السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
لو سألتموني عن تقييمي لأداء الهلال مقارنة بفرق الدوري لقلت: ممتاز
و لو سألتموني عن تقييمي لأداء الهلال مقارنة بإمكانياته لقلت: دون المتوسط
الهلال مقارنة بغيره ممتاز لأن أفضل فريق (ليس بالسعودية بل بآسيا) لا يكاد يمسك بالكرة عندما يلعب أمام زعيم آسيا. وبالمناسبة هذه الميزة تعود لجودة اللاعبين (تذكروا سيطرة الهلال بمباراة سيدني).
و الهلال مقارنة بنفسه دون المتوسط لأن هناك أخطاء بدائية ترتكبها إدارته و مدربه و بعض لاعبيه و لو تم تلافيها لحصلنا على ضعف هذا المستوى.
هناك أشياء عليك أن تقبل بها كما هي، لأنها غير قابلة للتعديل، لذلك الحديث فيها هدر للوقت و الأعصاب، المهم هو ما يمكن إصلاحه.
و السؤال: ما هي الأخطاء التي يمكن تلافيها؟
1. اختيار مراكز الأجانب
أيهم أصعب وأغلى:
تجلب مدافع أو محور أو جناح أو صانع لعب أو هداف؟
غالبًا: الهجوم و الوسط أغلى، يليهم المحور والأجنحة، و الأكثر توفرًا والأرخص هم المدافعون.
طيب أي المراكز أكثر تأثير:
قلب الدفاع أم المحور؟
الهلال فريق هجومي وبوجود محور جيد نادرًا ما ستشاهد الحارس، و المحور يخدمك بالتسديدات هجوميًا.
طيب أيهم أندر محليًا: المدافع أم المحور؟
يكفي أن تعلم أن محور المنتخب هو عبدالملك الخيبري!
إذن السؤال اللي يطرح نفسه: ليش مدافعين اثنين أجانب و المحور حايس أم الفريق: مرة تحط كريري ويخذلك، ثم تضع الفرج ويخذلك، ثم تغير الخطة، ثم تغير المراكز؟ ليش كل هالحوسة: جب واحد مدافع سعودي وواحد أجنبي وواحد محور أجنبي وكثر فلوس (ليس أي أجنبي سينجح، فشل: جوستافو، كاستلو، بنتيلي، هرماش).
2. اختيار أسماء الأجانب
حددت المركز اللي تحتاج، الآن تحتاج حسن تدبير الفلوس عشان تجيب أفضل الممكن بالمبلغ اللي معك.
افرض معك خمس ملايين، وش ما تسوي؟
الأشياء اللي تقدر تسويها كثيرة و تعتمد على بعد نظرك و عمق نظرتك الفنية.
لكن أنا سأعدد اللي الأشياء اللي المفروض ما تسويها إذا أنت تعرف ألف باء الاحتراف:
· لا تجيب لاعب منتهي (تشافي مثلا)، فما بالك بلاعب منتهي بفريق شيشاني مركزه التاسع!
· لا تجيب لاعب مجهول حتى لو بتوصية المدرب، لأنك لست أي فريق، و لأنك بالسعة و بإمكانك تجيب لاعب تعرفه.
· لا تجيب لاعب كبير و أنت تقدر تجيب لاعب صغير.
· لا تجيب لاعب حقق طموحاته، لأنه غالبًا بيجي يريح عندك.
· مهوب كل أوروبي ويلي، و لا كل روماني رادوي.
3. عدم ثبات التشكيلة
كل فرق العالم تلعب بتشكيلة ثابتة، هل دونيس من كوكب آخر؟ اللعب بتشكيلة واحدة يجعل اللاعبين يحفظون أدوارهم و تحركات زملائهم عن ظهر قلب. أما التدوير فيكون عند الحاجة فقط، والحاصل بالهلال ليس تدوير، بل هو أداة يستخدمها المدرب لفرض شخصيته على حساب أداء الفريق الفني.
4. عدم ثبات الخطة
المدربون بالعالم يبذلون الجهد ليفهم اللاعبون الخطة التي يلعبون بها، و يستمر الفريق بهذه الخطة طوال الموسم، أما دونيس فيلعب بثلاث خطط بمباراة واحدة! أتفهم تغيير الخطة لظرف معين: كالتأخر بالنتيجة بمباراة كأس، لكن ذلك يكون استثنائي.
5. عدم ثبات المراكز
لا يكتفي دونيس بإرباك اللاعبين بتغيير الخطط، بل إضافة إلى ذلك يحوق اللعب بتغيير المراكز، اليوم ألعب محور، بكرة ظهير أيمن، بعده ظهير أيسر! شيء غير معقول.
6. اختيار العناصر
دونيس لديه قناعات فنية غريبة، و فهم غريب للانضباط، و يجب على الإدارة التقريب بينه وبين اللاعبين، و مناقشته بقناعاته الغريبة.
7. عدم معالجة الأخطاء الفردية
7.1. لازال المدافعون يعيدون الكرة لشراحيلي الذي لا يجيد اللعب بقدميه.
7.2. سالم لاعب جيد لكنه لا زال ينطلق بالكرة وكأنه سارقها: توقف > فكِّر > مرر بهدوء
7.3. الفرج (أحسن لاعب) لا زال لا يشتت: ارجع يا ادواردو و استلم منه!
7.4. ألميدا يتفلسف: عنده خيارات و تفلسف؟ غيّره
8. عدم مراعاة شخصيات اللاعبين
شخصية دونيس أقرب لشخصية العسكري، يحتاج أن يقترب من اللاعبين و يفهم شخصية اللاعب السعودي (والبشر عمومًا)، فشخصية ناصر تختلف عن شخصية الشلهوب على سبيل المثال، و كلها شخصيات مقبولة. و لو أردنا مثال عالمي فشخصية كرستيانو تختلف عن شخصية ميسي: كريستيانو يميل للتعبير عن مشاعره فيحتج و يصرخ و يغضب من زملائه وربما مدربه، أما ميسي فهادئ قلما تراه يطلق مشاعره و المطلوب من المدرب احتواء الجميع ليستفيد الفريق. و الاختلاف طبيعة البشر.
و ختامًا أتمنى من الإدارة التخطيط للتغيير حتى لو لم يكن بنيتها التغيير (ما عندهم شغل)، لأنها عندما تحتاج التغيير (غالبًا بعد نكسة) سيكون الوقت ضيق جدًا. اسبروا كل ما يتوفر: مدرب جيد، محترف أجنبي، محترف آسيوي، لاعب محلي... أرجو أن لا تكون الحاجة الآنية هي الدافع الوحيد، مثلا: صحيح عندنا كواك و ديجاو، لكن هذا ما يعني إنك ما تسبر لك مدافع محلي جيد من هنا أو هناك، إذا حدّك الحاجة بتشتريه خمس أضعاف قيمته!
و السلام ختام
15Likes 
الوضع العادي
