[ALIGN=CENTER][TABLE=width:70%;border:1 outset green;][CELL=filter:;][ALIGN=center]تخيل أنك مشلول على سرير لا تستطيع النهوض منه ممدٌ دون حراك .. يداك متيبستان .. قدماك لم تعد ‏تشعر بوجودها .. رأسك وكأنه صار مفصولاً عن جسدك ...الآلام تملأ جسدك الصغير الذي امتلأ ‏بالتجاعيد .. أذنيك صار وجودهما كعدمهما فلم تعد تسمع شيئاً .. عينيك هي الشيء الظاهري الذي ‏يتحرك فيك تبحلق في هذا الذي ينظر إليك .. فمك صار فتحة للأنابيب الغذائية ولعابك قد جف .. ‏صرت ممنوعاً من اغتراف غرفة صغيرة من ماء .. أصبح ذلك الشعر المسترسل الجميل خيوطاً ذابلة قصيرة ‏ميتة .. صوتك الجهوري الجميل الذي كنت تفاخر به أصدقائك زال وحل محله بحة مخيفة تفزع الكبير ‏وتبكي الصغير ..الأسلاك متصلة بجسدك النحيل على صدرك وكتفيك وبطنك ... وتكاد تغطي سطح ‏جسمك .. الأجهزة تملاً الغرفة من كافة الأصناف والأنواع .. حقن وأدوية وأمصال وحبوب موجودة ‏قريباً منك قد ملأت الطاولة القريبة منك .. أبوك قائماً عند رأسك وعلامات الحزن وآثار الدموع على ‏وجهه وضع يده على رأسك .. سقطة دمعة من عينيه على جبينك .. ينظر إليك وأنت كذلك وأنت لا ‏تدري ما به .. أمك على كرسي قريبة من سريك واضعة رأسها على قدميك وقد تعالت أصوات بكائها ‏ونحيبها التي لا تسمعها .. غطت وجهها بكفيها فلم تعد قادرة على النظر إليك من شدة الشفقة عليك .. ‏صمتت عندما دخل أفضل الأطباء في العالم ليراك .. حيث جاء من أبعد البلاد خصيصاًُ .. في يده صور ‏الأشعة المتنوعة بكافة أنواعها وأشكالها .. خيم الصمت دقائق على الغرفة وأنت تنظر إلى ذلك المشهد ‏الصامت وعيون أخوك الأكبر أختلط بها دموع الأمل ودموع الشفقة ودموع الوداع .. أختك قائمو عند ‏النافذة تتذكر عندما كنت تلاعبها .. لقد أصبحت تلك الجميلة كتلة من الأصوات والأنين أثر فيها ‏وجودك في هذه الحالة السيئة والقاتمة .. الجميع ينظر إلى الأطباء الخمسة ( أفضل الأطباء المعنيين بحالتك ) ‏وفي يد كل واحد تقرير خاص عن حالتك .. أهلك ينتظرون ماذا سيقولون .. دخلت ممرضتين وقد جاءتا ‏بآخر الأشعة و التقارير التي ظهرت عن حالتك الصحية .. أخذها أحد الأطباء يعلو محياه فتات من الأمل ‏‏.. لكن سرعان ما انقلبت إلى صخور من أسى .. الأطباء استدعوا والدك وعليهم علامات الشفقة .. ‏خرجا لخارج الجناح الأنيق الذي كنت راقداً فيه .. وأنت تراقب الوضع لا تدري ماذا يجري .. مستغرب ‏تتمنى أن تسأل لكن لا تستطيع .. علامات الذهول على وجهك المتهالك .. أمك أحست بما يجري ‏فأجهشت في البكاء وتعالى صوتها في أنحاء المشفى .. أخواك صمتا وشاركا أمك في البكاء .. أختك ‏أمسكت بيدك وصارت تقبلها وهي تبكي بشدة .. أخوك اتجه إلى النافذة وهو مجهش في البكاء .. أبوك ‏عاد منكسراً والدموع على خده .. حاولت أن تنهض لكن هيهات هيهات .. الكل صار ينظر إليك النظرة ‏الأخيرة فحياتك أصبحت قصيرة .. ازدادت الآلام .. صرت تتأوه بصوت مخيف لم يستطع جسدك الهش ‏أن يتحملها .. حرارتك ارتفعت أكثر فأكثر .. قلت سرعة نبضات قلبك .. وأنت تتصبب عرقاً لم يفد ‏ذلك المنديل الصغير الذي كانت تحمله أختك في إزالته .. الفت الجميع حول سريرك في لحظة الوداع ‏الأخير .. عندها عرفت أن الموت قادم .. ولحظات عمرك الطويلة انتهت وقرب موعد الرحيل .. وبدأت ‏تتذكر أهم أيامك في هذه الحياة .. الحافلة بالمعاصي والذنوب .. وبدأ الشريط الواقعي للماضي بالمرور أمام ‏عينيك الساكنتين الناظرتين برهبة الخاضعتين لدنيا الألم .. وضعت أمك ( التي قد هدها منظرك بهذا ‏الشكل ) يدها على رأسك تتحسس ذلك الفتى الذي طالما أحبته وعينيها غارقة في بحر الدموع .. سقطت ‏أختك تبكي على السرير الوثير ووالدك وأخيك يراقبون المشهد الحزين وفجأة .. ازدادت الآلام .. ‏ازدادت الأوجاع .. والكل ينظرون إليك لا يقدرون أن يفعلوا شيئاً سوى الدعاء لك بأن يعافيك الله مما ‏قد أصابك .. وهنا أغمضت عينيك .. وصرت على هذه الصورة :‏[/ALIGN][/CELL][/TABLE][/ALIGN]



