المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية > منتدى الصوتيات والمحاضرات والفتاوى
   

منتدى الصوتيات والمحاضرات والفتاوى منتدى لطرح الفتاوى ومواعيد المحاضرات الدينية وأماكنها .

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 14/06/2003, 12:31 PM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 09/06/2003
المكان: الغربية
مشاركات: 96
خطبة جمعة حول الأرهاب الفكري لجماعة الأخوان ببلاد الحرمين

الخطبة الأولى


الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ :
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا "
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا "
أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَ كُلَّ ضَلالةٍ فِي الَّنارِ.
ثم أما بعد :
معاشر المؤمنين: روى مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله قال : " بادِرُوا بالأعمال فِتَناً كقِطَع اللَّيل المظلم يُصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً أو يُمسي مؤمناً ويُصبح كافراً يبيع دينه بِعَرَضٍ من الدنيا "
وقد أطلّت في هذه الأزمنة فتن عظيمة ، هزّت أركان الدين في قلوب كثير من أهل الإسلام .
ومن أشد ما ابتليت به الأمة – ومنذ مقتل أمير المؤمنين عثمان بن عفّان إلى يومنا هذا وإلى ما شاء الله – فتنة الخروج على الأئمة وولاة الأمور .
وفرقة الخوارج هي أول البدع ظهوراً في الإسلام وأظهرها ذمّاً للسُّنة والآثار ، وسُمُّوا بذلك لخروجهم على خيار المسلمين وعلى الجماعة وعلى الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه سواء كان في زمن الصحابة على الأئمة الراشدين أو
كان بعدهم على التابعين بإحسان والأئمة في كل زمان.
وقيل سموا بالخوارج : لخروجهم عن طريق الجماعة .
قال الإمام الشهرستاني : " كل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يُسمى خارجياً سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين أو كان بعدهم على التابعين بإحسان والأئمة في كل زمان " .و أصل مذهبهم وأوَّل ظهوره كان في زمن الرسول الكريم وأوَّلهم هو ذو الخويصرة ابن تميم الذي قال لنبينا صلى الله عليه وسلم أعدل يا محمد، وقد قال فيه الرسول : " إنّ له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم ، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية " وعن علي رضي الله عنه: قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم, يقول:" يخرج قوم من أمتي يقرؤون القرآن ، ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء ، يقرؤن القرآن ، يحسبون أنه لهم وهو عليهم ، لا تجاوز صلاتهم تراقيَهم ، يَمْرُقون من الإسلام كما يَمْرُقُ السهم من الرمية " .
وانظر إلى كلام قائدهم وإمامهم وكلام أتباعه إلى يوم الدين ؛ التدخل في مهمات ولاة الأمر والإفتيات عليهم ورميهم بالظلم وعدم العدل ، والتدخل فيما يتخذونه من قررات ومعاهدات .
قال علماء الدعوة النجدية – رحمهم الله - في بعض رسائلهم : " ومما أدخل الشيطان على بعض المتدينين اتهام علماء المسلمين بالمداهنة وسوء الظن وعدم الأخذ عنهم وهذا سبب لحرمان العلم النافع ، ومما أدخل الشيطان أيضاً إساءة الظن بولي الأمر وعدم الطاعة له ، فإن هذا من أعظم المعاصي ، وهو من دين الجاهلية الذين يرون عدم السمع والطاعة ديناً لهم ، بل كل منهم يستبد برأيه .
وقد تظافرت الأدلة من الكتاب والسنة ، بوجوب السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره ، حتى قال : { اسمع وأطع وإن أخذ مالك وجلد ظهرك }، فتحرم معصيته والاعتراض عليه في ولايته ، وفي معاملته وفي معاقداته ومعاهداته ؛ لأنه نائب المسلمين والناظر في مصالحهم ،ونظره لهم خير من نظرهم لأنفسهم ؛ لأن بولايته يستقيم نظام الدين وتتفق كلمة المسلمين ، لاسيما وقد من الله عليكم بإمام ولايته ولاية دينية ، وقد بذل النصح لعامة الرعية من المسلمين خصوصاً المتدينين فيهم ، بالإحسان إليهم ، ونفعهم ، وبناء مساجدهم ، وبث الدعاة فيهم ، والإغضاء عن زلاتهم وجهالتهم ، ووجود هذا في آخر الزمان من أعظم ما من الله به على أهل هذه الجزيرة . فيجب عليهم شكر هذه النعمة ، ومراعاتها ، والقيام بنصرته ، والنصح له ظاهراً وباطناً ، فلا يجوز لأحد الافتيات عليهم ، ولا المضي في شيء من الأمور إلا بإذنه .
