بسم الله الرحمن الرحيم ،

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين ، والصلاة والسلام على النبي الأمي الكريم ، المبعوث رحمة للعالمين ، وعلى اله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين ، أما بعد ،،،

يقول الله عز وجل : ( ياأيها الذين امنوا إتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) ، ( ياأيها الذين أمنوا إتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد وتقوا الله ) صدق الله العظيم .

في هذه الخاطرة وددت أن أقدم للأخوة نصيحة تنفع الجميع الغني قبل الفقير والرجل قبل المرأة والطفل والطبيب و الرؤساء والمرؤوسين والأساتذة والشباب والفتيات ، ذو الصحة والجاه والمريض والمعاق وكل من على وجه هذه الأرض .

ينقلها لنا صحابي جليل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) .

والذرة إخوتي شيء لا وزن له ولا قيمة له عندنا في الحياة الدنيا ، ولكن يوم الحساب عند الله ستكون الذرة وزناً نُحاسب عليه ، والحديث الشريف السابق يؤكد لنا مضموناً واحداً لا خلاف فيه ، وهو تحريم الجنة وهذا أمر عظيم ليس به نقاش ، تحريم الجنة على من بقلبه كبر ، أبلغنا المصطفى صلوات ربي عليه وسلامه بذلك قولاً وطبقه عملاً حتى يرسخ المعنى في قلوب صحابته ، وسأذكر بعض الحوادث من باب التوضيح ، في يوم جاءت جارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبت منه أن يذهب معها إلى أهلها لأنهم أرسلوها في أمر وتأخرت ولم تنجزه ، فذهب معها ومشت معه صلى الله عليه وسلم حتى بلغ مكان سكنها وعند الباب وجد نسوة جلسات في آخر الغرفة فألقى عليهن السلام ولم يجبن فكرر السلام عليهن أربع مرات وفي الرابعة أجبن السلام فقال لهن عليه الصلاة والسلام ما بالكن ألم تسمعن تسليمي من أوله فقلن بلى يا رسول الله ولكنا أحببنا أن تزيدنا من بركات سلامك علينا فلا تؤاخذنا ، فقال لهن صلى الله عليه وسلم : هذه الجارية تدعي أنكم أرسلتموها في أمر ما وأنها تأخرت عليكن فهبن عقوبتها لي – بمعني سامحوها لخاطرى – فقلن له بل هي حرة من اجل ممشاها معك يا رسول الله .

وكان صلى الله عليه وسلم إذا ناداه أحد مهما كان صغير أم كبير مسلم أم كافر رجل أم إمرأة إلا إلتفت له بكامل جسمه وليس برأسه فقط حتى لا يُعتبر ذلك من التكبر صلى الله عليه وسلم ، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه خدمت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين ما لام علي بشيء فعلته أو بشيء لم أفعله ، وكان يدافع عني إذا ما زوجاته وبخنني في حال أرسلنني لقضاء شيء ولم أنجزه وكان يقول لهن صلى الله عليه وسلم ولو قدر عليه لكان.. فتركوه .

هذا رسول الله سيد الخلق وأشرفهم وأعزهم مكانة وقرباً إلى الله ، فكيف بمن يطيل ثيابه ويتباهى بماله وكثرته وجماله سواء شاب أم فتاه ، إتقوا الله في أنفسكم ولا تنسوا قول الله عز وجل : ( وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) يا من قرأت خاطرتي تواضع فلن تخسر شيء بل ستكسب الرفعة والعزة وتكسب الجنة وتنجو من النار ، وما الدنيا إلى كقطف عنب تأكل منه حتى ينتهي ولن يعود القطف كما كان ، فاتقي الله في كل حبة عنب أنت آكلها ولا تخف فإن الله لا يضيع أجر المحسنين .

إن أصبت فمن توفيق الله وحده ، وإن أخطأت فمن عندي أنا