تخيلوا أخواني وأخواتي الأعزاء أن أحدكم بدل هذا الذي يحتضر .. يا ترى ماذا كان يتمنى .. هل يتمنى أن ‏يعيش سنتين … سنة … شهرين … شهر … أسبوع … يوم … لا .. سيتمنى ساعة فقط

[ALIGN=CENTER]… ساعة ‏‏..‏
يقول يا ربي ساعة
أعود كطفل في البراءة
أعبدك ولا أفارق الطاعة
رباه .. ‏[/ALIGN]

انتهى المشهد الأخير والآن نعود للواقع .. هل تصدق أنك تعيش بدل الساعة أضعافها المضاعفة وبدل اليوم ‏شهور وبدل السنة عقود .. إذا ماذا دهانا ؟ ‏
عجباً من حالنا .. عجباً !!‏

ألم تلتفت يوماً لتلك الصحة التي حباك الله إياها ؟! .. ‏
أنظرت يوماًَ إلى معاق كيف يعاني أشد المعانة عندما يريد أمراً ما لا يستطيع الوصول إليه ؟!‏
هل فكرت يوماً كيف هي معاناة المرضى الذين ينهش في جسدهم المرض كالسرطان وخلافه ؟!‏
ما هو شعورك عندما ترى شخصاً قد فقد جزء أو عضواً من جسمه ؟!‏
كيف تشعر عندما ترى معاناة مرضى السكري والربو وهم يحملون عدة العلاج معهم أينما حلوا ؟!‏
عجباً من حالنا .. عجباً !!‏
أسئلة كثيرة إجاباتها تموت قبل أن تفارق الشفتين .. ‏
سأفك ذلك الإحراج بـما قاله‏
[ALIGN=CENTER][TABLE=width:70%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/4.gif);border:4 double black;][CELL=filter:;][ALIGN=center]ابن عباس ‏رضي الله عنهما ، النبي ‏ ‏صلى‎ ‎الله عليه وسلم ‏أنه قال :‏
‏( نعمتان ‏ ‏مغبون ‏ ‏فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ‎ ‎‏ )[/ALIGN][/CELL][/TABLE][/ALIGN]

