الدين ، وكانت الحلقات واضحة في رسالتها بلا مواربة ، ولذلك وجدت ما وجدت من شجب الناس و استنكارهم و استهجانهم .
لكن في حلقة هذا العام ( حلقة القصاص ) بدا أن طاش هذه المرة غير ، فهي بدأت تنخر في عظم القيم و الثوابت ، و بإسلوب غير واضح جعل كثيرين يعجبون في هذه الحلقة ، بل إن بعض الناس بكى من شدة التأثر ، ومن شدة التعاطف مع القاتل .
رغم أن هذه الحلقة في رأي آخرين هي أشد الحلقات اعتراضا على الدين ذاته متمثلا في حكم شرعي واضح في نص القرآن الكريم .
فالقاتل الذي أزهق نفسا مؤمنة في طيشة غضب و الذي فعل أعظم ذنب في الأرض بعد الشرك بالله الذي قال عنه الله تعالى في محكم التنزيل ( و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعد له عذابا عظيما ) خمس من الوعيد على مرتكب جريمة القتل .
و قال تعالى : ( أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ) انظروا نفسا ليس محددة بالإيمان أو الكفر .
هذا القاتل صورته الحلقة في اسقاطات واضحة أنه رجل مسالم في حياته ، و أن المقتول هو الذي استفزه لأنه رجل شرير و أنه من سوء حظه أن الأداة التي كانت قريبة منه وقت المشاجرة هي أداة قاتلة . و أنه لم يكن يقصد القتل ولم يترصد له و و . . .
ثم بدأت تصور أسرة القاتل حيث تيتم أبناؤه كما تيتم أبناء القتيل ، و أخذت تصور وضعهم المؤسف بصورة أكسبتهم تعاطف المتابعين ، وبدل أن يكون لدينا أيتام في أسرة واحدة صاروا أيتاما في أسرتين ، و أغفلت بشكل متعمد أسرة القتيل و أغفلت أوضاعهم وتيتمهم ، بل إنها جعلتهم بصورة مصاصي الدماء و محبي القتل فقط لأنهم يريدون أن تشفى صدورهم بالقصاص من قاتل أبيهم. ثم تأتي الإسقاطة الكبرى حين يطلب القاتل من أهله بيع البقالة التي كان جزء تافه من بضاعتها سبب المشكلة ، بل إنه أي القاتل مستعد لبذل كل ما يملك ليتخلص من حد الله و هو الذي تسبب فيه لأجل مبلغ تافه فأزهق نفسا محرمة . حتى أنه ردد كثيرا : و الله ماكنت أقصد ! وثالث الإسقاطات عندما يقول للشرطي : سمعت أنهم قد عفوا تأكدوا هذه نفس !! كررها كثيرا
ليسحب كل التعاطف تجاهه .
بهذا السيناريوا الغريب على فريق طاش جعل الناس دون أن يشعروا يتعاطفون مع مجرم انتهك أعظم حرمات الله وهي حرمت النفس المؤمنة ، في تغييب كامل لأثر هذه الجريمة على أسرة مؤمنة تيتم أبنائها ، وهذا يجعل الناس شيئا فشئا يكرهون حكم الله في هذه القضية و إن لم يجرؤو على لفظه .
و لو تصورنا المسألة بشكل معاكس فكان المقتول هو القاتل و القاتل هو المقتول مع استمرار التركيز على أسرة القاتل فهل سيجد المجرم تعاطفا من أحد ؟ ؟
هذا هو الأسلوب الجديد الذي ينخر في عظم القيم الذي بدأت به طاش هذا العام ، التأثير بشكل غير محسوس و الإعتراض ليس على الأشخاص و لا على الأنظمة هذه المرة بل الإعتراض على التشريع نفسه ، ثم يخرج الناس مبسوطين ومندهشين لقد كانت هذه الحلقة رائعة ومنصفة وواقعية ، رغم أنها هزت إيمانهم و كرهتهم بقيمهم !
و من قبيل المصادفة أن تتزامن هذه الحلقة مع الحملة الشرسة التي يقودها بعض الغربيين نحو المملكة ونحو تطبيق بعض الحدود التي منها حد القصاص .
فقط أطلب من الجميع إعادة مشاهدة هذه الحلقة و فحص هذه الإسقاطات بأنفسهم .
( ملطووووووووووووووووووووش ) |