عيني عينك إعلاميين متعصبين

بلا شك التصرف السيء يبقى عمل مذموم لا يمكن القبول به بأي شكل من الأشكال ولكن تبقى هناك معايير تزيد من شناعة التصرف بحسب العمر والمكانة الإجتماعية فمثلا لو سمعت كلام بذيء من طفل يعتبر عمل مشين ولكن لو نفس العبارات المشينة صدرت من رجل كبير فإن الأمر يكون أشد وقاحة
ولكي يتم ضبط الأمور والتقليل من انتشار الأعمال الفوضوية وتنظيم المجتمع فإن الحكومة وضعت جهات أمنية لضبط الأمر فلو مواطن صدر منه فعل مشين فإن الجهات الحكومية تتعامل معه لترده لطريق الصواب ولكن لو هذا التصرف حدث من أحد التابعين للجهة الحكومية فمثلا لو لم يتقيد مواطن بإشارة المرور فإن الجهات المروية تعاقبه لكن لو أحد افراد المرور وبالزي الرسمي لا يلتزم بإشارة المرور فإن الأمر يكون أشد لكونه يمثل الجهة المناط لها تنظيم الأمر
وكل ما ذكرته سابقا بسبب أني رأيت في القناة الرياضية السعودية وبالتحديد برنامج الملعب من يدعم التعصب الرياضي الذي وصل لمرحلة أن الأندية السعودية أصبحت تشجع فرق أجنبية ضد فرق سعودية بسبب التعصب الأعمى وما مباراة الهلال وفريق سدني في نهاية أبطال آسيا إلا دليل لما أوصلنا الإعلام له من تعصب مذموم ولكن حين يأتي هذا الإعلام وعبر القناة الرياضية وينشر هذا التعصب ويتباهى الإعلامين المستضافون في البرنامج بميلوهم الرياضية ودفاعهم المستميت عن أخطاء ناديه والهجوم على مسؤلي نادي المنافس فهنا نقول توقف
ففي برنامج الملعب تواجد ضيفين أحدهما أعلن عن ميوله النصراوية والأخر عن ميوله الشبابية وليست هنا المشكلة بل من ضمن النقاش الذي حدث قضية رئيس نادي النصر وتصريحه الذي تم تغريمه بخمسين الف فكان الأعلامي النصراوي يتحجج بإن رئيس النصر لم يتجاوز في تصريحه الصواب وأن هناك من يصطاد في الماء العكر ولا أدري هل هذا
الإعلامي يعتقد أن الجمهور المتابع أغبياء لا يفهمون وأنهم يقتنعون بالهراء الذي يقوله
ولا أدري هل من حب النادي أنك تدافع عن النادي سواء كان على حق أو باطل وبينما كان الضيف الأخر صاحب الميول الشبابية يطرح تساؤل لما حدث لرئيس الشباب سابقا خالد البلطان وأن قضيته مشابهه تماما لقضية رئيس النصر ولكن العقوبات اختلفت وكأنه يلمح بوجود محاباة لأندية دون أندية أخرى
الذي يستمع لحوار هذا الضيفان من المستحيل أن يخرج بفائدة غير زيادة العصبية العمياء التي أرهقت الكرة السعودية ومسؤلي الأتحاد السعودي يطالبون الإعلام الغير حكومي بعدم نشر ثقافة التعصب والتقيد بالروح الرياضية ولا أدري أين هم من القناة الرياضية السعودية التي أصبحت قناة بلا بطولات مهمة والكارثة أنهم يتباهون أنهم ينقلون بطولات عديدة والسؤال المهم كم شخص يتابع البطولات التي ينقلها القناة الرياضية وماذا فعلت القناة من أجل جلب المشاهدين لمتابعتها هي فشلت في جلب اهتمام المتابعين فأصبح بعض مقدمي البرنامج يبحث عن جلب المتابعين وتحقيق شهرة خاصة به وما كان الإعلامي بتال القوس يحقق الشهرة دون مساعدة القناة الرياضية ولكي تنجح فيجب عليك الإثارة والبحث عن ما يلفت الأنظار فأنا أتمنى أن يتقدم الاتحاد السعودي لوزارة الإعلام على فرض خطوط حمراء للقناة وعلى المقدمين الذين يبحثون عن الشهرة والنجاح مهما كلف الأمر
فعلى مسؤلي القناة توجيه مقدمي البرامج على البحث عن ما يفيد وليس نشر التعصب فكلنا يجب أن نكون يد واحدة حتى لا تعود مأساة التعصب الأعمى الذي جعل جمهور سعودي يهتفون لفريق سدني ضد فريق يمثل الوطن