28/04/2014, 10:01 PM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 11/02/2001 المكان: الرياض
مشاركات: 3,825
| |
منيرة القحطاني
للمرة الثانية على التوالي يقود المدرج الأزرق الكبير فريقه إلى الفوز، ليس تصفيقاً وهتافاً فحسب، بل بإصدار أوامر عليا تنفذ على أرض الميدان برحابة صدر من نجوم الزعيم.
في مباراة السد كان الأمر السامي الجماهيري (قاتلوا لأجلنا لنهتف لكم... الهجوم) ونفذت الكتيبة ذلك بقوة قوامها خمسة أهداف. وفي موقعه حسم التأهل أعطى المدرج أمر حسم حاسم حاد اللهجة (اهزموهم) فهزموهم بإذن الله، وبعد أن كان الفريق ثالثاً تأهل متصدراً مجموعته.
في ليلة فاخرة باذخة الجمال عامرة بالجهد أرعب أمر المدرج الخصم وبعثره وحفز «الشقردية» ليقولوا: تم.. اعتمد.. طلباتك أوامر. ولم يكتفوا بذلك فحسب، بل كتبوا بمداد العشق «دعونا نتكاتف مع بعضنا لنعيد كتابة تاريخنا المجيد» في تذكير بماض مطرز بست بطولات نصبته على عرش آسيا، فكان البداية سبهان ومن يتلوه بإذن الله سيكون هو الآخر في خبركان، فالدقائق ال90 أعادت ذكريات هلال آسيا المقاتل الشرس، والدقائق الخمس الإضافية المحرقة للأعصاب أعادت بأس الهلال وجبروته على فرق القارة، ذلك الهلال الذي كنا ننتظره ظهراً لأننا نثق بأنه بطل لا محالة، متناسين كل تعب وإنهاك مدارس أو عمل، يجافي النوم أعيننا وأجسادنا ويوقظها لتتابعه في شرق القارة وهو يخطف من ملاعبها وبين جماهيرها الكؤوس ويعود بها متحدياً عناد الخصوم وقسوة الطقس ونأي المكان. كأني أرى بعضاً من هلال ذلك الزمن الجميل في هلال الثلاثاء الجديد، هذه الروح وهذا التجلي في العطاء والتفوق على النفس وقهر كل المحبطات الداخلية التي جعلت من (آسيا صعبة قوية)، والخارجية التي تمنح خصمه فرصتين للتأهل، فيما تتبقى فرصته الوحيدة الفوز ولا شيء غيره، نزلت «اهزموهم» على أرواحهم فأيقظت فيها صلابة الرجال وهمة الأبطال، ومن خلفه كان سامي مدربهم لا يهدأ ولا يستكين، ظل واقفاً طوال المباراة كالشمعة تضيء لهم درب الانتصار يصفق حيناً فيشعل حماسهم، ويخطئون فينهرهم بقسوة، فالوقت والزمان والمكان لا تسمح بالخطأ، ينفعل بهم ولهم ثم يحضنهم بشعور الفخر بما ينجزون.
كيف لا وهو أحد أبرز عرابي آسيا الذين عرفوا أسرارها وفكوا طلاسمها حتى أصبحوا أكثر الأندية حصولاً على ألقابها..
روح الهلال تعود وكبرياؤه ينتفض وآسيا لا تطيب بلا هلال.. لكن يبقى سر الجمال أن تعود آسيا قريباً إلى كنف الهلال.
** نقلا عن جريدة "الحياة" اللندنية |