لم يكن النقل الجوي والتعليم المتأثرين الوحيدين بسبب عملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية بمشاركة مجموعة من دول التحالف ضد الميليشيات الحوثية في اليمن، بل انضم إليهما أندية كرة القدم وتحديداً فريقي نجران المشارك في دوري جميل للمحترفين، وحطين متذيل ترتيب دوري الدرجة الأولى، الواقعان على الشريط الحدودي الفاصل بين المملكة واليمن.

فعلى بعد كيلو مترات معدودة من مقر نادي نجران أقصى الجنوب السعودي، تتخذ القوات البرية السعودية موقعها مقابل الحدود اليمنية، وفي المقابل يقول صالح مانع، مدير الفريق لـ"العربية.نت":" لدينا 3 لاعبين أساسين في الفريق يتواجدون مع القوات العسكرية وهم حمد الربيعي قائد الفريق، وعبدالعزيز حمسل والحارس ناصر الصيعري، وبسبب كونهم في مهمة وطنية فهم يتدربون انفرادياً متى ما كانت ظروفهم تسمح بذلك" وزاد:" أنا شخصياً وهذيل آل شرمة رئيس النادي نعمل في القطاع الصحي بالإضافة إلى عدد من الإداريين والمسؤولين في الأجهزة الفنيّة، وكلنا نحضر إلى التدريبات بحسب قدرتنا كون الهاجس الوطني أهم بكثير من الرياضة".

ورغم أن فريق نجران ليس مهدداً بالهبوط، لكنه ليس بمأمن عنه، وجرت العادة أن تستغل الفرق فترة أيام فيفا للتحضير لما يتبعها، إلا أن نجران لم يستطع ذلك، ورغم هذا يتحدث مانع بشكل مطمئن ويقول:" أغلب لاعبي الفريق خارج نجران كونهم يأتون من مناطق مختلفة من المملكة، ومدرب اللياقة لم يصل نجران لحضور أول تمرين للفريق اليوم بسبب توقف الرحلات الجوية أول أيام عاصفة الحزم، لكن هذا لايهمنا على الإطلاق، كل ما نتمناه أن ينصر الله بلادنا، أما الجانب الرياضي فهو قابل للتعويض في أي وقت".

وحول انعكاسات المعركة على المزاج العام بين أفراد النادي، أجاب:" كل الأحاديث داخل النادي تدور حول المعركة وآخر مستجداتها، وهناك بعض اللاعبين الذين تأثروا نفسياً بسبب الأحداث وأغلبهم من خارج المنطقة، لكننا نقوم بتطمينهم ومساعدتهم معنوياً ليتجاوزوا الأمر".

وعلى الجانب الآخر من الشريط الحدودي، يقع فريق حطين في جازان، أحد النقاط القريبة من الحدود السعودية – اليمنية، ويحاول فريق تلك المدينة الهروب من شبح الهبوط إلى الدرجة الثانية، إلا أن فيصل مدخلي، رئيس النادي يؤكد بأنه وأعضاء إدارته وبقية اللاعبين لايهتمون لموقف فريقهم في هذا الوقت على الإطلاق، وعن ذلك يضيف:" في الرياضة تستطيع التعويض بأي وقت، سواء عاجلاً أم آجلاً، نحن الآن في مهمة وطنية وعلينا الوقوف مع الوطن حتى ينصرنا الله".

ويواضل مدخلي، الرئيس الراقص كما يُدعى في الأوساط الرياضية السعودية، ويقول:" العديد من لاعبينا تم استدعاؤهم للمرابطة، فهناك عسكريين والبعض الآخر يعمل في القطاع الصحي، وهذا تسبب بعدم تدرب الفريق الأول بكامل أفراده، أما بقية القطاعات السنية والرياضات المختلفة فهم يتدربون بشكل طبيعي".

وبيّن مدخلي أن الحديث داخل ناديه لا يتجاوز المعركة، ويقول:" في النادي لا يعلو الحديث حالياً على المعركة ومستجداتها والدعوات بنصر الوطن".

مـقال جميل من بن جبله المطيرى
بانتظار مقالاتك .. برغم استحواذ الفكر البناء فى واتساب الملكي وواتساب انترناشونال سبورت