1- ارتياد المواقع الانحلالية، وسهولة تحميل وتبادل ومشاهدة مقاطع الفيديو والصور الانحلالية والتأثر بذلك في السلوكيات العامة، ومن ثم تزيين الوقوع في الموبقات والكبائر.
2- إقامة العلاقات العاطفية والانحلالية أحيانًا، وإجراء التواصل المحرم مع الأجنبيات والأجانب خلسة من الآبناء، خاصة وأن الجهاز التقني المحمول صغير الحجم نسبيًا، ويصاحب الابن أو البنت المراهقين في كل مكان يمكنهما ارتياده.
3- الأزمة المركبة والمعقدة أن أجهزة تكنولوجيا الاتصالات الحديثة تزين للمغيب الواقع في براثن الخطيئة أو مقدماتها أن يقوم بالتوثيق بالصوت والصورة لزلات البنات وهفواتهن بل وزلات نفسه وهفواتها، فتقع المقاطع الموثقة للجريمة الانحلالية بعد ذلك في يد الغير فيحدث الابتزاز أحيانًا، والتشهير في معظم الأحيان، وتتعقد الفضيحة، وتنشب الخلافات العميقة داخل المجتمع؛ والبنت في الغالب هي الضحية.
4- في ظل كثرة الأجهزة التكنولوجية الحديثة وسهولة حملها من قبل المراهقين، يصير تصوير اللقاءات الخاصة والحفلات والأعراس بل وتصوير المواقف الحياتية الخاصة في الحياة المنزلية الطبيعية أمراً ميسوراً، وفي ظل حماقات بعض المراهقين والأطفال أحياناً، أو القرصنة أو السرقة أو اطلاع الغير على خصوصيات المنازل وحرماتها، قد يحدث ما لا تحمد عقباه وتتسرب الصور والفيديوهات الخاصة، وتحدث الأزمات المجتمعية والأخلاقية، وكثير منها يكون كارثي، وتحدث على أثره مشكلات أسرية كبرى.
5- في ظل تطور برامج وتقنيات التواصل الحديثة نجد أن الصور الخاصة تنتشر بطريقة سريعة، والمتربصين بالمحرمات والمحارم كثر والنتائج لا ترضي دائماً أصحاب الأخلاق الحميدة، وتصطدم مع قيم المجتمع وثوابته الشرعية والعقدية والأخلاقية.
6- حمل الأبناء وبخاصة الصغار منهم لأجهزة الاتصالات المعقدة يجعلهم أصدقاء دائمين للألعاب الغربية المجسمة، وهي مليئة بكثير من الانحرافات الأخلاقية والعقدية، وممتلئة كذلك بالعنف المركب، الأمر الذي قد ينعكس بدوره على أداء الأبناء مع أقرانهم في جدهم وهزلهم.
7- على أفضل تقدير وبعيداً عن الاستثمار الانحلالي لهذه الأجهزة التكنولوجية فإن المتتبع لأحوال الأبناء مع هذه الأجهزة يجد أنها أحدثت عندهم نوعا من الانعزال والانشغال بعالمهم التقني الجديد عن الأسر الحاضنة لهم، الأمر الذي قد ينعكس على الرباط الاجتماعي بين الأبناء والآباء ويخلخل القناة التربوية بين الطرفين،
ويفتح قناة تربوية موازية يتلقى منها الابن مكونه التربوية بصورة قد تكون مغايرة تماماً لواقع البيئة المحيطة ومكونها الثقافي والعقدي والتربوي.
8- قد يمتد الأمر لانشغال الأبناء بعالمهم التقني عن التحصيل الدراسي مما يؤثر على مستوى الطلاب وأدائهم العلمي.
9- قد يمتد الأمر أيضاً إلى انشغال الأبناء بعالمهم التقني عن العبادات والواجبات الشرعية، ويكون التقصير في أدائها هو السمة المميزة لهم.
10- هناك بعد اقتصادي شديد الخطورة في حمل المراهقين والأطفال لأجهزة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات المتطورة، فالقيمة المادية لهذه الأجهزة عالية نسبياً، فلو اعتبرنا أن متوسط قيمة الجهاز ألف دولار وهناك أسرة بها أربعة أبناء فإن قيمة أجهزة الأبناء المحمولة فقط في هذه الأسرة أربعة آلاف دولار، إضافة لجهازي الأب والأم، فضلاً عن الكلفة الدورية المالية العالية لخدمات وبرامج الأجهزة التقنية والتي تمثل استنزافاً شهرياً يحمل على أعباء الأسر الاقتصادية، ويؤثر على المسار المالي العام للمجتمع المسلم بصورة إجمالية،
** فالسعودية على سبيل المثال وبحسب دراسة أجريت تحت مظلة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية تمتلك عدداً من مستخدمي الهواتف المحمولة أكثر من أي دولة في العالم، حيث وصل عدد أجهزة الهاتف إلى 180 جهازاً مقابل كل 100 مواطن سعودي، بواقع 56 مليون جهاز محمول داخل المملكة بينما وصلت نسبة مستخدمي الهواتف المحمولة المتطورة في المملكة إلى 54 بالمئة من جملة الأجهزة، و65 بالمئة منهم يستخدمون هواتفهم للوصول إلى الإنترنت بشكل يومي، فما بالنا ودورة المال في هذه الصناعة والتجارة التكنولوجية تصب في معظمها خارج العالم الإسلامي، على الأقل على مستوى الجهاز نفسه.
11- هناك بعد اقتصادي هام لا يفوتنا وهو عدم مراعاة مشاعر الأسر الفقيرة، فبعد أن كنا نناشد الأسر الميسورة بمراعاة مشاعر الأسر الفقيرة عندما تهندم وتزين أبناءها بطريقة مبالغ فيها الأمر الذي جعل أحد أسباب الزي الموحد في المدارس هو تكريس السواسية ومراعاة مشاعر الفقراء، وهذا هندام لا تتعدى قيمته عشرات الدولارات، أصبحنا الآن نناشد الآباء مراعاة مشاعر الأسر الفقير في حمل الأبناء لأجهزة تقنية بمئات بل آلاف الدولارات.
12- لا نستطيع أن نهمل الانعكاسات الصحية لهذه الأجهزة التكنولوجية على صحة الأبناء ونموهم، فساعات المتابعة والمشاهدة ترهق العين وتسبب لها الكثير من المشكلات البصرية، كما أنها تشرد الذهن، وترهق البدن، وتؤثر على عضلات الجسم وفقرات الظهر وبنيان الشاب في سن مبكر. فبعد أن كان سمت مرحلة المراهقة والطفولة الحركة والرياضة وتنفس الهواء النقي في الأندية والمنتزهات، أصبحت الألعاب الرياضية مقتصرة على خيال المراهق وشاشة جهازه.