صحيفة الرياض : فكر بعقلك ياحسين عبدالغنى ثم قرر .. حان وقت الوداع - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

alfayhaa Sport · #1 03/02/2017, 09:08 PM

صورة قديمة للاعب حسين عبدالغنى

الرياض ـ مرشد العيسى

في الشهر الثاني لعام 2011، احتشد الإعلاميون في قاعة المؤتمرات الصحافية التابعة لنادي كورينثيانز البرازيلي، دقائق حتى اتخذ الهداف "الأسطوري" رونالدو ليما مكانه فوق منصة الإلقاء، صمت لبرهة وأطرق رأسه يعبث بميكرفونات القنوات من أمامه، ثم انطلق يتحدث بعد اعلان اعتزاله لعب كرة القدم نهائياً: "لم أعد أحتمل إكمال المسيرة، أريد مواصلة مشواري ولكني غير قادر، جسدي يؤلمني وذهني يريدني أكمل اللعب ولكنني لستُ قادرا، حان موعد الاعتزال".

كفكف دموعه الظاهرة، وغادر قاعة المؤتمرات وترك خلفه تصفيقاً حاراً ألهب كفوف الحاضرين، ما كان أحد أعظم هدافي العالم أن يتوقف عن اللعب لو لم يتخل عن إتباع خيارات قلبه، والتي تحركه تجاه الاستمرار بركل الكرة باتجاه شباك الخصوم، فإتباع العاطفة كروياً والشغف في بقاء الجسد حيّاً في ملاعب كرة القدم، يقود اللاعب من حيث لا يدري إلى التنازل عن وهج نجوميته وشهرته للعب في أقل الدوريات مستوى، كل ذلك في سبيل أن يبقى في ملاعب الكرة تحت مسمى لاعب كرة قدم، البرازيلي الآخر ريفالدو، أحد أشهر لاعبي الوسط في العالم، بلغ من المجد ما لم يبلغه كثيرون، ارتدى قميص اثنين من أعرق أندية العالم هما برشلونة وميلان، وحمل كأس العالم الذي يعتبره اللاعبون غاية مقاصدهم الرياضية، ولكن شغفه بكرة القدم جعله يتتبع خيارات قلبه، فاختار اللعب في دول مغمورة كروياً كأوزبكستان، وتدنى حتى وصل إلى اللعب بدوري الهواة في بلاده، كل ذلك في سبيل بقائه في منظومة لاعبي كرة القدم، وقبل أسابيع شهدت كرة القدم عودةً عاطفية جديدة، بعد أن تجاوز الأرجنتيني خوان سبيستيان فيرون عامه الـ40 بـ12 شهرا، قرر العودة مجدداً لملاعب كرة القدم وهو الذي اعتزلها في 2011 بناءً على نصائح طبية، وبعودته لممارسة اللعب سيجمع بين منصبه كرئيس لنادي استوديانتيس الأرجنتيني وقائداً للفريق، لا يمكن لمثل هذا القرار أن يخرج من العقل بل هو عاطفي بحت، أصدره القلب ونفذته العاطفة.

في 2006، تمسك الفرنسي زين الدين زيدان بقرار اعتزاله اللعب نهائياً، على الرغم من أنه كان أحد أفضل لاعبي الوسط آنذاك أداءً وحضوراً، وكان مطالباً من الجميع أن يبقى في الملاعب لكنه أصرّ إلا على الرحيل، قال بعد أن نفذ قرار اعتزاله: "كان بإمكاني البقاء لاعباً لأعوام، أعرف ذلك، لكنني اتخذت قرار الاعتزال، لأنه من المهم أن تعتزل بإرادتك ووفق شروطك وفي الوقت المناسب، بدلاً من أي أن يأتي يوم ويتم فيه إجبارك على الاعتزال".

في الكرة السعودية حالياً يتصارع حسين عبدالغني قائد النصر، صراعاً خفياً مع أطراف لا تبدو ظاهرةً في المشهد، هو يستميت ليستكمل مشواره ومسيرته، وهم يعملون جاهدين على أن تتوقف هذه المسيرة هنا، قبل فترة بسيطة غادر النصر بعد أن اعترك مع مدرب الفريق زوران ماميتش، أعقب ذلك منحته الإدارة إجازة مفتوحة لم يعلن موعد نهايتها، ما زال حسين غائباً عن المشهد، ولكن ثمة أخبارا صحافية تنشر أن حسين يتمسك بالعودة للفريق، في الوقت الذي مازال المدرب يرى أنه خارج حسابات النصر هذا العام، بعدما أمضى عامه الـ38 وشرع في عامه الأخير قبل الأربعين.

هذا العمر هو مفترق الطرق بين اللاعب والملاعب، من هذا العمر أغلب النجوم يتوقفون عن الركض ويعلنون تعليق احذيتهم الرياضية، ندرك جيداً أن حسين يستحق نهاية أفضل، ولكن تمسكه بالبقاء سيؤدي به إلى طريقين، الأول مشاكل وربما يعني ذلك رحيل زوران عن النصر، والثاني أن يتنقل بين الأندية ليبقى على قيد الحياة الكروية، إن سلك الطريق الثاني فإننا سنراه في أندية متوسطة وربما في درجات متدنية، وعليه أن يتجرد من عاطفته وشغفه بكرة القدم، وأن يسلك طريق العقل ويدرك أن استكمال اللعب يبدو أمراً مستحيلاً.

اختيار اللاعب موعد نهايته الكروية، هي إحدى النواقص التي لا يجيد اللاعب السعودي عملها، فقبل فترة بسيطة غادر محمد نور المشهد الرياضي من مقاعد البدلاء، وبعد أن فقد كثيراً من بريقه الكروي، والآن ها هو حسين يقترب من الرحيل بالطريقة ذاتها، والحقيقة أن الخطر يحاصر محمد الشلهوب وياسر القحطاني في الهلال، والأمر كذلك بالنسبة لتيسير الجاسم في الأهلي، فالنهاية المثالية هي الختام الذي يسعى لأن يصله كل لاعب لذا من المهم أن يقرر كل لاعب موعد رحيله في الوقت المناسب، حتى لا يجد من يدفع به إلى الباب ليغادر المشهد بصورة غير مرضية.

الـمصدر : صحيفة الرياض