ويحق لي أن أعجب من حالنا ، لقد نسينا الموت ونسينا سكراته ، لم نفكر إلا في الحياة ، متى سأنجح ؟! متى ‏سأتخرج ؟! متى سأتوظف ؟! متى سأتزوج ؟! .. متى .. متى ... متى ...‏
ونسنا أهم سؤال في هذه الدنيا .. متى سأموت ؟

[ALIGN=CENTER][TABLE=width:70%;border:4 double black;][CELL=filter:;][ALIGN=center]عن ‏ ‏عبد الله ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏‎
‏خط النبي ‏ ‏صلى‎ ‎الله عليه وسلم ‏ ‏خطا مربعا وخط خطا في الوسط خارجا منه وخط خططا صغارا إلى هذا‎ ‎الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط وقال ‏
‏(‏ ‏هذا الإنسان وهذا أجله محيط به أو قد‎ ‎أحاط به وهذا الذي هو خارج أمله وهذه الخطط الصغار ‏الأعراض فإن أخطأه هذا نهشه هذا‎ ‎وإن أخطأه هذا نهشه هذا )‏[/ALIGN][/CELL][/TABLE][/ALIGN]

[ALIGN=CENTER][TABLE=width:70%;border:4 double black;][CELL=filter:;][ALIGN=center]‏وعن ‏ ‏عائشة ‏ رضي الله عنها ‏قالت ‏‎سألت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه‎ ‎وسلم ‏ ‏عن موت الفجأة فقال
( ‏راحة للمؤمن وأخذة أسف لفاجر )[/ALIGN][/CELL][/TABLE][/ALIGN]

‏لماذا لا نحب سماع سيرة الموت ؟! كثيراً نتحدث عن أمور لا تفيدنا في شيء سوى بالتفريق والضياع ..‏
يقول أحدهم لي :‏
لا أخفيك أني فجعت في إحدى الليالي في ساعة متأخرة من الليل بالجوال ، إنه صديق لي يسأل : من تتوقع ‏يفوز بسوبر ستار العرب ؟! .. قبل هذا السؤال كنت أتابع تمتمات الإعلام عن البرنامج لكن بعد هذا ‏الهاتف المرعب ، عرفت أمرين :‏
‏-‏ تذكرت أن في هذا الوقت ثلث ينزل الله فيه ..‏
‏-‏ استنتجت أن الموت يأتي أسرع من سرعة الإتصال بصديق ..‏
[ALIGN=CENTER][TABLE=width:70%;border:4 double black;][CELL=filter:;][ALIGN=center]عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏
‏(‏ ‏من أحب لقاء الله‎ ‎أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه )‏
قالت ‏ ‏عائشة ‏ ‏أو بعض أزواجه‎ ‎إنا لنكره الموت قال :‏
‏( ليس ذاك ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته‎ ‎فليس شيء أحب إليه مما أمامه فأحب ‏لقاء الله وأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا حضر‎ ‎بشر بعذاب الله وعقوبته فليس شيء أكره إليه مما أمامه كره ‏لقاء الله وكره الله‎ ‎لقاءه )[/ALIGN][/CELL][/TABLE][/ALIGN]

‏هل سألت نفسك يوماً أيهما ترجح : كفة بها حسناتك ؟ أم كفة بها سيئاتك ؟ ‏
اسأل نفسك الآن .. قبل فوات الأوان ..!‏[ALIGN=CENTER][TABLE=width:70%;border:4 double black;][CELL=filter:;][ALIGN=center]عن أنس رضي الله عنه أنه سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ‏
‏(‏ ‏يتبع الميت ثلاثة‎ ‎فيرجع اثنان ويبقى معه واحد يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله )[/ALIGN][/CELL][/TABLE][/ALIGN]

