خطتي لاقتحام مبنى الجوازات ( من أجل تجديد جواز )..!! - نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم

الظــاهـرة · #1 09/08/2013, 04:03 PM

‫(كامل) تدافع مراجعي جوازات الرياض - الخميس 1434/9/24‬‎ - YouTube

كثيرا ما نسمع عن سوء الخدمة التي تقدمها بعض قطاعات الحكوميــة حتى اصبح الخلل في الكثير منها خطرا محدقــا .. وما يزيد الأمر سوء ان الكثير منها يبق على ماهو عليه رغم تلك المقدمات التي تنذر بكارثة تحل بعدد من مراجعي تلك الدائرة دون حراك من أصحاب القرار وكأن الأمر لا يعنيها وحين تحل الكارثة تجدها تلقي باللائمة على مراجعي تلك الدائرة متناسية كيف كانت الخدمة الهاتفية حين كانت داخل تلك المنظومة وكيف تحول الأمر الى نزهة حين أصبحت تحت عباءة القطاع الخاص وأظن الهاتف مثالا يدرك الجميع الفارق والبون الشاسع بين الأثنين .!!

كنت قبل أسبوع في مهمة شاقة لا يمكن وصف صورها حين أردت تجديد جواز سفري الذي سينتهي في ذلك الشهر ولأني مثل غيري مضظر للسفر لأنجاز عمل خارج البلاد أضطررت لخوض غمار تلك التجربة .. لم يدري بخلدي أن أشاهد تلك المناظر بل و لم أتصور يوما في حياتي أن أخوض تجربة مريرة لأجل ( تجديد جواز ) إلا أن القدر إن صح التعبير أجبرني أن أكون ممن يصطف خلف أسوارهـــا .. كنت أظن في بداية الأمر أن الخلل من مراجعي تلك الدائرة إلا أن الحقيقة التي ايقنت بها أن إدارة الجوازات ( ما عندك أحد ) رغم كل المبررات التي أوهم بها من شاهد أو سمع عن تلك المشاهد المحزنة بل المخزية في وقت أصبحت أبسط من شك ابرة في دول جوار قريبة منا ..!!

حكايتي بدأت يوم الخميس منتصف شهر رمضان حين حضرت في تمام الساعة الثامنة بعد أن ركنت سيارتي بعيدا عن المبنى فليس هناك مجال لأن تجد موقف قريبا يخفف عنك عبء ما أنت فيه من صيام وحر وشمس جعلت الجو لا يطاق .. لأستعين بسيارة ليموزين تدنيني من المبنى وأثناء المسير لم تنقطع تلك الاعداد الكبيرة التي تتجه صوب المبنى مما أسهم في رفع مؤشر القلق .. وحين ترجلت من سيارة اليموزين أصبت بصدمة من كثرة الزحام الذي إلتف حول اسوار إدارة جوازات الرياض .. إنزويت في ركن بعيد اتابع ما يجري وعيني تلتقط صور تلك الارتال التي يتزايد عددها مع كل دقيقة تمضي حتى أصبح المنظر حشد ينذر بكارثة ومأساة لمن هم في حاجة لتلك الخدمة وما أن دقت الساعة التاسعة موعد فتح تلك الأبواب الحديدية إلا وبدأ الصراخ يسمع من كل جانب ما بين أحذية تتراكم وشمغ تتساقط وأوراق تتناثر في مشهد محزن .. محزن ..!!

وما أن انتهى مرثون الجوازات تحركت قدماي صوب المبنى لأشاهد عجبا لا يمكن أن يوصف إلا بصور تنقل الحدث كما هو بلا زيادة أو نقصان إلا أن تلك اللوحات التي كتب بداخلها ممنوع التصوير حرمتنا من تلك الصورة التي تغنى عن ألف كلمة تسطر هنــا .. فلم يكن مني إلا إكمال المسير صوب صالة السعوديين لأجد طابورا لا على البال ولا على الخاطر لأني كنت أظن أن الأمر خاص بتلك المهلة إلا أن الأمر لم يكن كذلك لأن تجديد جواز السعودي لم يكن ضمن تلك المهلة .. مما منحني انطباع فصل أن الخلل في الأدارة أكثر من كونه حدثا عرضيا ..!!