ومن افتات عليه فقد سعى في شق عصى المسلمين ، وفارق جماعتهم ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : { من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ، ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ، ومن عصى الأمير فقد عصاني } رواه البخاري و رواه مسلم أهـ "
وقد خرجت هذه الفرقة في عهد علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد أن قتلوا عثمان رضي الله عنه بعد أن حاصروه في بيته اثنين وعشرين يوما ومنعوا عنه الماء وقاموا بتعذيبه ثم طعن تسع طعنات حتى قال طاعنه طعنته ثلاث طعنات لوجه الله والباقي لما في نفسي عليه ولم يكن قتلت عثمان الخليفة الراشد رضي الله عنه ,لم يكونوا من اليهود أو النصارى ولم يكونوا من أهل الخمّارات ولا الزناة إنما كما وصفهم أصحاب السير, عبّاد تكسي لحاهم صدورهم, كما جاء في وصف قاتل عثمان رضي الله عنه, كان كث اللحية وأسمر الوجه وثوبه إلى أنصاف ساقيه
ولم يكتفوا بذلك بل خرجوا على علي رضي الله عنه وكان عددهم ما يقارب أثنى عشر ألف, ورجع منهم أربعة الآلف ,وقاتل الباقين بعد ذلك حتى قضى على فتنتهم , وقد قتل رضي الله عنه أيضا في أخر خلافته على يدي الخارجي عبد الرحمن بن ملجم الذي كان عابدا من العباد بل كان من تلاميذ الصحابي الجليل معاذ بن جبل رضي الله عنه , وقد أرسله عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته إلى عمرو بن العاص في العراق وأوصاه أن يضع له بيت بجانب المسجد لكي يعلم الناس القرآن والفقه..ولكن كما قال رسول الله صلى الله عيه وسلم يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم.
وجاء في الحديث أنّ هؤلاء الخوارج لا يخرجون في وقت من الأوقات فقط ؛ بل إنهم يخرجون في أزمان متعددة حتى يكون خروجهم مع خروج المسيح الدجال ، فرُويَ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يخرج في آخر الزمان قوم كأن هذا منهم ، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيَهم ، يَمرُقون من الإسلام كما يَمرُق السهم من الرميَّة ، سيماهم التحليق،لا يزالون يخرجون حتى يخرج أخرهم مع المسيح الدجال، فإذا لقِيتموهم فاقتلوهم، هم شرُّ الخلق والخليقة " أخرجه النسائي .
ففي هذا الحديث قال: حتى يخرج أخرهم مع المسيح الدجال ، فلا بد أن يكون لهؤلاء خروج إلى أن يخرج بعضهم مع المسيح الدجال في آخر الزمان .
وقد ذكر العلماء ذلك مع أحاديث الخوارج الذين خرجوا علَى علِيٍّ رضي الله عنه بينما هو عند التأمل ينطبق على قوم :
منهم الذين خرجوا عام 1400هـ وكانوا يصولون ويجولون باسم الدعوة إلى الله وفي سبيل الله, واغتر بهم خلق كثير فإذا بهم يلحيدون في بيت الله الحرام ، وأغلقوا أبوابه ، وقتلوا بعض المسلمين ، ومنعوا الناس من الصلاة والعبادة فيه, أكثر من نصف شهر ويدّعون أن فيهم المهدي المنتظر .
ثم توالت حركات الإرهاب الفكري من تفجير العليا إلى الخبر وغير ذلك , وكل فترة نسمع بجرائم فهؤلاء يقبض عليهم في تدريبات وتجمعات مشبوه وهؤلاء يقتلون رجل ويصيبون آخرين في شقق مفروشة, وأخر متهم في تفجير ويخلوا بالطلاب والشباب في استراحة بالرياض.
وآخرون يتظاهرون على العلماء في مقر عملهم .
وآخرون يخرجون في مظاهرات بعد صلاة الجمعة .
ومسؤلين يقتلون من مجهولين كما حدث في مدينة الجوف .
