[ALIGN=CENTER]من كرة القدم إلى واليها في الشرق يوسف بن ناصر الثنيان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
سيدي الفاضل يوسف الثنيان
ترددت كثيراً قبل أن أكتب هذه الرسالة، فكلي خجل منك أرجو أن تقبل اعتذاري وتقصيري فأنا بلا قدميك لست إلا قطعة من قماش ومطاط في الشرق ...
قبل أن أتفوه سيدي أخبرك كيف علمت أنك توقفت عن ركلي ومداعبتي...
كنت حينها حزينة أشد الحزن حينما غادر ماردونا الملاعب...
مكثت طويلاً في الأرجنتين حتى أذن لي ماردونا بالرحيل...

ذهبت بعدها للبرازيل وألقيت التحية لبيليه ثم انتقلت بعدها لأوربا وقمت بعدة زيارات لميشيل بلاتيني وفان باستن وزيدان وفيجو...

ذهبت بصحبة بلاتر إلى منزله لمشاهدة مباراة مانشستر والريال...

بعد تلك المباراة الشيقة خرجت لمنزلي ( الملعب) ...

شد انتباهي أسراب طيور قادمة من الشرق...

وجماعات كثيرة من الناس تعبر السماء عازفة من أرضكم يا يوسف قادمة إلينا...
ظننت أن هنالك كارثة ولكن حينما نظرت لآخر السرب وهم يحملون رقم 15 ...

أيقنت حينها أن النمر الآسيوي توقف عن الركض ...

لن تصدقني يا يوسف لو قلت لك أنني شعرت بأن كل من في الأرض يبكي معي في تلك اللحظة ...

وها أنا ابعث لك الرسالة لتسمح لي بزيارتك ..
لوداعك أو تعود من جديد لممارسة اللعب..

حتى أتلقى ردك تقبل خالص تمنياتي لك بالتوفيق سيدي ..
[ALIGN=right]المرسلة:

المدينة لإبداعاتك / كرة القدم [/ALIGN]

[HR]



إنها معادلة الماء ..
يأتي من حيث لا يعلمون ..
يتسرب من حيث لا يشعرون ..
ثم يهز الشباك من حيث لا نتوقع أو يتوقعون ..


اللاعب الوحيد الذي يبعث في خلجاتك إحساس الثقة المفرطة ..

سأخبر الجميع بأنك تستطيع لعب الكرة على أمواج المحيطات والبحار ... وانك تتقن التسديد حيثما تسكن الصقور في قمم الجبال... كم أوجعت الصخور بقذائفك ... سأبوح بكل ما لدي لأنني شاهدتك وأنت تمزق أشلاء الغابات.. تتسيد السباع الضواري... كنت النمر الوحيد الذي تركع له الأسود ...
يتجه لمنازلة اعتي الفرق والمدافعين ... آخر شي يخطر في باله من سيواجه... لديه إيمان شديد...بقدراته و إمكانياته... وحين يطلق الحكم صفرة البداية .. أكثر ما يلفت انتباهك أرضية الملعب المشتعلة تحت أقدام يوسف وقميصه الممزق ...



أكثر لاعب يعاني من مشاكل عضوية هو يوسف.. كل جسده يطلب أن يلعب بالكرة ... قدمه اليمنى اشد طمعاً من سائر الجسد .. أما يسراه فأصيبت بهوس القذائف... رأسه عشقت (برم) الكرات... كعب قدمه اليمنى صنع ثلاثة أضعاف ما صنعه أباطرة لاعبي خط الوسط يده اليمنى لمنع الضرب المتعمد وللحفاظ على التوازن بجمالية مطلقه و اليسرى للتضليل والتمويه والثبات ، ركبتيه التي عرف الجراحين أدق تفاصيلها لم تكتفي بتحمل الأعباء بل قدم من خلالها الثنيان مداعبات يجب أن ترسل لوالت ديزني ...كنوع من الرفاهية النادرة..
كوع ذراعيه.. للذود وتنبيه المتمردين.. وقمع الأشاوس... كتفيه لترويض الكرات ولا مانع من التمرير بهما... صدره عبارة عن قاعة ملكية لا يسمح إلا للكرات الصعبة والخاصة والغير قابلة للجذب للارتطام به فهي تلقى من يوسف معاملة محرمة على الآخرين .


الذي قال لعشرات اللاعبين (كن نجماً ) مرر كرات من طراز أي لمسة ( هدف) ... تاركاً للكل حرية التعبير واختيار النجم الذي يناسبهم كلاً حسب عقله...

يوسف الوحيد الذي عض عشب الملعب بنفسه ليرسم الابتسامة على وجه الجمهور الهلالي .. وبقى غيره يتلذذون بطعم المراعي الخضراء بشرط أن تقدم لهم عبر أحذية المدافعين ..

انه أفضل لاعب في العالم .....أشعل أدغال أفريقيا .. وصحاري العرب .... وغابات آسيا وجبالها ... صهر الجليد الفارسي ..وجفف أمازون اللاتينيين .... كسر شموخ الرجل الأوربي الأبيض في اعتزال البيشي ... اجبرهم على اتخاذ سلوك لا حضاري في محاولة خطف الثنيان إلى الطائرة التي ستقلهم إلى البرتغال ...

هو مؤدب الكرة ..
وحده الذي تجثي الكره على ركبتيها أمامه وتطأ طأ رأسها وتقول: هيهن يا يوسف ...
وكلما لعب عادت إليه وقالت: هل من مزيد ..

هو زينة الكرة ..
كرة القدم بشكلها الدائري تذهب لصديقاتها من كرات السلة واليد والطائرة ... وتخبرهم بما فعل يوسف حتى أن الصغار من الكرات مثل القولف والتنس يأتين ركضاً للإصغاء بما ترويه كرة القدم عن يوسف ... كل الكرات يغبطنها حين تقول :
يوسف ركلني ... يوسف قذف بي نحو الشباك ... يوسف داعبني فوق رأسه ...