ولم يكن مني سوى العودة للمنزل حين ردد الموظف المختص على مسمعي أنتهت الأرقام مما يعني أن عليك المحاولة مرة أخرى في يوم أخر .. لأعود مرة أخرى للمنزل والذهول والصدمة لم تنفك بعد رغم أني طريح فراشي التقط انفاسي من عناء ذلك المشوار .. وأثناء المساء حاولت أن أجد حلا إلا أن واسطتي خارج أراضينـــا .. لتبدأ خطة اقتحام مبنى الجوازات فلم يكن منها مناص فسفري بعد اسبوع وإداة الجوازات ستعاود فتح أبوابها يوم الأحد وتأخري عن تقديم الجواز يعني تعطل تلك المصالح التي لابد أن تنتهي ..!!

وفي ليلة السبت بدأت حكايتي مع اقتحام مبنى الجوازات حيث بدأت برسم مداخل المبنى والطريقة التي سأنتهجها لأكون في اول الطابور مستعين بأسرتي التي تحلقت حولى لمساعدتي في رسم معالم الخطة حتى لا تحدث هفوة تفشل ما خطط لأجله .. وقبل أذن الفجر اكتملت تفاصيل الأقتحام بعد أن روجعت مرات عدة لضمان النجاح .. أغلقت الأوراق ووضعتها بجانب السرير لتقليبها كل ما سمح الوقت بذلك للتعديل أن قدح زناد الفكر ما يستحق أن يضاف ..!!

بوت وبدلة رياضية وحقيبة ظهر .. كانت أول ما بدأت به وحزام نشد به البنطلون ( ليس ناسفا ) فأنا ابحث عن مكان في أول الطابور أثناء الاقتحام وليس هناك مجال للخطأ .. وفي صباح يوم الأحد خرجت من المنزل ودعوات اسرتي أخر ما سمعت قبل أن استقل سيارة ليموزين متجها لمبنى الجوازات وفي تمام الساعة الثامنة كنت على مقربة من الباب الحديدي الذي يعتصم حوله المراجعين .. ومع اقتراب الساعة التاسعة بدأت اتسلل من بين الحشود حتى أصبحت في الصفوف الأمامية للحشود وبلا هتافت أو تنديد لما يحدث فالجميع يترقب ويستجمع قواة لبداية المرثون ..!!

دقات القلب في تزايد والتعرق يتصبب من كل جانب والتوكل على الله أولا وأخرا .. الكل يترقب ينتظر ساعة الصفر .. وما أن أعلنت ألا وبدأ المنظر المعتاد .. والغريب أن من يقوم بترتيب تلك الأعداد متطوعون ممن ينشدون الخدمة لا حرمهم الله الأجر .. أما أفراد تلك الادارة فكانوا يستمتعون بالمشاهدة وتوزيع الأبتسامات وهل يرجى من تسبب في ذلك المشهد أكثر من ذلك .. موج مهيب اجبر قدماي أن ترتفع عن الأرض ( اللهم الطف بنا يوم العرض الأكبر ) وما أن لامست الأرض إلا وبدأت بالتوجه صوب الباب حتى رماني الحظ داخل المبنى وجميع مستنداتي لم تصب بأذى وما أن أدرت ناظري للخلف إلا وشاهدت منظرا أجبرني أن أردد ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) ..!!

وحتى لا اركن لذلك المشهد المحزن تابعت المسير والجميع يركض في كل صوب ما بين صالة الوافدين وصالة الشركات وصاعد للدور الأول متجها لصالة السعوديين وحين كنت في الطابور ادركت حين استلمت الرقم أني الفائز رقم 70 كانت خططهم انجع من خطتي إلا أن الأمر لم يكن بالسوء الذي اندب حظي من خلاله .. وحين دلفت للصالة بدأت رحلة الأنتظار حتى تمام الساعة العاشرة ليبدأ موظفي الادارة بالتوافد واحدا واحد حتى اكتمل عددهم الثمانية في حدود الساعة العاشرة والنصف .. وزع الجميع على صالتين في كل واحد منها اربعة موظفين فقط رغم كثافة المراجعين .. استعنت بالصبر والاسترخاء وقراءة كتاب جلبته لهذا الغرض فلقد كان من ضمن بنود الخطة .. وحين اعلن الرقم على الشاشة تحركت متجها صوب الموظف .. ثلاث دقائق منحني بعدها ورقة لاستلام الجواز من الغد ..!!