ونسمع بحرق مطاعم وتهديد منشآت .
ثم رجل ينفجر بقنبلة في بيت بحي الجزيرة بالرياض , ثم الآن نسمع بأكثر من تسعة عشر يخططون للتفجير في بلاد التوحيد والسنة وبلاد الحرمين وقد جهزوا ما يدمر مدينة كاملة .
ثم كانت الطامة الكبرى والجريمة العظمى إنتحار وتفجير وفساد وإفساد واستباحة للأنفس وإزهاق لها وللأموال بما لم يخطر على بال أو يصدقه أحد !!
إنها لفتنة عظيمة وداء عضال.
ثم يأتي من يأتي ويقول ليس عندنا خوارج , ليس عندنا فرق ضالة وكلنا على خير وهذه الجماعات والفرق المتعددة كلها على خير .
بالله عليكم يا أهل التوحيد من الذي علم كثير من الشباب اليوم الوقوع في أعراض العلماء الناصحين وولاة الأمر في هذه البلاد, يأتي الطالب من المدرسة أو الحلقة أو المكتبة أو الرحلة مع الشباب ثم يقول بن لادن مجاهد والتفجير والتخريب جهاد والمقتول في ذلك شهيد والعلماء مداهنين والحكومة كافرة ؟
من الذي علم شبابنا هذه الأفكار الضالة, ومناهجنا الدراسية تعلم الطالب من الابتدائي حتى الجامعة عقيدة أهل السنة والجماعة عقيدة السلف الصالح , لكن لاتعجب!!!
يذكر الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية في مقال له نشر عبر الصحف (..حتى إنه في هذه الأزمة ربما سمعتم بعض المدرسين يمجد أسامة بن لادن وهذا خلل في فهم الإسلام...) أسألكم بالله الذي يجعل أهل الفتن رموز ومجاهدين في نظر الشباب أليس هو يربي الشباب على الإرهاب,إذا أردتم أن تعرفوا هذا أسألوا كثير من الشباب اليوم عن من يسمونهم اليوم بالمجاهدين أو تنظيم القاعدة أو بن لادن أو الفقيه أو المسعري , ونظروا إلى أشرطتهم المسجلة التي تفقد أسماء العلماء الناصحين كابن باز والعثيمين وآل الشيخ والفوزان وإخوانهم العلماء حين إذن
ستعرفون أن أبنائنا في خطر من هذه الجماعات الضالة الذي يظهر أحابه بلباس الشرع والتدين وهم يسيرون ورب الكعبة على منهج الخوارج القعدية, يحرضون أبناء المسلمين والدهماء من الناس على الإخلال با لأمن ومن ثم زوال هذه النعمة التي نعيشها في هذه البلاد.
فمتى ينتبه الآباء؟
متى ينتبه أباء الشباب؟

بعض من الآباء للأسف الشديد غافل عن تربية أبنه , بل سلّم ابنه وجعل تربيته في يدي غيره ممن لايوثق بدينه ولا بمنهجه الدعوي, فإذا بابنه بعد فترة من المطلوبين والمشتبه بتحركاته مع أهل الأفكار المنحرفة .
قال الشيخ العلاّمة صالح الفوزان في شرحه لنواقض الإسلام قبل ثلاثة أسابيع تقريبا- أخر شهر صفر 1424هـ - ( نبتت عندنا في هذه البلاد - أي بلادنا بلاد الحرمين السعودية- نابتة من شبابنا على منهج الخوارج ) فأقول كفى غفلة عن الأبناء أيها الآباء, أيها المعلمين المخلصين والدعاة الناصحين اتقوا الله في شباب هذه البلاد, وربوهم على السنة والتمسك بمنهج السلف الصالح , وعلموهم الحقوق التي عليهم لربهم ثم لوالديهم , ورسولهم صلى الله عليه وسلم وحقوق كبار مجتمعهم من العلماء الراسخين وولاة الأمر في هذه البلاد, وغير ذلك من الحقوق حتى يستقيموا على طاعة الله ,وجنبوهم أصحاب الشبه والأفكار الضالة والتجمعات السريّة والمخيمات والرحلات المشبوهه, والجماعات الحزبية.
