البلدوزر الضارب بأعماق التاريخ




فيصل الشوشان يكتب :

•• لا يمكن أن يدور الحديث عن جمال كرة القدم في بلادي دون استذكار الهلال، القيمة والقامة، والمؤسسة الزرقاء التي تضرب أطنابها في جذور التاريخ الرياضي المحلي بعبق مفعم بالذهب.

•• الهلال بقوته وعنفوانه، وهيبته وهيلمانه، وبهدير مدرجه الذي لا يهدأ ولا يكل ولا يمل ولا يستكين نجح في أن يبقى متربعا على قمة المجد، ويحكم قبضته عليها بجدارة. أشبه «بالبلدوزر» المهاب الذي يتصرف بما تمليه عليه حاجة المنافسات الرياضية التي لا تعترف إلا بالأقوياء، والأقوياء فقط.

•• أستطيع أن أقول: إن الهلال تعرض لأكبر حملة للكراهية والتشويه في المجتمع الرياضي المحلي دون أن يكون له ذنب فيها، وقد لا ألوم كارهيه عندما يبغضون ذلك الذهبي الأصيل، فبعض قرارات لجان اتحاد القدم، وتوجهات بعض المنتمين لإعلامه ربما كانت سببا مقنعا لحالة الجفاء التي طالت الكيان الأزرق.

•• لكن ما لا يمكن قبوله نكران جمالية كرة القدم التي يقدمها الهلال على مدى تاريخه، جيل يتلو الآخر، ومرحلة تعقب الأخرى، ومبدأه ثابت لا يتغير، حتى أصبح «براند» لا مثيل له على الساحة المحلية والإقليمية والقارية. هو «الهلال» وكفى.

•• رسالتي لمدرج الهلال المهيب: افرحوا وافخروا وتفاخروا بهلالكم، فأنتم تنتمون لأجمل من يلعب كرة القدم داخل الملعب، واصلوا واستمروا على ثوابتكم، وحافظوا على قيمة معدن الهلال الأصيل.

•• أما المتحسسون، والناقمون، والذين أخذوا على خاطرهم من تفوق الهلال، أقول: دعكم من كل شيء خارج الملعب، وادعموا جمال الكرة التي يقدمها خصمكم، فالأصل في الكرة المتعة، وهذا ما يقدمه الهلاليون بكفاءة وحرفية عالية.