جمهور الأهلي ولقب المجانين

دائما الخوض في أمور ترسخت في ذهون الناس واصبحت عادة لا يمكن التنازل عنها يعتبر شجاعة من الشخص الذي يحاول تغيير هذه المفاهيم البعيدة عن الحق والحقيقة وليست سوى أباطيل تم تناقلها حتى رسخت في عقول البعض وأصبحت في وجهة نظره حدود حمراء لا يسمح لاحد تجاوزها
ومن الأمثلة على ذلك في المجال الرياضي لقب جماهير نادي الأهلي والذي أصبح في الأونة الأخيرة يذكر بشكل كبير من قبل معلقي مباريات الأهلي وهم يطلقون هذا اللقب كنوع من المديح والثناء لجماهير هذا النادي
طبعا لقب المجانين يقصد به أنه من شدة الحب أصبح مجنون وهم أقتسبوا ذلك من مجنون ليلى ومن لا يعرف الشاعر المشهور بحب حبيبته حتى اطلق عليه مجنون ليلى من شدة ما بلغ به من الحب والعشق
هكذا يدافعون من يحبون أن يتصفون بهذا اللقب وكذلك يبرر من يطلق هذا اللقب أنهم يقصدون أن جماهير الأهلي وصلت مرحلة الجنون في حب ناديها
ولكن ومع كل احترام لوجهة النظر هذه إلا أننا أمة بعث فيها خير الأنام وأنزل عليهم خير كتاب لكي يتبع الناس خير الهدى ويلتزموا بالتقوى وتصبح أفعالهم وأقولهم يحكمها ما قاله الله وما أوحى الله به على رسوله فهو لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم وكلنا نعلم أن الإسلام تعامل مع المجنون بأنه رفع عنه القلم فلا يحاسب على أفعاله وأقواله لأن الجنون يعتبر داء ومرض لا يعرف المصاب به ما الصواب من الخطأ
وبما أننا عرفنا أنه مرض فالرسول الكريم قال فيما معناه لا تمارضوا فتمرضوا فتموتوا
ومع أن هناك اختلاف في صحة الحديث وكما نعلم إن إدعاء الجنون يعتبر نوع من أنواع التمارض فيخشى على صاحبه أن يبتلى بالجنون
في الختام أتمنى من جماهير الأهلي التفكر والتفكير قليلا فيما طرحته وأخذ الامر بعيدا من التحسس والعصبية وتحكيم العقل والمنطق فهناك كلمات مهما كانت النية الحسنة من صاحبها إلا أنها تعتبر كلمات لا يمكن قبولها بأي حال من أحوال فأتمنى أن يتغير لقب مجانين الأهلي إلى ملوك الأهلي فهم بحق جمهور ملكي يستحقوا الكثير من ناديهم