يأهل التوحيد: لقد غزت هذه البلاد جماعات تدعي النصح في ظاهرها وباطنها السم الزعاف, إنّ هذه البلاد - ولله الحمد - على منهج سلف هذه الأمة، وقد قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - بالدعوة السلفية ، والتي تأثر فيها بشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من أئمة السلف ، ونشَر الدعوة الصحيحة , بمؤازرة الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - وأولاده وأحفاده الذين بذلوا الغالي والنفيس في نشرها ، والتي نعيش في بركتها إلى الآن ، واستمر الناس على منهج واحد لا يخالفون علماءهم ، وعلماؤهم أيضاً على منهج واحد لا يختلفون فيه أبداً .
وإنما انتشر مبدأ التكفير عن طريق أناس أتوا من خارج هذه البلاد فنشروه بين صفوف الشباب المتحمسين عن طريق أتباعهم و أفراخهم من قادة الصحوة - زعموا - وهم ممن لم تشملهم بركة الدعوة السلفية ، فزرعوا بين صفوف الشباب التحزب الممقوت ، والانتظام في سلك الجماعات الضالة .
وقد خرج شباب من هذه البلاد إلى أفغانستان، فوجدوا هناك من يدربهم ويدرسهم ويربيهم على منهج التكفير ، وهؤلاء المدرِبون خرجوا من بلادهم بسبب أذىً من حكامهم؛ لأنهم تصادموا معهم ، وكان ينبغي لهم أن يبقوا في بلادهم ، وأن يدعوا إلى الله بالتي هي أحسن ، ولكن منهج الخوارج هو منهج المصادمات والإثارة للفتن والمشاغبات ونصيحة الحكام العلنية والتشهير بهم وتكفير الحكام والعلماء، وتكفير كثير من المسلمين ، ، وهم من أجهل الناس في أمور العقيدة والمنهج الصحيح ، فقد يحفظ الواحد منهم بعض الأحاديث وشيئاً من العلم ، ثم يجعل نفسه مفتياً وشيخاً للإسلام ، فيُكفِّر الأمة ويكون هو الذي على الصواب فقط ، فيتأثر بهم بعض الشباب الذين ليست لديهم حصانة ولم يتسلَّحوا بالعلم .
و ما حصل من حوادث عجيبة في بلادنا الحبيبة من التفجير والتخريب أو التخطيط لذلك كما سمعنا قبل أيام، من أناس فقدوا الحق والصواب ، فأتوا باجتهاد خاطئ لا يُعذرون فيه لأنهم لم يلتفوا حول العلماء الناصحين، بل جهلوا الحق وعادوا أهله من نصحاء الأمة ، وقد جاء عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن رسول الله قال : " البركة مع أكابركم " ، لكن للأسف الشديد أفهموهم أن العلماء الكبار كفار مثل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله, لما يعلمونه من صحة منهج الشيخ وإخوانه العلماء ، وأنه على منهج مشايخه مثل الشيخ محمد بن إبراهيم ، والمشايخ الذين قبله إلى الشيخ محمد بن عبدا لوهاب إلى ابن القيم إلى شيخ الإسلام ابن تيمية إلى الأئمة الأربعة إلى سلف الأمة إلى التابعين إلى الصحابة وهو المنهج الصحيح السليم ، وخافوا أن يرجع أولئك فيأخذوا بفتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز أو العثيمين أو آل الشيخ والفوزان والغديان واللحيدان ومن سار على نهج السلف, فخافوا أن يُبيِّنوا لهم أنهم على باطل ، فأقنعوهم أن هؤلاء العلماء كفار، وأنه لا يُقبل منهم فلهذا ابتعدوا عنهم وعن أشرطتهم بل حاربوا العلماء وأشرطتهم المسجلة .
كما ربوا الجهال على رمي العلماء بأسوأ العبارات وأقبح الصفات فقالوا هؤلاء علماء السلطان ؛ وهؤلاء مداهنون ، وإنهزاميون ، ومجاملون ؛ وغير ذلك من العبارات والإتهامات التي أقل عبارة منها لا تقل جرماً عما بعض المستهزئين في علماء الصحابة في غزوة تبوك فحكم الله بكفرهم ولم يشفع لهم عذرهم أنهم كانوا يخوضون ويلعبون ويقطعون الطريق ، ولم يشفع لهم أنهم كانوا من المجاهدين في أشد الغزوات التي خاضها المسلمين .