مؤسس علم : المتعة بين أيدي الجميع



20 عاما من المتعة ... و20عاماً من العشق

إنها أعظم قصة عشق بين ثلاثة .. الكرة و الثنيان والجمهور
مليئة بالذهب ... وصعود المنصات التاريخي...

عبر الزمن لم أرى جمهوراً يهذي بفن صاحبة أكثر من جمهور يوسف أنهم يتذكرون كل شي... ويعلمون كل شي ... ويكتبون أروع الأشياء ...فبداياته بالجناح الأيمن أحدثت نقله فكرية في المجتمع الرياضي .

كنا حينما ننتهي من مشاهدة مباراة أبدع بها يوسف الساحر ...

نتكئ لنتذكر ما فعله يوسف عبر ربع قرن من الركض .. الأنيق.. لا نفيق من هذه الرحلة ألا ونحن نجد أنفسنا نكتب اسمه على الهواء بسبابتنا ... احدهم اخبرني بأنه كان يكتب اسم يوسف في الفضاء الذي فوق رأسه ويخيل له انه يظهر ما يكتبه في الفضاء على شكل دخان...

لا يساورنا شك في ولاءه ... أخطاؤه مقبولة ... تصرفاته ... وعبارته جزء منا حتى تواضعه وفكاهته .
في مدارسنا كانت الصفحات الأخيرة من دفاترنا مليئة باسمه... تارة بالعربية وأخرى بالإنجليزية... مع رقم 15.

ملاحم من تاريخ الثنيان
الثنيان جلعني كثيراً ما أفكر بأن ماردونا ليس أفضل لاعب في العالم طالما الثنيان موجود...
يوسف... أجمل ما فيك بأنك تملك خاصية( الكم والكيف)
أساطيرك ليست واحدة وتعقبها مستويات مخزيه وكوارث
أنت أنشودة رددت دون انقطاع عبر 20 عام

الثنيان والنصر
سببوا لنا الصداع... أثاروا شفقة الكل ...
ماجد... ماجد ...ماجد (وبعدين )..؟؟
إن جلسوا بقربنا ليس لهم حديث سوى كبري ماجد في السلومي..
يطلقون هذه التعويذة .. وكأنها كؤوس حصلوا عليها ..
المذهل... انه كبري واحد فقط ..لم يكرره ماجد ..
من السفاهة الرد عليهم ومن السفاهة أيضا انتقاص نجومية ماجد عبدا لله ولكن من الممتع جداً أن ننظر كيف ركل الثنيان خزعبلاتهم وتخصص بالكم والكيف .. وأقنعهم.. قبل أن يقنعنا... عبر رواية: (تعليقات مضحي) ..

يوسف تحدث بنفسك وقل لحاملي شعارات النصر ماذا فعلت وقل لمؤيدي القرصنة الهلالية ماذا فعلت ...

أربع ضربات في مرمى مضحي اثنتان في البطين الايمن واثنتان في البطين الايسر ... وتسديده عام 1406 في قلب مرمى سالم مروان حسمت الدوري لصالح الهلال كانت في الصميم .. متى ما نعق النصراوي وبجل ماجد بكبري واحد فنحن نملك (24) كبري بناها الفيلسوف عبر لاعبين النصر بدون فوائد ..

كان أروعها الكبري الذي اخترق الحمران ويوسف خميس معاً



وذاك الكبري الذي تسبب بعقد نفسية لفهد الهريفي بالإضافة إلى أهداف ينتهي التاريخ ولا تنتهي من ذاكرتهم قبل ذاكرتنا ...


على ضفاف النهر اليوسفي:

أيها المشاكس ... حاول أن توصل كراتك إلي...
يوسف يا بن ناصر
يوسف يا بن أم خالد
يوسف ... انك أفضل من لعب الكرة ...
لا تأبه بما قال السفهاء عنك ...
اجزم بأن كل الموهوبين بشتى المجالات يرشحونك... ولا يرون سواك ...
واجزم بأن المتنبي لو رأى هدفك في مرمى المنتخب الكويتي..
لقال الثنيان والخيل والرمح يعرفني ...
نابليون وهتلر لو رأوك... لأوقفوا ..جيوشهم وأمروهم بالاستعراض العسكري بعد كل هدف أو سحبة تقدمها ...لو رأوك لأطلقوا الطيور البيضاء فوق أغصان الزيتون مع عبارة السلام من اجل الاستمتاع بلعب الثنيان ....

سترحل يا يوسف ... أليس كذلك؟

لا تخفي هذا ... انك ماضٍ نحو مالا نريد...

نريد أمنية تحققها لنا ...

نريدك أن تعود لاستاد الملز ...

مرتدياً .. فنيلة الهلال ورقم 7
ذات اللون الأبيض والشورت الأزرق



نريد أن نرى جواربك لا تتجاوز كاحلك... وساقيك بدون كسارات كما كنت تفعل في السابق بيد واحدة نرمي لك كرة واحدة ..

استقبلها على صدرك

ثم روضها على فخذك الأيسر ... ثم القي بها أمام قدمك اليمنى ....

هم بالانطلاق ..

وانطلق.....

انطلق أيها النمــــر ...

انطــــــــــــــــلق..

نريد أن تكون انطلاقتك هي الوداع ....

حيث لم يعد هنالك منافسون .....

وداعاً أيها الخرافي..
وداعاً أيها الفذ..
وداعاً يا صانع المتعة..
وداعاً يا يوسف ..
وداعاً أبا ناصر..

وداعاً يا نهاية جيل العمالقة


[/ALIGN]