حمد الحمد ومشروع أمل

كنت ولا زلت ادعو إلى أن نلتفت قليلا وننظر إلى منتخبات أمريكا اللاتينية بإستثناء البرازيل والأرجنتين فمنتخبات تلك القارة تمنحنا طريق مختصر نستطيع أن نسلكه من أجل الوصل لمنصات التتويج ودعوني أذكر مثال عن تلك المنتخبات فمنتخب تشيلي في كأس العالم بالبرازيل قدمت درس نموذجي عن المنتخب المثالي الذي يمكنه مقارعة الفرق الكبيرة وليس فقط مقارعتها بل اللعب ضدها كند للند والفوز عليها فما هزيمة أسبانيا أمام تشيلي إلا ثمرة نجاح الاتحاد التشيلي
البعض سيقول انت الان كتبت عنوان يختلف مع المضمون فأقول أخي القاري لا تستعجل فأكثر ما دمر الكرة السعودية إستعجال النتائج علما أن العمل بسرعة سيترتب عليه أخطاء كثيرة تجعله في النهاية عمل ينتهي بالفشل
فأنا قلت بعنواني أن لاعب الاتفاق سابقا والهلال حاليا حمد الحمد كنت آراه مشروع أمل قد يحول الكرة السعودية للمسار الصحيح فلو قارنا بين البنية الجسدية لحمد بالبنية الجسدية لمنتخب تشيلي لوجدنا أن هناك تشابه كبير جدا من الناحية الجسدية لهذا اللاعب والواضح أن اللاعب حمد تمرن كثيرا حتى أصبح جسمه صلب علما أنه قصير القامة ولكن يمتلك قدرات جسمانية تجعله يستطيع مقارعة البنيات الجسدية الطويلة فمنتخب تشيلي لم يمثل قصر لاعبيه أي خلال في الفريق بسبب أنهم عوضوا قصر القامة بصلابة جسدية فأصبحوا كصخور متحركة في الملعب
فأنا تابعت حمد الحمد في الإتفاق سابقا وكنت أراهن عليه ليس فقط بسبب صلابته الجسدية بل أضف لياقة اللاعب العالية تمريراته الدقيقة وأهم ميزاته قدمه الفولاذية التي تمنحه استغلال أي مساحة خارج منطقة الجزاء لإرسال تسديدات لا يمكن للحارس سوى مشاهدتها في المرمى
ولكن كل آمالي ذهبت أدراج الرياح فاللاعب بعد إنتقاله إلى الهلال أصبح حبيس دكة البدلاء والسبب أن في الهلال لاعبين مهاريين يمكنهم تجاوز لاعب او لاعبين او ثلاثة ثم تكون نهايتها فقط فرصة خطيرة وكلنا شاهد الهلال في هذه السنة أن لاعبيه المهاريين يضيعون الكثير من الأهداف بسبب أنهم لا يمتلكون سوى مهارات مراوغة أصبحت في مفهوم كرة القدم الحديثة العالمية كرة شوارع ونسميها في ثقافتنا كرة حواري
فلاعب مثل حمد الحمد لا يمكنه الظهور كلاعب مهاري يستطيع تجاوز لاعب او لاعبين ولكن هو سيكون نجم من أفضل النجوم إذا وجد فريق يلعب بمنظومة الفريق الواحد الذين يتحركون بشكل متناسق ويتبادلون الكرة بطريقة سلسة ويصلون للمرمى بأقل مجهود ويسجلون الأهداف من أنصاف الفرص
الهلال حتى الان يفرط في لاعب سيكون نموذج يجب استنساخه في الملاعب السعودية التي تعج بلاعبين مهاريين ببنية جسدية ضعيفة لا يمكنها الضغط على الخصم واخذ الكرة منه مما يترتب عليه ضغط على لاعبي الدفاع الذي بدورهم لا يمكنهم القيام بالدفاع عن شباكهم دون مساندة بقية الفريق وفي الأخير تكون الهزيمة أمر حتمي للكرة السعودية فلا يمكن أن تفوز بالبطولات إذا كانت شباكك تهتز بسهولة
في الختام أتمنى أن تتاح لهذا النجم الذي ينتهج أسلوب أمريكا اللاتينية وهو أسلوب القتال في اللعب الذي يتطلب وجود بنية جسدية قوية ولياقة بدنية عالية وهذا ما يتميز به حمد الحمد فأتمنى عدم دفن هذا الكنز في دكة البدلاء