واليوم نسمع هذه العبارات السيئة يرددها الكثير من العامة ولا يحسبون حساباً لخطرها وعظمها وأنها ربما تخرجهم من الملة وهم لا يشعرون .
وما أشبه اليوم بالبارحة فقد كان الخوارج زمن عليٍّ يظنون بل يؤمنون بأنهم على صواب وأن ما يفعلونه إنما يفعلونه تقرباً إلى الله - سبحانه وتعالى - ففي النهروان كانوا يقولون : لا حكم إلا لله ، الرواح .. الرواح إلى الجنة .
قال أبو أيوب – رضي الله عنه - : وطعنت رجلاً من الخوارج بالرمح فأنفذته من ظهره ، وقلت لـه : أبشر يا عدو الله بالنار ، فقال : ستعلم أيُّنا أولى بها صِليًّا.
فانظر كيف ثبات هؤلاء وصبرهم عند اللقاء وإيمانهم الشديد بما يعتقدونه مع أنهم على ضلال كبير حتى حين خروج أرواحهم. وهذا سبب هام من أسباب وقوع الفتن، ومن أسباب الضلال ، وهو الالتفاف حول أنصاف متعلمين ، وترك العلماء الذين شابت لحاهم وكبروا في سنهم وعلمهم وخبرتهم وفهمهم للمنهج الصحيح ، فمن يلتف حولهم ويأخذ بأقوالهم فإنه - بإذن الله - سينجو . أما الذي يبتعدون عنهم ويجتهدون ويعتمدون على معرفتهم بأحاديث قليلة، أو على نصيحة بعض من يجهل كثيراً من العلم من المتعالمين أو حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام فهذا - والعياذ بالله - يضل، ففي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " البركة مع أكابركم " قال المناوي في فيض القدير شارحاً لهذا الحديث : " البركة مع أكابركم المجربين للأمور المحافظين على تكثير الأجور فجالسوهم لتقتدوا برأيهم وتهتدوا بهديهم ".
وإن كنّا نعتقد أنه لا معصوم إلاّ الرسول صلى الله عليه وسلم، واستمع إلى قوله تعالى : [وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردُّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ولولا فضل الله عليكم ورحمته لاتبعتم الشيطان إلاّ قليلاً ] .
أقول ماتسمعون واستغفر الله لي ولكم..
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14/06/2003, 12:33 PM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 09/06/2003
المكان: الغربية
مشاركات: 96
الخطبة الثانية
الحمد الله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على سيد الأولين والأخرين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد :
معاشر المؤمنين : قال الشيخ الجليل العالم السلفي أبن باز رحمه الله عن دولتنا هذه الدولة المسلمة, قال: وهذه الدولة بحمد الله لم يصدر منها ما يوجب الخروج عليها ، وإنما الذي يستبيح الخروج على الدولة بالمعاصي هم الخوارج ، . الذين يكفرون المسلمين بالذنوب ، ويقاتلون أهل الإسلام ، ويتركون أهل الأوثان ، وقد قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم : إنهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية وقال : أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله يوم القيامة متفق عليه . والأحاديث في شأنهم كثيرة معلومة ، وقد قال النبي : من رأى من أميره شيئا من معصية لله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة فإن من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية وقال عليه الصلاة والسلام في حديث الحارث الأشعري : وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن : الجهاد ، والسمع ، والطاعة ، والهجرة ، والجماعة ، فإن من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع , والأحاديث في هذا المعنى كثيرة . .