خرجت مسرعا لاشاهد حجم أضرار الأقتحام لأرى مشهدا لم أشاهده وربي سوى في رمي الجمرات قبل أكثر من عشر سنوات فالله المستعان .. وحسبنا الله ونعم الوكيل على من كان خلف هذه المشاهد التي استهانت بالانسان واستخفت بأقل حقوقة .. ما بين أكوام شمغ وعقل وأوراق وأحذية .. وإصابات سمعت عنها وللأمانة لم أراها إلا أن تلك الأصوات والاستغاثات التي دوت ساعة الأقتحام تبصم بصدقهـــا .. وبعد دقائق من الحزن والألم دخلت منزلي رافعــا ورقة موعد استلام الجواز وقد تحلقت اسرتي حولي وكأني من أصلح حالة الفوضى في مصر ومن أعاد تحرير الأقصى وجمع قلوب شتاتنا العربي فانتصر لاهلنا في سوريا .. فالتجربة مريرة والمشاهد محزنة .. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ..!!

لأعود في اليوم التالي موعد أستلام الجواز الذي لم يخلو من طابور طويل ولكن لم يكن هناك اقتحام فالأمر اخف بمرات ومرات .. وفعلا استلمت جوازي .. وحين جعلت المبنى خلفي طلبت من أحد المراجعين تصويري لتبقى تلك اللحظات موثقة بين أوراقي .. فهي تجربة مريرة لا أدري كيف خضت غمارها ولا كيف تخليت عن قناعات كنت أؤمن بهــا .. لأكون الهمجي الذي تتحدث عنه إدارة الجوازات .. رغم أني المواطن الذي يحمل مؤهلا لم يلامس مدير الجوازات أطرافه .. ولكنه هو من جعلنــا كذلك فلا ناقة لنا ولا جمل في الأمر سوى فشل أدمنته قطاعاتنا الحكومية لتنسج حكاية الذئب وقميص سيدنا يوسف عليه السلام .. فنحن الذئاب في فشلهم وهم أخوت يوسف في الحقيقة ..!!

الى كل مسؤول هناك حتى لو جلس على أعلا كرسي في تلك الأدارة .. ستكون أنت ومن وكلت إليه تلك المهمة خصمنـــا يوم القيامة .. وثق أنكم في هذا الشهر جمعتم من الوزر ما سيثقل كاهلكم .. أدرك مرارة هذه الحروف ولكنها أقل ما تزف لمن استخف بحياة الأنسان وحقوقه .. فالأمر لا يحتاج الا لعقول تعرف كيف تدير تلك الأزمة .. الى عقول تفكر في حلول لا أن تفتح الأبواب ثم تلوذ بالفرار كما يفعل الجبناء .. فالأمر بكل رمته فشل ذريع لأدارة تتبع قطاع نظن أن القائمين عليه أخذوا من الدورات ما يكفي لأدارة الأزمات .. ولكن الواقع الذي شاهده الجميع .. ( ماشية بالبركة ) .. وياقلب لا تحزن ..!!

يا سمو وزير الداخليـــة .. لا شك أنك سمعت عن تلك الفوضى ولاشك أنك المعني بهــا قبل غيرك .. فهل اقتنعت أو أقنعك الفوضويون أنها أزمة .. وهل حقــا تظن أن الأمر يستساغ أن يكون بتلك الصورة .. أليس من مسؤولياتك يا سمو الأمير أن تحافظ على أرواحنـــا أليس أنت رجل الأمن الأول الذي يسهر على راحة المواطن السعودي في كل أرجاء هذا الوطن .. فهل يقبل الخلل أن يكون في ثوب الراقع ..!!

يا سمو الأمير .. الجواز الآن بيدي .. ولكني والله الغيور على وطني المحب العاشق لتراب تدب عليه أسرتي الكبير شعبنا السعودي .. ولم أكن هنــا الا مناشدا لستر خلل لا يليق بنــا ولا بكم .. لا نطالب بمحاسبة أحد ولا بإقالة مسؤول في تلك الأدارة .. ولكن ننشد أبسط حقوقنــــا أن يحافظوا على أرواحنــــا .. فهي مسؤوليتهم أمام رب العباد وأقسموا حين تخرجهم على ذلك .. ولأننـــا نثق فيك .. كانت الحروف لك ولن تخذلنا كما خذلتنـــا إدارة الجوازات .. والله من وراء القصد ،،

الظــاهـرة

ملحوظة:

@المقطع المرفق حدث بعد اسبوع تقريبا مما شاهدته وليس اليوم الذي نفذت فيه خطتي

:

@ خصم خاص 30 % لأول ثلاثين مواطن يرغب باستشارة لكيفية تجديد جوازه