المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى المجلس العام
   

منتدى المجلس العام لمناقشة المواضيع العامه التي لا تتعلق بالرياضة

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 18/09/2003, 01:31 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 29/10/2002
المكان: ###################
مشاركات: 444
تصدع الاستراتيجية الأمريكية

تصدع الاستراتيجية الأمريكية

على مدى أشهر طويلة لم يعبأ الرئيس الأمريكي بوش بموضوع غير مسألة الحرب على الإرهاب، والتأكيد على أن الولايات المتحدة " في حالة الهجوم في العراق ". وفجأة تغير الاهتمام، حتى أنه في حديثه في اجتماع للعمال، قبل أيام مضت، لم يتحدث إلا عن الاقتصاد. صحيح أن الرئيس الأمريكي، أي رئيس، حينا يتحدث إلى شعبه عموما يكون نصب عينه انتخابات الدورة الثانية، لكن خطب الرئيس تصبح خلال فترة الانتخابات مكرسة جوهريا لتعزيز حظوظه في الانتخابات.

والرئيس بوش قد دخل الآن مرحلة الخطب الانتخابية، ففيها يركز على ما أنجزه، وفيها يدافع عن مواضع ضعفه. فالحرب على الإرهاب لم تعد إنجازا. فشعبه قلق بين ألوان الخطر، بين البرتقالي والأحمر. وطالبان عادت لتشتبك بقوة مع قوات الاحتلال الأمريكي. والقاعدة انتشرت في كل مكان، وبعضها يتجمع في العراق.

أما الحرب على العراق فقد أصبحت تتبلور تدريجيا في إعلام النخبة بالأكذوبة في مبرراتها وفي مسارها. فإن تحدث عن العراق فسرعان ما يسأل، أين أسلحة الدمار الشامل؟ وإن تحدث عن تحرير العراق يطلب منه تفسير غياب " الامتنان " ، وقلة " الوفاء " العراقي اللذين يتجليان بالمظاهرات ضد قواته، وإطلاق الرصاص عليهم. وهو لا يستطيع أن يذكر الأمن إن كان لا يوفره لشعبه، ولا يضمنه لجنوده، ولا يحققه للأمم المتحدة، ولا يؤمنه لمن يتعاونون مع مندوبه السامي.

أما الأخطر، فإن خصومه بدءوا يضربون في مواقع الألم لدى الشعب الأمريكي، رخائه الذي طالما كان الوعد المتواصل لحكومات أمريكا لشعبها. فهم يقولون أن سياسة بوش لا تسرق الوظائف من المواطنين فحسب، بل أنها أصبحت تسرق اللقمة من أفواههم وتضعها في أفواه الأغنياء من خلال سياسة إعادة الضرائب المحابية لأغنى الأثرياء.

وهم لا تنقصهم البينة. كما أنهم يدعون بصدق أن اغتصاب الفقراء سياسة بوشية مزدوجة، فهم وقود الحرب التي يشنها من أجل الشركات الكبرى، صديقاته وحليفاته، وهم موضع الاستغلال من خلال شروط العمل المجحفة المحابية للشركات الكبرى. ولم تشفع الحرب لأبيه من قبل حتى حينما نجح فيها لأنه سقط في اختبار الاقتصاد. فكيف ستشفع له وإخفاقه فيها يزداد وضوحا، وسقوطه في امتحان الاقتصاد يكاد يكون كبيرا.

وأصبح بوش يدرك تدريجيا أن عليه أن يفعل شيئا في طرفي المعادلة، الحرب والاقتصاد. وهو يعرف أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا فعالا في الأجل القصير في المجال الاقتصادي، لأن ذلك سيضر بناخبيه الأساسيين، الشركات الكبرى. فعليه أن ينقذ نفسه في الميدان العسكري.

فأمريكا لا تستطيع أن توقف التدهور نحو الفوضى في العراق عسكريا، أو ماليا، أو سياسيا. فقواتها المتواجدة في العراق غير كافية للسيطرة على الأمور ليس تبعا لرأي الخبراء فحسب، بل وفقا لتقرير إدارة الموازنة في الكونغرس الأمريكي. وإرسال قوات جديدة فيه مخاطر متنوعة، إضعاف للاستعداد الأمريكي الاستراتيجي في مناطق أخرى في العالم، وعبء سياسي في جو الانتخابات، وحمل اقتصادي بالبلايين من الدولارات.

كما أن الحلفاء لم يرسلوا قوات إلا بمقدار رفع العتب، حتى أنها أصبحت تحتاج إلى الحماية، وقد يبدءون من حالة الذعر السائدة بينهم بقتل بعضهم البعض خطأ، كما حصل عندما قتل الدنماركيون أحد جنودهم ظنا منهم أنه سارق. ولكن هذا تبرير، فهو إخفاء لحالة الرعب.

كما أن الحلفاء الآخرين الذين طلبت منهم أمريكا إرسال قوات يطالبون بقرار من مجلس الأمن يحمي سوآتهم أمام شعوبهم. لكن الأشد وطأة أن لعبة إخفاء حجم الإصابات في الصفوف الأمريكية لم يعد من الممكن الاستمرار فيها، فقد بدأت التلميحات إلى أنها أكبر حجما مما تقر به القوات العسكرية الأمريكية. فلا بد من مخرج. وأخيرا اقتنع بوش بضرورة الكي، لكنه يريد أن يلطف من حرارته.

فقد أعلنت الولايات المتحدة أن بوش وافق على الذهاب إلى الأمم المتحدة لاستصدار قرار يعطي الأمم المتحدة دورا أكبر في العمليات الأمنية في العراق، وفي عملية البناء الاقتصادية والسياسية. فالذهاب إلى الأمم المتحدة التي طالما ركلها بوش وازدراها رمسفيلد وصحبه الصقور تعكس مأزقا أمريكيا، ولا تنبي عن صحوة أخلاقية أمريكية.

ويتجلى المأزق الأمريكي في أن عدة مبادئ تبنته الإدارة في استراتيجيتها للهيمنة على العالم قد بان خللها.

الأول، أن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تخوض حربين في آن واحد. وقد قام هذا المبدأ على اعتقاد الصقور الأمريكان أن التفوق التقاني العسكري الأمريكي يمكنها من سحق أية قوة عسكرية أخرى. لكن خطأهم القاتل كأخطاء من سبقهم من الامبراطوريات المتعجرفة مساواة القوة العسكرية المعدة للمعارك بقوة الإرادة المصممة على القتال. بل أنهم لم يقرءوا تاريخ مغامراتهم العسكرية في فيتنام.

الثاني، أنهم لا يحتاجون للأمم المتحدة. بل اعتبروا أن الذهاب إليها مضيعة للوقت، وعرقلة لجهودهم في فتح العالم وإخضاعه. فقرروا مبدأ الأحادية في العمل في العمل، وتجاهل كل الشركاء والحلفاء. ثم اكتشفوا أن سلبية البلدان لوحدها كافية لعرقلة جهودهم فكيف بها إذا تضامنت وفعلت؟ وهاهم يعودون للأمم المتحدة حتى تغطي ما بدأ يظهر من عورتهم.

الثالث، أنهم اعتقدوا أن سقوط العراق سيمكنهم من إسقاط الآخرين بالنفخ عليهم. فإذا بهم محاصرين بالعراق، ولم تدخل بعد قواه جميعا في المعركة، ولم تجرؤ البلدان المحيطة بعد على التحدي. فكيف سيسقطون الآخرين من مستنقع يغوصون فيه إلى الركب؟
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 11:24 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube