به مقامة المقامات
عائض اية من ايات الله في الأرض،تراه فتعجب،وتسمعه فتطرب ،تقرأه فتجذب ، عظيم الحفظ ،
بهي اللفظ ، ابن جوزي الوعظ ، الف و صنفه، وأبدع وأمتع ، و افاد واجاد ، ولون وتفنن أخذ من
كل علم روحة كل فن زلالة ومن كل شهد سلافة ومن كل بستان ثمارة ، كل ذلك في همة عالم ،وخفة
ظل ، واريحة فؤاد ورحابة صدر ، ورهافة كلمة ، وصفاء العبارة ، وذكاء اشارة وزكاء منهج
ان علم انار الأذهان ، وان خطب هز الوجدان ، وان وعظ ابكى القلوب وان انشد اطرب النفوس
وان كتب فهو شهد مذاب وجنى مستطاب
يقبس النور من بهاء الداري ...............................
............................ ويصوغ القريض صوغ الالي
صورا حية ومعنى زكيا ...............................
........................ وبيان عذبا وبدع خيال
يملك السمع والقلوب بما يرسل ................
............................ من شعره السني العالي
وعلى منبر الخطابة يشدو .......................
............................. وهو فيه يصول كل مصال
انه يعتمد الى ازهار العلوم ، وثمار الفنون فيرشف منها جميعا ، ثم يخلطها
بروحة ، ويمزجها بدمه ، فينطق فمه ، ويدون قلمة ، روائع من العلم وبدائع من الأدب فيها شفاء
للناس ، وهدى وموعظة لقوم يتفكرون ، وها هو اليوم يطلق قمرة الابداعي في افق العلم ،
وفضاء الادب ، فيبث في مسمع الزمان مائة مقامة استقبلتها أطباق القلوب ، ووعتها خوالج
النفوس ، ورقصت الأفئدة على أنغامها ، وتضوعت الأرواح بأنسامها
واحتفظت المشاعر بأفلامها ، فهي في الضمائر مطبوعة ، وفي الخلجات مزروعة ، وفي الأرواح
مرفوعة
يا اخا الود يا نجى الليالي ..................... يا سنا البشر في الوجوه الصباح
ها هنا يسبحالخيال ويسري الفكر ............ طلقا في جوه الفياح
ويفيض البيان من منهل الخاطر ............ حمدا للواهب الفتاح
لقد همت سماء الفكر بغيث هنيء سح غدق ، سقيا رحمة لا سقيا عذاب
وتفجر ينابيع العلم عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر ، وأرسلت الأرواح
واردها فتعاطى فشكر .
لقد ابتلى عطشى الأدب ، ووظمأن الفكر ، بأناس يوهمونهم أنهم يحلمون ماء حتى اذا جاءه الظمأن
لم يجده شيئا ، ولكن عائضا شق لنا نهر فراتا ونبعا زلالا ويروي الغلة ويشفي العلة ويطرد عن
النفوس ظمأها ويزل عن القلوب صدأها
أنت مع هذه المقامات مقيم بجسمك مسافر بروحك تتنقل من بلد الى بلد و من فن الى فن ومن دوح الي دوح سفر ماتع ومتنقل رائع بينما انت محلق في اجواء اليمن اذا بك هابط في دمشق وبينما انت تتلقى الاشارات من مدرجات القاهره اذا بك تتجول في متحف الاندلس وبينما انت على
شاطئ دجلة او الفرات ابك تشرب من زمزم بينما تعيش في كنف نبي مرسل اذا بك تنتقل تاى رحاب شاعر ملهم تم فجأة وأنت في دار عالم جهبذ وبينما أنت في غمرة السرور اذا بك تتفجر بكاء وتغرق في الهموم
هذا الجزاء الأول من تعريف الكاتب
عائض القرني
مع خالص تحياتي قلم خاص جدا
الوضع العادي