‏في إحدى المرات سئلت أخصائية اجتماعية :‏
امرأة تشتكي من كونها تتذكر الموت دوماً ، مما يجعها تهدم الفرح في حياتها ، ولا يمضي يوم إلا وبكت خوفاً ‏من الموت .. وصدق المصطفى عليه الصلاة والسلام عندما وصفه بهادم اللذات ..‏
[ALIGN=CENTER][TABLE=width:70%;border:4 double black;][CELL=filter:;][ALIGN=center]‏‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏‎ ، ‏قال رسول‎ ‎الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم
‏(( ‏أكثروا ذكر ‏ ‏هادم ‏ ‏اللذات ‏)) ‏يعني الموت[/ALIGN][/CELL][/TABLE][/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]كانت أم الدرداء رضي الله عنها تجيب من يسألها ((إني لأجد في قلبي داء لا أجد له دواء، أجد قسوة شديدة وأملا ‏بعيدا))، بقولها((اطلع في القبور، وأشهد الموتى ))‏
نعم .. هذا علاج من علاجات قسوة القلب ، تخيل أنك واحد ممن هم استضافتهم تلك المقبرة ، تخيل أنك الآن تحاسب ، ‏تخيل أنك الآن
قال أبو العتاهية لأحد السلاطين :‏[/ALIGN]

[poet font="Simplified Arabic,4,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/1.gif" border="solid,4,black" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
عش ما بـدا لك ســالما = ‎في ظل شاهقة القصور
يجري عليك بما أردت = مع الغـدو مـع البكــور
فإذا النفوس تغرغرت = بزفير حشرجة الصدور‏
فهنــاك تعلــم مــوقنا = ما كنت إلا فـي غــرور‏
[/poet]

بكى السلطان .. لقد أدرك الحقيقة ..
[ALIGN=CENTER][TABLE=width:70%;border:4 double black;][CELL=filter:;][ALIGN=center]‏مجاهد ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر رضي الله عنهما ‏ ‏قال ‏‎أخذ رسول الله ‏‎ ‎‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ببعض جسدي فقال ‏ ‏كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل وعد‎ ‎نفسك في أهل القبور ‏‎
‏فقال لي ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏إذا أصبحت فلا تحدث نفسك‎ ‎بالمساء وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح وخذ من ‏صحتك قبل ‏ ‏سقمك ‏ ‏ومن حياتك‎ ‎قبل موتك فإنك لا تدري يا عبد الله ما اسمك غدا[/ALIGN][/CELL][/TABLE][/ALIGN]


قبل أن تختم قراءة هذا الموضوع ، هل فكرت يوماً ماهو انطباع الناس عنك ؟! كيف ستكون الذكرى التي ستتركها للناس عندما تموت ؟! أما تعلم أن الذكر للإنسان عمر ثاني ؟! ... أتعلم فضل هذا الحديث :

[ALIGN=CENTER][TABLE=width:70%;border:4 double black;][CELL=filter:;][ALIGN=center]‏عن ‏ ‏أبي الأسود ‏ ‏قال ‏ ‏أتيت ‏ ‏المدينة ‏ ‏وقد وقع بها مرض وهم يموتون موتا‎ ‎ذريعا ‏ ‏فجلست إلى ‏ ‏عمر ‏ ‏رضي ‏الله عنه ‏‎
‏فمرت جنازة‎ ‎فأثني خيرا فقال ‏ ‏عمر ‏ ‏وجبت ثم مر بأخرى فأثني خيرا فقال وجبت ثم مر بالثالثة‏‎ ‎فأثني شرا ‏فقال وجبت فقلت وما وجبت يا أمير المؤمنين قال قلت كما قال النبي ‏ ‏صلى‎ ‎الله عليه وسلم ‏ ‏أيما مسلم ‏شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة قلنا وثلاثة قال‎ ‎وثلاثة قلت واثنان قال واثنان ثم لم نسأله عن الواحد[/ALIGN][/CELL][/TABLE][/ALIGN]




يقول علي بن الحسين ( زين العابدين ) .. رحمه الله ..

