مقالة فى صحيفة الرياض : انجوا بأنفسكم بعد غرق المنتخب - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

alfayhaa Sport · #1 25/01/2016, 06:55 AM

انجوا بأنفسكم بعد غرق المنتخب
عبدالله الفرج

لا يوازي مرارة خروج المنتخب الأولمبي السعودي من نهائيات كأس آسيا "23 عاما" وفقدانه فرصة بلوغ أولمبياد ريو دي جانيرو 2016 مقرونة بأداء ضعيف ونتائج مخيبة سوى تسابق مسؤولي المنتخب والاتحاد السعودي لكرة القدم على تبرير هذا الإخفاق بصورة مستفزة لجماهير كانت تمني النفس بظهور مشرف للاعبين مميزين في أنديتهم يقودون "الأخضر" لإنجاز يجدد العهد مع الحضور السعودي القاري الذي غاب طويلا.

وبدلا من أن يعتذر المشرف على المنتخب صالح أبو نخاع للجماهير السعودية، ويقدم مسببات مقنعة خرج في تصريحاته لبرنامج "الملعب" بالقناة الرياضية مهاجما الأندية والإعلام ووكلاء اللاعبين، وتغيير برنامج الإعداد الذي وافق عليه من دون أن يحمل نفسه، ولا أي جهة يمكن الاقتناع بمسؤوليتها، كما أن رئيس لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي عبدالله البرقان صرح بعدم تحمل اتحاد القدم المسؤولية، وجاء رئيس الاتحاد أحمد عيد ليكمل ما نقص بظهوره المخجل في برنامج "كورة" حين ذكر أن الجعيثن هو من درب المنتخب وليس الهولندي كوستر!!

وإذا كان المدرب الوطني بندر الجعيثن الذي قاد هذا المنتخب للتأهل للنهائيات من إيران وسط أجواء عصيبة يقرّ بسوء الإعداد الذي لم تتجاوز فترته الأسبوع الواحد مقارنة بمنتخبات منافسة خاض كثير منها ما يقارب خمس تجارب ودية، فهذا وحده كفيل بتحميل الاتحاد ومسيري المنتخب المسؤولية، خصوصا وأن الأسماء التي مثلت الأولمبي الوطني معظمها تملك خبرة جيدة مع أنديتها في "دوري عبداللطيف جميل" ما يؤكد أن قرار تغيير المدرب كان خطأً استراتيجياً، والموافقة على تغيير برنامج الإعداد بتأخير انطلاق المعسكر تسبب بصورة رئيسية في المظهر السيئ للفريق والأخطاء الفردية البدائية في المباراة الافتتاحية أمام تايلند.

من المعيب أن يقبل كوستر قيادة فريق قبل أيام من خوضه معتركا هاما يؤهل للأولمبياد، من هو المدرب الأجنبي الذي يمكن له التعرف على قدرات لاعبين، وجاهزيتهم الفنية واللياقية والنفسية، ولديه القدرة على اختيار 11 لاعبا، والتعامل مع متغيرات مباراة، وإجراء تبديلات مناسبة وهو الذي تسلم المهمة قبل أيام من انطلاق البطولة؟!.

من استمع لتصريح اللاعب عبدالمجيد الصليهم الذي دخل بديلا في المباراة الأخيرة وخرج بعد دقائق مصابا لأول مرة هذا الموسم وقال بعد نهاية المباراة : "عملية الإحماء قبل دخولي أجريتها دون مساعدة اختصاصي اللياقة، لماذا أحضروه؟!" يكفي لمعرفة واقع الجهازين الإداري والفني المزري.

الإخفاقات في كرة القدم ليست جديدة، والتخبط في تحضير المنتخبات وسوء الإعداد ليس جديدا، نحن نملك مواهب مميزة في كل الفئات، والأندية تستحق الشكر والتقدير على إنجابها المستمر للمواهب، والإعلام الرياضي إن كان له أخطاء في مناسبات سابقة، فقد كان مثاليا هادئا مع الأولمبي حتى انطلاق النهائيات الآسيوية.

المنتخبات السعودية تفتقد للإدارة الجيدة، والأسوأ من كل ذلك تسابق مسؤولي الاتحاد والمنتخب الأولمبي لتبريرات غير مقنعة، مليئة بالتناقض، يهدفون للنجاة بأنفسهم، بعد أن غرق منتخب الوطن.