عزيزة المفرج
عجبت لك يا زمن!

☩ سكان الفلوجة يبدو أنهم يعشقون العيش تحت ظل الارهاب والقيود التي ميزت نظام صدام حسين ولذلك نراهم يستميتون في قتل من حقق لهم العيش بحرية وكرامة. يقول أهل الفلوجة ان الامريكان يتجسسون على نسائهم النائمات فوق أسطح المنازل هربا من الحر عبر استخدام طائرات الهليوكوبتر والمناظير. الحق طبعا على الجنود الامريكان المغرمين بالتعب، الذين يتركون البصبصة على اللحم الحي الابيض لزميلاتهم من المجندات الامريكيات اللواتي لا يرتدين الا اقل القليل في حالة استرخائهن بسبب الجو الحار في العراق، ويجاهدون بالهليوكوبترات والمناظير في النظر لنسوة مرتديات كامل ملابسهن وكحل للمعضلة اقترح التالي. يعطى كل رجل فلوجي (دربيل) أي منظار مقرب كي يتمكنوا من البصبصة بدورهم على اللحم الأمريكي الابيضاني المشوب بالحمرة بفعل الشمس كي يتأكدوا بأنفسهم انه لا حاجة للأمريكان بالنظر الى نسائهم الملتفات بالسواد وهكذا ننتهي من عمليات القتل تلك.

الامريكيون لم يعتدوا على نسوة العراق ومن فعل ذلك هو صدام وزمرته، ترى، لماذا لم يكن هناك تصيد للمجرمين البعثيين ابان حكمهم الذين كانوا يخطفون النساء من الشوارع والمنازل ويعتدون عليهن في السجون والمعتقلات؟ وهل الحرية لا عيش لها في بعض بلادنا العربية؟

☩ تضامنا مع نظام الحكم البائد قامت مذيعات الجزيرة بارتداء السواد حدادا على الحرب في العراق اثناء دوران المعارك هناك ولكن يبدو انهن مللن بعد ذلك أو جاءهن أمر من الرئاسة فخلعن الأسود وعدن لألوانهن الزاهية، فان كانت تلك المذيعات أو رؤساؤهن بتلك الانسانية والشعور المرهف، أفلا يجدر بهن الآن العودة لارتداء السواد، وازالة المكياج حدادا على تلك المقابر الجماعية التي تضم أكواما من عظام الابرياء حتى ظهور آخر قبر بعد عمر طويل؟ وإلا هؤلاء الأبرياء لا بواكي تبكيهم في أمثال تلك الفضائيات.

☩ دائما يخرج علينا القوميون العرب بفكرهم الذي لا يتغير من ان الاستعمار البريطاني قام برسم الحدود بين الدول العربية التي كانت فيما مضى ارضا واحدة، ممتدة كما أنشأ دويلات صغيرة لم تكن هناك، وطبعا عليهم هم ان يمسحوا هذه الحدود بأستيكة، ويعيدوا الوضع الى ما كان عليه. نعرف ان الاستعمار قد قسم بلاد الشام إلى دول كما انشأ امارة شرق الاردن واقتطع جزءا هنا ولصق جزءا هناك، واذا كانوا بعد كل هذا الوقت يودون الانضمام الى بعضهم بعضا ويقولون للزمان ارجع يا زمان فهذا شأنهم وهم أحرار فيه. بالنسبة لوضعنا في الخليج فدولنا لم تنشأ بتلك الطريقة، وهي موجودة، قائمة من قبل دخول الاستعمار وان لم تكن بالشكل الحديث القائم الآن، وعليه فنحن نطلب منهم ان يريحوا بالهم و(يشيلونا) من دماغهم فوضعنا هكذا أفضل ملايين المرات مما لو انضممنا اليهم لنكون نحن الممولون وهم المستهلكون. وهم المخ ونحن العضلات. لهم القيادة والريادة والسيادة كأهل حاضرة، وعلينا التبعية والانقياد والعبودية كأهل بادية.

وهذا رابط المقال في جريدة الوطن الكويتية عدد اليوم الجمعة 13 يونيو 2003 للكاتبة (عزيزة المفرج)

http://www.alwatan.com.kw/default.as...5&topic=176995