[poet font="Simplified Arabic,3,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/19.gif" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ليس الغريب غريب الشام واليمن = إن الغريب غريب اللحد والكفن‎
إن‎ ‎الغريب له حق لغربته = على المقيمين في الأوطان والسكن‎
لا تنهرنَّ غريبا حال‎ ‎غربته = الدهر ينهره بالذل والمحن‎
سفري بعيد وزادي لن يبلغني = وقوتي‎ ‎ضعفت والموت يطلبني‎
ولي بقايا ذنوب لست أعلمها= الله يعلمها في السر‎ ‎والعلن‎
ما أحلم الله عني حيث أمهلني = وقد تماديت في ذنبي ويسترني‎
تمرُّ‎ ‎ساعات أيامي بلا ندم = ولا بكاء ولا خوفٍ ولا حَزَنِ‎
أنا الذي أُغلق الأبواب‎ ‎مجتهداً = على المعاصي وعين الله تنظرني‎
يا زلةً كُتبت في غفلة ذهبت = يا‎ ‎حسرةً بقيت في القلب تُحرقني‎
دعني أنوح على نفسي وأندبها= وأقطع الدهر‎ ‎بالتذكير والحزَنِ‎
دع عنك عذلي يا من كان يعذلني = لو كنت تعلم ما بي كنت‎ ‎تعذرني‎
دعني أسحُّ دموعا لا انقطاع لها = فهل عسى عبرةٌ منها تُخلصني‎
كأنني‎ ‎بين جلِّ الأهل منطرحٌ = على الفراش وأيديهم تُقلبني‎
وقد تجمَّع حولي مَن‎ ‎ينوح ومن = يبكي عليَّ وينعاني ويندبني‎
وقد أتوا بطبيب كي يُعالجني = ولم‎ ‎أرَ الطب هذا اليوم ينفعني‎
واشتد نزعي وصار الموت يجذبها = من كل عِرقٍ بلا‎ ‎رفق ولا هونِ‎
واستخرج الروح مني في تغرغرها= وصار ريقي مريرا حين‎ ‎غرغرني‎
وقام من كان حِبَّ الناس في عجَلٍ= نحو المغسل يأتيني‎ ‎يُغسلني
وقال يا قوم نبعي غاسلا حذِقا= حرا أديبا عارفا فطِنِ‎
فجاءني رجلٌ‎ ‎منهم فجرَّدني = من الثياب وأعراني وأفردني‎
وأودعوني على الألواح منطرحا= ‎وصار فوقي خرير الماء ينظفني
وأسكب الماء من فوقي وغسَّلني = غَسلا ثلاثا‎ ‎ونادى القوم بالكفنِ‎
وألبسوني ثيابا لا كِمام لها= وصار زادي حنوطي حين‎ ‎حنَّطني‎
وأخرجوني من الدنيا فوا أسفا= على رحيلي بلا زاد يُبلغني‎
وحمَّلوني‎ ‎على الأكتاف أربعةٌ = من الرجال وخلفي منْ يشيعني‎
وقدَّموني إلى المحراب‎ ‎وانصرفوا = خلف الإمام فصلى ثم ودعني
صلوا عليَّ صلاةً لا ركوع لها= ولا‎ ‎سجود لعل الله يرحمني‎
وكشَّف الثوب عن وجهي لينظرني = وأسبل الدمع من عينيه‎ ‎أغرقني‎
فقام مُحترما بالعزم مُشتملا = وصفف اللبْن من فوقي وفارقني‎
وقال‎ ‎هُلواعليه الترب واغتنموا = حسن الثواب من الرحمن ذي المنن
في ظلمة القبر لا‎ ‎أمٌ هناك ولا = أبٌ شفيق ولا أخٌ يُؤنسني‎
وهالني صورةٌ في العين إذ‎ ‎نظرت = من هول مطلع ما قد كان أدهشني‎
من منكر ونكير ما أقول لهم = قد‎ ‎هالني أمرهم جدا فأفزعني
وأقعدوني وجدوا في سؤالهمُ = ما لي سواك إلهي منْ‎ ‎يُخلصني‎
فامنن عليَّ بعفوٍ منك يا أملي= فإنني موثقٌ بالذنب‎ ‎مرتَهَنِ‎
تقامم الأهل مالي بعدما انصرفوا= وصار وزري على ظهري‎ ‎فأثقلني‎
واستبدلت زوجتي بعلا لها بدلي= وحكَّمته على الأموال‎ ‎والسكن‎
وصيَّرت ولدي عبدا ليخدمها= وصار مالي لهم حلا بلا ثمنِ‎
فلا تغرنك‎ ‎الدنيا وزينتها= وانظر إلى فعلها في الأهل والوطن‎
وانظر إلى من حوى الدنيا‎ ‎بأجمعها= هل راح منها بغير الحنظ والكفن‎
خذ القناعة من دنياك وارضَ بها‎= لو لم يكن لك إلا راحة البدن‎
يا نفس كفي عن العصيان= واكتسبي فعلا جميلا لعل‎ ‎الله يرحمني‎
يانفسُ ويحكِ توبي واعملي حسنا= عسى تُجازين بعد الموت‎ ‎بالحسنِ‎
ثم الصلاة على المختار سيدنا ما = وضأ البرق في شام وفي‎ ‎يمن‎
والحمد لله ممسينا ومصبحنا = بالخير والعفو والإحسان‎ ‎والمنن
[/poet]

وهنا تتهي الرحلة القصيرة والتي لم أمر على شيء ، فالموت هي نهاية رحلة المسافر في هذه الدنيا .. فتذكر أنك في الدنيا مسافر .. لا تدري متى تصل .. لكن .. تأكد يقيناً أنك سوف تصل .. إما لنعيم .. وإما لجحيم ..

اخواني ، أخواتي ،،، الأعزاء ،،
إذا أردت إكمال الرحلة مع الموت .. اتجه إلى هاتين الصفحتين القيمتين ..

ماذا تعرف عن ..بيتك الآخر

ماذا تعرف عن .. نهاية المسافر


تقبلوا تحياتي ،

نجم الصبح

[ALIGN=CENTER]وكفى بالموت موعظه !!

الف آه وآه اخرجتها وانا أقرأ قدرنا المحتوم الذي لانعلم متى سيكون ؟! ..

هل بعد سنوات أم أشهر أم أيام أم ساعات أم لحظات ..

صحة ومال وعيش هنيئ .. نقابل كل هذه النعم بالمعاصي والذنوب ..

نعم إن الله غفور رحيم .. ولكن الله شديد العقاب ..

غفلة لاأدري متى سنصحى منها .. لا نلجأالى ربنا الى عند الضيق ..

تلك تدعو ان الله يوفقها في الامتحان ( الدنيوي ) .. وبعد أن انتهت الاختبارات خرجت تجوب في الأسواق تعبيراً عن فرحتها !! ..

والله لو أننا وضعنا الموت نصب أعيننا لما كان حالنا هكذا ..

ولما أضعنا أوقاتنا في اللهو واللعب .. وانشغلنا فيما سنفعله غداً !!

عجباً لأمرنا !! .. وكأننا متيقنين أننا سنعيش غداً وبعده وبعده ..

سيأتي يوم لاينفع فيه مال ولابنون .. يوم لاينفعنا فيه سوى أعمالنا ..

قد نتأثر ونحن نقرأ هذه الكلمات .. لكن هل يستمر ذلك التأثير ..؟!

أم أننا نقرأ وبعدها ننسى أو نتناسى ونقول ( ربك رحيم ) ..

نحن لا نقول لننعزل عن الدنيا ونعمل فقط للاخره فالمصطفى صلى الله عليه وسلم قال ( لا افراط وتفريط ) .. نعيش يومنا ونعمل لاخرتنا ..

* والله لو أن كل منا يحافظ على صلواته واركان الاسلام ..

* يكون دائم الذكر لله بكلمات خفيفه ( سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) ..

* جمعيات الخير كثيره .. ولا اعتقد تبرعك بمبلغ بسيط سيضرك فهو من سيقف معك في ذلك اليوم ..