وقال العالم السلفي الجليل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وذلك بعد التفجيرالذي وقع عام 1417هـ بمدينة الخبر قال:الواجب على طلاب العلم أن يبينوا أن هذا المنهج منهج خبيث, منهج الخوارج الذين استباحوا دماء المسلمين وكفّوا عن دماء المشركين, وأن هؤلاء إمّا جاهلون وإمّا سفهاء وإمّا حاقدون , فهم جاهلون لأنهم لا يعرفون الشرع , فالشرع يأمر بالوفاء بالعهد, وأوفى دين في العهد هو دين الإسلام والحمد الله , وهم سفهاء أيضا لأنه سيترتب على هذه الحادثة من المفاسد ما لا يعلمه إلاّ الله عز وجل , فليست هذه وسيلة إصلاح حتى يقولوا أنما نحن مصلحون , بل هم المفسدون في الواقع أو حاقدون على هذه البلاد وأهلها, لأننا لا نعلم والحمد لله بلاد تنفذ من الإسلام مثل ما تنفذه هذه البلاد, الآن البلاد الإسلامية, أليس فيها القبور تعبد من دون الله؟ أليس فيها بيوت الدعارة؟ أليس فيها الزنا؟ أليس فيها اللواط؟ أليس فيها الخمر ؟ علناً في الأسواق! أليس حكامها يصرّحون بأنهم يحكمون بالقوانين لا بالكتاب والسنة؟ فماذا يريدون ؟! ماذا يريدون من فعلهم هذا؟! أيريدون الإصلاح والله ماهم بمصلحين , إنهم لمفسدون , ولكن علينا أن نعرف كيف يذهب الطَّيَش والغيرة التي هي غَبرَة وليست غيرة,إلى هذا الحدّ . ولاشك أن هذا إساءة أيضا إلى هذه البلاد وأهلها وترويع الأمنيين, وكل إنسان يتعجب كيف يقع هذا , في هذا البلد الأمين , ولكن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يخزي هؤلاء وأن يطلع ولاة الأمر عليهم وعلى من خطط لهذه الجرائم حتى يحكموا فيه بحكم الله عز وجل.
وقال سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ قبل أيام( إن ما أعلنته وزارة الداخلية من ضبط كمية كبيرة من المتفجرات والأسلحة وهروب عدد من الإرهابيين أمر يحزن كل مسلم يؤمن بالله واليوم الأخر وهذه أفكار سيئة وغريبة على مجتمعنا ولا تتفق مع عقيدتنا.
وقال إن هؤلاء الذين يسعون بسفك الدماء ليسوا على طريقتنا بل اقتفوا أفكارا سيئة ومنحرفة وبعيدة عن الدين الإسلامي الحنيف وليست أفكار مجاهدين بل أفكار مفسدين يريدون النيل بأمن هذه البلاد المباركة ولكن الله تعالى يقول:
[ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله].

اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأذل الشرك والمشركين ودمر أعائك أعداء الدين, ونصر عبادك الموحدين اللهم انصر من نصر الدين واخذل من خذل الدين, اللهم أحفظ بلاد الحرمين بلاد التوحيد والسنة من الخوارج المارقين , اللهم اكشف أمرهم و تدبيرهم , وافشل مخططاتهم,اللهم أكفنا شرهم وشر أمثالهم يارب العالمين, اللهم مكن ولاة أمرنا منهم حتى يحكموا فيهم بكتابك وسنة نبيك , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


المراجع:
من كتاب الخوارج والفكر المتجدد للشيخ العبيكان - بتصرف
سير أعلام النبلاء - للذهبي
شريط فتاوى العلماء في الجهاد -أصدار تسجيلات منهاج السنة
موقع الشيخ بن باز

منقوووول بتصرف مني وإضافة
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14/06/2003, 01:38 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 24/02/2001
المكان: Addhahran ==>> بالعربي == الظهران
مشاركات: 3,597
الله يجزاك خير اخوي الكريمي ويكثر من امثالك
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14/06/2003, 04:25 PM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 21/03/2003
المكان: جــــــــــــــــــــــده غير
مشاركات: 1,369
جزاك الله خير
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24/06/2003, 06:51 AM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 09/06/2003
المكان: الغربية
مشاركات: 96
بارك الله فيكم على متابعاتكم ودعواتكم الطيبة ، وأسأل الله لي ولكم السداد والتوفيق لكل خير وأن يجعل الفردوس الأعلى من الجنة منالنا ومنالكم .
اضافة رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24/06/2003, 02:19 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 15/03/2003
المكان: في كل مكان
مشاركات: 3,309
ماشاء الله عليك وجزالك الله الف خير
اضافة رد مع اقتباس
  #7  
قديم 01/02/2004, 10:09 AM
زعيــم متواصــل
تاريخ التسجيل: 09/06/2003
المكان: الغربية
مشاركات: 96
[COLOR= blue]جزاك الله خيراً وأحسن إليك إخي الكريم الذئب الاسيوي
أسأل الله تعالى لنا ولك السعادة الأبدية في الدنيا والآخرة وأن يرزقنا ووالدينا الفردوس الأعلى من الجنة
[/COLOR]
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 12:57 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube