أصبح فريق الهلال الأول لكرة القدم على بُعد 13 نقطةً من حسم لقب دوري روشن السعودي بعد فوزه على ضيفه الأخدود 3ـ0 في المباراة التي جمعتهما، الثلاثاء، على ملعب المملكة أرينا، ضمن منافسات الجولة الـ 26.
وأبقى الأزرق على فارق الـ 12 نقطةً بينه وبين مطارده المباشر النصر، وعزَّز موقعه في الصدارة بـ 74 نقطةً، وتبقَّت له ثماني مواجهاتٍ أمام الخليج، الأهلي، الفتح، التعاون، الحزم، النصر، الطائي والوحدة، وفي حال استمرت وتيرة انتصاراته، سيحتاج إلى 13 نقطةً من أصل 24 متبقيةً لحسم اللقب، والمرجَّح أمام الحزم قبل ثلاث جولاتٍ من خط النهاية، وتحديدًا 9 مايو، ضمن الجولة الـ 31، وقد يحسم اللقب قبل ذلك إذا تعثر غريمه التقليدي النصر.
كذلك واصل الهلال، بهذه النتيجة، تعزيز رقمه القياسي العالمي في عدد الانتصارات «31 فوزًا متتاليًا في جميع المسابقات»، وألحق الفريق الجنوبي بستة فرقٍ أخرى، نجح في التفوُّق عليها ذهابًا وإيابًا خلال النسخة الجارية من الدوري، وهي أبها، الرائد، الاتفاق، الاتحاد، الرياض والشباب.
وافتقد الأزرق جهود هدَّافه الصربي ألكسندر ميتروفيتش بداعي إصابةٍ عضليةٍ، ستبعده عن الملاعب ستة أسابيع، لكنَّ بديله صالح الشهري كان في الموعد حيث افتتح التسجيل في الدقيقة 16، وأضاف البرازيلي مالكوم دي أوليفيرا الهدف الثاني «66»، واختتم سالم الدوسري الثلاثية «73».
في المقابل، عجز الأخدود عن تحقيق الفوز للمباراة السادسة تواليًا «تعادل وخمس هزائم»، وتجمَّد رصيده عند 24 نقطةً في المركز الـ 15.

شدد البرتغالي جورجي جيسوس، مدرب فريق الهلال الأول لكرة القدم، على أهمية جميع البطولات خلال الموسم الجاري، مؤكدًا أنه يركز بشكل كبير في الفترة الحالية على العوامل النفسية.
جاء ذلك ردًا على سؤال «الرياضية» بشأن أولوياته في الموسم الجاري وتعامله مع بطولة كأس السوبر المقبلة، وذلك خلال المؤتمر الصحافي بعد الفوز على الأخدود «3ـ0»، الثلاثاء، ضمن الجولة الـ 26 من منافسات دوري روشن السعودي.
وقال مدرب الهلال: «جميع البطولات مهمة، وأنا معتاد مع كل أنديتي السابقة على المنافسة على كل الألقاب، ويحدث الآن نفس الشيء في الهلال، فالدوري مهم، والآسيوية مهمة لنا وللجماهير، والبطولات الأخرى أيضًا نعمل لأجلها، وهذا وقت حصادها».
وعن لقاء الأخدود، أجاب المدرب البرتغالي: «الشوط الأول كان أقل من الثاني لأن المنافس بدأ برتم عالٍ، وفي الحصة الثانية تمكنا من الاستحواذ أكثر وتأمين النتيجة دون أن نبذل مجهودًا بدنيًا عاليًا، ومستمرون في انتصاراتنا بدعم الجماهير».
وأضاف المدرب البرتغالي: «من بداية عملنا إلى الآن، تطورنا كثيرًا، ولو كان معنا البرازيلي نيمار لكنا أفضل وأفضل، وأوجدنا حلولًا بديلة، ونفس الشيء سيحدث مع هدافنا الأول الصربي ميتروفيتش».
وأشار جيسوس إلى أنه يركز في الفترة الحالية على العوامل النفسية، كاشفًا عن استفادته من مواطنه البروفيسور سيرجيو الذي عمل معه سابقًا، وأوضح: «أحترمه كثيرًا وسبق لنا العمل سويًا، ونتواصل بشكل دوري، لديه معرفه علمية، وليس لديه معرفة فنية بنفس القدر».
ورد جيسوس على سؤال حول مستوى البرازيلي رينان لودي الظهير الأيسر قائلًا: «اللاعب في طور التجهيز، لم يصل للمستوى الذي تعاقدنا معه لأجله، وعانى من الإصابات، ومع مرور المباريات سيتحسن للأفضل».

أضاف سالم الدوسري، لاعب فريق الهلال الأول لكرة القدم، فريق الأخدود إلى قائمة الفرق التي هز شباكها بدوري روشن السعودي بعد تسجيله الهدف الثالث خلال مباراة الفريقين، السبت، ضمن منافسات الجولة الـ 26.
ونجح سالم في التسجيل أمام 23 فريقًا منذ بداية مسيرته الاحترافية موسم 2011ـ2012، وكانت بدايتها في مرمى النصر ضمن الجولة العاشرة للموسم ذاته، وبعدها توالت أهدافه في 22 فريقًا آخر، وهي: الفتح، الاتحاد، الاتفاق، الوحدة، الأهلي، الفيصلي، الشعلة، الرائد، هجر، الخليج، الباطن، التعاون، أحد، القادسية، الفيحاء، العدالة، الحزم، أبها، الرياض، الطائي، ضمك، والشباب.
ورفع سالم الدوسري حصيلته بهدفه في مرمى الأخدود إلى 64 هدفًا خلال 241 مباراة في الدوري، وفقًا لموقع «ترانسفير ماركت» العالمي.