* حسن التعامل مع الاخرين .. فانت لن تخسر شيئاً بل ستكسب أنك ان رحلت قالوا ونعم الرجل ..

* قراءة ايات القران .. ففي كل حرف حسنه والحسنه بعشرة أمثالها الى سبعمائة ضعف ..

أرأيتم كم هي سهلة ..

احفظوا الله يحفظكم ..

( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا )


جزاك الله عنا كل خير .. استاذي نجم الصبح ..

وجعل ماكتبت في موازين أعمالك ..

بالفعل قمت بسرد الموضوع بطريقة توقض الضمائر ..

تعجز الحروف وتخجل الكلمات .. فأنت أكبر من كلمات الثناء

مع تحياتي ..
أسيرةالزعيم [/ALIGN]

إقتباس إقتباس من مشاركة أسيرةالزعيم [ALIGN=CENTER]وكفى بالموت موعظه !! الف آه وآه اخرجتها وانا أقرأ قدرنا المحتوم الذي لانعلم متى سيكون ؟! .. هل بعد سنوات أم أشهر أم أيام أم ساعات أم لحظات .. صحة ومال وعيش هنيئ .. نقابل كل هذه النعم بالمعاصي والذنوب .. نعم إن الله غفور رحيم .. ولكن الله شديد العقاب .. غفلة لاأدري متى سنصحى منها .. لا نلجأالى ربنا الى عند الضيق .. تلك تدعو ان الله يوفقها في الامتحان ( الدنيوي ) .. وبعد أن انتهت الاختبارات خرجت تجوب في الأسواق تعبيراً عن فرحتها !! .. والله لو أننا وضعنا الموت نصب أعيننا لما كان حالنا هكذا .. ولما أضعنا أوقاتنا في اللهو واللعب .. وانشغلنا فيما سنفعله غداً !! عجباً لأمرنا !! .. وكأننا متيقنين أننا سنعيش غداً وبعده وبعده .. سيأتي يوم لاينفع فيه مال ولابنون .. يوم لاينفعنا فيه سوى أعمالنا .. قد نتأثر ونحن نقرأ هذه الكلمات .. لكن هل يستمر ذلك التأثير ..؟! أم أننا نقرأ وبعدها ننسى أو نتناسى ونقول ( ربك رحيم ) .. نحن لا نقول لننعزل عن الدنيا ونعمل فقط للاخره فالمصطفى صلى الله عليه وسلم قال ( لا افراط وتفريط ) .. نعيش يومنا ونعمل لاخرتنا .. * والله لو أن كل منا يحافظ على صلواته واركان الاسلام .. * يكون دائم الذكر لله بكلمات خفيفه ( سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) .. * جمعيات الخير كثيره .. ولا اعتقد تبرعك بمبلغ بسيط سيضرك فهو من سيقف معك في ذلك اليوم .. * حسن التعامل مع الاخرين .. فانت لن تخسر شيئاً بل ستكسب أنك ان رحلت قالوا ونعم الرجل .. * قراءة ايات القران .. ففي كل حرف حسنه والحسنه بعشرة أمثالها الى سبعمائة ضعف .. أرأيتم كم هي سهلة .. احفظوا الله يحفظكم .. ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ) جزاك الله عنا كل خير .. استاذي نجم الصبح .. وجعل ماكتبت في موازين أعمالك .. بالفعل قمت بسرد الموضوع بطريقة توقض الضمائر .. تعجز الحروف وتخجل الكلمات .. فأنت أكبر من كلمات الثناء مع تحياتي .. أسيرةالزعيم [/ALIGN]

[ALIGN=CENTER]و هل أستطيع أن أقول بعد هذه ((الدرر)) شيئا ..؟!!

لا أقول سوى: ((اللهم أحسن خاتمتنا)) ..

نجم الصبح:

جزاك الله خير ..

تحياتي ..[/ALIGN]

جزاك الله عنا ألف خير

الأعــزاء ،،

أشكركم جزيل الشكر ، وأتمنى أني قد أوصلت شيء يستفاد منه ، ونفضت الغبار من على عقولنا الغافلة ..