نقترب يومًا بعد يومٍ من لقاء نصف النهائي بين الهلال والعين. مباراةٌ تاريخيةٌ بين بطلين لآسيا، لا يمكن لأي منها أن ينظر لها بأنها سهلةٌ، أو في المتناول. الجميلُ، هو حالة الاحترام المتبادل بين البطلين.
الاحترام مطلوبٌ في أي مباراةٍ حتى لو لم يكن منافسك الهلال، أو العين، فالعرب تاريخيًّا عُرف عنهم احترام المنافس في كل المجالات، بل إن هناك مَن نظَّم قصائدَ مدحٍ في الخصم، وأعطاه حقه وأكثر، والسبب يعود إلى أن الفوز على منافسٍ قوي وشرسٍ، يعني أنك لم تنتصر بسهولةٍ، بل قدَّمت كل ما تستطيع للظفر بما تريد، وهذا بالتأكيد يعطي قيمةً أكبر للفوز.
البطل الأسطوري «عنترة بن شداد»، كان يمدح قوة خصمه وشجاعته، وعندما ينتصر عليه، تنتقل كل صفات الخصم لعنترة، لأنه لا يتغلَّب على الشجاع القوي إلا أشجع وأقوى منه.
قد يكون السببُ الواضح لمدح عنترة خصمَه انتقالُ المدح لنفسه بعد الانتصار، لكنْ هناك سببٌ أهمُّ من ذلك، وهو أخلاق الفرسان، ففي ساحات المنافسة مبادئُ وأخلاقٌ، يتَّصف بها الفارس الحقيقي، وتدلُّ على نبله، ورقيه، والتزامه بالقيم العربية الأصيلة المتوارثة على مر السنين.
والعكس بالعكس، فالتقليلُ من خصمٍ، ثم الخسارة أمامه، يعني أن الخسارة جاءت من منافسٍ ضعيفٍ، وهذا يدلُّ على الوهن، فلا يخسر من ضعيفٍ متهالكٍ إلا شخصٌ أضعف منه.
بقي على المباراة أقل من أسبوعين، ومع اقتراب المعركة الطاحنة، يرتفع الأدرينالين في الجسم، ويرتفع معه هرمون «الهياط» والتقليل من الآخر، وتبدأ مقولة «هاتوا الهلالي»، أو «العين ما تعلى على الحاجب»، تتراقص أمام أعين المشجعين.
«هاتوا الهلالي» لن تجعل المباراة أسهل على العين، ولا «العين ما تعلى على الحاجب»، ستجعل العين يخسر «رايح جاي»، لذلك احترموا الخصم، واستمتعوا بمباراةٍ تاريخيةٍ، تحمل في طياتها خمسةَ ألقابٍ آسيويةً، ووصافةً للعالم من الفريقين العريقين.
علِّموا أولادكم احترام الخصم، علِّموهم احترام الكبير، وإعطاء الفائز حقه وقدره، وتوقفوا عن غرس «التقليل من الآخر» فيهم، فهذا ليس من قيمنا، ولا من أخلاق الفرسان.

أعلم علم يقين أن ساحتنا الرياضية عاطفية الهوى والهوية، وأن روابط الانتماء بين أهلها وأنديتهم المفضلة هو روابط «حب أعمى» لا يستطيع معها التمييز بين الصواب والخطأ، لدرجة الوقوع في التضاد والتناقضات بشكل علني ودون الشعور بذلك، فـ«لمسة يد» على الفريق المنافس هي ضربة جزاء لا تقبل الشك وعدم احتسابها خطأ كارثي و«………….» ما بين القوسين يضع فيها مدمن فكر المؤامرة تصعيده الذي يفسر فيها الأحداث في كل مرة، في حين أن ذات لمسة اليد على فريقه المفضل لا شيء فيها ولو كانت أكثر وضوحًا، ولو احتسبت فسيمارس نفس الدور الذي مارسه من قبل ولكن بالنقيض.
ولأن لدينا فريق «محترف ونموذجي» يملك ثقافة بطولات يندر من يملكها على مستوى العالم فإن الاعتراف بتفوقه مثل وجود الغول والعنقاء والخل الوفي، بل على العكس تمامًا تبدأ رحلة تشكيك بطريقة «اكذب واكذب حتى يصدقك الناس» فتترسخ القناعات المشككة مع مرور الزمن حتى يصدقها أصحابها، فما بال المغرر بهم؟!
لكم أن تتخيلوا أن الموسوم بهذه الصفات هربًا من الحقيقة المؤلمة لهم خاض قبل ساعات مباراة مهمة على ضفاف الساحل الشرقي، وسيعود أو عاد للعاصمة، ثم سيمضي يومًا واحدًا ويغادر بعدها للإمارات العربية، ويلعب ليلة التاسع والعشرين من رمضان مباراة مفصلية أخرى أمام المنافس الجغرافي في نصف نهائي السوبر، وفي حال الفوز سيلعب ثاني العيد المباراة الختامية، وقد يعود للرياض ثم يرجع مرة أخرى إلى مدينة العين الإماراتية بعد خمسة أيام فقط ليلعب أهم مباراة في الموسم حتى الآن في نصف نهائي القارة، وخلال يومين فقط سينتقل من العين إلى أبو ظبي ومنها إلى الرياض ثم إلى جدة لمقابلة «الأهلي»، وللمعلومة فقط فالراقي من الآن وحتى وقت المباراة سيبقى في جدة، ينهي لاعبوه صيامهم، ويعيّدون مع أسرهم، ويرتاحون من الأسفار والإرهاق والإصابات، في انتظار وصول الهلال الذي ينتظره بعدها مباراة الإياب لنصف النهائي القاري.
كل ذلك في نظر مدمني فكر المؤامرة عدل وغيره ظلم بواح.