إقتباس إقتباس من مشاركة أسيرةالزعيم [ALIGN=CENTER]وكفى بالموت موعظه !! الف آه وآه اخرجتها وانا أقرأ قدرنا المحتوم الذي لانعلم متى سيكون ؟! .. هل بعد سنوات أم أشهر أم أيام أم ساعات أم لحظات .. صحة ومال وعيش هنيئ .. نقابل كل هذه النعم بالمعاصي والذنوب .. نعم إن الله غفور رحيم .. ولكن الله شديد العقاب .. غفلة لاأدري متى سنصحى منها .. لا نلجأالى ربنا الى عند الضيق .. تلك تدعو ان الله يوفقها في الامتحان ( الدنيوي ) .. وبعد أن انتهت الاختبارات خرجت تجوب في الأسواق تعبيراً عن فرحتها !! .. والله لو أننا وضعنا الموت نصب أعيننا لما كان حالنا هكذا .. ولما أضعنا أوقاتنا في اللهو واللعب .. وانشغلنا فيما سنفعله غداً !! عجباً لأمرنا !! .. وكأننا متيقنين أننا سنعيش غداً وبعده وبعده .. سيأتي يوم لاينفع فيه مال ولابنون .. يوم لاينفعنا فيه سوى أعمالنا .. قد نتأثر ونحن نقرأ هذه الكلمات .. لكن هل يستمر ذلك التأثير ..؟! أم أننا نقرأ وبعدها ننسى أو نتناسى ونقول ( ربك رحيم ) .. نحن لا نقول لننعزل عن الدنيا ونعمل فقط للاخره فالمصطفى صلى الله عليه وسلم قال ( لا افراط وتفريط ) .. نعيش يومنا ونعمل لاخرتنا .. * والله لو أن كل منا يحافظ على صلواته واركان الاسلام .. * يكون دائم الذكر لله بكلمات خفيفه ( سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) .. * جمعيات الخير كثيره .. ولا اعتقد تبرعك بمبلغ بسيط سيضرك فهو من سيقف معك في ذلك اليوم .. * حسن التعامل مع الاخرين .. فانت لن تخسر شيئاً بل ستكسب أنك ان رحلت قالوا ونعم الرجل .. * قراءة ايات القران .. ففي كل حرف حسنه والحسنه بعشرة أمثالها الى سبعمائة ضعف .. أرأيتم كم هي سهلة .. احفظوا الله يحفظكم .. ( اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ) جزاك الله عنا كل خير .. استاذي نجم الصبح .. وجعل ماكتبت في موازين أعمالك .. بالفعل قمت بسرد الموضوع بطريقة توقض الضمائر .. تعجز الحروف وتخجل الكلمات .. فأنت أكبر من كلمات الثناء [/ALIGN]

صدقت اسيرة الغاليه بكل كلمه قالتها وعبرت عما في جوفنا من كلام,,

اخي نجم الصبح ,, لا أخفيك أمرا عندما اقول لك بأن الموضوع جعلني ارتعد في مكاني ,, جعل دموعي تنهمر ,, أسلوبك كان مؤثرا جدا ,, لمس شغاف القلوب ,,
يا إلهي ,, كم نحن غافلون ,, ربما الموت الأن يأتي , ونحن في لهو ولعب ,,

كثر الله من أمثالك اخوي نجم الصبح وجزاك الله خير وجعل الله الموضوع في موازين أعمالك ,, وبصراحه نحن بحاجه لمثل هذه المواضيع حتى نتذكر ونستفيق مما نحن فيه من غفله ,,
وجزاك الله خير مره ثانيه اخوي نجم الصبح ,,
والله يحفظك لأهلك وينور دربك بالخير ,,

يا هلا أخي الماسة ، ومثل ما قلتي والأخت أسيرة ، ولن أزيد عن إضافتكما شيء سوى .. شكراً جزيلاً

نجم الصبح يعطيك ربي العافية وجزاك الله خيراً

جزاك الله خير